رفعت الصلوات، صباح أمس، لراحة نفس الطالبة في «ثانوية فخر الدين الرسمية» ثمار أكرم ناصر (مواليد 1997 كفرحتى، قضاء جزين)، التي توفيت مساء الجمعة الماضي، في منطقة برج أبي حيدر إثر نزف حاد في الرأس....
رفعت الصلوات، صباح أمس، لراحة نفس الطالبة في «ثانوية فخر الدين الرسمية» ثمار أكرم ناصر (مواليد 1997 كفرحتى، قضاء جزين)، التي توفيت مساء الجمعة الماضي، في منطقة برج أبي حيدر إثر نزف حاد في الرأس، بعدما صدمتها سيارة يقودها ن.س.ح.، وقد تم توقيف الصادم بناء على إشارة القضاء.
وارتدت زميلات الطالبة الراحلة الملابس السوداء حداداً عليها، ووضعن الزهور على مقعدها مع صورة كبيرة لها، وسط حزن عمّ الثانوية.
وفي تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة ثمار، أن سيارة مسرعة في منطقة برج أبي حيدر طلعة النويري، انحرفت عن الطريق واصطدمت بعمود وشجرة، ما أدى إلى اقتلاعها. وصودف مرور الطالبة ثمار قرابة الثامنة إلا ربعاً من صباح يوم الجمعة الفائت، على الرصيف في طريقها إلى الثانوية، فوقعت الشجرة عليها، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطرة في الرأس والجسد، وتولى والد الفتاة وأحد المارة نقلها إلى «مستشفى المقاصد» بحالة حرجة حيث فارقت الحياة مساء اليوم ذاته، متأثرة بجراحها.
ودار لغط في شأن مسؤولية مديرة الثانوية غادة اللبابيدي، بعد اتهام زميلات ثمار على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن زمليتهن بقيت في الشارع نحو ربع ساعة مصابة بكسور في الجمجمة، قبل نقلها إلى المستشفى، بسبب عدم تحرك مديرة الثانوية، على الرغم من إبلاغها بالحادث. وتابعت دوائر وزارة التربية والتعليم العالي ظروف الحادث لتحديد المسؤولية. واستدعت المديرة التي أدلت بإفادتها خطياً.
وأعلنت الوزارة أنها أجرت تحقيقاً في الحادث، تبين من خلاله، أن إدارة الثانوية أبلغت الدفاع المدني فور حصول الحادث، وأبلغت أهل الطالبة الذين تربطهم صلة قرابة بمديرة الثانوية والذين يقيمون في مكان قريب من الثانوية، وكلفت المديرة أيضاً، في الوقت عينه، الناظر العام والناظر التوجه إلى مكان الحادث، ومنعت التلميذات من الخروج بسبب الفوضى العارمة في الشارع إثر الحادث وحرصاً على سلامتهن من أي مكروه.
انتظار
في المقابل، يقول والدها أكرم ناصر لـ«السفير»: «لم تسقط الشجرة على ثمار، ولم يباغتها الموت قاصداً إياها». يضيف: «في البداية اصطدمت سيارة يقودها رجل ستيني (مواليد 1950) بعربة الموز، فتناثرت العربة قطعاً، بعدها ارتطمت بعمودين على الرصيف القريب من ثانوية فخر الدين الرسمية، لتأخذ ثمار في طريقها وتؤذي صديقتها، وهما متوجهتان إلى المدرسة في السابعة والربع صباحاً».
تلقى أهل الضحية الحادث بصبر معتبرين أن ما جرى يندرج ضمن حوادث القضاء والقدر، لكن بيان وزارة التربية والتعليم العالي، أطاح بما تبقى من صبر، فالوزارة أعفت إدارة الثانوية من تبعات الحادث المؤسف، بل أكدت أن مديرة الثانوية قامت بما يملي عليها الواجب من اتصال بالدفاع المدني وأهل الضحية لتبلغهم بالحادث، وهذا ما ينفيه الوالد، مؤكداً أنه حتى الآن لم يتلق أي اتصال من مديرة المدرسة شخصياً، ولم يستقبل مندوبين من جانبها. ويؤكد أنه يطالب بتحقيق بالحادث، وخصوصا أنه عرف أن سائق السيارة كان يسير بسرعة، في شارع مكتظ بالسكان، وان التعامل مع الحادث كان ببطء. يقول: «وصلت بعد عشر دقائق، كانت بعدها تحت السيارة، والسائق لا يستطيع الخروج بسبب الشجرة التي سقطت على السيارة. ووجدت بعض الشباب يحاولون سحب ثمار. وكانت قد قاربت على مفارقة الحياة».
يتحسر الوالد على ما جرى مع ابنته، يقول: «الحد الأدنى من مديرة المدرسة أن ترسل ناظرة أو سكرتيرة أو أي احد بعد سماع الخبر بأن إحدى طالباتها أصيبت جراء حادث سير، أو تبلغنا بالأمر، لكني تلقيت اتصالا من إحدى السيدات التي كانت موجودة في الطريق في ذلك الوقت». يضيف أنهم اتصلوا بالدفاع المدني، لكن الإجابة كانت بالانتظار، ولم يستطع الانتظار أكثر، فحمل ابنته بين يديه وأخذها إلى المستشفى في سيارته». وللأسف كانت روحها أسرع لمغادرة جسدها.
مطالبة بتطبيق قانون السير
جددت رئيسَة «جمعية رودز فور لايف» زينة قاسِم مطالبتها بتطبيق قانون السير الجديد منعاً لسقوط مزيد من الضحايا، على غرار التلميذين عمر شعبان وثمار ناصر، اللذين قضيا بحادثي سير. أضافت: «لقد خضنا معركة طويلة لإقرار قانون سير جديد، وما نراه هو اجتهادات حول أي من القانونين، القديم أو الجديد، هو الجدير بالتطبيق، فيما القانون السائد أشبه بشريعة الغاب حيث يشاهد المسؤولون الموت الرخيص في بلادنا ولا يفعلون سوى الترحم والقيام بواجب العزاء».
الرابط على موقع جريدة السفير