مرة جديدة تدهش إيران العالم أجمع، إنجاز جديد يضاف الى باكورة إنجازاتها على طول زمن الثورة.
إبراهيم عبدالله
... إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية !!.
مرة جديدة تدهش إيران العالم أجمع، إنجاز جديد يضاف الى باكورة إنجازاتها على طول زمن الثورة، ولكن هذه السنة لم يكن الإنجاز صناعيا أو طبيا أو علميا أو فضائيا أو محليا بل تعداه لينقل إيران من الفضاء الضيق الى الفضاء الرحب ويجعلها في مرحلة ما بين مرحلتين متجاوزة مرحلة الدولة الإقليمية العظمى متجهة وبقوة لولوج مرحلة الدولة العظمى.
في الذكرى 35 لإنتصار الثورة الاسلامية الإيرانية يعلن قائد أسطول الشمال الإيراني أفشين رضائي "أن السفن الحربية الإيرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا الى المحيط الأطلسي في طريقها للإقتراب من الحدود البحرية الأميركية، رداً على إنتشار السفن الأميركية في منطقة الخليج".
إعلان خلط الأوراق وشبك الوقائع زمن التفاوض مع الإيراني على ملفه النووي، ليضع حداً للتشاطر والدلع الأميركي ويضعه امام مسؤولياته بالأفعال لا بالأقوال، على تهديداته السخيفة بحق الشعب الإيراني.
إيران تنتقل من الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي
اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط في سياق توصيفه للخطوة الايرانية بأن "إيران عندما نجحت في تطوير قدراتها الذاتية والعسكرية وإقتحمت أعالي البحار في مناورتها الأخيرة كانت ترسل رسالة للعالم بأنها إنتقلت من موقع الدولة الإقليمية العظمى الى الدولة ذات البعد الدولي"، ولفت الى انه "في المفاهيم الدولية العسكرية والإستراتيجية من يستطيع أن يطرق أبواب أعالي البحار يكون قد تخطى إقليميته ليصبح دوليا وحتى يعزز هذا المفهوم عليه أن ينتقل من المياه الملاصقة لشواطئه البرية المباشرة"، واضاف "بالتالي كان على إيران أن تقدم على مثل هذه الخطوة لتعزيز صورتها التي رسمتها في مناورتها الأخيرة عندما تخطت أعالي البحار هذا من حيث التوصيف الجيوستراتيجي".
أما من الناحية العسكرية والإستراتيجية، فقد رأى العميد حطيط ان "قيام ايران بهذه الخطوة الهامة والبالغة الخطورة أيضاً من شأنه أن يوجه رسالتين:
الرسالة الأولى: للذين يفرضون حصارا على إيران بأنها تخطت حصارهم وبات شأنها شأن الدول الكبرى تمارس حقها في الدخول الى أي مكان تشاء في أعالي البحار التي ليست حكراً على "الدول العظمى" وبالتالي كما أن إيران قد دخلت الى النادي النووي الدولي فإنها اليوم تدخل الى النادي الدولي العسكري في الوصول الى أعالي البحار والمحيطات التي كانت بحيرات للدول الكبرى.
الرسالة الثانية: هي رسالة ضمنية لتأكيد القدرات العسكرية الإيرانية بأنها تخطت عمليات الدفاع المباشر سواء الثابت أو المتحرك براً أو بحراً لتنفتح على ما يمكن أن يسمى الإستراتيجيات الهجومية هذا ما يعرف بالحروب الوقائية بالتالي هذه الخطوة الإيرانية ، ستكون مادة للنقاش لدى الحلف الأطلسي الذي سيجد نفسه خسر الرهان للتضييق على إيران ومنعها من التطور ومن تمديد فضائها الحيوي ليتخطى الشرق الاوسط ليشمل نصف الكرة الأرضية".
حضور إيران الأطلسي سينعكس على جنيف-3 بشكل يصعب تجاوزه
فيما خص جولات التفاوض، لفت حطيط الى أن "هذا الحضور سوف ينعكس على مجريات الأمور في جنيف-3 كون الملفات في التفاوض هي دائما ينظر اليها كرزمة واحدة لتحدد ثقل الطرف المفاوض"، واشار الى ان "الميدان يكون دائماً في خدمة السياسة والتفاوض يكون صرفاً للقدرات الميدانية على طاولة المفاوضات"، واكد أن "المفاوضات لا يمكن تحت أي ظرف أن تتخطى واقع القدرات الذاتية والقدرات الحليفة"، في إشارة الى المواجهة في سوريا، والتي إعتبرها حطيط "ملف ضمن هذه الرزمة فضلاً عن القدرات الإقتصادية الإيرانية واليوم بعد الإعلان عن التواجد في المياه الأطلسية هذا الفضاء الجيوسياسي المستجد سيكون أيضاً ضمن هذه الرزمة التي ستؤثر على مجريات العملية التفاوضية وعلى معنويات المتفاوضين من الطرفين".
إعلان الحدث الأطلسي له إرتباطات بالذكرى 35 للثورة الاسلامية في ايران
وبالنسبة لارتباط الحدث بالثورة، اعتبر حطيط في حديثه انه "لجهة التوقيت في الإعلان فالقرارات الإستراتيجية تكون دائما ذات صلة"، ولفت الى ان "التوقيت والمكان له علاقة وطيدة بالذكرى الـ35 للثورة وذلك لإفهام العالم بصوابية الثورة وحضاريتها ونموها وتطورها بخلاف ما نجد عند آخرين بأنهم ظنوا أو شبّه لهم بأنهم قاموا بثورات فإذا يحولون دولهم الى دول فاشلة"، ورأى ان "التوقيت يتعلق بالتفاوض إذ لا جدوى من إمتلاك الأموال وعدم إظهارها في اللحظة المناسبة في مواجهتها للفريق الدولي الذي يمنع أحداً من إمتلاك مصادر القوة حتى يبقى هو القوي وحده بعد الحرب العالمية الثانية وبالتالي خلال 48 ساعة من الإعلان عن الوصول الى المحيط الأطلسي كان الإتفاق على 7 نقاط في الملف النووي".
وأشار العميد الى أن "البشر هم البشر لا يثنيهم عن مواقفهم إلا حين يبدأوا بالحس الدفاعي عندما تصل إيران الى الأطلسي فهذا يعني دفعا بالآخر لتحسس رقبته ويسرع أيضاً في تنازله عن إدعاءات كاذبة كان يتمسك بها في مواجهة إيران" .
وحول قيام إيران بفك الطوق عنها من خلال خطوتها الأخيرة، لفت حطيط الى ان "تصرفات الجمهورية الإسلامية الإيرانية سفّهت مقولة الحصار الخانق وقلبته الى فرصة ليكون حافزا ودافعاً للتطور والنمو وهذا ما أدهش الغرب وجعله يتراجع كي لا يضخم فرص إيران في التطور".