24-11-2024 10:21 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: كان المرجع الراحل مسكوناً بهمّي الوحدة والحوار

فضل الله: كان المرجع الراحل مسكوناً بهمّي الوحدة والحوار

"لم يكن الكثيرون يفهمون لماذا يسكن هذا الهم الوحدوي السيد، إلا بعد أن اشتعلت نيران الحرب الأهلية العربية، التي تنفّست مذهبياً على إيقاع مصالح الدول الكبرى

فضل الله: كان المرجع الراحل مسكوناً بهمّي الوحدة والحواربدعوةٍ من المركز الثقافي العراقي في بيروت، ألقى العلامة السيد علي فضل الله، محاضرة تحت عنوان: "المرجع فضل الله والنجف، علاقة متأصّلة في الأدب والإصلاح والوحدة والتجديد"، بحضور حشدٍ من الشخصيات الفكرية والأدبية والثقافية والاجتماعية.

قدّم للمحاضرة مدير المركز الإسلامي الثقافي، السيد شفيق الموسوي. بعدها، تحدّث السيد فضل الله عن المحطات الأساسية للمرجع السيد محمد حسين فضل الله في النجف، طارحاً السؤال الذي يتكرر على لسان الكثيرين: هل كان المرجع السيد محمد حسين فضل الله صناعة نجفية خالصة، أو أن هذا الاسم هو الذي أضاف الشيء الكثير إلى النجف المدرسة والحوزة والجامعة والتاريخ؟! وقد أجاب عنه بمقولة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر الشهيرة: "كل من خرج من النجف خسر النجف، إلا السيد فضل الله، عندما خرج من النجف، خسره النجف".

وقال: "حرص المرجع فضل الله(رض) منذ انطلاقته الفقهية والفكرية الأولى في النجف، على بناء الشخصيَّة الإسلاميَّة المتوازنة، ووجّه النقد إلى الشخصية البكائية، التي لا تعمل على استثمار التاريخ في أبعاده الإيجابية. كما تفاعل مع قضية فلسطين، وهو في الثانية عشرة من عمره، وحارب ــ منذ الشباب ــ واقع التخلّف الَّذي فرض نفسه على المفاهيم الإسلامية، وفسح المجال للخرافة لكي تحمل عنوان القداسة".

وبعدما توقّف عند التجربة الشعرية والأدبية المميَّزة للمرجع فضل الله في النجف، و"التي كان يتنفّس فيها السيد شعراً"، لفت إلى تجربته الإسلامية الوحدوية، ومسعاه لتمتين أسس الوحدة الإسلامية تأصيلاً وممارسة.

فضل الله: كان المرجع الراحل مسكوناً بهمّي الوحدة والحواروأضاف: "لم يكن الكثيرون يفهمون لماذا يسكن هذا الهم الوحدوي السيد، إلا بعد أن اشتعلت نيران الحرب الأهلية العربية، التي تنفّست مذهبياً على إيقاع مصالح الدول الكبرى، وبقدر ما سوف تُنصف الأيام سماحته، فإن سهام التاريخ لن ترحم أبداً أولئك الذين وجّهوا طعناتهم إلى قلبه، لا لشيء، إلا لأنه كان وحدوياً بامتياز".

وتوقَّف عند إنجازات المرجع فضل الله في الإصلاح والتجديد، على المستويين الفقهي والفكري، من خلال كونه الشخصية الحوارية الإسلامية التي انفتحت بالحوار على الجميع، وأكدت أن لا مقدسات في الحوار، مشيراً إلى أنَّ السيّد(رض) لم يكن تجزيئياً في نتاجه التجديدي، على المستوى المعرفي والفكري والعملي، بل كان صاحب نظرة متكاملة، وقد أمسك بقوة بتلك الجدلية العميقة في علاقة التجديد والإصلاح بمشروع الوحدة في الأمة، وعلاقة الوحدة بمشروع الصحوة، وعلاقة كل ذلك بمشاريع التحرر والتنمية والنهضة الحضارية.

وفي الختام، قدَّم مدير المركز الثقافي العراقي، الدكتور علي العبادي، درعاً تقديرية لسماحته.