27-11-2024 02:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

إطلاق دورة "يوسف سعدالله الخوري" في كلية الحقوق

إطلاق دورة

اليوم يشدنا الحنين نحو الماضي الجميل، ونرسم مستقبلنا بأيدينا. لكل خريج منا قصة وحكاية رسم خطوطها العريضة عبر ليال طويلة من السهر والجد والتعب

أطلقت كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية دورة "يوسف سعدالله الخوري " والتي ضمت قرابة  170 خريجاً وخرجة للعامين الجامعيين 2011-2012\ 2012-2013، وذلك خلال احتفال أقيم في قاعة المؤتمرات في مدينة الرئيس رفيق الحريري ارئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسينلجامعية ورعاه رئيس الجامعة د. عدنان السيد حسين وحضره سفير الباراغواي علي ضيا وعميد الكلية د. كميل حبيب وعميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والادارية د.جورج سعد ومدير الفرع الاول د. غالب فرحات ومدير مركز المعلوماتية القانونية د. محمود رمال وممثلو الاساتذة وأعضاء هيئة التدريس وشخصيات اجتماعية وذوو الطلاب.

كلمة عريف الاحتفال

بداية النشيد الوطني فنشيد الجامعة ثم الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح رئيس مجلس شورى الدولة السابق وخريج الجامعة اللبنانية القاضي يوسف سعدالله الخوري تلاه عريف الاحتفال د. علي فايز رحال الذي قال:" قافلة جديدة من طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية تنضم الى معترك الحياة. انها قافلة مسلحة، سلاحها الفكر النيّر لا الظلالي ومخزونها العلم الصحيح لا المحرّف، ودرعها شهادة اجازة الحقوق والعلوم السياسية، احدى مصابيح النور في عتمة الحياة".

وتوجه الى الخريجين بالقول:" منكم دولة الرئيس نبيه بري ومنكم رؤساء ووزراء ونواب ورؤساء الجامعة اللبنانية، عمداء ومدراء ودكاترة وضباط وقضاة ومحامين واداريين وكتاب عدل وغيرهم ممن فتحت لهم اجازتهم أبواب الحياة، فكانوا خير مثل لخير خلف. ومنكم الضال والخاطي والمستفيد من اجازته الجامعية لعمل السوء والمستخدم في غير موقعها ومكانها ومنكم ما زال يقبع في السجون الى الآن، فلا تختاروا هذا السلف".

كلمة طليعة الدورة :

بعدها تحدثت طليعة الدورة كارين شاهين باسم الخريجين فقالت:" اليوم يشدنا الحنين نحو الماضي الجميل، ونرسم مستقبلنا بأيدينا. لكل خريج منا قصة وحكاية رسم خطوطها العريضة عبر ليال طويلة من السهر والجد والتعب، فكان لنا ان وقفنا أمامكم اليوم حاملين شهادات تخرجنا. ولقد حصدناها بعد ثلاث سنوات، ثلاث سنوات كانت كانت من أجمل سنوات حياتنا في رحاب الجامعة".

اضافت:" اليوم نشد الشمس من كتفها وندعوها لتشاهد تخرج دفعة جديدة من خريجي وخريجات كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية. ندعوها لتشهد لنا قسمنا بإعلاء لواء الحق والقانون الذي ارتضيناه مشعلاً لدربنا".

والى الجامعة اللبنانية التي بدأت فيها احلامها قالت:" شكراً يا جامعتي، أعدك بأن نعمل جاهدين وأن نكون سفراءك وننشر فكرك وأهدافك ونرفع اسمك في كل أرجاء العالم، شهادتك وسام شرف حقاً".

كلمة عميد الكلية

بدوره قال عميد الكلية د. حبيب:" كواكب ومواكب، وسفن نقل الأجيال، تنقل هذا النشء وتحمله الى عوالم العمل بعد أعوام العلم. هي الجامعة اللبنانية أم الجامعات وأعلى الصروح، هي موئل القدرات، وموطن الثقافة الجامعة، ومهد العلوم، وينبوع المعرفة، تبسط اليوم ظلاً من ظلالها، وتورف غصناً من أغصانها، ليغمر دفؤها الوطن حتى أينع اليباس. فلا قحط ولا جدب ولا جفاف ولا نضب، إنما عطاء وربيع وخصب ولو كره الكارهون، ولو استقل عنها أو استقال منها المارقون، أو كثر الفاسدون".

اضاف:" على أود من الفساد السياسي الذي لم ينتج سوى الألم والاحباط، تبقى هذه الجامعة قابضة على رسالتها التي ما اهتزت فيها ركائز، وما نالت منها العواصف. تبقى هذه الجامعة الأقوى بإرادة تشد أهلها عزماً وتدفع بهم لالتماس نور الهلال صليباً نحو الرجاء الآتي. فمهما تعاظمت الشكوك عند الصادقين وكبرت آلام الواعين، ستبقى جامعتنا سراجا على قمم لبنان".

