تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم السبت 15-2-2014 الحديث محليا عن ملف تاليف الحكومة، اما دوليا فتحدثت الصف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم السبت15-2-2014 الحديث محلياً عن ملف تأليف الحكومة، اما دوليا فتحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
السفير
جنبلاط يقترح المخرج والحريري يتجاوب.. وسلام إلى "السرايا"
"رواية الليلتين".. من ريفي إلى المشنوق!
وكتبت صحيفة السفير تقول "لو كان القرار بيد الرئيس المكلف تمام سلام، لكانت حكومته العتيدة، قد ولدت فجر اليوم، حتى لو كان كل لبنان نائماً.
استنفر سلام الدوائر الرسمية وأبقى رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري على أعصابهما، حتى ساعة متأخرة ليلا، معولا أن تصدر المراسيم، فور اكتمال التوافق حول عقدة وزارة الداخلية، مخافة أن يؤدي التأجيل إلى تطيير الفرصة، كما كان يمكن أن يحصل في الساعات الأربع والعشرين الماضية، غير أن ترتيبات "البيت المستقبلي" الداخلي ومقتضيات إعادة توزيع بعض الحقائب، جعلت كل الرؤساء والوسطاء، وأبرزهم وليد جنبلاط، ينامون هانئين، بأن حكومة ستولد ولقطة تذكارية ستتخذ، قبيل سفر بري الى الخارج في الساعات المقبلة.
هذه "الفرصة" الحكومية، لم تكن لتتحقق مبدئياً، لولا القرار الكبير الذي اتخذه، ليل أمس، الرئيس سعد الحريري، مبلغاً جميع الوسطاء، وخاصة جنبلاط، أنه لن يغادر خيار الأبواب المفتوحة، وبدا كأنه يريد القول إن من شرب النهر بقبوله الجلوس على طاولة واحدة مع "حزب الله" لن يغص بساقية حقيبة وزارة الداخلية، في ضوء "الفيتو" الذي وضع على مرشحه لها اللواء اشرف ريفي.
وقرابة الواحدة فجراً، أفضى آخر المخارج الى إسناد حقيبة الداخلية الى النائب نهاد المشنوق، وهو خيار اقترحه الحريري وسوّقه جنبلاط لدى "حزب الله" و"أمل"، فكان جواب إيجابي، على قاعدة أن الرجل "غير استفزازي"، وسبق له أن أطلق مبادرات حوارية في أكثر من اتجاه في عز التأزم السياسي بين "المستقبل" و"حزب الله".
هذه النتيجة، سبقتها تطورات وتفاصيل كثيرة تعرض "السفير" روايتها الكاملة استناداً الى مصادر المعنيين بالتأليف الحكومي، على الشكل الآتي:
عند الساعة الواحدة والنصف من ليل الخميس ـ الجمعة الماضي، اكتملت معالم التفاهم الحكومي بموافقة "فريق 14 آذار" ورئيس الجمهورية والرئيس المكلف على إسناد حقيبة الخارجية للوزير جبران باسيل (التربية لغابي ليون)، مقابل تعديل في توزيع الحقائب السيادية، أفضى إلى إسناد حقيبة الدفاع لنائب رئيس الحكومة سمير مقبل.
عند هذا الحد، كانت باقي مكونات الحكومة، قد سـلمت الرئيس المكلف أسماء وزرائها، مع تحديد حقيبة كل واحد منهم، باستثناء "حزب الله" الذي اشترط أن يكون تسليم الأسماء مرهون بإنجاز التفاهم النهائي مع ميشال عون.
قرابة الثانية من فجر الخميس ـ الجمعة، أجرى المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، اتصالا بسلام، ونقل إليه قرار الحزب بتسمية محمد فنيش وحسين الحاج حسن.. وقبل أن ينهي اتصاله معه، سأله: "دولة الرئيس.. ماذا بخصوص وزارة الداخلية"، فأجابه سلام: "أشرف (ريفي)".
ذهل خليل من الجواب، وأعاد التدقيق مرة ثانية، فكان جواب سلام: "اللواء ريفي".
