جولة في الصحف الاجنبية ليوم الثلاثاء في 15-2-2011
البرادعي يتنكر لاتفاق السلام
صواريخ القسام قادرة على اختراق "قبة" إسرائيل
المزاج الإقليمي تغير بعد تونس
نظام مصري أكثر عدائية تجاه اسرائيل
البرادعي يتنكر لاتفاق السلام
"اسرائيل اليوم"... كتب دوري غولد :يوم الاحد الماضي أجريت مقابلة مقلقة جدا في البرنامج الاخباري 'لقاء الصحافة' في شبكة ان.بي.سي مع أحد زعماء المعارضة في مصر، محمد البرادعي. وكادت المقابلة لا تحظى بالاهتمام. ديفيد غريغوري، أحد الصحافيين المجربين في واشنطن سأل البرادعي عن مستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر وأشار الى حقيقة وجود مشكلة جدية في إجابته.
ديفيد غريغوري: 'أجبني بنعم أو لا. هل على مصر أن تحافظ في المستقبل على اتفاق سلام مع اسرائيل'؟
البرادعي: 'أنا... أنا اعتقد أن نعم. ولكن... هذا ليس منوطا بمصر، يا ديفيد. هذا... منوط باسرائيل ايضا. لا ينبغي لاسرائيل أن تواصل سياسة القوة تجاه الفلسطينيين، وعليها أن تقبل ما يعرفه الجميع في أن للفلسطينيين الحق في اقامة دولة'.
غريغوري: 'يا د. البرادعي، أفكر كثيرا بالاشخاص الذين يسمعون هذا. الناس الذين سيسمعون هذا سيسمعون هنا تملصا وسيكون هناك تخوف كبير من زعيم محتمل لمصر يقول ان اتفاق السلام مع اسرائيل ليس متينا كالصخرة'.
البرادعي: 'وبالفعل، اعتقد... اعتقد بأن الجميع يقولون ان الاتفاق متين كالصخرة، لكن... لكن... لكن الجميع ايضا يقولون بذات النفس انه لا يغير في الأمر من شيء اذا كانت مصر ديمقراطية، ولا يغير في الامر شيئا اذا كانت دكتاتورية. الكل في مصر، الكل في العالم العربي، يريدون أن يروا دولة فلسطينية مستقلة'.
اختيار البرادعي للكلمات لم يكن بريئا. التأهيل المهني للبرادعي هو في القانون الدولي وقد سبق أن شغل مناصب رفيعة المستوى في وزارة الخارجية المصرية في أواخر السبعينيات، عندما بحثت اسرائيل ومصر في اتفاق السلام. احد العوائق في هذه المداولات كان مسألة هل اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر منوط بالتوصل الى اتفاق سلام شامل، بما في ذلك الاتفاق مع الفلسطينيين.
وتخوف رئيس الوزراء بيغن من أن يربط ذات يوم زعيم مصري بين اتفاق السلام وبين المفاوضات الاقليمية الاخرى، فيستخدمها ذريعة لإلغاء الاتفاق بين اسرائيل ومصر.
وكنتيجة لذلك، أصر بيغن على المادة 6 التي ورد فيها صراحة بان 'الطرفين يلتزمان بأن ينفذا بنية طيبة التزاماتهما حسب هذه المعاهدة دون أي انتباه لهذا العمل أو ذاك لطرف آخر'.
بتعبير آخر، حسب اتفاق السلام المصري الاسرائيلي محظور الربط بين اتفاق السلام والمسألة الفلسطينية. عندما يقرأ المرء ما قاله البرادعي في وقت سابق من هذا الاسبوع، يبدو أنه يحاول اعادة صياغة الالتزامات القانونية لمصر في نقطة ذات مغزى من اتفاق السلام المصري الاسرائيلي.
لقد اتخذ البرادعي في الماضي مواقف اشكالية ينبغي متابعتها بحذر. ودافع عن 'الاخوان المسلمين' قائلا لـ 'دير شبيغل' في 25 كانون الثاني ان 'علينا أن نكف عن تشويه صورة الاخوان المسلمين'. وقد عرضهم كغير عنيفين مدعيا بأنهم 'لم ينفذوا أي عمل عنيف منذ خمسة عقود'.
فضلا عن هذا التصريح، الذي هو غير صحيح، فقد صمت البرادعي فيما يتعلق بموقف الاخوان المسلمين من اتفاق السلام. وفي الاسبوع الماضي فقط قال رشال البيومي، نائب رئيس الحركة للتلفزيون الياباني انه 'بعد أن يعتزل مبارك وتنشأ حكومة مؤقتة، هناك حاجة الى الغاء اتفاق السلام مع اسرائيل'. الربط الذي جعله البرادعي بين الاتفاق مع مصر والمسألة الفلسطينية يتلقى وزنا آخر عند الأخذ بالحسبان بأن حركة الاخوان المسلمين هي حليفته السياسية.
