تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 11-2-2014 الحديث محليا عن ملف تاليف الحكومة، اما اقليميا فتحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية للازمة السورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 11-2-2014 الحديث محليا عن ملف تاليف الحكومة، اما اقليميا فتحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية للازمة السورية مع استئناف مؤتمر جنيف-2 بجولته الثانية بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة.
السفير
واشنطن تشجع عون والحريري على التواصل
الحكومة مجمدة... في انتظار من "يوضِّبها"
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "إذا تجاوزنا الاعتبارات السياسية الإقليمية، وسلمنا أن ما يؤخر تأليف الحكومة، هو مجرد التفاهم على حقيبة الطاقة، فان الرهان بلغ عند البعض حد التعويل على القمة الأميركية ـ الفرنسية، التي ستنعقد اليوم في واشنطن، لعلها تأتي بالجواب الكافي والشافي، بينما الحقيقة أن لبنان ليس ملفا بذاته على طاولة "الدول"، بقدر ما هو جزء لا يتجزأ من الملف السوري والإيراني... والعربي الإسرائيلي.
وإذا كانت "الحقيبة" وحدها، تحتاج إلى "دول" والى فاصل زمني، فكيف سيكون الحال عندما نصل إلى استحقاق رئاسة الجمهورية بعد شهر ونيف من الآن؟ وماذا عن الانتخابات النيابية المقررة في الخريف المقبل؟ وهل صار لا بد من ممرٍّ إجباريٍّ ما لكل هذه الاستحقاقات، حتى تضطر "الدول" لإلزام اللبنانيين بسلة شبيهة بما جرى بعد الطائف أو الدوحة؟
أعطت حقيبة الطاقة طوال شهر الذريعة لتأخير التأليف الحكومي، وجاءت قضية وزارة الداخلية المفتعلة، من خارج السياق السياسي، لتجعل المشهد الحكومي أكثر تعقيدا، فكانت النتيجة، إصابة مشروع الحكومة السياسية الجامعة، بجمود لن ينكسر بمعطيات محلية، إلا إذا بلغت "الصحوات" مجددا الداخل اللبناني!
وقالت مصادر في العاصمة الفرنسية لـ"السفير" إن الملف اللبناني سيناقش في القمة التي ستجمع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، من زاوية الخشية من استمرار تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أمنيا وسياسيا وإنسانيا، فضلا عن إعادة التأكيد على أهمية استقرار لبنان ووجوب تمرير كل الاستحقاقات الدستورية ومنها استحقاق تأليف حكومة جديدة.
وعلى عتبة دخول الأسبوع الثاني من الشهر الحادي عشر على تكليف تمام سلام تشكيل الحكومة، قالت مصادر رئاسية إن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ينتظر ما سيعرضه عليه الرئيس المكلف في اللقاء المقبل بينهما، حول ما استجد معه منذ أن تعطلت حركة المشاورات في الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أن سليمان يقدر ما يبذله الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، لكنه يلاحظ انه يصطدم بتعقيدات وعراقيل مفتعلة من قبل بعض القوى وقالت: "لكن هذا لا يعني أبدا الانتظار إلى ما لا نهاية".
أما الرئيس المكلف فقد قرر الاعتصام بفضيلة الصمت، واكتفت أوساط مقربة منه بالقول لـ"السفير": "هناك مؤشرات إلى وجود فرص للحلحلة في وقت غير بعيد".
ولوحظ أن "فريق 14 آذار" سعى إلى سحب فتيل التحدي الذي تم إشعاله مع تسريب معلومات عن ترشيح "تيار المستقبل" للواء اشرف ريفي لتولي وزارة الداخلية، وعلى هذا الأساس، جرت مفاوضات رباعية بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والرئيس تمام سلام لتذليل عقدة الداخلية، حيث استبعد اللواء ريفي واللواء مروان زين، كما استبعد اسم النائب سمير الجسر، "فيما ابقي على اسم النائب جمال الجراح والنائب السابق سليم دياب كخيارين جديين يمكن التوافق على أي منهما لتولي وزارة الداخلية" على حد تعبير المصادر المتابعة.
وفي هذا السياق، قال النائب جنبلاط لـ"السفير" انه كانت هناك عقدة اسمها وزارة الداخلية، وقام "تيار المستقبل" مؤخرا بطرح اسمين مقبولين لتوليها، ولا اعتقد أن أيا منهما يشكل استفزازا أو تحديا لأي طرف. ورفض جنبلاط الدخول في لعبة الأسماء .
وردا على سؤال، استنكر جنبلاط ما قيل عن دور له في بعض الأسماء التي طرحت لتولي وزارة الداخلية وقال: "لا دور لنا في ذلك، ولكن أقول إن تيار المستقبل طرح اسمين ونحن نرحب بهما. وهما في رأيي يسهلان التشكيل إذا كانت المشكلة التي تعطل تأليف الحكومة محض محلية".
في المقابل، تعطلت حركة المشاورات بين الرئيس المكلف وفريق "8 آذار" و"التيار الوطني الحر". وقال قيادي معني بالمشاورات من ضمن فريق "8 آذار": "الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وليس ثمة ما يوحي بحصول تطور نوعي، ولا علم لدينا بحصول أية مقاربة جديدة لنقطة الخلاف الجوهرية (المداورة) التي تعيق في نظرنا تشكيل حكومة سياسية جامعة متوافق عليها".
ونفى القيادي نفسه أن يكون تعطيل التأليف مرتبطا بأسباب خارجية، وقال لـ"السفير": "المسألة في منتهى البساطة، فليقرروا الآن إبقاء وزارة الطاقة حيث هي، فتتشكل الحكومة في دقائق قليلة، هنا تكمن العقدة، ففريق "8 آذار" بالتكامل والتضامن مع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون سبق وابلغ الرئيس المكلف موقفه النهائي في هذا الخصوص (التضامن الكامل). ونحن ننتظر من الرئيس المكلف جوابا على طرحنا".
وعلمت "السفير" أن السفارة الأميركية في بيروت دخلت مجددا على خط المشاورات الهادفة الى تذليل العقبات التي تعترض التأليف الحكومي، وشجعت كلا من "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" على التواصل مباشرة من أجل محاولة صوغ مخرج مشترك يكسر حالة المراوحة القائمة.
من جهته، نفى السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أي ارتباط بين تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية وعدم مشاركة إيران في اجتماعات جنيف الدولية حول سوريا، وقال في لقاء صحافي خاص في السفارة الإيرانية: "لطالما عبرنا عن استعدادنا لمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الحكومية، ونحن ندعو إلى تضامن جميع اللبنانيين لأن حجم المخاطر كبير جدّا ويشمل الجميع لا طائفة واحدة، ونحن متفائلون بتشكيل حكومة جامعة". وتوقع ردا على سؤال لـ"السفير" أن نشهد في فترة قصيرة "تغييرا كبيرا على مستوى العلاقات بين إيران والسعودية". وقال إن ذلك "لن يستغرق وقتا طويلا".
معادلة الابراهيمي لانتشال "جنيف 2" من الجمود: مساران متوازيان لمكافحة الإرهاب والهيئة الانتقالية
محمد بلوط
لا مفاوضات في جنيف، ومحاولات لاستكشاف احتمالاتها لا أكثر ولا اقل. الحكوميون السوريون التسعة،