اكد الزعيم الليبي معمر القذافي ان نظامه لن يسقط، مطالبا حلف شمال الاطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد قواته بوقف ضربات، مهدداً أوروبا بهجمات استشهادية.
اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي مساء الجمعة ان نظامه لن يسقط، مطالبا حلف شمال الاطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد قواته بوقف ضرباته. وقال القذافي في رسالة صوتية خلال تظاهرة شارك فيها الالاف من انصاره في سبها. معقله في جنوب غرب البلاد ان نظامه "لن يسقط. هذا النظام السياسي نظام الشعب الليبي"، مشددا على ان الحلف الاطلسي "مخطئ اذا ظن ان بامكانه اسقاط هذا النظام". واضاف القذافي مخاطبا انصاره في معقل قبيلته القذاذفة ان الحلف الاطلسي يواجه في ليبيا "شعبا بكامله مسلحا ويقاتل مواجهة ليبيا هي مواجهة الملايين نحن لا نخاف من شيء نريد ان نقوم بواجبنا كما ينبغي. الى الامام ايها الاحرار". وقال القذافي ان ليبيا "هي القادرة على التحدي. اما اعداء الجماهير الخونة والعملاء شرقا وغربا وحلف الاطلسي فانهم يتساقطون تحت اقدام الشعب الليبي الحر وتحت زحوف جماهيره". واكد لانصاره انهم "بصمودهم سيحطمون حلف الاطلسي وسيتراجع مدحورا وسيهزم الجمع ويولون الدبر"، مضيفا "عندما ننتصر ان شاء الله البترول سيكون قصرا تحت تصرف الفقراء... والشباب الذين يخوضون الآن المواجهة ويقاتلون في كل مكان ويعبئون الجماهير هم الذين سيقودون كل المرافق".
وهدد القذافي بارسال مئات الليبيين لشن هجمات في أوروبا ردا على الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضده. وقال "مئات الليبيين سيستشهدون في أوروبا. لقد قلت لكم ان العين بالعين والسن بالسن ولكن سنعطيهم الفرصة كي يعودوا الى صوابهم". واضاف "ستندمون يا حلف الاطلسي عندما تنتقل الحرب الى أوروبا"، مضيفا ان جزر الخالدات وجزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط والاندلس أراض عربية ينبغي تحريرها. وقال "الشعب الليبي ما عنده مشكلة. القوة الاستعمارية هي التي عندها مشكلة. يريدون السيطرة على النفط. هم يغارون لان الله أعطانا هدية البترول". واضاف أن الليبيين لا يخشونهم ولا خيار أمامهم سوى المقاومة والاستشهاد والقتال حتى النهاية.
وشدد القذافي على ان الغربيين "يعتقدون ان ثورة الفاتح العظيم تنتهي بنهاية القذافي. لا. هذه ثورة الشعب الليبي. هذه سلطة الشعب الليبي هذا النظام السياسي نظام الشعب الليبي. اختاره الشعب الليبي. اقره الشعب الليبي. قرره الشعب الليبي. يمارسه الشعب الليبي". واضاف "هم يعتقدون أن النظام في ليبيا مثل نظامهم الرجعي الدكتاتوري الرأسمالي البائد. نظام حزب اذا استقال وزير أو انحل الائتلاف الحكومي تسقط الحكومة نهائيا. لكن في ليبيا ليست حكومة حزب. ليست حكومة فرد. ليست انتخابات". كما شدد على أن "الشعب الليبي لا يمكن ان يترك بتروله ولا مصيره في يد عصابة. ولا يمكن ان يستسلم للاستعمار مرة اخرى. وقد قرر ان يعيش حرا او يموت في أرضه".
ميدانياً، قتل ستة على الاقل من المعارضة المسلحة وأصيب 17 اخرون على خط المواجهة بالقرب من مصراتة على ساحل البحر المتوسط. وتعرض مقاتلو المعارضة لاطلاق نيران مدفعية كثيف من قوات القذافي. ويتحرك مقاتلو المعارضة صوب مدينة زليتن المجاورة وهي ضمن سلسلة من المدن التي تسيطر عليها الحكومة مما يعوق تقدمهم الى طرابلس. واطلقت القوات الموالية للقذافي داخل المدينة قذائف لتعوق تقدمهم. وينتظر الثوار دعم حلف شمال الاطلسي أو نفاد ذخيرة قوات القذافي للتحرك من أجل السيطرة على وسط المدينة. وبعد اسابيع من القتال الذي اتسم الموقف فيه بالجمود تقدم مقاتلو المعارضة غربا من مدينة مصراتة ليصبحوا على مسافة نحو 13 كيلومترا من زليتن حيث تتمركز أعداد كبيرة من القوات الموالية للقذافي. وكان ذلك بالتزامن مع حملة في الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس حيث سيطرت مجموعة من المعارضة يوم الاربعاء على قرية ليقتربوا من السيطرة على طريق سريع رئيسي يؤدي الى العاصمة.
وفي سياق اخر احتشد عشرات الالاف من انصار القذافي وزعماء القبائل في الساحة الخضراء في طرابلس لاداء صلاة الجمعة والاستماع الى الخطبة التي توقعت نهاية سريعة للثورة. وقال الخطيب علي ابو سواح لالاف المصلين ان ليبيا يمكنها تنفيذ اصلاح دون تدخل من الغرب واتهم المعارضين بانهم عملاء للغرب. وسأل كيف يمكن السماح بمثل هذا التدخل على ضوء ما حدث في العراق وافغانستان. واشاد ايضا بالسعودية التي كانت لها علاقات متقلبة مع القذافي في الماضي لعدم اعترافها بالمجلس الانتقالي. واشارت المنظمة الدولية للهجرة الى نقل مئات المهاجرين الافارقة جوا من جنوب ليبيا الخاضع لسيطرة الحكومة الى العاصمة التشادية يوم الاربعاء.
سياسياً، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني "اعتقد ان الوضع يتجه نحو نهاية حاسمة ... لا نعرف متى سيتم ذلك .. عندما يدرك العقيد القذافي أن رحيله أمر ضروري لمستقبل ليبيا وشعبها." واضاف اثناء زيارة لاديس ابابا "أعتقد أن الضغط على النظام يزيد طوال الوقت. كثفنا الحملة العسكرية وسيتم تكثيفها أكثر من ذلك. يزيد الضغط الاقتصادي أيضا وكذلك الضغط الدبلوماسي." وفيما قد يكون احدث الضغوط المالية على القذافي قالت صحيفة تركية يوم الجمعة ان تركيا جمدت ما قيمته مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الليبي المودعة في بنوكها