برز في الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موضوع التدخل الاميركي الفرنسي المباشر في الاحداث السورية
برز في الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موضوع التدخل الاميركي الفرنسي المباشر في الاحداث السورية والذي حمل معاني واضحة، على صعيد تنامي الضغوط الغربية وكذا إثبات تأجيج الاحداث ، وذلك عبر زيارة السفيرين الاميركي والفرنسي الى حماه. وتفاوتت طريقة تناول الخبر بين الصحف القريبة من الموالاة والمعارضة . وأبرزت صحيفتا المستقبل والنهار ما قيل عن نثر بعض الاشخاص ورودا على موكب السفير الاميركي... وفي الموضوع اللبناني تركيز على انطلاقة الحكومة بجلسة الخميس تحمل سلة تعيينات مهمة.
السفير
صحيفة السفير أبرزت الموضوع النفطي اللبناني في ظل تحضير العدو الصهيوني لرفع وثائق الحدود البحرية إلى الأمم المتحدة بقصد نيل الاعتراف الدولي بها وهي حدود تتناقض مع ما قدمه لبنان للمنظمة الدولية.
إسرائيل تحضّر لـ«عدوان نفطي» على لبنان.. باسيل لـ «السفير»: الاعتداء على حقوقنا ... لعب بالنار
وقالت السفير ان الحكومة الاسرائيلية ستصادق في اجتماعها يوم غد وللمرة الأولى، على حدودها البحرية الاقتصادية، وذلك بعد أن بدأ لبنان رسميا بمحاولة منح امتيازات تنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية الاقتصادية إثر تكليف شركة نروجية بإجراء بحث سيسمولوجي.
ومن المعروف أن مرابض نفط وغاز محتملة تقع في مناطق متداخلة ضمن المياه البحرية الاقتصادية لكل من لبنان وإسرائيل والتي يمكن أن تشكل موضع خلاف جديد بين الطرفين.
ومن الوجهة الاسرائيلية، فإن القرار بشأن تحديد الحدود البحرية الاقتصادية يعتبر مقدمة لرفع وثائق هذه الحدود إلى الأمم المتحدة بقصد نيل الاعتراف الدولي بها.
وبحسب وسائل إعلامية إسرائيلية، فإن القرار في حد ذاته يأتي أيضا ردا على وثيقة سبق للبنان أن رفعها إلى الأمم المتحدة تحدد حدوده البحرية الاقتصادية والتي بدا فيها تداخلها مع ما تعتبره إسرائيل مياها اقتصادية لها أيضا. وبكلمات أخرى، فإن إسرائيل تنوي الاعتراض رسميا أمام الأمم المتحدة على الحدود البحرية التي وضعها لبنان في وثائقه المقدمة للمنظمة الدولية.
باسيل: لن نتخلى عن حدودنا وحقوقنا
وقال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ«السفير» ان هذا الموضوع علمي، وخاضع للقانون الدولي، وإننا نأمل ان يدرك كل طرف مصلحته، سعيا الى تأمين الاستقرار اللازم لاستثمارات ضخمة من هذا النوع، لأن لبنان لن يتنازل لا عن حقوقه النفطية ولا عن حدوده البحرية، ولا بد من التأكيد هنا ان الخط واضح سواء كانت نقطة الانطلاق من البر او من البحر، ومجال الخطأ في هذا الموضوع بسيط جدا، ولبنان ارسل الى مجلس الامن الوثائق حول حدوده، وباتت في عهدته، وأما مع قبرص فإن الحدود واضحة تماما، ما خلا الخطأ الذي ننتظر ان تصححه قبرص.
وحول كيفية مواجهة هذا الخرق الاسرائيلي ان حصل، قال باسيل: اننا بطبيعة الحال سنمنع ذلك، ومن يتضرر ليس اسرائيل فقط بل الشركات التي ستتعاون معها في هذا المجال، نحن في لبنان نحترم حقوق غيرنا، ولا نريد ان نعتدي على حقوق غيرنا، ولكننا في الوقت نفسه نرفض ان يعتدي احد على حقوقنا، ونحن سنتابع هذا الموضوع، علما انه بند اساسي في البيان الوزاري للحكومة.
