عندما انتخب السيّد عباس الموسوي أميناً عاماً لحزب الله، بقي أكثر من أسبوعين في بيروت، لم يزر خلالهما البقاع. يومها اتصل به طفله حسين (الذي استشهد معه) وقال له: «شو مكبّر راس، صرت أمين عام وبطّلت تجي..
عندما انتخب السيّد عباس الموسوي أميناً عاماً لحزب الله، بقي أكثر من أسبوعين في بيروت، لم يزر خلالهما البقاع. يومها اتصل به طفله حسين (الذي استشهد معه) وقال له: «شو مكبّر راس، صرت أمين عام وبطّلت تجي لعنا». ضحك والده، وسأل من في المنزل: «من منكم قال له هذا الكلام؟»، فأكدوا له أن أحداً لم يفعل، بل «لا أحد يجرؤ على ذلك».
يقول ياسر إن الشهيد حسين «كان أكثرنا جرأة على الوالد، وكان يعدّ الكثير من المقالب، وخصوصاً بالشباب الذين يرافقون السيّد». ويذكر أنه غافلهم مرة، وتسلل مع صديقه إلى مكتب والده، حيث كان يعقد اجتماعاً. اقتحم الغرفة، فسأله والده: ماذا تريد؟ فأجابه: هذا صديقي وهو يحبّ أن يتعرّف إليك، لذلك أتيت به. «لم يغضب السيّد، بل سلّم يومها على صديق أخي». الأخير لم ينس هذا الموقف الذي رواه قبل فترة قصيرة أمام ياسر قائلاً له: «أنا تعرّفت طفلاً إلى السيّد عباس وكان الشهيد حسين هو من عرّفني إليه». أما عندما كان يسأل عن اسمه، فكان يجيبهم «حسين المقاومة»، الاسم الذي أطلقه عليه والده عندما كان في الرابعة من عمره. يومها قال له «عندما ستكبر ستصبح مجاهداً، لذلك سأسمّّيك حسين المقاومة».
حسين، الطفل ابن الست سنوات، كان يكرّر أنه سيصبح شهيداً، يشفع للمؤمنين يوم القيامة. لكنه كان يؤكد لهم أنه سيختار من سيشفع لهم. «مرة قسمنا إلى بيض وسمر، ومرة راح يسمّي الذين سيشفع لهم، ويستثني الذين يغيظونه».
ويروى أنه اعترض مرة على مثال قدّمته معلمة الرياضيات في المدرسة، إذ سألتهم: يوجد معنا عشر تفاحات، أكلنا خمسة، فكم يبقى؟ فأجابها، السؤال لا يطرح بهذا الشكل. سألته كيف إذاً؟ فأجاب: «نقول: كان هناك عشرة إسرائيليين، قتلت منهم المقاومة خمسة، فيبقى خمسة، أنا سأقتلهم».