وتابع قائلاً:"تترامى اليوم على ضفاف كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية باقات ورد وخمائل زهر، تضج بعطرهم الأرض، فينبعث الطيب شذى يعبق في وطن الرسالة حلماً، وينثر أريجه بخوراً مقدساً، كيف لا وأبناؤنا يخرجون من تربة صالحة ومن أرض صلبة، يتخرجون وقد تدثروا عباءة المعرفة وشاحاً للتفكير في زمن التكفير".

وتوجه الى الطلاب بالقول:" تتخرجون اليوم متأبطين اليقين فيما نهلتم، والحقيقة فيما تعلمتم، والصبر على الحياة في وطن عصفت به الملمات واستحكمت به مقاييس الخلل فيما هو غير ذلك. التزموا بما تؤمنون به وما تحلمون من أمل لهذا الوطن. أوصيكم بر أهلكم. هذه  شهادتكم فاستلموها بأمان وحافظوا على ما فيها من شعار ومضمون، لتكون جديرة بحملتها ومستحقيها. وان خير ود تعرفون به جامعتكم اليوم هو ابقاؤكم على حبل الوصال معها. انتم ابناء شعب عظيم، انتم ابناء وطن عظيم، فلا تتخلوا عن لبنان مهما كان الثمن".

كلمة راعي الاحتفال

وتحدث راعي الاحتفال رئيس الجامعة د. السيد حسين فقال:" هذه الدفعة الثانية لخريجي وخريجات كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في جامعتنا. نفرح معهم ونحيي عميد الكلية والمديرين والاساتذة والموظفين الذين ما زالوا يعملون لتأدية واجباتهم والدفاع عن هذه الجامعة أكاديمياً ووطنياً. وأرحب بالضيوف المشاركين معنا ويحزنني أن نفتقد عالماً علماً في القانون والعلم والوطنية رئيس مجلس الشورى السابق والاستاذ في القانون الاداري في كليتنا وفي جامعات لبنان القاضي الرئيس يوسف سعدالله الخوري رحمه الله  ونحن على خطه سائرون اذا استطعنا في ذلك سبيلا. يوسف سعدالله الخوري لبناني مسيحي مسلم أي أنه أسلم أمره لله، وهو عربي حضاري متقد الذهن دافع عن الجامعة اللبنانية على هذا المنبر قبل شهر ونصف الشهر، وتحدث عن استقلالية الجامعة واعتذر من الحضور عندما تكلم بالكلام القانوني الجاف. تذكرونه الخبير والعالم وكنا على موعد هذا الأسبوع لبحث ملف المرشحين للتفرغ لمتابعته من الوجهتين القانونية والادارية. فضله على الجامعة سيبقى وفضله على كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية تحديداً سيبقى،  وله دين سنؤديه له على مرّ الأجيال، رحمه الله".

اضاف:" ان كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية التي تخرّج هذه المجموعات سنة بعد سنة مطالبة بإنجاز ما بدأته بهمتها العالية ونشاطها الدؤوب من خلال استكمال البرامج الأكاديمية للكلية في كل فروعها. لا يوجد في الجامعة برامج متناقضة بين الفروع،  فتعدد الفروع لا يعني تعدد البرامج التعليمية والمناهج الأكاديمية ولا يعني احتواء التناقض الطائفي وكأننا نسعى الى توليفة معينة داخل الجامعة اللبنانية. فتحية للمديرين الذين تعاونوامعنا من أجل تبادل الأساتذة بين الفروع وانتقال الطلبة بسهولة ويسر داخل الكلية والجامعة الواحدة. من حق الكلية أن تستكمل بناءها الأكاديمي بعد ما أعيد النظر في نظام الكلية وهو الآن قيد الدرس في لجنة البرامج والمناهج وقريباً يجب أن يقرّ وفقاً للأصول القانونية. نظام الكلية له الأولوية وبرامجها قبل أي مطلب في التطور أو التبديل أو التغيير. أما بالنسبة الى الخريجين فسوق العمل أمامهم مفتوح والمتفوقون منهم لديهم فرص للتخصص  ان كان  في لبنان على مستوى الدكتوراه أم في الخارج وقد زدنا عدد المنح في قسمي الحقوق والعلوم السياسية والادارية وبالاختصاصات كافة".

