24-11-2024 10:34 PM بتوقيت القدس المحتلة

داعش.. سلفيون وبعثيون ودراويش

داعش.. سلفيون وبعثيون ودراويش

وعلی اساس الانتماء البعثي والصوفي یؤسس البعض لاتهام "داعش" بانها من صنع المخابرات السوریة! على اعتبار ان بعض قیادتها كانت موجودة في سوريا فترة المواجهة مع القوات الامیرکیة ف

داعش في الأنبارفي العام 2003 تغزو القوات الاميرکية العراق.. وينتقل نشاط الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة الي العراق ليستمر الحضور العسکري الاميرکي حتي 2011 تحت مسمي محاربة الارهاب والتطرف!.

علاء الرضائي/ موقع العالم

وبغض النظر عن البحث في الانتماء القاعدي والذي يمکن الاستدلال عليه من الاجابة علي سؤال: من المستفيد من انشطتها؟ ومن المستهدف بعملياتها؟ فقد بدأت مقاومة الاحتلال الاميرکي في العراق من قبل مجموعات متعددة، بعضها شيعي وآخر سني، فيما فرّ البعثيون في بداية الامر للنجاة بانفسهم من بطش الشعب والاعتقال علي يد الاميرکان.

وفي اقل من عام علي الاحتلال (2004) تشکلت جماعة "التوحيد والجهاد" بالعراق علي يد الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي بايع في مرحلة لاحقة زعيم القاعدة اسامة بن لادن، فتحول التوحيد والجهاد الي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وفي العام 2006 وبسبب تعدد الجماعات المحسوبة على القاعدة في العراق، تم تشکيل شوري المجاهدين بزعامة عبد الله رشيد البغدادي، وفي نفس الشهر قتل ابو مصعب الزرقاوي، فجري انتخاب ابو حمزة المهاجر.
لکن تعدد الجماعات المسلحة التي تدعي بشکل وآخر انتماءها الي القاعدة والفکر السلفي او تتفق معها في عداء المسلحين الشيعة، کان لابد من حله لانه وصل احيانا الي حدّ الاقتتال بينها..وفي الخامس عشر من اکتوبر عام 2006 اجتمعت عدة فضائل مسلحة واعلنت عن تشکيل الدولة الاسلامية في العراق (داع) واختارت ابو عمر البغدادي زعيما لها.

وفي 19/04/2010 قتل ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر في قصف اميرکي علي محل تواجدهما بمنزل قرب بحيرة الثرثار بمحافظة الانبار، فاختار التنظيم المدعو ابو بکر البغدادي زعيما له والذي توسعت دائرة انشطة التنظيم في عهده لتشمل سوريا بعد اندلاع الازمة السورية، وفي التاسع من ابريل/ نيسان عام 2013 اعلن ابو بکر البغدادي دمج الدولة الاسلامية في العراق مع جبهة النصرة في الشام التي يقودها ابو محمد الجولاني وتشکيل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). القرار الذي انتقده زعيم القاعدة ايمن الظواهري ودعا الي فصل النشاطين في العراق وسوريا.

ان قرار البغدادي يعبر عن حقيقتين:
الاولي، هي ان المسارين العراقي والسوري متلازمان، وانه باحتلال الرقة في سوريا اصبح من الممکن ضم بعض المناطق العراقية غرب الانبار اليها واقامة کيان يستطيع الحياة من خلال دعم بعض البلدان الاقليمية له، مثل: ترکيا والسعودية وقطر وبلدان خليجية اخري والاردن.بحيث يشکل هذا الكيان فاصلا في حلقات التواصل بين بلدان محور المقاومة الذي يمتد من طهران حتي بيروت، فيتم قطع الاتصال بين العراق وسوريا من حيث فشلوا في قطع الاتصال بين دمشق وبيروت.

والأخرى، التي دعت الظواهري الي فصل التنظيمين العراقي عن السوري، يبين ان الدولة الاسلامية عراقية المنشأ وان القيادات السلفية القادمة اليها من بلدان اخري لربما يکون الهدف منه الاستفادة من الدعم العالمي والاقليمي للتنظيم اولاً، ولصبغه باللون السلفي الوهابي ثانياً حيث لم يعرف انتشار هذا الفکر في العراق بعکس الفکر القومي والصوفي..
ان داعش في حقيقتها خليط غير متجانس عقائديا، يجمع في طياته البعثيين الذين تحولوا الي دراويش مقاتلين في جيش رجال الطريقة النقشبندية وبقايا التوحيد والجهاد وکتائب ثورة العشرين ومسلحو الحزب الاسلامي الاخواني وغيرهم...
ولعل في امکانيات التنظيم وخبراته القتالية والاستخبارية، خير دليل علي ان کوادره الاساسية هم ضباط سابقين في اجهزة المخابرات العراقية (زمن صدام حسين) ورتب عسکرية فارة من ألوية القدس وفدائيو صدام والحرس الجمهوري.. هذه القدرات التي استطاعت ان تصادر العمل العسکري للمعارضة السورية حينما امتدت داعش الي الداخل السوري، الامر الذي أثار حفيظة السوريين.

أبو عمر البغداديوهذا الخليط غير المتجانس من الافکار والجذور والانتماءات يجتمع حول نقطتين منفصلتين: الاولي سلفية قاعدية والاخري شوفينية بعثية، وهما:
1 ـ التفکير والحقد الطائفي.
2 ـ الشوفينية والعداء لايران.

وعلي اساس الانتماء البعثي والصوفي يؤسس البعض لاتهام "داعش" بانها من صنع المخابرات السورية! على اعتبار ان بعض قيادتها كانت موجودة في سوريا فترة المواجهة مع القوات الاميرکية في العراق.. کالشيخ عبد الله الجنابي، لکن الوثائق الأخيرة التي اعلنت عنها مصادر أمنية عراقية في لقاءات بين قيادات من داعش وقيادات من کتلة متحدون العراقية (واغلبهم من البعثيين السابقين) وايضا مندوبين عن جهاز المخابرات السعودية، کشفت ان التنظيم لا يزال في العراق يمثل أجندات سعودية وطائفية، في حين انه تم التخلي عنه في سوريا وذلك ايضا لاسباب، منها:

1- التضحية به لتجميع المسلحين ضمن تشکيل جديد يجمع بقايا الحر والنصرة والجبهة الاسلامية ولواء التوحيد والفصائل الاخري، لتحسين التفاوض في جنيف 2.

2ـ دفع الارهاب باتجاه العراق لتوسيع دائرة الخراب وافشال العملية السياسية فيه بشكل كامل، خاصة وان الارهاب الداعشي يمتلك هناك حاضنة اجتماعية وغطاء سياسياً (متحدون والعراقية).

معلومة:
في السابع من يناير (2014) اعلن رئيس مجلس محافظة الانبار، فالح العيساوي، ان الشيخ عبد الله الجنابي، مفتي مجلس شوري المجاهدين سابقاً (بزعامة الزرقاوي) شکل مجلساً عسکرياً في الفلوجة وهو من اخرج الشرطة المحلية من مواقعها وصادر اسلحتهم، وهو الذي يتحکم بالفلوجة، وفي تلك الايام قتل مساعده ابو طفيل القوقازي على يد أحد اهالي الفلوجة بعد تحرشه باحدي فتيات المدينة!..