صواريخ القسام قادرة على اختراق "قبة" إسرائيل
عن صحيفة "فويينو بروميشليني كوريير" :الأغلب ظنا أن المشروع الإسرائيلي الطموح لإنشاء منظومة صاروخية تحمي المدن الإسرائيلية من الصواريخ الفلسطينية لن يبصر النور.
واتجهت إسرائيل لإيجاد ما يحميها من الهجمات الجوية الفلسطينية منذ عام 2001 عندما بدأ الفلسطينيون باستخدام سلاح جديد لانتفاضتهم وهو صاروخ قريب المدى غير موجه يعرف بـ"القسام". وأسفرت الجهود التي بذلتها إسرائيل في هذا الاتجاه عن إعداد مشروع "ناوتيلوس" الذي يتضمن إنشاء سلاح ليزر مضاد للصواريخ القريبة المدى.
وتمت صناعة نموذج تجريبي من هذا السلاح في عام 2008 . إلا أنه بدا ضعيفا أثناء الاختبارات. وأوقفت إسرائيل العمل بهذا المشروع.
وطرح المهندسون الإسرائيليون بديلا يعرف بـ"القبة الحديدية" المتكونة من رادارات وصواريخ اعتراضية. ومن المفروض أن تحمي بطارية واحدة تضم 3 قواذف و20 صاروخا أطلق عليه اسم "تامير"، مساحة 150 كيلومترا مربعا ضد صواريخ القسام.
وكان من المفروض ألا يتجاوز سعر صاروخ "تامير" 45 ألف دولار. إلا أن الصحافة الإسرائيلية ذكرت أخيرا أن سعر هذا الصاروخ يبلغ 100000 دولار في حين لا تتجاوز كلفة إنتاج صاروخ القسام 200 دولار. وفضلا عن ذلك فإن الأمر يتطلب وقتا يتراوح بين 15 ثانية و30 ثانية لإطلاق صاروخ "تامير" في حين يصل صاروخ القسام إلى المدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة في زمن يتراوح بين 15 و30 ثانية، أي أن "القبة الحديدية" ليست قادرة على حماية المدن الإسرائيلية من الصواريخ الفلسطينية.
وربما لهذا السبب لم ير الجنرال غادي ايزينكوت قائد المنطقة العسكرية الشمالية، مفرا من كشف حقيقة "أن لا أحد سيبسط مظلة واقية فوق رأس كل إسرائيلي".
أما "القبة الحديدية" فقد تكون مهمتها حماية الجيش الإسرائيلي وليس حماية المدنيين.
مهما يكن من أمر فإن الحكومة الإسرائيلية أعلنت تأجيل نشر "القبة الحديدية" إلى الربع الأول من عام 2011.
المزاج الإقليمي تغير بعد تونس
كرستيان سينس مونيتور كتب دان ميرفي :من الصعب تقدير المدى الذي أسرت فيه الانتفاضة التونسية خيال العالم العربي. فقد تسمر العرب وأصيبوا بالذهول أمام الصور التي لم يكن من الممكن تخيلها قبلاً، والتي حملتها محطة الجزيرة (وأسعدت المعلقين وهم يصفون القادة الإقليميين الآخرين بأنهم أسوأ الطغاة على برامج المحطة الحوارية الحرة).
كانت تلك مشاهد التونسيين العاديين وهم يتسلقون سطح وزارة الداخلية (المبنى الذي تثير مثيلاته في العواصم العربية المختلفة الرعب والبغض في المواطنين ذوي النزعات الإصلاحية)؛ ويحتشدون في مقر الحزب الحاكم ويمزقون ملصقاته؛ ويدمرون وينهبون قصور قادتهم؛ وذل وغضب الشباب الذين تآلفوا مع سلطة الشارع التي دفعت بطاغية إلى الخروج.
ثمة صورة واحدة أسرت انتباهي حقا، على موقع صحيفة بوسطن غلوب للصور الكبيرة المتميزة. وهي صورة متظاهر تونسي غاضب يواجه شرطة مكافحة الشغب برغيف من الخبز، مشرع مثل بندقية اشتباك. وفيها، كانت الصعوبات الاقتصادية، وتحدي الخوف الذي يعيش معه الجميع، وطعم الحرية المسكر، كلها موجودة جميعاً هناك.
