تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 7-2-2014 الحديث محليا عن ملف تاليف الحكومة في ظل الحديث عن عن معوقات وفرضيات حالت دون الإعلان عنها أمس الخميس
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الجمعة 7-2-2014 الحديث محليا عن ملف تاليف الحكومة في ظل الحديث عن عن معوقات وفرضيات حالت دون الإعلان عنها أمس الخميس ، و يبقى السؤال المطروح بقوّة: هل ستحل عقدة التأليف بتوزيع التكليف بحسب رغبة الأفرقاء ؟
اما اقليميا فتحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية للازمة السورية ولا سيما الهجوم الأخير الذي نفذه المسلحون على سجن حلب المركزي والذي باء بالفشل .
السفير
8 سنوات على "التفاهم" الذي حمى التوازنات
"تلزيم" النفط أم الرئاسة.. بعنوان الحكومة؟
ليست المداورة ولا عدمها. ليست الحقائب ولا الأسماء الا ذرائع. صار التأليف الحكومي، بتعقيداته المفهومة أو المجهولة، حمّال أوجه كثيرة، سواء صدر المرسوم أم لم يصدر.. لكن الأكيد أن إرادات التأليف الإقليمية والداخلية، متضافرة في هذه اللحظة، على تعطيل "الفرصة" لا بل تبديدها.. ربطا بحسابات كثيرة، أقلها خريطة النفط الجديدة في لبنان والمنطقة.
تخاض المعارك دفعة واحدة بعنوان "الحكومة"، فيما التأليف له حساباته المتبدلة على مدار الساعة، بدليل الشروط التي استجدت، أمس، وجعلت المداورة تنكسر على قاعدة إسناد حقيبة "الداخلية" للواء أشرف ريفي مقابل إعادة الطاقة إلى "تكتل التغيير" ولو تسلمها وزير غير جبران باسيل.
صحيح أن "حزب الله" قوة إقليمية، لا بل انه شريك في تقرير مصائر المنطقة، ونموذج قلّ مثيله في العقود العربية الأخيرة، لكنه عندما ينخرط في اللعبة المحلية، خاصة في الزمن السوري غير المسبوق، يبدو أكثر تواضعا من أي وقت مضى وحساباته مختلفة.
هنا يتقدم دور شريكه وحليفه نبيه بري. لا يريد "الثنائي" أي مسّ بالبيت المشترك. هذا عنصر أول من عناصر قوتهما معا. من بعده، تأتي عناصر أخرى. العلاقة بالدولة وبمؤسساتها وخاصة الجيش. العلاقة بالمكونات السياسية والطائفية اللبنانية كلها وخاصة ميشال عون. العلاقة بقوى اقليمية وخاصة ســوريا وايران.
محليا، لم يتمكن "حزب الله" من إيجاد شريك سنّي يعوض خسارته لـ"المستقبل" منذ لحظة انهيار "التحالف الرباعي". كل مشاريع "الشراكات" ظلت أضعف من رهان التعويل عليها.. حتى أن هؤلاء يأخذون على الحزب أنه لم يتعامل معهم يوما بوصفهم حيثية قائمة بذاتها، بل مجرد بديل عن ضائع.. لا بد وأن يجمعهما "بيت الطاعة" معا في يوم من الأيام.
بهذا المعنى، شكّل ميشال عون، بالفائض المسيحي الذي يمثله منذ 2005 حتى اليوم، أفضل تعويض، فكان توازن لبناني، أرساه "تفاهم شباط 2006"، ولو أن "حزب الله" قد فرّط به، لبدا مكشوفا.. في الداخل، لكن للمعادلة وجها آخر، فقد أفاد "الجنرال" من رصيد حليفه ونفوذه الممتد من بيروت الى طهران، بأكثر مما تبيح له معادلات الداخل اللبناني، ولو أنه لم يحسن الاستثمار دائما.
