إن الهدف الاستراتيجي المعرفي الذي تسعى الجامعة الى تحقيقه هو إنضاج رؤية معرفية تعبر عن أصالة موقعنا التاريخي والحضاري وتنسجم مع أصالة فكرنا الإسلامي المستنير
يعدّ مؤتمر التعددية في أفق حوار الحضارات من الفعاليات العلمية لجامعة الكوفة ومن ضمن سلسلة من الأنشطة التي قامت بها الجامعة وما تزال تعمل بها عبر برامجها داخل العراق و خارجه في حوار الاديان.
وقد أسهمت الجامعة عبر مؤتمراتها و ندواتها وأنشطتها السابقة في تنمية ثقافة الحوار و نبذ التطرف و العنف ، وهي تسعى إلى إقامة مؤتمر التعددية الدينية ما بين 20 و22 من شهر شباط (فبراير الحالي) في مركز المحاضرات في الجامعة بمشاركة نخبة من الشخصيات المؤثرة في العالمين العربي والأجنبي ومن باحثين من مختلف الأديان و الطوائف و المذاهب في العالم .
وتوافرت للجامعة فرصة التعاون مع معهد الدراسات العقلية في النجف الاشرف ، الذي يعد من المراكز البحثية العلمية الرصينة التي تشارك الجامعة في مساعيها الهادفة الى إنقاذ الإنسان من أزمة التطرف و الفتنة ، بالبحث و الحوار و الحكمة و الموعظة الحسنة ، لذا جاء انعقاد المؤتمر مشتركاً بين الجامعة و المعهد ليصبَّ ذلك كله في خدمة البحث العلمي و الخروج بأفضل النتائج .
إن الهدف الاستراتيجي المعرفي الذي تسعى الجامعة الى تحقيقه هو إنضاج رؤية معرفية تعبر عن أصالة موقعنا التاريخي والحضاري وتنسجم مع أصالة فكرنا الإسلامي المستنير، وفتح الباب أمام حوار معرفي نقدي جاد, يخدم أهداف الإنسانية في التعايش السلمي والتسامح العقائدي والديني، ويركز على جوهر الديانة وبعدها الحضاري والايجابي في حياة البشر, ويناقش بعلمية جادة أزمة الطائفية تاريخياً ومعرفياً, بما يسهم في تحديد آفاق المعالجات والحلول التي يمكن أن يتبناها قادة الرأي وأصحاب القرار.
وعمدت الجامعة الى توسيع دائرة المشاركة في اللجنة التحضيرية الأساسية لتشمل شخصيات وطنية ومعرفية من خارج الجامعة وعلى وجه التحديد من الإخوة السنة والكرد لتشكل مساعيها منذ البدء صورة جامعة لمؤتمر غايته الحوار والتفاهم بين الطوائف والمذاهب والأديان..
وانطلاقاً من تاريخ مدينة النجف وأثرها في توحيد الكلمة ورأب الصدع والإيمان بالحوار واحترام الآخر,فقد لقيت ادارة الجامعة مؤازرة من مراجع الدين والمؤسسات الثقافية في حوزة النجف الدينية, ولذلك جرى العمل لدعوة مؤسسة الأزهر الشريف والكنائس المسيحية الكبرى على الحضور ممثلة بأعلى مقاماتها، وتم التركيز على الجانب النوعي وعلى الشخصيات العلمية والثقافية التي يتوقع منها إثراء المؤتمر بالرؤى والأفكار والنظريات البنّاءة..
وقد تبنت كلية التربية في جامعة الكوفة بالتعاون مع معهد الدراسات العقلية هذا المؤتمر من اجل إحداث نقلة نوعية في شكل المؤتمرات ومضمونها , ولكي ينتهي المؤتمر بمضامين تضيف إلى بنك معلومات الجامعة مادة جديدة ومؤثرة في تطوير الرؤى وتحسين مستوى القرارات الوطنية..
إن الأصالة والاستنارة والإبداع هي الأوتاد التي تريد ادارة الجامعة إشادة بناء هذا المؤتمر عليها والذي سيكون عماده الدعوة إلى التسامح الديني والتعايش السلمي, والتأكيد على الحوار سبيلاً لاكتشاف الحقيقة ومنهجاً لمعالجة الأزمات والإشكاليات العملية على مستوى العالم وفي محيطنا الإسلامي والوطني.
محاور المؤتمر
اولا :التعددية الدينية : ويعنى بالبحث في مفهوم التعددية الدينية بأبعاده كافة على المستوى الديني و المذهبي ، و طرح المفهوم ليتسع للتنوع في الانتماء بعد أن أصبح إحدى المشكلات الكبرى في حياة الإنسان في العالم المعاصر ، إذ يشتغل المحور على حل مشكلات التعددية لجعلها مصدراً من مصادر الثراء الروحي لعالم الإنسان.
ثانيا: أثر الدين في حياة الإنسان:ويعنى بدراسة أثر الدين في حياة الإنسان بوصفه(الدين) ضرورة من ضرورات البناء الروحي والفكري الذي يسهم في خلق التآلف والانسجام بين أبناء البشرية جمعاء وإن تعددت أعراقهم و أصولهم .
ثالثا: الطائفية اساس أزمة المنطقة وداء الفتنة: ويعنى هذا المحور بدراسة جذور الطائفية وصورها وآثارها السلبية التي أدت إلى نشوء أزمات في مختلف بقاع العالم ، مما يحتم دراسة هذه الظاهرة الخطيرة لإعادة التوازن في علاقات بني الإنسان،بإيجاد بنية روحية إنسانية مشتركة تحترم حياة الإنسان من دون النظر إلى انتمائه الطائفي .
أهداف المؤتمر :
معالجة الأزمات و المشكلات التي يواجهها العالم على مستوى التعددية الدينية بوساطة البحث العلمي الرصين من أجل وضع الحلول الناجعة على وفق أسس علمية تعتمد الحياد و الخبرة و الكفاءة.تنشيط و تنمية الأبحاث العلمية في ميدان التعددية الدينية برصد أشكالها ومشكلاتها كافة ، ودراستها عالميا لتقديم نتائج و محصلات علمية وافية تخدم ثقافة الحوار، وتوجد مناخاً صالحاً للتعايش السلمي بنبذ النزاعات و الصراعات على أساس ديني أو مذهبي.
إنشاء مراكز دراسات بحثية دائمة تعنى بدراسات التعددية الدينية و ثقافة الحوار في مختلف جامعات العالم لمساعدة المناطق و الدول المتضررة على النهوض و التعافي من آثار و أخطار التعصب الديني.
إقامة ورش عمل دائمة بين جامعة الكوفة والجامعات والمراكز و المعاهد و المؤسسات العربية والأجنبية في مجال التعددية الدينية و حوار الحضارات عبر استضافة و إرسال الوفود من الأديان و المذاهب المختلفة في مواسم و مناسبات ثقافية و اجتماعية وعلمية في البلدان المختلفة.
وسيشارك في المؤتمر حشد من الشخصيات الفكرية والعلمية والدينية من مختلف الدول العربية والاسلامية ودول اخرى.