وبعد الحدث الأول، واصل المتظاهرون الضغط وما يزالون من أجل أن يتم القذف بجميع خدم النظام القديم إلى خارج الحكومة المؤقتة، غير متأثرين باستقالة الشخصيات التي خدمت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من الحزب الحاكم السابق، التجمع الدستوري الديمقراطي (التجمع) خلال الأحداث.
وكان مما أضاف إلى مشاعر الارتياح -وإلى قوة الأحداث- أنها لم تكن لأي قوة خارجية، وبالتأكيد ليس الولايات المتحدة المنزوعة الثقة، أي علاقة بذلك كله. ولم يكن ما حدث في تونس تكراراً لمشهد الدبابات الأميركية وهي تُسقط تمثال صدام حسين، أو قوات التحالف الشمالي التي تدعمها الولايات المتحدة وهي تطرد طالبان من كابول.
كانت تلك الأحداث الأقدم وتداعياتها، وخصوصاً في العراق، قد أثارت الرهبة والشكوك في الغرب وأميركا في أوساط العرب. وبينما كانت أجساد القتلى تتكدس على مدى 8 سنوات من الحرب في العراق، كانت تغذي فيهم فكرة أنهم ربما يكونون أفضل حالاً مع الطغاة الذين يعرفونهم، وبحيث يكون ذلك ثمن تجنب الفتنة المقيتة -الحروب الأهلية والاضطرابات –التي ظل الوعاظ المسلمون المدعومون بالأنظمة يحذرونهم دائماً منها. ولكن، ليس في هذه المرة.
نظام مصري أكثر عدائية تجاه اسرائيل
عن وول ستريت جورنال كتب ريتشارد بودرو وجوشوا ميتنيك : يستعد الإسرائيليون في هذه الأيام لنظام مصري أكثر عدائية تجاههم، نظام يتوقعون أن يفضي ببلدهم إلى توسيع جيشه، وتعزيز الجبهة الصحراوية لكلا البلدين، وربما إعادة غزو قطاع غزة الخاضع لحكم فلسطيني.
وبعد ثلاثة عقود استقرت خلالها إسرائيل في "سلام بارد" مع مصر -فكسرت بذلك الطوق الذي كانت تفرضه عليها البلدان العربية المعادية لها، لكنها فشلت في الوقت ذاته في كسب الكثير من التعاطف الشعبي من جانب المصريين- يراجع المسؤولون الإسرائيليون طرق العملية الانتقالية في القاهرة والمدعومة أميركياً، ومدى تأثيرهاً على الدولة اليهودية.
ويقول أناس مطلعون على المراجعة إن السيناريو المرجح أكثر ما يكون في مصر يشير إلى إنشاء قيادة جديدة، ترجح كفتها بفضل الدعم الإسلامي لها، وتغذيها المشاعر الشعبية المعادية لإسرائيل، والتي ستقدم على خفض درجة الروابط الدبلوماسية والتجارية ما يلقي ظلالاً من الشكوك على الاستدامة طويلة الأمد لمعاهدة السلام التي كانت قد وقعت بين البلدين في العام 1979.
ويوم الأربعاء الماضي، عكس وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مخاوف إسرائيل خلال اجتماع عقده مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض توم دونيلون. وقال مسؤول في الإدارة إن الثلاثة أكدوا لباراك "التزام الولايات المتحدة الذي لا يهتز لإسرائيل".
وكان السيد إيهود باراك قد طلب اجتماع البيت الأبيض بعد أن ضغط الرئيس باراك أوباما، بشكل أساسي، على الرئيس المصري حسني مبارك من أجل التخلي عن السلطة خلال وقت سريع، وهو ما أصاب المسؤولين الإسرائيليين بالمفاجأة وخيبة الأمل.
وكان مسؤولون إسرائيليون كبار قد حذروا من أن تداعي حكم الرئيس مبارك قد أضعف أصلاً من الهالة الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية في وجه النظامين في إيران وسورية، اللذين يدعمان المجموعات الإسلامية المسلحة، واللذين يسعيان راهناً إلى جر مصر إلى معسكرهما. وقال الميجر جنرال أمير إيشيل، المسؤول عن التخطيط لهيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإسرائيلية لمؤتمر أمني كان قد عقد في إسرائيل الأسبوع الماضي: "سيكون من الصعب أكثر بالنسبة لإسرائيل أن تسيطر على التطورات ونتائجها" خلال العام المقبل.
