أشبه "بتجار دم" يتحول بعض سياسيي فريق 14 آذار في لبنان ، فهُم يعزفون لحن الموت على طريقتهم مع كل شهيد يسقط في موجة الحقد التكفيري التي تضرب لبنان و بيئة المقاومة.
حسين ملاح
أشبه "بتجار دم" يتحول بعض سياسيي فريق 14 آذار في لبنان ، فهُم يعزفون لحن الموت على طريقتهم مع كل شهيد يسقط في موجة الحقد التكفيري التي تضرب لبنان و بيئة المقاومة .لحن يُغلف بقالب تحريضي ويردد على شكل مقولة "لو لم يتدخل حزب الله في سورية لما حصل ما حصل".
كلماتٌ يتلطى خلفها افرقاء في 14 آذار لتصويب سهامهم نحو اللبنانيين وبيئة المقاومة محاولين اللعب على وتر تأليب الرأي العام ضد حزب الله بكلام يهدف الى "تضليل العقول" والادعاء ان المقاومة استجلبت الارهاب نتيجة قتالها في سورية.
طبيعي ان تتماهى هذه المواقف مع منظومة اقليمية ودولية انغمست في لعبة الموت السورية منذ الاشهر الاولى للازمة ، وسخرت لها طاقات متعددة من مال وسلاح و"جهاديين" وتشريع الحدود وفتاوى دينية وتحريض مذهبي وعقوبات ..والقائمة تطول.
لبنانيون..و"لعبة الموت"
كالعادة كان لبعض اللبنانيين دور في سفك الدم الجاري على الارض السورية سواء بتهريب المقاتلين والسلاح او توفير البيئة الحاضنة لجماعات مسلحة ، وطبعاً لا يجرؤ هؤلاء السياسيون على المجاهرة بانغماسهم في تسعير الحرب السورية ، تاركين الامر الى لاعبين صغار يسهل التبرؤ منهم ونبذهم اذا تم كشفهم وحرقهم. ومن المفيد ذكر جزء يسير من حجم تورط بعض اللبنانيين في سورية ، على سيبل المثال لا الحصر:
*ضبط باخرة لطف الله لتهريب الاسلحة الى سورية عبر الاراضي اللبنانينة (عام 2012)
*تصدي الجيش السوري لمحاولات مستمرة لتهريب المسلحين بينهم لبنانيون (كمين تلكلخ المشهور اواخر العام 2012)
*اعلان التيار السلفي في الاردن اواخر العام الماضي عن مقتل أكثر من 800 لبناني في سورية.
*قيام لبنانيين بتنفيذ عمليات انتحارية في حلب وحمص وريف دمشق كما اقر المرصد السوري المعارض.
*الاتهامات التي وُجهت الى نائبي كتلة المستقبل عقاب صقر وجمال الجراح حول دعم وتمويل الجماعات المسلحة في سورية.
اما حزب الله الذي جاهر منذ اللحظات الاولى لتدخله في سورية ويشيع شهدائه بفخر وعزة ، يضع عناوين لمعركته تختصر بحماية لبنان وظهر المقاومة.معركة كانت باكورتها في ربيع العام الماضي حين أبعد الحزب عبر معركة القصير وريفها الاف المسلحين جلهم اجانب كانوا يتواجدون عند الحدود اللبنانية الشرقية من ناحية الهرمل.
قرار لم يقدم عليه الحزب الا بعد تفاقم تهديد الجماعات المسلحة على المدنيين داخل لبنان بعد أشهر من اعتداءات طالت عشرات الاف اللبنانيين المقيمين في القرى الحدودية السورية ، لذا وجد الحزب نفسه مضطراً للدخول في معركة الدفاع عن لبنانيين ينتمون الى طوائف متعددة ، والتصدي لمشروع يهدف الى ضرب المقاومة ، كما "تباهى" أكثر من مسؤول في المعارضة السورية منذ الايام الاولى للنزاع حين قالوا "انهم سينتقلون لمحاربة حزب الله بعد انتهاء معركتهم مع النظام".
خطر تلك الجماعات المسلحة ظل قائماً لكنه تراجع الى حد كبير مقتصراً بعض الصواريخ العشوائية التي لا تفرق بين مدني وعسكري ولا بين مسلم سني او مسلم شيعي او مسيحي كما جرى مؤخراً في بلدة القاع البقاعية.
