27-11-2024 02:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

"فن الأمن" في الضاحية.. إسمنت ملون

زهت المدينة، وصار لها طعمٌ يعتّق المزاج وألوان فرح كثيرة. لم يعد المشي في شوارع الضاحية الجنوبيّة لبيروت رماديّاً، تبدّل الموت بأطرافها الملوّنة. مجموعة فنانين شباب، أخذتهم المدينة إلى القلب، فخرجوا..

غفران مصطفى / جريدة السفير

فن الأمن في الضاحيةزهت المدينة، وصار لها طعمٌ يعتّق المزاج وألوان فرح كثيرة. لم يعد المشي في شوارع الضاحية الجنوبيّة لبيروت رماديّاً، تبدّل الموت بأطرافها الملوّنة.

مجموعة فنانين شباب، أخذتهم المدينة إلى القلب، فخرجوا بمشروع يدعى "ألوانفجار" ويهدف إلى طلاء القواعد الإسمنتيّة على الطرق وبعض الجدران في الضاحية الجنوبية، بنُظم لونية مستخلصة من هوية المنطقة الثقافية والبصرية، بغية "تحسين مظاهر المدينة بعد الإجراءات الأمنية التي أقيمت مؤخرا، خلف مناخ إيجابي يتأثر بالألوان، وصرف نظر السكان عن الهاجس الأمني"، وفق التعريف عن المشروع.

مجموعة شباب توزعوا في مناطق عدة في الضاحية، أبرزها تلك التي طالتها التفجيرات، كبئر العبد والرويس ومحيط مجمع سيد الشهداء والشارع العريض وأوتستراد السيد هادي، بهدف طلاء القواعد الإسمنتيّة بالألوان، بالإضافة إلى رسم لوحات غرافيتيّة على الجدران المحيطة في أماكن التفجيرات. فراح الشاب محمد مهنا يمزج ألوانه بالدموع التي خرجت من هول الموت الذي تناثر في المنطقة، وخطّ رسماً على جدار في الشارع العريض بين مكان التفجير الأول والثاني.

رسم يقول: صبرٌ جميل.

"لوّن هذه القاعدة بالأزرق وتلك بالأحمر"، ينده أحد أصحاب المحال التي تجمّع الفنانون أمامها لطلاء القاعدات المحيطة. ابتسمت وجوه العابرين. "كانت الناس مبسوطة"، يعلق منسق المشروع الفنان علي بحسون. ويشرح بحسون هدف المبادرة: "ابتدعنا اسماً للمشروع يتألف من كلمتين، ألوان وانفجار، تماشياً مع الاحتياطات الأمنية، كأكياس الرمال والدشم. لقد خرجنا لنسخّر الفن في خدمة المنطقة وأهلها".

وعلق أحد المارّة أنه بالرغم من أهمية المبادرة لكن حين يقع انفجار آخر سيطغى الموت على كل ذلك. يرد بحسون بأن هدفهم الأساسي ليس الردّ على الانفجارات، بل دعم البيئة المستهدفة من خلال الألوان. "في أحيان كثيرة لا نعرف قيمة الألوان، في وقت يخرج اللون في المساحات المشرّعة كقوّة ورسالة إيجابيّة تحفّز على الحياة، تحت مسمّى فن الأمن". ويؤكد أن "المشروع كان بمبادرة فردية وبمساندة مجموعة من الفنانين الشباب المتطوعين، وهو بداية لمشاريع أكبر في الضاحية بمساعدة فنانين كبار". وترعى المشروع بلدية حارة حريك، "الجمعية اللبنانية للفنون"، "مؤسسة قصعة للدهانات"، و"قناة المنار".

اللافت بأعمال الفنانين، الرسومات على خزانات المياه التي وضعت على عتبات المحلات، فراحوا يرسمون أشكالاً تحدد هويّة المحل، وتضفي وجها أجمل للشوارع. حتّى أن مجموعة من الفتيات، وقفن بجانب قاعدتين ملوّنتين، جعلن منها خلفيّة لصورة تذكاريّة توثّق مشهداً يناقض وجوه الانتحاريين الذين يصرّون على اختيار صورهم مؤطّرة بالأشلاء.

الرابط على موقع جريدة السفير