وكانت إسرائيل قد أصدرت رد فعل على الاضطرابات في مصر عبر التحرك لضمان إمدادات الغاز، وخطوات موعودة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني. وألمحت بهدوء إلى دعم انتقال تدريجي للسلطة في مصر، بدعم من الجيش وتحت سيطرة عمر سليمان نائب الرئيس ومسؤول المخابرات المصرية لأمد طويل. وقد تمتع السيد سليمان بروابط وثيقة مع السيد باراك وغيره من القادة الإسرائيليين.
وساعياً لضمان الأمن الإسرائيلي، سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانتشار 800 جندي مصري في شبه جزيرة سيناء النادرة السكان والمنزوعة السلاح، وفق بنود معاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية. وكان الهدف من خطوة نتنياهو هو منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، الجيب الفلسطيني المجاور الذي تحكمه حركة حماس.
وكذلك، أمر السيد نتنياهو الجيش بالإسراع في تشييد سياج ارتفاعه 13 قدماً، يراقب رادارياً، والذي كان الجيش قد شرع في تشييده في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وذلك لمراقبة 124 ميلاً من الحدود الصحراوية في سيناء، وهي حدود يسهل التسلل من خلالها من جانب مهربي المخدرات البدو والعمال المهاجرين.
وقال مناحيم زافرير، أحد سكان النقطة الحدودية الأمامية "نيتزاني سايناي" حيث الساحات الخلفية تطل على الأراضي المصرية: "إن كل شيء هنا مسامي ونفاذ". وأضاف وهو يشير إلى الانتشار الخفيف للحراس المصريين في الجانب الآخر من الحدود والمعلم بطوق من الأسلاك الشائكة التي تعلو فقط بارتفاع الصدر: "حتى الآن، العابرون هم مهاجرون سودانيون، لكن من الممكن أن يكونوا متشددين... واليوم يسير الجيش المصري دوريات، لكنهم سوف يفرون إذا دبت الفوضى".
وكما تعلم كبارهم من هجوم بدوي يوم شن يوم الجمعة قبل الماضي على المواقع المصرية على بعد ثلاثين ميلاً وحسب، كان الأولاد الإسرائيليون في "نيتزاني سايناي" يلعبون لعبة "أمسك بالعلم" خارج حانوت البقالة.
وقال روبرت فيشر أحد سكان "نيتزاني سايناي" الذي يمتلك شركة مواصلات: "إنه لأمر غرائبي أن يكون هذا المكان هو الأهدأ في البلد، على الرغم من حقيقة أنه حدود... وإذا جاء أي نظام غير صديق في مصر، فإنهم "سوف يحتاجون لإجلائنا".
تمتد مخاوف إسرائيل الأمنية إلى الضفة الغربية. ومتوجساً من احتمال أن يلهم نظام متأثر إسلامياً في القاهرة قيام انتفاضة بقيادة حماس في الضفة الغربية، تعهد السيد نتنياهو في الأسبوع الماضي بحفز النمو الاقتصادي في الضفة الغربية وغزة.
لكن الزعيم الإسرائيلي يقاوم ضغوطاً غربية للتوصل إلى حلول من شأنها إحياء المفاوضات حول الدولة بالنسبة للفلسطينيين. ويقول منتقدوه إن من شأن اتخاذ مثل هذه الخطوة نزع فتيل الانتقاد الموجه له في عموم العالم العربي.
ومن جهتهم، حث المسؤولون الإسرائيليون أيضاً على تطوير احتياطيات الغاز البحرية الإسرائيلية. وقد ينفع ذلك لاتقاء نتائج أي إغلاق من جانب مصر لأنبوب الغاز الذي يوفر ربع الطاقة لشبكة كهرباء إسرائيل.
وفي مقدمة هذه الخطوات، مع ذلك، يترتب على إسرائيل إعادة وضع تخطيطها الاستراتيجي والعسكري في حال تحولت مصر إلى الموقف غير الودي، كما يقول مسؤولون ومحللون.
ويتبدى خوف إسرائيل بشكل رئيسي من قوة الإخوان المسلمين، التي تعتبر قوة المعارضة المصرية الأفضل تنظيماً، ومن روابط حركة الإخوان الوثيقة مع حماس. ويشعر القادة الإسرائيليون بعدم الارتياح من الشكوك التي أبرزها الدكتور محمد البرادعي، الشخصية المصرية العلمانية المعارضة، بخصوص معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
وكان الدكتور البرادعي قد قال لمجلة دير شبيغل الألمانية الأخبارية في الأسبوع قبل الماضي: "إن من المستحيل عقد السلام مع رجل واحد". وأضاف: "وفي الوقت الحالي، فإن (للإسرائيليين) معاهدة سلام مع مبارك وليس لهم معاهدة مع الشعب المصري".