أضاف: لا مصلحة لأحد بأن يفتعل مشكلة، وأنا اؤكد ان اسرائيل تلعب بالنار في ما لو اقدمت على هذا الخرق والاعتداء على حدود لبنان البحرية وعلى حقوقه النفطية، وستكون امام مشكلة كبيرة، خاصة أن لبنان لا يمكن ان يتخلى عن حدوده البحرية وحقوقه النفطية، او السماح بالمساس بهما.
«السفير» ترصد مواقف من الزيارة غير المسبوقة .. «خصوصية» حماه ... السفراء و«لبننة» سوريا !
صحيفة السفير تناولت احداث سوريا ورصدت مواقف من زيارة السفير الاميركي. وتقول السفير في مقال خاص حول ذلك: حين بدأت الأزمة السورية السياسية، أصبح للبنان رمزية خاصة على الألسنة وفي التصاريح والشاشات. لبنان في السياسة السورية، هو تلك الخاصرة الخاضعة لانتهاكات الخارج. لبنان هو المحاصصة الطائفية السافرة والخطاب التحريضي والفتنة... والسفارات المتآمرة! السفير الأميركي روبرت فورد في حماه، فهل بدأت «لبننة سوريا»؟
صبيحة رحلة انتهاك السيادة تلك، تباينت المواقف. لؤي حسين، باسم معارضة سميراميس «المستقلّة»، غازل في السياسة ولم يندّد. بدوره، «المعارض المستقل» ميشيل كيلو اعتبر أن النظام يحمّل زيارة السفراء أكثر من حجمها. حسن عبد العظيم متكلّماً باسم الأحزاب المعارضة حافظ على النفس الرافض في مخاطبة التدخّل الخارجي، أما النظام، فأخذها ذريعة أخرى، وقوة مضافة لمحاربة من يريد إسقاطه: «أرأيتم التدخّل سافر... المؤامرة... التواطؤ»....
الحموي الذي لا يحق لأحد سواه أن يتكلّم عن حماه ومنها، رفع لافتة في مدينته تقول: «الحرية تبدأ في حماه وتنتهي بتحرير فلسطين»...
اليوم، يزورها السفير، فيرى محلل سياسي «من بطن النظام السوري»، أن في ذلك إفادة كبيرة: قدّم بزيارته خدمة كبيرة للنظام وكشف عن دور أميركي ما وبالتالي غذى وضعنا هذا الجزء في سياق الأحداث حيث سنرى أن النظام يستفيد من أخطاء خصومه:
جسر الشغور وسلاحه كرّس صورة «مجرمين قتلة»، وهذه ورقة في يد النظام. التدخل التركي شد عصب الوطنية السورية، وهذه ورقة في يد النظام. العرعور كرّس صورة «إسلاميين ظلاميين»، وهذه ورقة في يد النظام. واليوم، السفير الأميركي كرّس التدخّل الخارجي، وهذه ورقة مضافة في يد النظام. لهذا السبب، قوة النظام السوري في أخطاء خصومه، وضعفه في أخطاء فريقه.
النهار
من جهتها صحيفة النهار ركزت على التوتر السوري الاميركي المتصاعد ورأت في زيارة السفيرين نوعا من الضغط على النظام السوري..
أهالي حماه نثروا الورود على السفير الأميركي وواشنطن أزعجها استياء دمشق من زيارته
وقالت النهار تحت هذا العنوان : أثارت الزيارة التي قام بها السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد لمدينة حماه الخميس والجمعة مزيدا من التوتر في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، وخصوصا بعدما لحق السفير الفرنسي أريك شوفالييه بالسفير الاميركي في خطوة اعتبرت جهدا غربيا منسقا للضغط على النظام السوري ومساندة المعارضة.
وأعربت دمشق عن استيائها من زيارة فورد واتهمته باجراء اتصالات مع "مخربين" في المدينة التي شهدت تظاهرة امس قدر عدد المشاركين فيها بما بين 150 الفا و450 الفا (راجع العرب والعالم). لكن واشنطن استغربت رد الفعل السوري على الزيارة وأكدت ان وزارة الدفاع السورية كانت على علم مسبق بها.
