يستمر الإصرار الروسي على توسيع تشكيلة المعارضات السورية المشاركة في الجولة الثانية من المؤتمر الدولي المقرر إستئنافها في العاشر من شباط الجاري.
احمد الحاج علي- موسكو
يستمر الإصرار الروسي على توسيع تشكيلة المعارضات السورية المشاركة في الجولة الثانية من المؤتمر الدولي المقرر إستئنافها في العاشر من شباط الجاري.
وفي تصريح للصحافيين في ختام مؤتمر عقده رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما الروسي اليكسي بوشكوف، أشار إلى أفق سدود للحلول العسكرية في سوريا . و أضاف: في هذه الظروف تبقى المفاوضات الطريق الوحيد الممكن أن يؤمن مستقبلا آمنا في هذا البلد، لذلك أعتقد أن الجولة الثانية من المفاوضات متوقعة و الارجح أن تجري في موعدها المقرر إلا أنه من الصعب التكهن بنتائجها في الوقت الذي يتم دعم المعارضة في سوريا من الخارج.
و ربط بوشكوف بين ثبات الموقف الروسي حيال الأزمة السورية و الضغوطات التي تمارس على بلاده من الخاصرة الأوكرانية و قال: فيما يتعلق بالولايات المتحدة و أوكرانيا فاستطيع ان اربط الكلام بتصريح السيد كيري الذي أجراه في ميونخ، بأن الولايات المتحدة بشكل صريح تدعم المعارضة، و جاهزون للقيام بالضغط على الحكومة الأوكرانية، فالولايات المتحدة قد أتخذت نفسها طرفا في هذا النزاع ، إلا أنه من وجهة نظري الولايات المتحدة تملك إمكانيات محدودة للتأثير في هذا البلد، فالمقومات المالية الحرة ليست متوفرة للولايات المتحدة في ظروف دينها العام الهائل، و برامج المساعدات المقرر ان يطبق وفق حدود الموازنة، غير قادر على التأثير على الوضع الإقتصادي بفعالية في أوكرانيا، لذلك أعتقد أن سياسة الولايات المتحدة سوف تتركز حول دعم القوى المعارضة، و ممارسة ضغوطات على حكومة أوكرانيا، و السعي بشكل أو بآخر لدفع الرئيس ينوكوفيتش للإستقالة إما عبر إعلان عن إنتخابات مبكرة، أو بطرق أخرى، و من ثم دعم مرشح الغرب في الإنتخابات المقبلة بذلك أعتقد يمكن تلخيص سياسة الولايات المتحدة الاميركية في أوكرانيا.
وفي إشارة لزيارة رئيس ما يسمى بالإئتلاف أحمد الجربا إلى موسكو و لقائه الوزير لافروف، صرح بوشكوف أن المفاوضات و المحادثات مع المعارضات السورية تتصف بالسرية، وخلال المسار التفاوضي في جينيف، تسعى روسيا لتواصل ليس فقط مع السلطات الرسمية السورية، بل و مع تلك القوى المعارضة، التي تعترف ببيان جينيف المقر منذ عام، فلو قدر توسيع قوام تلك القوى، فإن روسيا سوف تنظر بإيجابية لتوسيع تشكيلة المشاركين في المؤتمر، و الامر الوحيد الذي استبعده هو التواصل مع ممثلي المنظمات الراديكالية الإسلامية كجبهة النصرة اللذين يراهنون على حل عسكري للأزمة، و المعروفين بتصرفاتهم البربرية مع المواطنين المدنيين، ما أثبتوه مرارا بذبحهم قرى بأكملها و بقيامهم بأعمال الترهيب و الإرهاب. فمع هذا النوع من المعارضة لن يكون لنا أي تواصل.
وحول مشاركة ايران في مؤتمر جينيف قال بوشكوف ان قوى مؤثرة وقفت ضد مشاركة إيران منها دول كبرى من تلك المنطقة، و تحت ضغوطاتهم و تأثيرهم إتخذ الأمين العام للأمم المتحدة قرارا لسحب دعوته لإيران، روسيا تعتبر ان هذا خطأ و نعتبر أن إيران أهم دول المنطقة، و تجري حول برنامج إيران النووي المفاوضات بعد سنين طويلة من الطرق المسدودة. نحن نرحب بهذا المسار التفاوضي، و من المنطقي بشكل كامل دعوة إيران إلى هذا المؤتمر، حتى الآن إيران لا تشارك و لكن مسالة مشاركتها ما تزال تناقش في أوروبا، وعلى الساحات الدولية، و في أوروبا هناك جملة واسعة من الدول تعتقد من الضروري أن تكون إيران جزءا من مؤتمر جينيف.