ولأنهما نسيج الأحلام الإبداعية وفكرة.. ولوحة لا تموت.. وضوء لا يخفت ولا ينام.. قام معهد الفنون في الجامعة اللبنانية بتكريم الفنانين التشكيليين الراحلين عبد الحميد بعلبكي و فؤاد جوهر يوم أمس الخميس .
ولأنهما نسيج الأحلام الإبداعية وفكرة.. ولوحة لا تموت.. وضوء لا يخفت ولا ينام.. قام معهد الفنون في الجامعة اللبنانية بتكريم الفنانين التشكيليين الراحلين عبد الحميد بعلبكي و فؤاد جوهر يوم أمس الخميس في مبنى الجامعة اللبنانية - الحدث .
البداية كانت مع القرآن الكريم مع الطالب محمد مدلج من بعده كان التعريف للدكتور علي شعيب وقدم لفيلم وثائقي أعد خصيصا للراحلين.
مدير معهد الفنون الجميلة الدكتور أكرم قانصو أشار في كلمته إلى أن الأستاذين الراحلين هما من خريجي المعهد ومن أهم اساتذته اللذين أعطيا حتى الرمق الأخير مشيرا إلى ان فقدهما يعتبر خسارة لا تعوض للجامعة وللحركة الفنية في لبنان .
ولفت قانصو إلى انهما كان لديهما الإيمان بالرسالة التعليمية والفنية والتفاني في خدمة الطلاب والصدق في العطاء والإلتزام .
ومن ثم كانت كلمة أساتذة معهد الفنون الجميلة د.حسين شعبان حيث أشار فيها إلى ان الفقيدين خطفهما الموت وهما في ريعان الشباب وقمة العطاء انطلقا معا في رحلة التعليم وكان لكل منها حياته ونمطه الخاص به ،عبد الحميد المرهف الاحساس الهادئ الطبع الكثير من عمق المعاني والدلالات ،وفؤاد جوهر صاحب النظرة الثاقبة والموسوعة في علم الألوان وتقنايته .
وأضاف "ترك لنا الفقيدان نتاجا مهما نعتّز به كما أعدا أجيالا من الفنانين يفتخر بهم الوطن .
وبعدها كانت الكلمة لصديق الفقيدين الدكتور حسن جوني حيث أشار الى ان الفنان بعلبكي كان قائم بالأعمال داخل المعهد وجوهر داخله وخارجه ،وقال جوني"فؤاد كان يعرف ان المعهد يقدم بعض المواد لطلاب الدبلوم وحين توقف المعهد في بعض الفترات كان هو وبأريحية هائلة يقدم المواد للطلاب بنبل كبير" .
أما بعلبكي فكان كالنهر المتحرك يذهب الى طلابه لكي يشربوا وكان يقضي وقتا طويلا في المعهد وكأنّه يقيم فيه .
وأضاف كنت أرى بفؤاد صفاء الأكواريل وبعبد الحميد كثافة الشعر .
وختم "نستخرج من نحب إلى الحياة وأستحضرهما بالصوت والصورة والموت يصبح خفيفا والحضور يصبح ثقيلا وكثيفا".
ومن ثم كانت قصيدة للدكتور محمد أبو علي مما جاء فيها :
يا حادي الليل ما في العمر مؤتمل ...أغلى الأحبة في كانون قد رحلوا
بالأمس كانوا هنا واليوم إين هم ؟ ... من بعضهم عبق أشياؤهم طلل...
هو الجنوب هواهم ..صنو قبلتهم ... هوى الجنوب إذا ما هب يشتعل ...
صيدون هاتي يديك لملمي وجعا .. أضنى فؤادا فهل أضناك يا جبل ؟
ويا عديسة كوني للنوى مزنا .. وقولي ..قولي جوى لو تسعف الجمل ...
هو الفراق يدق البال يشعلنا ....وليس ليس صفاء العمر يكتمل ...
ومن ثم كانت كلمة رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الأستاذ الياس ديب وقال"نستحضر الغياب بالذكرى وننتظر الصور على مفارق السطور ..نصغي إلى أصواتهم تتردد أصداء في مفاصل الحروف لكل منهما".