ومع ان زيارة السفيرين الاميركي والفرنسي لحماه اجتذبت الاضواء أمس، فان تظاهرات اخرى نظمت، الى تظاهرة حماه، في عدد من المدن والبلدات. وقال ناشطون معارضون ان قوى الامن قتلت 14 متظاهرا في انحاء متفرقة من البلاد.
ورفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند بشدة قول الحكومة السورية ان زيارة فورد لحماه من شأنها زيادة التوتر في البلاد. ووصفت الموقف السوري بأنه "هراء في المطلق".
كما أعربت عن انزعاجها لأن دمشق قالت ان الزيارة كانت مفاجئة. ذلك أن السفارة أعلمت وزارة الدفاع السورية بأن وفدا من السفارة سيزور حماه. وقالت ان فورد التقى الجمعة عددا من المتظاهرين والمواطنين العاديين الذين يطالبون بالتغيير في سوريا، وعاد بعدها الى دمشق. وأضافت: "بصراحة نشعر بالانزعاج" من رد الفعل السوري الرسمي "الذي لا معنى له". وأوضحت ان السبب الرئيسي لزيارة فورد هو "اظهار التضامن مع حق الشعب السوري في التظاهر السلمي".
وأفادت ان فورد الذي امضى ليل الخميس في حماه، تجوّل في المدينة الجمعة "وقد تجمع المتظاهرون فوراً حول سيارته في جو ودي ووضعوا الزهور على الزجاج الامامي للسيارة، وكذلك اغصان الزيتون وهم يهتفون بسقوط النظام. لقد كان مشهداً لافتاً".
باريس قلقة وقهوجي يزورها في 19 تموز.. الحكومة تحرّك التعيينات والمعارضة تتحضّر
صحيفة النهار اشارت في الموضوع اللبناني الى ان الرئيس ميقاتي، الذي غادر لبنان أمس في اجازة عائلية وذلك على طائرة خاصة ركبها ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، يستعد لأسبوع جديد يتميز بجلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل في قصر بعبدا ستكون الاولى لحكومته بعد نيلها الثقة. وعلمت "النهار" ان جدول الاعمال الذي بدأ اعداده سيستكمل بعد غد الاثنين وابرز بنوده تجديد ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتردد ان تعيينات اخرى مطروحة لرئيس أركان الجيش والمدير العام للأمن العام والمرشح لهذا المنصب العميد عباس ابرهيم المساعد الحالي لمدير المخابرات في الجيش والمدير العام للقصر الجمهوري.
كما علمت "النهار" ان الهيئات الرقابية تعد جداول بالشغور في الادارات العامة وما هو قديم وما هو مستحدث، إذ إن الاولوية في هذه المرحلة ستكون للعمل الاداري في موازاة العمل الاقتصادي والمالي، ومن دون معالجة قضية هذا الشغور لا يمكن تنفيذ القرارات على مستويات عدة، خصوصا ان ثمة اشكالات قانونية يثيرها ملء الشواغر بالتكليف. وتوقعت مصادر حكومية ان تتكثف جلسات مجلس الوزراء لمواكبة التأخير في بت الملفات العالقة التي يبلغ عددها المئات والتي ستنصرف الامانة العامة لمجلس الوزراء الى تحديثها في ضوء المتغيرات.
وبدأت قيادات في قوى 14 آذار امس مشاورات ستتكثف الاسبوع المقبل تنفيذا لما اتفق عليه في "البريستول".
وأوضحت مصادر مواكبة لـ"النهار" ان تحرك 14 آذار بدأ فعلا في جلسات الثقة النيابية وسيشهد محطة أساسية الثلثاء المقبل في اطلالة للرئيس سعد الحريري عبر شاشة قناة "ام تي في" للتلفزيون ليجيب عن كل التساؤلات المطروحة. ورأت ان 14 آذار لم تربح معركة التصويت في مجلس النواب لكنها ربحت معركة الاصوات. وتبيّن ان المجلس يمتلك حيوية كانت معطلة بفعل اقفال المجلس بدءاً من 2006 – 2007. وشددت على ان ثمة خطة عمل تتناول مواكبة التطورات على مستويين: المحكمة الخاصة ومشكلة السلاح خارج سيطرة الدولة.
