الثورة الإسلامية المباركة في إيران، لا تزال ترسم بدربها للثوار في العالم أن طريق الحرية الحقة لا يصنع في أشهر قليلة ولا خارج الوطن بل هو مسار طويل يجري معه انقلابات على مختلف الصعد
بشهادة أكبر المفكرين وعلماء الاجتماع والتاريخ هي أعظم ثورة حدثت في القرن العشرين، وبعد مضي 35 عاماً من التجربة المعاشة بنبض الحياة والعطاء أثبت أن مسارها لا يزال متماسكاً يقدم للشعب حداثة مغايرة عن تلك التي يؤمن بها العالم المعاصر..
هي حداثة الإسلام الذي يطبق ضمن معايير ولاية الفقيه.. الثورة الإسلامية المباركة في إيران، لا تزال ترسم بدربها للثوار في العالم أن طريق الحرية الحقة لا يصنع في أشهر قليلة ولا خارج الوطن بل هو مسار طويل يجري معه انقلابات على مختلف الصعد لتنهض الحياة بألوان جديدة من طيف الكرامة والعزة والسيادة والاستقلال.
السفير السوري : الثورة انتجت صمودا تاريخياً لنا وللشعب الإيراني
في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران أحيت السفارة الإيرانية في بيروت احتفالاً زاهياً، في البيال وسط بيروت، جمع أطياف المجتمع اللبناني بتركيبته السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية. "موقع المنار" جال بين المدعوين للاحتفال هذا العام، وكان لقاؤنا الأول مع السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي ألفت إلى متانة العلاقة التاريخية التي أسستها الثورة الإسلامية مع الشعب السوري.
وقال إن "هذا الانتصار أنتج صمودا حقق نصرا تاريخيا وانتج تكاملا بين الشعبين، واتتج اقتناعا لدى أحرار العالم وليس في هذه المنطقة بل في العالم كله بأن الرهانات الخارجية على إسقاط المقاومة في سوريا وإيران ولبنان وفلسطين ليست سوى وهم في ظل استمرار الثورة المباركة في إيران. وهذا التحالف والتكامل انتاجاته متوالية وانتصاراته متوالية".
المطران مطر : الثورة في إيران حضورها متقدم في العالم
راعي أبرشية الموارنة في بيروت المطران بولس مطر قال :" تعرف الشجرة من ثمارها وأعتقد جازما أن الثورة الإسلامية في إيران تجذرت وأثبتت قوتها وحكمتها وديمقراطيتها المتقدمة وحضورها في العالم. نتمنى استمرار ما بدأه الإمام الخميني الراحل حول تكامل الوحدة الإسلامية في سبيل التقدم والتطور على مستوى العالم بأسره، وهذا ما نريده".
الكاتب محمد حيدر : نموذج مثالي في تداول السلطة وتنظيمها
وكان للأستاذ الكاتب محمود حيدر رأي مقارن بين الثورة الإسلامية الإيرانية وبين ما اعتمد على تسميته "ثورات الربيع العربي". وقال لموقع المنار :" من الواضح تماما أن الميزة الرئيسية للثورة الإسلامية في إيران انها نمط منفرد عن سائر الثورات الكلاسيكية التي حصلت في القرنين، التاسع عشر والعشرين، وايضا بخلاف الثورات والتحولات التي وقعت في مطلع القرن الواحد والعشرين .. إنها ثورة شعبية دينية تجمع بين قيم الوحي وقيم العقد الاجتماعي .. وهذه الميزة الأساسية لجعل هذه الثورة تستمر على جانب من الاستقرار السياسي والاجتماعي على مدى ثلث قرن من الزمن دون حدوث اي اهتزازات كما حصل في الكثير من التجارب السابقة في العالم. لذلك الحديث عن الديموقراطية الدينية هو حديث صحيح من هذه الوجهة.. وهذه التجربة الإسلامية في ايران على مدى ثلاثة عقود استطاعت فعلا أن تقدم نموذجا مثاليا في موضوع تداول السلطة وتنظيمها..".
