«صحافة خصومة لا تعرف الخوف». تحت هذا الشعار، أبصرت The Intercept النور صباح أمس. هي المجلة الإلكترونية التي ترقّبها أهل الإعلام منذ أشهر عديدة، عندما أعلن عن بدء التحضير لها الصحافي غلين غرينوالد ....
صباح أيوب / جريدة الأخبار
«صحافة خصومة لا تعرف الخوف». تحت هذا الشعار، أبصرت The Intercept النور صباح أمس. هي المجلة الإلكترونية التي ترقّبها أهل الإعلام منذ أشهر عديدة، عندما أعلن عن بدء التحضير لها الصحافي غلين غرينوالد الذي عهد إليه إدوارد سنودن بالوثائق التي سرّبها من «وكالة الأمن القومي» (إن. إس. إي). حينها أُعلن عن تعاون غرينوالد المستقيل من «ذي غارديان» البريطانية مع صاحب موقع Ebay بيار أوميديار، لإطلاق مساحة إلكترونية خارج سرب إعلام السوق.
ثم بلغ التشويق ذروته نهاية الأسبوع الماضي عندما كشف غرينوالد على تويتر أسماء بعض الصحافيين الذين انضمّوا الى المشروع، وأعلن في مقابلة مع «سي إن إن» عن اقتراب موعد إطلاق المجلة. هكذا، استيقظ العالم أمس على «العدد الأول» من «ذي إنترسيبت» الذي تضمّن مقالاً ترحيبياً ومقالين عن وثائق «إن إس إي»، أحدهما تناول دور الوكالة في عمليات الطائرات من دون طيّار. «سنشجّع صحافيينا على الكتابة بشغف، من دون أن يحسبوا أي حساب للذين سيغضبون من كتاباتهم ويعادونهم»، يقول ناشرو المجلة في فقرة التعريف عنها على الموقع الإلكتروني.
وكان غرينوالد قد أوضح في أكثر من فرصة ومقابلة صحافية خلال الأشهر الماضية أنه ضاق ذرعاً بالإعلام التقليدي (مثل «ذي نيويورك تايمز» وغيرها) وكيفية معالجته للأمور الحساسة التي تهمّ القرّاء وتحرج السلطة. ويستشهد الصحافي الناشط الذي يعيش في ريو دي جانيرو بقضية وثائق سنودن للإشارة الى الطريقة البالية التي تعتمدها وسائل الإعلام التقليدية في تغطيتها للمواضيع الحساسة. «ذي إنترسيبت» التي تنشرها مؤسسة «فيرست لوك ميديا» First Look Media لصاحبها أوميديار، تعد قرّاءها بصحافة «مستقلّة تغطّي مواضيع متنوعة بطريقة جريئة لا تعرف الخوف وتخلّف خصومات».
مع فريق صحافيين مؤلّف من ليليان سيغارا وبيتر ماس ودان فرومكين ورايان غالاغر ومرتزا حسين وغيرهم، سيدير غرينوالد العمل في المجلة بالتعاون مع جيريمي سكايهيل ولورا بويتراس.
في المرحلة الأولى، سيتركّز العمل على وثائق «إن إس إي» التي سرّبها سنودن، وستأتي التغطية «متعددة وإبداعية تستخدم كل الوسائل الإلكترونية المتاحة» كما تعلن المجلة على موقعها. أما في المرحلة المقبلة، فستتعدد المواضيع وتتناول المجلة قضايا أخرى تهمّ الرأي العام، انطلاقاً من «إيماننا بأن قيمة الصحافة وأهميتها تأتي من قدرتها على فرض الشفافية، وبالتالي محاسبة الجسم الحكومي وأقوى الشركات».
القائمون على «ذي إنترسيبت» أعلنوا أيضاً أن المجلة هي المولود الأول في سلسلة مجلات متخصصة أخرى ستصدر تباعاً عن الشركة المنتجة «فيرست لوك». ومواكبة لإطلاق الموقع، بدأت «ذي إنترسيبت» بالتغريد على حساب خاص على تويتر تَبِعه حوالى 13 ألف شخص في الساعات الأولى.
تبشّر «ذي إنترسيبت» بعهد جديد من الصحافة عموماً والإعلام الإلكتروني خصوصاً، فهل تكسب الرهان وتحوّل «غير التقليدي» الى قاعدة؟
الرابط على جريدة الأخبار