سكارليت هل تعلمين أن الحكومة الإسرائيلية دمّرت قرية بدويّة بأكملها في صحراء النّجف جنوب "إسرائيل" 63 مرّة، وكان آخرها في 26 كانون الأوّل من العام 2013؟
مواقف تعاطفيّة لم تكن في الحسبان يعبّر عنها غربيّون تجاه القضيّة الفلسطينيّة في وقتٍ ينام القادة العرب في سباتٍ عميقٍ غير مبالين لما يعانيه الفلسطينيّون من كوارث إنسانيّة وإضطهاد وسلب للحقوق والأرض.
ولدى تنامي وزيادة حلقة المقاطعة الدّوليّة للكيان الإسرائيلي وإنكشاف القناع عنه في بعض الدّول الغربيّة أو لدى شريحة قليلة من الرأي العام، كان للمؤلّف الموسيقي البريطاني روجر ووترز الجرأة للهجوم على الممثلة الأميركية "سكارليت جونسون" لدعمها لإسرائيل.
فقد ضجّت مواقع التّواصل الإجتماعي بموقف المؤلّف الموسيقي في فرقة "بينك فلويد""روجر ووترز"، الّذي بعث برسائل نقديّة عدّة إلى الممثلة الأميركيّة "سكارليت يوهانسون" حول دعمها للعنصريّة الإسرائيليّة، غير أنّه لم يتلقّ أي رد من كليهما، لذا بادر إلى نشر تدوينة على موقع التّواصل الإجتماعي "فايسبوك": "سكارليت؟ إلتقيت بها منذ حوالي سنة. كانت حينها، حسب ما أذكر، معادية بقوة للمحافظين الجدد، ومشمئزة للغاية من جيش "ديك شيني" الخاص واللاعب الأكبر في العراق (بلاك ووتر)."
وتساءل ووترز: "أودّ أن أطرح سؤالاً أو إثنين على سكارليت الصّغيرة. سكارليت هل تعلمين أن الحكومة الإسرائيلية دمّرت قرية بدويّة بأكملها في صحراء النّجف جنوب "إسرائيل" 63 مرّة، وكان آخرها في 26 كانون الأوّل من العام 2013؟" وأردف قائلاً: هذه القرية هي مأوى للبدو الّذين يعتبرون مواطنين إسرائيليين مع كامل الحقوق المدنيّة. لكن في الواقع يحصل العكس لأنّه في "إسرائيل" "الديمقراطيّة" يوجد خمسون قانونًا عنصريَّا ضد المواطنين غير اليهود".
وقال ووترز: "سكارليت.. لقد قرأت إجاباتك وأعذارك التي تزعمين فيها أن العمال الفلسطينيين في المصانع ينالون الأجر ذاته ولديهم حقوق متساوية. حقًّا؟ حقوق متساوية؟!"
"هل يملك الفلسطينيون حق التّصويت؟"
"هل يمكنهم المرور في الطّرقات؟"
"هل يمكنهم الذّهاب إلى أشغالهم من دون الإنتظار لساعات على حواجز التّفتيش لجيش الإحتلال؟"
"هل لديهم مياه شفة نظيفة؟"
"هل لديهم مياه صرف صحّي؟"
"هل ينعمون بالمواطنيّة؟"
"هل لديهم أبسط الحقوق بعدم طرق أبوابهم في منتصف اللّيل لإعتقال أبنائهم؟"
"هل لديهم الحق للطّعن في الأحكام الصّادرة بحقّهم أو بالإعتقال التّعسّفي؟"
"هل لديهم الحق بإسترجاع أملاكهم ومنازلهم التي كانوا يملكونها قبل العام 1948؟"
"هل لديهم الحق بحياة طبيعيّة وعائليّة لائقة؟"
"هل لديهم الحق في تقرير المصير؟"
"هل لديهم الحق في الاستمرار بتطوير حياة ثقافيّة متينة وعميقة؟"
وعقّب قائلاً: "إذا سبّبت لك هذه الأسئلة الإرتباك، يمكنني الإيجابة عنك. الجواب هو لا، ليس لديهم. لذا، عن أي حقوق متساوية تتحدّثين؟. وكانت "يوهانسون" أنهت الأسبوع الماضي إرتباطها مع جماعة «أوكسفام» لحقوق الإنسان بعد سجال طويل حول دورها كمتحدثة باسم الشركة الإسرائيلية"سودا ستريم" «SodaStream»، والتي تملك مصنعًا في الضّفة الغربية، وتوظف فيه عمالاً إسرائيليين وفلسطينيين.
وكان ردّ ووترز على هذه النّقطة: "إن العمال الفلسطينيين في شركة "سودا ستريم" لا يملكون الحقوق التي تتحدّثين عنها". وختم مدوّنته كاتبًا: "ما من شك بأنّك لطيفة، لكن إذا كنت تعتبرين أن شركة "سودا ستريم" تبني جسورًا نحو السّلام، فأنت بالطّبع لا تدركين حقيقة الأمور".
رأي ووترز الغربي الذي لم يتردّد في إبدائه ولا حتّى تخوَّف من قادة دولته الموالية بشدّة للكيان الإسرائيلي، يجب أن يكون نموذجًا يخجل منه العرب لصمتهم تجاه القضيّة الفلسطينيّة وفي الوقت ذاته يكون عبرةً لهم كي ينهضوا لأجل الحق والأرض المغتصبة والشّعب الفلسطيني المقموع والمحروم والمظلوم.