أيُّها الحبرُ الأحمر... تِبْرُ الأرضِ مَغْناك... عَبَقُ القصيدِ شَذاك... والزهرُ الأصفرُ مَحْلاك... والحبُ والعشقُ، مرثاكَ الأخير...
بقلم: أ. محمد أحمد حمود...
شهيدٌ...
وتحاليتَ وتعاليتَ
وتسامرتَ مع الشفقِ الأحمر...
تحاليتَ وتعاليت...
وسيفُكَ شفرتانِ ومقبضُ
والعزمُ النازفُ منْ عينيكَ بلسمُ
يا أيُّها الربيعُ الذي لامسَ الجفون...
علِّمْنا لغةَ السماء...
وانثُرْ تَحاياكَ وَميضاً من نارٍ وماء...
واعْزفْ نشيدَك السَّاحر...
ثمَّ إرحلْ...
إرحلْ... ثم تكلَّمْ...
أيُّها الحبرُ الأحمر...
تِبْرُ الأرضِ مَغْناك...
عَبَقُ القصيدِ شَذاك...
والزهرُ الأصفرُ مَحْلاك...
والحبُ والعشقُ، مرثاكَ الأخير...
أيُّها الشهيد...
تُرابي أنت...
صامتٌ أنت...
ضجيجكَ سحرُ البنادق...
وأزيزُكَ عصفُ مِنْ ليِن الندى...
أنتَ الصدى...
أنتَ الصوتُ والمدى...
والقمرُ الحالمُ في ليلكَ جمالُ نضالِك...
والشمسُ والنورُ، وجهُ نهارِك...
والنهرُ الهادرُ من بقايا دماكَ سال...
والنجمُ من وهجِ ظِلالِكَ لمْلمَ آخرَ حكاياه... وسار...
سارَ يخيطُ الجرحَ بزهراتِ الياسمين...
يضمدُ القلبَ بذكرٍ ودعاء...
ويسبحُ في الروحِ مع الريحِ يلوحُ من بعيد...
أنا الشهيد..
أنا إطلالةُ الوردِ من أعلى القِمَم...
أنا أُنشودةُ القندول..وشتلةُ التبغِ...
أنا قلمُ المحاور...
دَمي محبرةُ الجنوب...
ما بلغتُ العشرينَ وفي يديَّ زِناد...
ما بلغتُ العشرينَ وفي ساحي وطن...
أنا الشهيد...
في الثلاثينَ في الأربعينَ في الخمسين... وأكثر...
أناورُ في الصبح... أستحي من ضجيجي،
وأخاطرُ في مسائي وصورتي من هواء...
ومع الفجرِ أصدحُ للصلاة...
هدوئي من بكاء...
أنا الشهيد...
لا ذاكرةَ لي بين أدراجِ السهر...
لا حياةَ لي في ذاكرةِ السمر...
أنا الضوءُ...
والفراشاتُ تحاوِرُ عمري...
تموتُ هي...
وأحيا أنا...
أنا الشهيد...
أبحثُ عن عمري هناك...
خارجَ السُويْعات...
أبحثُ عن عمري هناك خلفَ الحجاب...
أحْيا أنا، ولا أموت...
أحْيا هنا عند الحسين...
أنا الشهيد
أنا الشهيد...