27-11-2024 02:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

في ذكرى الثورة الإيرانية وما يسمى بالمعارضات العربية

في ذكرى الثورة الإيرانية وما يسمى بالمعارضات العربية

الثورة الاسلامية الايرانية في ذكراها مثلٌ ومثالٌ يحتذى به سبيلاً الى الانعتاق من ثقافة الجهل الاعمى، الذي تركب معارضات الامة الهجينة حصانه التكفيري الماجن تلبيةً لغرائزها ولغاية في نفس داعميها

الإيرانيون يحتفلون بذكر 35 لانتصار الثورة الإسلامية المباركةفي الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة الثورة الاسلامية في ايران، لا بد من التبصر بموضوعية وواقعية ما حققته من انجازات في معارك التحديات داخلياً وخارجياً وارتقائها الى مصاف الدول العظمى في مجال التصاعد في مسيرتها الواثقة المرتكزة الى استراتيجية واضحة الرؤى والثوابت بمواجهة الاستكبار العالمي ومشاريعه المتوحشة والوقوف كالطود الذي لا يتزحزح الى جانب السيادة وتثبيت المواطنة الحقّة ودعم حركات التحرر في العالم.

وعلى وجه الخصوص تيار الممانعة والمقاومة في المنطقة العربية والاسلامية وقضاياها التي تشكل فلسطين بوصلة الصراع في خضمه حيث شهد على مدى عقود سيناريوهات الكر والفر الدولي المنحاز والتجرؤ الصهيوني العنصري في محاولات الشطب والانهاء للهوية والتاريخ والمقدسات والوجود.

التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة


هذه الثورة الماجدة التي يقف شعبها الموالي والمعارض في صف واحد وتنافس وطني ديمقراطي وحضاري، وفي مشهدٍ قلّ نظيره، ملتحماً عملانياً في ورشة الانماء والنمو والتطور والتحديث الداخلي للانسان والمجتمع، والتي لم تثنه عن حراكه الحثيث والدؤوب لتثبيت استراتيجيته الجدية والفاعلة على قاعدة الندّ للندّ عالمياً، وتصليب عرى التواصل والتفعيل والتدعيم مع الاقطار العربية والاسلامية، إنقاذاً لما تتخبط فيه بفعل الفوضى المصدرة والتنازع والاحتراب الداخلي، ومنعاً للانزلاق نحو الأسوأ الى المهاوي السحيقة حيث التدمير والخراب والتفتيت المجتمعي لإنهائها أسوةً بفلسطين في نهاية المطاف.

هذا التوصيف للثورة الاسلامية الايرانية في ذكراها، مجرد عنوانٍ مقتضبٍ في مسيرة جمهوريةٍ صاعدةٍ لا تفيها الكراريس حقها، في الوقت الذي تتراكم الاسقاطات من حولنا في طول الامة العربية وعرضها، من حكومةٍ لبنانيةٍ قاربت العام على تكليفها ولم تشهد الولادة بعد بفعل التزمّت والتعنت والمزاحمة من فريقٍ معارضٍ لإتمام الصفقة لحسابه بغية نهب ما تبقى من البلد أو نفطه الذي لا يزال كالحكومة بحكم المنتظر..

الإمام الخميني وحوله شبانا لثورة المباركةإلى معارضةٍ سوريةٍ غير سويةٍ يتحكم بحركتها "ريموت كونترول" الغرف السوداء بغية استفحال البؤر التكفيرية والانتحار الفاجر على حساب وحدة سوريا ودورها وممانعتها... وصولاً الى حركة "الاخوان المسلمين" في مصر بموقفها المعادي لثورة يونيو المجيدة، والمتنكر للاستفتاء الشعبي الاخير على الدستور، والذي تحاول النيل من حقيقته الدامغة بعمليات التخريب التي تصب في مصلحة المشروع التكفيري الصهيوني...

وقد تطول اللائحة، وليس دستور تونس آخرها، حيث يرعى بين بنوده غزال التأويل والأعراف والتفجيرات.

الثورة الاسلامية الايرانية في ذكراها مثلٌ ومثالٌ يحتذى به سبيلاً الى الانعتاق من ثقافة الجهل الاعمى، الذي تركب معارضات الامة الهجينة حصانه التكفيري الماجن تلبيةً لغرائزها ولغاية في نفس داعميها، وذلك عن طريق العودة الى الرشد الوطني والقومي والاسلامي والوحدوي والبناء عليه، تجفيفاً للوثة الكيد اقتداءً بالشعب الايراني الذي انصهرت معارضته مع موالاته وعياً وادراكاً منها بالمسؤولية التاريخية الكبرى في جمهورية العصر، وفي زمن لا تعيش امة من الامم او شعب من الشعوب بمأمن عن التحديات..