الشيخ حسن بغدادي : ولاية الفقيه أثببت بعد 35 عاماً أنها نظام فريد بالحكم
الشيخ حسن بغدادي، تحدث عن جانب أخرى من استمرارية الثورة الإسلامية، ملفتاً إلى نظرية ولاية الفقيه، التي يعمل بها في إيران :"وهي بحق نظام فريد واستثنائي في العالم، استطاعت أن تتعايش مع روح ما يسمونه الديموقراطية والقوانين المرعية في الغرب، وحتى أستطيع القول إن ايران سبقت هؤلاء حتى بات يضرب بها المثل في الانتخابات والأنظمة المرعية الإجراء. لا أحد كان يتصور أن ولاية الفقيه تعني مقاربة القانون والديموقراطية من منظار إسلامي فريد وتمكنت بأن تضيف رؤية الإسلام المحمدي الأصيل، لتصبح أكثر تقدما وتطورا مع مرور السنين، وليعترف الغرب بالمقابل أنهم إلى اليوم لم يتمكنوا من فهم إيران، وهذا ما ادلى به جيفري فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة عندما قام بزيارة للجمهورية، وأيقنوا أن الصورة التي كونوها عن إيران عن بعد ليست حقيقية..على الغرب وأميركا المجيء إلى إيران ليشاهدوا التنافس الإيجابي والحيوية النابضة في الشعب..".
عبد الملك سكرية : انتصار الثورة أدخل فلسطين في المعادلة الدولية
ولكن ماذا عن الأجيال التي عاصرت الثورة الإسلامية الإيرانية، وكيف تراها اليوم؟!.. ها ما أقبل الأستاذ عبد الملك سكرية، يحدثني عنه من تلقاء نفسه خلال الاحتفال، الي أشعل فيه ذكريات ايام الانتصار وعودة الإمام الخميني إلى طهران منتصرا على الشاه، فقال : "نحن جيل عايش الثورة كل يوم بيوم، هي تعني لي الكثير الكثير.. ما زلت أذكر أنور السادات، في العام 1978، حين زار القدس المحتلة والكنيست الصهيوني وصار اتفاق كامب ديفيد واقعاً، فانسحبت مصر رسميا من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي فحصل خلل كبير في التوازن لصالح اسرائيل ضد العرب..
فانكسر ظهر سوريا وبقيت وحدها في ميدان المقاومة وكانت امام خيارات مرة إما أن تدخل الحرب لوحدها وتتدمر وإما أن تذهب لخيار الاستسلام والذل.. فجاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران ليكون ظهرا مساعدا وعونا رئيسيا في هذا الصراع فرفعت راية المقاومة من جديد ورفعت ايران شعار فلسطين وكانت هي البوصلة فلم توقع سوريا اتفاق الذل وصارت دوولة ممانعة.. وهذا ما ساعد المقاومة في لبنان أن تبدأ من الصفر وصولا إلى القوة وتتمكن من تحقيق نصر تلو الأخر..دون مفاوضات او تنازلات.." وختم سكرية بنبرة متفاءلة إلى ابعد الحدود :"أوكد لكل إن المستقبل بالمطلق لنا نحن لصالح معسكر المقاومة إن شاء الله".
السفير آبادي : ايران ستبقى العمق الاستراتيجي للبنان وسوريا وفلسطين
وبعدما اكتمل الحضور والاستقبالات ألقى السفير الدكتور غضنفر ركن ابادي كلمة مهمة أثرت بالحضور، أهم ما جاء فيها : "إيران ستبقى العمق الاستراتيجي للشعوب الأبية لا سيما لبنان وسوريا وفلسطين في وجه الاحتلال الصهيوني والارهاب التكفيري". وعلق آبادي على التفجيرات الارهابية التي حصلت في لبنان وقال ان هذه التفجيرات التي نفذتها المجموعات الارهابية خلال الاشهر الاخيرة في لبنان، يؤكد بانه على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته بقدر اكبر من الحزم والجدية في مكافحة الإرهاب. واعتبر آبادي أن الامام الخميني (قدس) أحيا الأمة بعظيم جهاده وعلمه وفقهه في سبيل عزتها ورفعتها.
واضاف ان ايران في عيدها 35 بقيادة الامام السيد علي الخامنئي وحكومة الرئيس حسن روحاني تسير بخطى ثابتة وراسخة، وتحرز تقدما كبيرا على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والعملية وصولا الى الفضاء، ودخولها نادي الدول النووية. واعتبر ان سياسة فرض العقوبات على ايران لم تجد نفعا بل زادتها قوة وعزما على مواصلة مسيرتها نحو التقدم.
ورأى ان الاتفاق النووي الذي حصل بين ايران ومجموعة 5+1 يدل على النوايا السلمية لايران تجاه تطوير تكنولوجيتها النووية وتصميمها على ازالة الشكوك وبناء الثقة.
ورأى ان ايران تربطها علاقات تاريخية مع الشعب اللبناني، واصفا هذه العلاقات بأنها ممتازة وآخذة بالتطور والنمو. كما شدد على ان بلاده تؤكد على تعزيز مسيرة التضامن والوفاق الوطني في لبنان، وان ايران تعتبر لبنان عنصرا حاسما في تدعيم الأمن والاستقرار والتقارب البناء لمواجهة تحديات المستقبل الاساسية.