برغم ذلك وغيره، تبدو علاقتهما أحيانا مشوبة بمنظومة حسابات ومصالح متضاربة. بعد السابع من أيار 2008، توجه وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بسؤال محدد إلى السيد حسن نصرالله: ما هي لائحة مطالبكم؟ فأجابه نصرالله: التراجع عن القرارين (إقالة العميد وفيق شقير وتفكيك شبكة اتصالات الحزب). قال له بن جاسم: فقط تريد التراجع عن القرارين؟ وكان جواب "السيد": نعم. فقط. فقط. فقط.
كان مناخ الوسيط القطري يشي بأن لبنان على عتبة "ميني طائف"، وأن المطالب ستتجاوز قرارين سقطا بمجرد أن أحكم "حزب الله" قبضته على العاصمة ومرافقها ومؤسساتها الأساسية.. غير أن الجواب كان أوضح من الواضح.
برغم كل الاتهامات التي تكال له، بدا أن "حزب الله" لم يغادر مربع التواضع السياسي. هو مربع لطالما أزعج ميشال عون الذي بدا متحمسا في غير مرة للقتال بزنود حلفائه وعضلاتهم.. من نظرية "اقتحام السرايا الكبير" في لحظة بدء اعتصام رياض الصلح.. إلى يومنا هذا. يوم الوزارة والرئاسة والطاقة.
كان بمقدور عون أن يكون مقررا أساسيا في تحديد هوية رئيس جمهورية لبنان في العام 2008، لو أنه عمل بنصيحة الوفد الأوروبي الذي زاره في الرابية، وأفضى إليه بأن حظوظه معدومة.. ولكنه يستطيع أن يكون اللاعب الأول في مسرح الرئاسة الأولى.
راهن ميشال عون قبل ست سنوات على الرئاسة، وخاصة بعد أيار 2008، فأوصل ميشال سليمان على حصان أبيض.. ولو أنه استطاع إدارة العلاقة مع سيد بعبدا الآتي من مضارب مؤسسة عسكرية واحدة، بطريقة مختلفة، لتبدلت معطيات كثيرة على مستوى حضور "التيار" في إدارات الدولة ومؤسساتها.. ولكن حصل العكس.. والمسؤولية تقع على الاثنين معا!
يسجل للحزب أنه ساهم في تكريس حضور وازن لميشال عون في حكومات ما بعد انتخابات 2009، ولكنه في مفاصل أساسية، لم يكن قادرا على المسايرة. نموذج التمديد لقادة الأجهزة الأمنية (العماد جان قهوجي تحديدا) أو تعيين قادة جدد (نموذج "فيتو" الرابية على اللواء عباس ابراهيم بعنوان أنه موقع ماروني). نموذج التمديد للمجلس النيابي الحالي. نموذج الانخراط في الحرب السورية. صحيح أنه يدين له الى "يوم الدين" وقوفه الى جانب المقاومة في تموز 2006، يوم وقف العالم كله في وجهها، وحماية جمهورها بالتوازن الذي أنتجه "التفاهم"، ولكنه لا يساير في قضايا استراتيجية، مثل العلاقة مع نبيه بري.
ولطالما أخذ الحزب على "الجنرال" أنه يملك هوامش أوسع من هوامشه، في ما يخص العلاقات الداخلية والخارجية. نصحه بالانفتاح على سعد الحريري ووليد جنبلاط، في عز خصومته معهما، كما في لحظات الالتقاء. يسري الأمر على علاقات عون مع السعودية والأميركيين، غير أن عون، كان يضيّق على نفسه، ليختار فجأة، وبتوقيته هو، قرارا بالانفتاح، على السعوديين، في خضم حربهم "السورية" المفتوحة على "حزب الله".
لم يرفع الحزب الصوت.. لا بل زاد الطين بلة بأن عبّر "الجنرال" عن رغبة بالانفتاح على الحريري. بدا الرجل مهتما بتعبيد طرق محلية وإقليمية، تساعد في رفع حظوظه الرئاسية، فكان له ما أراد. حاور السعوديين، وكاد يزور الرياض لولا إشكال بروتوكولي ـ سياسي. التقى سعد الحريري، بمشيئة "مقاولين" في السياسة والأعمال. راهن على الرجل أكثر مما يمكن أن تبيح له خبر?