تراجع القدرة في تكثيف الهجمات الصاروخية انطلاقاً من الارض السورية جعل رعاة المسلحين ينتقلون الى تنفيذ العمليات الانتحارية بعد خلق الارضية التمهيدية عبر تحريض مذهبي وتضليل اعلامي قل نظيره ، واول ما استهدفته تلك الاعتداءات الاهداف المدنية والسكنية بغية إيقاع اكبر عدد الابرياء.
لاجل لبنان تدخل حزب الله..
هذا الكم من الحقد التكفيري يترجم على الساحة اللبنانية رغم تغير الخريطة العسكرية بعد معركة القصير ، فماذا لم بقيت تلك الجماعات تسرح وتمرح عند ريف حمص الجنوبي طارقة ابواب القرى الحدودية كالقصر وحوش السيد علي …وصولاً الى مدينة الهرمل؟؟.
سؤال يجيب عليه مدير مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران في حديث لموقع المنار معدداً الخسائر التي سيتكبدها لبنان:
*اقامة شريط حدودي دموي يمتد من بيت جن في شبعا وصولاً الى تلكلخ مقابل الشمال اللبناني.
*خنق لبنان اقتصادياً كون سورية تشكل الرئة البرية لاتصال البلاد بالعالم العربي ، اضافة الى المساعدات التي يتلقاها لبنان من سورية ، آخرها قبل ايام عبر ربطه بشبكة الكهرباء السورية.
*ضرب لبنان امنياً وتحديداً جيشه الذي تعرض للعديد من مشاهد القتل والتنكيل والخطف في جرود عرسال المتاخمة للاراضي السورية.
*نشوء امارات تكفيرية عند الحدود اللبنانية - السورية كامارة يبرود وامارة تلكلخ ...التي ستكون قابلة للتمدد بسهولة الى الداخل اللبناني.
*تكرار السيناريو العراقي (عشرات الاعتداءات والتفجيرات الانتحارية يومياً التي لن تقتصر على مناطق محددة).
*انتقال شرارة الحرب بين تنظيم "داعش" ومنافسيه الى الحدود اللبنانية ، فهؤلاء يتقاتلون الان في الرقة ودير الزور وادلب وحلب والحسكة وحماة وريف حمص الشمالي ، فما الذي سيمنعهم الانتقال الى لبنان.
ما فعله حزب الله من منع توسع رقعة النيران السورية تجاه لبنان تنتهجه الان دولاً تفوق قدراتنا بعشرات المرات لحماية نفسها من ارتدادت الفوضى السورية.فتركيا المنضوية تحت راية حلف الاطلسي بدأت باستهداف مباشر لجماعات مسلحة كتنظيم "داعش "بعد اعلان الجيش التركي مؤخراً ضرب مواقع للتنظيم في ريف حلب ، كذلك يخوض الجيش العراقي معارك طاحنة مع التنظيم الذي يتخذ من مناطق في محافظة الانبار قاعدة خلفية لهجماته ضد العراقيين والسوريين ، ما دفع بشيوخ عشائر "مناهضة" لرئيس العراقي نوري المالكي في الفلوجة الى حد المطالبة بدخول الجيش العراقي الى المدينة وانهاء معاناة الاهالي مع الجماعات التكفيرية وفق تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره يضاعف الاردن عديد قواته عند حدوده الجنوبية مع سورية رغم مظلة الامان التي تحظى بها عمان من قبل اطراف غربية وخليجية ، مع ذلك تبدي السلطات الاردنية خشيتها من خطر محدق بالبلاد نتيجة توسع الفكر التفكيري.اما السعودية "راعية" فريق 14 آذار بدأت تتحسس اخطار انتقال من يحمل الافكار التكفيرية اليها بعد اداء "المهمة الجهادية" في سورية ، وصدر أمر ملكي ينص على "فرض عقوبات على من يقاتل بالخارج أو ينتمي لتيارات متطرفة دينية أو مصنفة إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً أو يدعمها أو يروج لها" ، كذلك فعلت بريطانيا ودول غربية اخرى.
بعد كل هذا ينبري ساسة في لبنان ممن امتهنوا المتجارة بدماء الاخرين ، الى شن حملة شعواء ضد حزب الله متماهين مع محور يبدأ في الخليج وينتهي خلف شواطىء الاطلسي الغربية أي واشنطن ، وشغله الشاغل دفع حزب الله الى ترك مهمته في سورية لوضعه لاحقاً امام معادلة مشروطة "العدو من حولكم والبحر من امامكم ..فأين المفر".