في 7 شباط (فبراير) الماضي، رصدت عدسة الفلسطيني رامي علارية مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي أثناء التقاطهم «صور الغنائم» (trophy photos) في العيزرية، إحدى البلدات في شرقي القدس المحتلة. التقاط الصور...
نادين كنعان / جريدة الأخبار
في 7 شباط (فبراير) الماضي، رصدت عدسة الفلسطيني رامي علارية مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي أثناء التقاطهم «صور الغنائم» (trophy photos) في العيزرية، إحدى البلدات في شرقي القدس المحتلة. التقاط الصور ترافق مع اعتقال الجنود الصهاينة الطفل الفلسطيني ياسين الكركي (13 عاماً)، بعدما كبّلوه عقب إصابته في رجله.
هذه المشاهد المؤلمة، جُمعت في مقطع فيديو (3:16 دقيقة) نشره أوّلاً «مركز وسائل الإعلام المستقلة» (Independent Media Center ــ IMC)، قبل أن يجد طريقه إلى قنوات عدّة على يوتيوب. علماً بأنّ رابط الفيديو الذي وضعه المركز المعني بتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية لا يعمل الآن.
في مقال نشره على موقع «الانتفاضة الإلكترونية»، نقل الكاتب الفلسطيني علي أبو نعمة (أحد مؤسسي electronic intifada) تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم عن التقرير الذي نشره «مركز الشرق الأوسط الدولي للإعلام» (IMEMC) وتضمّن تحليلاً للحادثة أيضاً.
اعتقال الكركي حصل بعيد نصب جنود جيش الاحتلال المختبئين في أحد المباني كميناً لمجموعة من الأطفال، ليطلق أحدهم النار عليهم بعدها. من جهتها، أكدت مصادر طبية فلسطينية أنّ ياسين الكركي أصيب برصاصة مطاطية في إحدى قدميه. وفور سقوطه أرضاً، راح الجنود يعتدون عليه.
طبعاً، كان لا بد لهؤلاء أن يوثقوا «الإنجاز» الذي حقّقوه عبر التقاط صور لأنفسهم مع ضحيّتهم، فيما حمل أحد الجنود قنبلة مولوتوف عن الأرض، قبل أن يصرخ الطفل بالعبرية: «إنّها ليست لي»، ليردّ عليه جندي آخر: «إنّها لك». هنا، حان دور جندي آخر، فأمسك الكركي بخناقه ساخراً منه، من خلال التظاهر بحركات قتالية. علماً بأنّ جندياً آخر كان يصوّر ما يحدث، بينما كان الطفل بالكاد يستطيع التنفّس. ثم وضعت المجموعة ياسين الكركي في السيّارة العسكرية، فيما حرص واحد منهم على مواصلة التصوير.
هكذا، يسجّل انتهاك وقح جديد في سجّل الاعتداءات الإسرائيلية. لكن هذه الحادثة تستوجب طرح سؤال مهم: ما هي «صور الغنائم»؟ في كتابه Goliath، تحدّث الكاتب والصحافي الأميركي ماكس بلومنتال (1977) عن هذا النوع من الصور. يوضح أنّه تقليد شائع في الكثير من جيوش العالم، من بينها القوات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، يسترجع بلومنتال سلسلة من الصور التي كشفت النقاب عنها Breaking the Silence، وهي مجموعة إسرائيلية توثّق اعترافات جنود إسرائيليين من دون الكشف عن هوّياتهم. من بين الصور الكثيرة التي تنتمي إلى هذه الخانة وانتشرت على فايسبوك، صورة لأربعة جنود يبتسمون وأمامهم طفلة في مقتبل العمر معصوبة العينين راكعة عند رشاشاتهم.
يرى بلومنتال في هذه الصور دليلاً على «الثقافة الاستعمارية حيث أصبح الإسرائيليون مكيّفين على التصرّف كالأسياد الساديين تجاه الفلسطينيين».