وأضاف" لا بد من التأكيد على الأصالة والجدية عند عبد الحميد من الناحية الفنية والتربوية والإدارية ولوحته عاشوراء تشهد على ذلك "،وفؤاد كان ملونا للفرح والأمل والحياة .
وبعده كانت كلمة الفنان والناقد د. فيصل سلطان وقال" عبد الحميد كان متفوقا في طروحاته الفنية حيال استلهام النسيج التراثي، واللوحة عند عبد الحميد هي نسيج مواقفه وعواطفه و ذكرياته. لذا كانت لوحاتُه تعكس في بعض وجوهها شغفَه الرومانسي بحب الطبيعة الجنوبية وحبه الدفين لكتابة الشعر وجمع المخطوطات القديمة. فقد كان أشبه بموسوعة متنقلة لا تقطف إلا النادرَ والثمين من المعلومات المستقاة من المخطوطات والكتب القيّمة التي طواها النسيان".
وأضاف"من ناحية أخرى تجسدت الانطلاقة الاولى للفنان فؤاد جوهر من خلال جدارية (العبور) التي رسمها لمناسبة انتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي وعبوره قناة السويس، بأسلوبٍ متعاطف مع التكعيبية. ثم مالبث ان جنح كمجل فناني جيلنا نحو اختبارات اللوحة الحروفية باعتبارها من الروافد الثقافية للوحة التجريدية من منطلقاتها الشرقية. كما شكلت مدينتُه صيدا منذ أواخر السبعينيات حوافزَ ابداعية للغوص في نسيجها التراثي، فساهم في اعداد فيلم وثائقي عن إرثها الحضاري، كما رسم طوال أربعينَ عاماً فضاءاتِ مناظرها البحرية وشوارعِها القديمة وأزقتها وشواهدَ عماراتها التراثية المعرضة للخراب والاندثار. فقد سعى الى إعلان اللوحة كمشروعِ ثقافي يعيد شيئاً من الوهج الى الامكنة الأثرية المصابة بلعنات الاهمال والنسيان".
كلمة طلاب الفنانين الراحلين القتها أحلام عباس وقالت" هذان الأستاذان الكبيران كان رحيلُهما حزيناً، كما كان خسارةً فنية وإنسانية كبيرةً للبنان ولمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، ولكنهما سيبقيان بستان مزهرا على حفافي انسيابات الضوء، قريبين من ذاكرة المكان، على تماس مع الروح والوجدان".
وأضافت"صامتان نعم ولكن من في وسعه أمام لوحاتهما الناطقة أن ينكر أنه يسمع همس النجوى ، في رقراق عذوبتها والتذوق ؟ من قال إن اللون يموت ؟".
ومن ثم كانت كلمة علي جوهر نجل الفقيد فؤاد جوهر وقال فيها" نعجز عن وصف ألم الفراق لكن الألم فانٍ يزول أما ذكراك فخالدة ".
وأضاف"ملأت ذاكرة الأحبة ألوانا جميلة بابتسامتك التي لم تكن يوما تفارق وجهك المنير بطيبتك الساطعة بوفائك للجامعة ".
وأردف بالقول"لربما الموت أقوى من الحب ولكنهما معنا الآن ..انظروا إلى انفسكم الا ترونهم في عيونكم وفي قلوب من يحبّان؟".
كلمة آل بعلبكي القاها الأستاذ أحمد بعلبكي وقال" عبد الحميد كان جنوبي الهوى ولبناني الهوية حتى أسمى ابنه لبنان".
وأضاف" هو من جيلنا ومثال نعجز عن تقليده شاعر ونحات ورسام يؤنس الناس في القرية يروي لهم النوادر والأمثال الشعبية ويرسم شخوصهم ".
وأضاف"لقد بنى عبد الحميد قصرا في العديسة طيلة 20 عاما حجرا حجرا ولوحة لوحة وهو لا يصّح للسكن ولا للبيع هو أقرب إلى ان يكون متحفا وانا ادعوكم الى زيارته لتتعرفوا اكثر على هواجس عبد الحميد وافكاره ".
وفي الختام تم توزيع درعين تذكاريين على آل الفقيدين .