الاخبار
سفيرا أميركا وفرنسا يقودان المعركة من حماه
اشارت صحيفة الاخبار الى ان سوريا شهدت ، أمس، سباقاً حقيقياً بين المعارضين الرافضين لجلسة الحوار الوطني المقررة غداً في دمشق، والساعين إلى إنجاحه. السفيران الأميركي والفرنسي لدى سوريا قضيا يومهما الحافل في حماه، المركز الحالي للاضطرابات، ليظهر كأنهما الزعيمان الفعليان للمعارضة مع حصانتهما الدبلوماسية، ولتتهم دمشق واشنطن بأن سفيرها يتصل بـ«المخربين» ويعمل لعرقلة الحوار..
وتقول "الاخبار": بدت الصورة من سوريا، أمس، شديدة الغموض. من جهة، تظاهرات «جمعة لا للحوار» كانت، وفق تقارير إعلامية متعددة، الأكبر منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار الماضي، حيث شهدت تظاهرة ضمت نحو 400 ألف شخص. ومن جهة ثانية، بدا أنّ سفيري الولايات المتحدة وفرنسا لدى سوريا، روبرت فورد وإريك شوفالييه، يتصرفان كزعيمين للمعارضة السورية، مع انتقالهما إلى حماه لقيادة المعركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ما استدعى ردّاً سياسياً سورياً قوياً على التدخل الأجنبي في الأحداث الداخلية.
أعداد القتلى في مختلف المدن، وخصوصاً في حمص وحيّ الضمير في ريف دمشق وحيّ الميدان وسط العاصمة، تفاوتت كالعادة بحسب المصادر، وراوحت بين صفر في صفوف المتظاهرين، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، إلى 16 وفق المعارضين وبعض الفضائيات العربية. في المقابل، خرجت تظاهرات لأنصار الرئيس بشار الأسد ونظامه، في عدد من المدن أيضاً.
جميعها تطوّرات تنتزع أهميتها من واقع أنّها تسبق يوم الحوار المنتظر بين النظام والمعارضة المقرر انطلاقه غداً، من دون أن تكون نتائجه مضمونة؛ لأن عدداً من الشخصيات سبق لها أن أعلنت مقاطعتها للجلسات بحجة استمرار الحملات الأمنية في مناطق متعددة من البلاد.
ميقاتي ينال ثقة المساجد... بعد مجلس النواب
اشارت صحيفة الاخبار الى ان سيناريوات ترافقت مع حملة شائعات في الشمال، عن أن مساجد طرابلس التي لم يتسنّ لها الأسبوع الماضي أن تتهيأ كفايةً لمواكبة صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كانت تستعدّ لكي تعبّر أمس وعلى نحو واسع عن موقفها بعد نيل الحكومة الثقة، وتزامن ذلك مع ظهور لافتات في المدينة، باسم تيار المستقبل ومناصريه، تتهم حزب الله بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتعيين حكومة ميقاتي، وتتوعد من «يهدرون دماء الشهداء».
ولم يقتصر الأمر على السيناريوات والشائعات، بل إن مصدراً أمنياً كشف لـ«الأخبار» أنه منذ أيام رصدت استعدادات في طرابلس تتمثل بقيام «بعض الجهات بجمع إطارات السيارات تمهيداً لاستعمالها في حركات احتجاجية تؤدي إلى قطع الطرقات»، وأن هذه الجهات «تراهن على حصول صدامات وسقوط ضحايا، بما يتيح للفريق السياسي المعارض لحكومة ميقاتي استعادة المبادرة في الشارع، والضغط عليه من خلاله».
لكن وقائع يوم أمس خالفت كل التحليلات والتوقعات وأفشلت المراهنات، فميقاتي الذي نالت حكومته ثقة مجلس النواب، أول من أمس، حاز أمس ثقة ثانية أتت من معظم مساجد طرابلس، وقد تجلى ذلك أولاً عبر مرور خطب الجمعة بهدوء ودون تحويل المنابر إلى منصة هجوم على ميقاتي وحكومته، وثانياً من خلال عدم خروج المصلين في تظاهرات يمكن استغلالها في افتعال أي إشكال، كما حصل بعيد تأليف الحكومة، وثالثاً عبر رفع لافتات في المدينة وتحديداً أمام مساجدها حملت إحداها عبارة «مؤذّنو وخدم مساجد طرابلس يهنّئون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ويسألون الله تعالى أن يوفقها لخدمة البلاد والعباد».
