جولة في الصحافة العربية يوم الاثنين في 14-2-2011
جريدة الرياض السعودية/ المقال: يقظة أمة../ (كلمة الرياض)
العصر الجديد سيقود إلى خلق مفاهيم مختلفة تجاه المواطنين العرب الذين عانوا القهر والتفرقة والتهميش، وقد أدركت قوى خارجية أن مخزون الغضب عند الشعب العربي كبير جداً، وأنه تحرك بدون إيحاء أو وصاية من أحد، إذ إن أمريكا التي عرفت معظم الزعامات العربية، ودقّقت في هوياتهم وسلوكهم، وتعاملت معهم بدونية لتبني سياساتها باتجاه مضاد للشعب، هي من فهم الرسالة الطويلة، وأن التعامل القديم، سواء بالإملاءات، أو قتل السلام والتآمر على الأرض الفلسطينية، والتحالف مع إسرائيل ضد طموح عربي، خرجت عن الدائرة القديمة لتؤسس علاقات تُبنى على التكافؤ في كل شيء، وهذا ما جعل اهتمامها بثورة مصر يطغى على أحداث داخلية وخارجية.
الوطن العربي الذي ظل بدون رأي إلا عندما تختزل شخصيته ونفوذه بالزعيم الذي يعطي نفسه الرتب العسكرية والمدنية، وتوزع صوره على الميادين والمكاتب، وكل من لا يرضخ لهذا السلوك يفقد هويته ووظيفته، ويُحجر عليه داخل مدينته، لكن ما جرى في تونس ومصر غيّر المعادلات فصار المواطن بذرة جديدة في حقل الحرية، وهو ما قاله الشاعر المصري أحمد شوقي: وللحرية الحمراء بابٌ بكل يد مضرّجة يدقُّ.
جريدة الخليج الاماراتية/ المقال: 400مليون مبروك/ سعد محيو
ديفيد بن غوريون اعتاد أن يقول إنه كان يخشى دوماً ظهور زعيم بين العرب، يوحّد قلوبهم وصفوفهم ويحوّلهم مجدداً إلى أمة كبرى .حسناً . هذا الزعيم لم يظهر، أو أنه ظهر وتآمروا عليه (جمال عبدالناصر)، لكن ما ظهر مكانه الآن هو 400 مليون مواطن دفعة واحدة.
الآن، سننهض كل صباح بأمل جديد . بحلم جديد . بثقة لاتنضب بالذات العربية .نعرف أن مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية لا تقل صعوبة البتة عن مرحلة الخروج من الديكتاتورية، لا بل هي قد تكون أصعب .
بيد أننا نعرف أيضاً، أننا خرجنا من هامش التاريخ وعدنا إلى قلبه، وهذه رحلة لاعودة فيها إلى الوراء .رحلة لا يقودها هذه المرة حاكم مُلهم بل 400 مليون مواطن . فليتململ بن غوريون في قبره قدر ما يشاء .
جريدة الجمهورية المصرية/ المقال: انتفاضة وثورة وإصلاح في زمن قياسي/ محمد علي ابراهيم
لقد برهنت الثورة الشبابية ان النظم العربية السائدة سواء ملكية أو جمهورية قد باتت في مرحلة الشيخوخة! وقد زحف تصلب الشرايين إلي أذهان كثير من الحكام فلم يستطيعوا أن يميزوا بين متطلباتهم وما يحتاجه الشباب.
الثورة كانت ناضجة فلم تنزلق إلي القوي الانتهازية المحلية أو الاقليمية التي أرادت استغلال الانتفاضة المباركة وتوظيفها في خدمة أهداف خاصة بها.
ثورة بيضاء لم ترق نقطة دم واحدة بل انها قدمت شهداء رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية فأينعت في فترة وجيزة وتساقطت ثمارها الناضحة.. هذه الثورة ستدرس للطلاب في مناهج التاريخ والجغرافيا السياسية باعتبارها أول ثورة تنتصر علي عناد الحاكم وتجبره علي ترك منصبه دون سفك للدماء.