وأشار الى" أننا اذا لم ننجز هذا العمل في العام الدراسي 2013-2014 نكون قد قصّرنا تجاه جامعتنا وأنفسنا. هذه المهمة لا تتعلق بقرار سياسي  ولا تتطلب مراسيم أو استصدار قوانين وإنما عمل داخلي لنا في جامعتنا، فعلى مجلس الوحدة أن يكون متحداً متضامناً متكاملاً مع العميد في منهج واحد وخطوات ثابتة  لا تردد فيها واضاعة للوقت في مماحكات واطالة نقاش لا جدوى منه. هذه الكلية عمرها من عمر الجامعة، لم توجد حديثاً، هي أساس الجامعة اللبنانية لا بل هي فخر الجامعة. كم من الخريجين الذبن أصبحوا في موقع الريادة والمسؤولية (السلطة السياسية، مؤسسات القانون والادارة ، السلك الدبلوماسي خارج لبنان). هذه الكلية لها فضل على كل الجامعة. وعندما كانت موحدة في الصنائع كانت تجمع كل لبنان ومنها انطلقت الحركة الطلابية الشبابية في اواخر 60-70 لتفرض استصدار مراسيم الكليات التطبيقية المدينة لكليات الحقوق والآداب والعلوم الكليات الأم التي فرضت انشاء وتأسيس الكليات التطبيقية التي نفخر بها اليوم ".

وأكد أنه" لا خوف على المستوى الأكاديمي في الجامعة رغم الصعوبات التي فرضتها الأحداث في لبنان فتارجعت احياناً بعض المستويات في اللغات العربية والأجنبية والثقافة العامة، وهذه سمة  عامة موجودة ليس فقط في لبنان وانما في معظم بلدان العالم"، مشيراً الى انه

" على الجامعة أن تعالج هذا الأمر وقد اتخذنا تدابير اساسية من خلال مكتب تنسيق اللغات التابع لكلية الآداب والعلوم الانسانية بأن ينتظم طلابنا في دورات تأهيلية تكثيفية في اللغات الأجنبية ومن الممكن ان تشمل اللغة العربية مستقبلاً، لأنه لا يعقل أن يكون محام أو قاض في سدّة المسؤولية ولا يتقن اللغة العربية فكيف سيكون قادراً على تفسير الدستور وشرح القوانين والتعاطي مع القوانين والقرارات الادارية. هذا أمر غير مقبول، لسنا مسؤولين عن مرحلة ما قبل الجامعة لكن علينا أن نتدارك الأمر. يهمني أن يعرف أهالي الطلبة ان الموضوع ليس هدراً للوقت أو للجهد فرسم الانتساب الى الدورة البالغ 50 الف ليرة لبنانية لا يوازي مدى استفادة الطلاب، هي تقريباً دراسة مجانية على حساب مالية الجامعة. وعلى الرغم من الفقر ومحدودية مالية الجامعة لأن مساهمة الدولة فيها هي الأساس اي ان مساهمتها هي الاساس في موازنة الجامعة وليست رسوم التسجيل ، كما ان هذه الرسوم تكاد توازي أو اقل من رسم التسجيل في التعليم الثانوي، فهل هذا يليق بالجامعة"؟

اضاف:" مجمل ما نتقاضاه لا يتجاوز 18 مليار ليرة في السنة في حين تزيد موازنة الجامعة عن 330 مليار ليرة لبنانية سنوياً. لذلك اذا كنا مؤسسة الدولة الأكبر واذا كانت الجامعة اللبنانية هي مؤسسة التعليم العالي الأولى وهي كذلك، واذا كانت قد خرجت أكثر من 200 الف خريجاً وخريجة من كل لبنان ولكل لبنان ومستمرة في أدائها وتضحياتها ومستواها الرفيع المعترف بها عالمياً قبل أن يشكك بها بعض الموتورين الذين لا مكان لهم في العلم والثقافة والذين يريدون مكسباً  شخصياً بالياً فانياً لا قيمة له. هؤلاء لن يحكموا على مستواها وتطلعاتها، ستبقى الجامعة رفيعة عظيمة بعظمة شهاداتها وخريجيها. ولن ينسى هذا المجمع كبار علمائه وكل المجمعات الأخرى والشمال التي طالبنا بإنشائها واستكمالها في الفنار والبحصاص والبقاع . هذه المجمعات يجب أن تنشأ وعلى الدولة واجب اقامتها من مال الشعب اللبناني وليس من جيوب المسؤولين. هذه الجامعة، جامعة لبنان، جامعة الوطن لن تتحول ولن تتحول في تاريخها الى جامعات طوائف متناحرة، ولا يمكن ان تكون سبباً من أسباب حرب أهلية لا في السابق ولا في المستقبل. هذه الجامعة هي ركن أساس للوحدة والارادة  الوطنية. كل الطوائف والشخصيات المالية القادرة مالياً بنت جامعاتها وتبقى الجامعة اللبنانية جامعة الشعب اللبناني وبقاؤها من بقاء لبنان واستمرارها من استمرار هذا الوطن،هذه الدولة اللبنانية".

توزيع الشهادات

بعدها أعلن رئيس الجامعة د. السيد حسين اطلاق اسم دورة يوسف سعدالله الخوري على الدفعتين الجديدتين من خريجي كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية، ثم سلّم والعميد. حبيب والعميد د. سعد والمدير د. فرحات ورؤساء الاقسام الشهادات الى الخريجين والخريجات وجرى التقاط الصور التذكارية للمناسبة.