قال حسين خليل للرئيس المكلف إن هذه التسمية منافية لتفاهم سابق مفاده أن لا توزير لأية أسماء استفزازية في حقيبة الداخلية التي ستكون من حصة "المستقبل" وأنه سبق له أن أبلغه (والوزير علي حسن خليل) أن ذلك ينطبق على أشرف ريفي وأحمد فتفت، على سبيل المثال لا الحصر. وقتذاك، وُضع كل المعنيين بتأليف الحكومة بوجهة نظر بري و"حزب الله"، وجرى تفهمها، لا بل إن الرئيس المكلف قال في إحدى المرات إن الرئيس فؤاد السنيورة طرح عليه اسم ريفي لتولي وزارة الداخلية إلا أنه رفض ذلك.
تشاور حسين خليل مع السيد حسن نصرالله، ثم أجرى اتصالا بعلي حسن خليل، اتفقا خلاله على صياغة موقف موحد لقوى 8 آذار و"التيار الوطني الحر"(بعد التواصل مع الوزير جبران باسيل)، مفاده أن "حزب الله" وجميع حلفائه سيستقيلون من الحكومة اذا تم إسناد الداخلية الى أشرف ريفي.
وفي الوقت نفسه، أجرى القيادي في "حزب الله" الحاج وفيق صفا اتصالا بالوزير وائل أبو فاعور ونقل اليه موقف الحزب و"أمل" وباقي حلفائهما بعدم المشاركة في الحكومة.
استمرت الاتصالات حتى الفجر من دون أن تفضي الى أية نتيجة، علماً أن معظم المعنيين بالمراسم في القصر الجمهوري والسرايا الكبيرة كانوا قد وضعوا في أجواء الاستعداد لولادة حكومة جديدة صباح الجمعة. وتبلغ الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي أن ينتقل صباحاً الى القصر الجمهوري للتفاهم مع مدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير على الترتيبات البروتوكولية، وقد نام هؤلاء وغيرهم كثيرون من أهل الوزارة على وعد ولادة الحكومة قبل صلاة الجمعة، حيث كان مقرراً أن يؤدي الرئيس المكلف الصلاة في أحد المساجد قرب منزله.
في الصباح، جرت اتصالات مكوكية شارك فيها بشكل اساسي النائب وليد جنبلاط ممثلاً بالوزير أبو فاعور على معظم الخطوط تمحورت حول سبل إقناع "تيار المستقبل" باستبدال ريفي بوزير آخر في الداخلية، من دون استبعاده من التركيبة الوزارية، غير أن الرئيس سعد الحريري تمسك بريفي في الداخلية، آخذاً على الرئيس المكلف أنه بادر الى إبرام تفاهم مع بري و"حزب الله" من وراء ظهره، وبلغ الموقف ذروته بإعلان أمين عام "المستقبل" أحمد الحريري عبر إحدى الفضائيات أننا "لن نقبل بغير اللواء أشرف ريفي وزيراً للداخلية"، وهو الأمر نفسه الذي تبلغه الوزير جبران باسيل مباشرة من نادر الحريري مدير مكتب سعد الحريري.
ومع مبادرة بري الى دعوة الرئيس المكلف في اتصال هاتفي لإعادة النظر بقرار توزير ريفي، معيداً تذكيره بما كانا قد تفاهما عليه سابقاً، وتم تسريبه الى الإعلام أكثر من مرة (رفض أي اسم استفزازي للداخلية)، بادر السنيورة الى معاتبة بري في اتصال هاتفي على قراره وحلفائه بوضع "فيتو" على ريفي بينما لم يبادر فريقنا الى أي سلوك من هذا النوع.
وبرغم استمرار المساعي الجنبلاطية، بدا أن ثمة توجساً من الجميع بوجود إرادة ما لا تريد للحكومة أن تولد.. ولا لتمام سلام أن ينضم فعلياً الى نادي رؤساء الحكومات، وعندها، جرى التدقيق في ما اذا كانت هناك قطبة مخفية (تحديداً سعودية) وراء ما يجري، حتى أن الاتصالات شملت الرياض، وبدا أن الموقف السعودي لم يغادر أدبياته الكلاسيكية بوجوب أن يتفاهم اللبنانيون على كل ما يعنيهم، كما أن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل شجع جميع الأطراف على المضي في خيار الحكومة الجامعة "حتى لو اقتضى الأمر تنازلاً من هنا أو من هناك".