المستقبل
ركزت صحيفة المستقبل على موقف 14 اذار من اي حوار لبناني-لبناني كما على موقف فرنسا من رؤية الحكومة اللبنانية تجاه المحكمة الدولية..
"14 آذار": لا قيمة لأي حوار في ظل هيمنة السلاح.. فرنسا "قلقة" من موقف الحكومة من المحكمة
وقالت المستقبل : غداة نيل حكومة "حزب الله" الثقة من نواب قوى 8 آذار، بدا أن هواجس اللبنانيين في طريقها إلى الازدياد في ظل استمرار هيمنة السلاح على الدولة ومؤسساتها وعلى الحياة السياسية، وفي ظل مناخ التعبئة وتوزيع اتهامات العمالة والخيانة، والموقف السلبي من المحكمة الدولية والعدالة، وكل ذلك يرسم علامات استفهام كبيرة حول خارطة طريق الحكومة ومسار عملها وأهدافها، خصوصاً مع بروز إشارات دولية سلبية باتجاه الحكومة ونياتها.
وسط هذه الصورة، يطل الرئيس سعد الحريري في لقاء إعلامي مساء الثلاثاء المقبل على محطة "ام تي في"، متحدثاً عن آخر التطورات في البلاد.
خلافاً للوعود "الشفوية" الكثيرة التي أطلقتها، سارت الرياح الدولية عكس ما تشتهي سفن الحكومة، ذلك ان أولى المواقف الدولية من البيان الوزاري والثقة لم تعكس الارتياح المرجو، فبعد قلق ابداه الاتحاد الاوروبي من غياب التزام حكومي صريح بالتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان، جاء الردّ الفرنسي مماثلاً اذ اعربت فرنسا عن قلقها إزاء موقف الحكومة اللبنانية الجديدة من التعاون مع المحكمة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "نأخذ علماً باعتماد البيان الوزاري من قبل البرلمان اللبناني، لكننا قلقون من الصيغة التي استخدمت للإشارة إلى المحكمة الخاصة بلبنان والتي تميل إلى التشكيك بحياد ومهنية هذه الهيئة القضائية".
وإذ جددت دعمها للمحكمة بهدف "البحث عن الحقيقة والحدّ من الإفلات من العقاب"، أكدت أن هذه المحكمة "تعمل بشكل مستقل وتحترم الحق بالدفاع"، داعية السلطات اللبنانية إلى "احترام واجباتها الدولية، لا سيما ما يتعلق بالتعاون مع المحكمة"، مضيفة "سنتابع بانتباه كبير الاجراءات التي يجب اتخاذها بهذا المجال خلال الأسابيع المقبلة".
أما على محور ما بعد الثقة، فقد تردد مساء أمس ترجيح عقد أول جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل لبتّ عدد من الملفات الداهمة وفي مقدمها التمديد لولاية رابعة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتعيين رئيس للأركان حيث ارتفعت أسهم بورصة العميد وليد سلمان اضافة الى تعيين مدير عام للقصر الجمهوري.
المعارضة
في المقابل، وبعدما أظهرت نقاشات مجلس النواب أن قوى 14 آذار استعادت حيويتها وخطابها، تتوجه الأنظار إلى الخطوات التي ستعتمدها في معارضة الحكومة، فيما الأنظار تتركز على موعد انتهاء مهلة الثلاثين يوماً الدولية للردّ اللبناني على مذكرات الجلب في حق المتهمين الأربعة في القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
مئات الآلاف تظاهروا في مدن سوريا ورصاص الأمن يقتل ويجرح العشرات.. ورود على موكب السفير الأميركي في حماه
تحت هذا العنوان قالت المستقبل: قلبت حماه أمس في "جمعة لا للحوار" كل التوقعات مجدداً، فسيّرت للمرة الثانية خلال أسبوعين أكبر تظاهرة قدرت بمئات الآلاف، وودعت السفير الأميركي روبرت فورد بعد يومين من زيارة الى المدينة بالورود التي انهمرت على سيارته فيما كان شبان غير مسلحين يحيطون بالموكب الديبلوماسي ويحمونه. ولم يكن سفير الولايات المتحدة وحيدا في حماه، اذ ان السفير الفرنسي ايريك شوفالييه زار ايضا أمس حماه واطلع على ما يجري في المدينة.
