"الشهادات التي حصلت عليها ونشرتها اليوم توضح انحراف أحد الأشخاص الذين ذهبوا إلى سوريا وجرّ معه عائلة بأكملها في الجحيم السوري وتظهر فعالية الهياكل الوهابية والتدريب العسكري والتلاعب بالعقول".
روت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، تحت عنوان "مرعب".. " قصة شاب فرنسي غادر الى سوريا برفقة زوجته وابنتيه بهدف القيام بما سماه "الجهاد"، موضحة أن المئات من الفرنسيين ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى "الجهاد" وغالبيتهم شباب من الضواحي، تطرفوا عن طريق اصوات الدعاة والشبكات الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة إن "الشهادات التي حصلت عليها ونشرتها اليوم توضح انحراف أحد الأشخاص الذين ذهبوا إلى سوريا وجرّ معه عائلة بأكملها في الجحيم السوري وتظهر فعالية الهياكل الوهابية والتدريب العسكري والتلاعب بالعقول".
ورأت الصحيفة أن "هذا الرجل الذي يدعى الآن صلاح الدين الفرنسي ومن خلال عدم مبالاته للحياة وحتى لبناته يكشف العمى القاتل للأشخاص الذين سيعود بعضهم عاجلا ام آجلا الى مجتمعاتهم التي يعتبرونها ملحدة وهو ما يشير إلى أنه بعد أشهر أو بعد سنين فان عشرات من هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا من قلب الديمقراطيات الغربية سيكون عليها أن تواجههم".
ونقلت الصحيفة عن صلاح الدين الذي يبلغ من العمر 27 سنة قوله إنه "غادر فرنسا مع عائلته المكونة من زوجته وابنتيه اللتين تبلغان من العمر 8 سنوات و6 سنوات لكي يقوم بما سماه "الجهاد" في سوريا التي وصلها في الـ 11 من تموز الماضي".
وأشار المدعو صلاح الدين الفرنسي إلى أنه بدأ بمشاهدة افلام الفيديو وخطب "اسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة السابق التي تأثر بها ليقرر التوجه إلى سوريا حيث غادر مدينة ليون عبر طائرة إلى اسطنبول ومن ثم الى الحدود التركية السورية حيث دخل من هناك إلى حلب وانضم إلى تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" ومن ثم إلى "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الذي دربه على المتفجرات والقناصة ليشارك بعدها في القتال في مناطق عدة من سوريا حيث قتل خلالها العديد من الأجانب الذين انضموا إلى المجموعات التكفيرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطرا كبيرا على دولهم لأنهم سيعودون "جنودا محنكين يتدافعون في معارك دامية وصقلوا بالخطابات التكفيرية وجاهزين للقيام بحروب أخرى ولذلك يجب التعرف إلى طبيعتهم من اجل تجنب ان يصبحوا تهديدا". وأوضحت الصحيفة أن العلاج القضائي لهؤلاء التكفيريين ضروري ولكنه ليس كافيا ولذلك على الدول الأخرى المعتدلة ان تشارك بجزء من مواجهة هذا التهديد.
وتأتي هذه التحذيرات المتزايدة بعد أن كان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس حذر في مطلع كانون الأول الماضي مع نظيرته البلجيكية جويل ميلكيه من قيام منظمات قريبة من تنظيم القاعدة في سورية بتجنيد الشباب الأوروبي للقتال في سورية مقدرا عدد هؤلاء بما بين 1500 و2000.
وشكل موضوع تزايد عدد الغربيين الذين يتوجهون إلى سوريا للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة محور اهتمام الدول الغربية خلال الفترة الاخيرة حيث عقدت لهذه الغاية عدة اجتماعات على مستوى عال لمناقشة هذا الموضوع كان اخرها الاجتماع الذي عقد فى بولندا، يوم الجمعة الماضي، وشارك فيه وزراء داخلية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وايطاليا وبولندا وأكد في ختامه وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون أن "المسؤولين الأمنيين في أوروبا يولون اهتماما خاصا للمتطرفين في دولهم الذين يذهبون إلى سوريا لحمل السلاح" وخصوصا في ظل المعلومات المؤكدة عن سفر "أفراد من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا إلى سوريا للقتال هناك في وقت يحاول متطرفون بشكل نشط تجنيد غربيين وادلجتهم واعادة إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ مهمات متطرفة".