وبدا أن خطاب سعد الحريري في "البيال"، لمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد والده، سيشكل علامة فارقة، وعلى هذا الأساس، طلبت دوائر القصر الجمهوري والمصيطبة من الصحافيين، عدم الانتظار، وارتفعت بورصة الحكومة المؤجلة أقله الى ما بعد عودة الرئيس بري من رحلته الكويتية ـ الإيرانية ـ الأوروبية، لمدة عشرة أيام، بدءاً من اليوم.
وما أن انتهى الحريري من خطابه، الذي كان عنيفاً بوجه "حزب الله"، حتى سرى انطباع بأن مشروع الحكومة قد طوي نهائياً، لكن وليد جنبلاط قرر أن يطرق باب سعد الحريري هاتفياً، معزياً، وفي الوقت نفسه، منوهاً بمواقفه الداعية الى الاعتدال والحوار، وتمنى عليه التراجع عن خيار ريفي، فكان وعد من الحريري بالمعالجة، وقال له إنه لم يقفل الأبواب إلا مؤقتاً، لكنها ستكون مفتوحة "دائماً إن شاء الله".
وزاد الطين بلة، تسرب خبر استقبال الملك عبدالله بن عبد العزيز للرئيس الحريري في قصره ومقر استجمامه في منتجع "روضة خريم" (على بعد 100 كلم من الرياض)، وهو أمر كان قد سبق كلمة الحريري، وجاء في سياق استقبال عدد كبير من الأمراء السعوديين، حتى بادر أحد "الغيارى" الى مصارحة الحريري بالآتي: "لو كان كل العالم يتحمل مسؤولية التعطيل الحكومي، سيقال غداً، سعد الحريري وملك السعودية أجهضوا حكومة تمام سلام. لقد عبَرتَ يا شيخ سعد بموقفك من لاهاي الكثير من الجبال والوديان، فلا تفوت الفرصة على بلدك وجمهورك، حتى لو اقتضى الأمر تقديم بعض التنازلات الشكلية".
رد الحريري إيجاباً، فتم اقتراح إبقاء ريفي في الوزارة، على أن تسند له حقيبة العمل، لكن ريفي بدا متردداً، بين أن يقبل أو أن يرفض أي بديل للداخلية، عبر إصدار بيان واضح بهذا المعنى، غير أن قيادة "المستقبل" بدت حريصة على وجود ريفي لأسباب رمزية لا تخصه، في ضوء الحملة التي تعرض لها، نتيجة اقتراحه للداخلية، وهي النقطة التي لم تكن قد حسمت حتى ساعة متأخرة ليلا، علماً أن آخر سيناريو تم تداوله في "بيت الوسط" قضى بإعادة طرح النقيب المحامي رشيد درباس لوزارة العدل (بديل طرابلسي وشمالي لريفي)، مع ما قد يقتضيه ذلك من اعادة توزيع للحقائب في أكثر من اتجاه، وبينها إسناد حقيبة الثقافة (بدل العمل) لروني عريجي من "المردة" (فوّض النائب سليمان فرنجية السيد نصرالله أن يقرر بالنيابة عنه كل ما يعتبره لمصلحة المقاومة)، فيما تقرر إيجاد حقائب بديلة لمحمد المشنوق ورمزي جريج الخ...
وعلى هذا الأساس، طرحت أسماء جديدة للداخلية، من قبل النائب وليد جنبلاط، أبرزها النائبان نهاد المشنوق وجمال الجراح، فكان جواب "فريق 8 آذار" إيجابياً، في انتظار أن يأتي الاقتراح بشكل رسمي من تيار "المستقبل". وعقد اجتماع استمر مطولا في "بيت الوسط" شارك فيه السنيورة ونادر الحريري، وأفضى الى تبني اسم المشنوق، على أن يصار لإبلاغه رسمياً صباح اليوم الى الرئيس المكلف وباقي مكونات الحكومة.
الحريري: الاشتباك مستمر مع "حزب الله"
وكان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري قد ألقى خطاباً، أمس، في الاحتفال الذي اقامته قوى "14 آذار" لمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في مجمع "البيال" امس، رفض فيه ان يكون تيار المستقبل على صورة "داعش" و"جبهة النصرة"، كما رفض إقحام التيار والسّنة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة.
ومد الحريري اليد في اتجاه "الحكماء الشيعة" ولا سيما الرئيس نبيه بري طالباً تدخله "في موضوع مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية"، مبدياً الاستعداد للحوار بقوله "إذا كان الحوار الوطني يجدي ويساهم في وقف النزف، فنحن لن نتأخر عن