واذا كانت حماه المحررة والمحروسة من قبل لجان شعبية افرادها غير مسلحين احتفلت شوارعها بـ"جمعة لا للحوار" من دون ان تسيل دماء فيها نتيجة لخلوها من عناصر الأمن و"الشبيحة"، فإن مدنا أخرى حشدت مئات الألوف أيضا، وواجهت رصاص الأمن و"الشبيحة" الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.
البناء
الطيران المدني يرفض استقبال 20 ألف سائح أردني.. حماية لـ MEA !؟ سلّة تعيينات أمام مجلس الوزراء الأسبوع المقبل والمعارضة تتهيأ لتوتير الساحة
مع حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب وفشل فريق «14 آذار» في التأثير في الثوابت الوطنية لها، تستعد الحكومة لبدء ورشة عمل واسعة اعتبارا من الاسبوع المقبل، ينتظر ان تكون باكورتها في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء او الخميس المقبلين من خلال دفعة تعيينات تتناول عدداً من المواقع الأساسية الشاغرة مالياً وأمنياً.
إلا أن المعلومات التي يجري تداولها داخل فريق المعارضة تؤكد وجود نوايا سيئة لدى هذا الفريق لتوتير الأجواء السياسية في البلاد عبر بوابة القرار الاتهامي بهدف السعي الى عرقلة عمل الحكومة واذا امكن محاصرتها خارجيا وهو ما أشار اليه كل من رئيس «القوات» سمير جعجع الذي افرغ من الإمارات كل حقده على الحكومة، فيما كشف النائب مروان حمادة عن اجتماع لكوادر «14 آذار» لوضع خطة تطبيقية لما اتفق عليه في اجتماع «البريستول»، اي التحرك خارجيا وفي الشارع لتوتير الأجواء السياسية وصولا اذا امكن الى اسقاط الحكومة مع ما يمكن ان تتركه هذه الرهانات من تداعيات خطيرة على الوضع في البلاد.
حماية MEA على حساب السياحة
على صعيد آخر، كشف وزير السياحة فادي عبود لـ»البناء» أمس أن المديرية العامة للطيران المدني رفضت طلباً تقدمت به شركة «Jordan aviations» لتنظيم رحلات إلى لبنان لنقل 20 ألف سائح أردني، كانوا يفدون سابقاً عبر الحدود السورية لقضاء فصل الصيف في لبنان وبسعر 140 دولاراً للتذكرة، في حين أن سعر التذكرة على متن طيران الشرق الأوسط هو 250 دولاراً ورد السبب في ذلك إلى «حماية» الميدل إيست.
وأعلن أنه وجه كتاباً إلى مجلس الوزراء يطلب فيه انعقاد الهيئة العليا للسياحة في أسرع وقت ممكن للبحث في خطة نقل وإقامة جسور جوية بين لبنان وعواصم العالم لنقل السياح إلى لبنان، كما أعلن أن عدد الوافدين يومياً عبر مطار بيروت يبلغ نحو 13 ألف شخص.
«البناء» حاولت الاتصال برئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط عبر مكتبه لاستيضاحه هذه المسألة إلا أن أحداً لم يجب.
الديمقراطية الأميركية تتجلّى دعماً للشغب في حماه
في هذا الوقت، انتقل الوضع في سورية امس الى دائرة الاهتمام من جديد. مع التدخل والضغط من جانب سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في الشؤون الداخلية السورية وسعيهما المكشوف الى اثارة الاضطرابات في سورية، وصولا الى إفشال الحوار الذي سينطلق يوم غد الاحد، وتاليا منع الحلول السياسية لما يحصل داخل سورية.
وفي خطوة غير مسبوقة انتقل اول من امس سفيرا الولايات المتحدة روبرت فورد وفرنسا في سورية الى مدينة حماه من دون علم وتوافق مسبق مع السلطات المعنية. ما يؤشر الى الدور الوقح لكل من البلدين في إثارة الإضطرابات داخل سورية والتشجيع على منع الحلول السياسية.