تشمل النّظريّة المعتمدة في التقرير، فرضيّة أن يتسلّل «الإرهابيّون التابعون لأسامة بن لادن إلى ألعاب الفيديو و«الواقع الافتراضي» كألعاب «وورلد أوف ووركرافت» و«سكند لايف»، من أجل تجنيد أعضاء جدد وتدريبه
ثلاث سنوات مرّت على مقتل أسامة بن لادن، لكنّ المخاوف الأميركيّة من «انتشار فكره الإرهابيّ»، لا تنضب. في تقرير للاستخبارات الأميركيّة، أعدّ في العام 2008، ونشر منذ أسبوع، يُعرب مدير الاستخبارات الوطنيّة الأميركيّة، عن «خشيته من أن ينشئ الإرهابيون صورا رمزيّة (avatars) لأسامة بن لادن، بوساطة صوره وتسجيلاته»، بغية بثّ خطب وفتاوى له على الإنترنت.
والهدف من ذلك، حشد المزيد من الأنصار لزعيم «القاعدة»، حتى بعد وفاته. يقول التقرير: «تخيّل أن يقوم الجهاديون بإنشاء صورة افتراضيّة لبن لادن، مرفقةً بكل تسجيلاته، بهدف تقريب الخيال من الواقع قدر الإمكان. حينها سيكون من السهل استخدام الرسوم المتحرّكة، من أجل التبشير والتجنيد والتوظيف ونشر العقيدة والبروباغاندا لوسائل الإعلام».
وتشمل النّظريّة المعتمدة في التقرير، فرضيّة أن يتسلّل «الإرهابيّون التابعون لأسامة بن لادن إلى ألعاب الفيديو و«الواقع الافتراضي» كألعاب «وورلد أوف ووركرافت» و«سكند لايف»، من أجل تجنيد أعضاء جدد وتدريبهم».
يأتي التّقرير ضمن دراسة نشرها الباحث والخبير في اتّحاد العلماء الأميركيين ستيفن أفترغود، وتتألّف من 142 صفحة، تحت عنوان: «امتداد الفضاء الإلكتروني 3D: عندما تصبح العوالم الافتراضية حقيقيّة». ويوضح الكاتب في الصّفحات الأولى للدّراسة، أن خلاصتها لا تمثّل بالضّرورة رأي «المجتمع الاستخباراتي» بشكلٍ عام. يعتبر التّقرير أن «أفاتار بن لادن قادر على الوعظ، وإصدار فتاوى جديدة لمئات السنوات القادمة. فوفاء متابعيه له، يجعلهم قادرين على تصديق ما يقوله خصوصاً إن كانت الرسوم المتحركة تبدو حقيقية وآنية».
يأتي الكشف عن ذلك التقرير، بعد شهر واحد من نشر وثائق جديدة، سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركيّة ادوارد سنودن، وبيّنت أنّ الأميركيين والبريطانيين يعتبرون أنّ «ألعاب الفيديو على شبكة الانترنت، توفر شبكة غنية للإرهابيين للتخفي والإعداد للهجمات». وكشفت وثائق سنودن أيضاً أنّ الـ«سي آي إيه» جنّدت «عملاء سريين» لألعاب الفيديو، بغية رصد الأنشطة عليها.
خلال كتابة التقرير، لم تكن قد توفّرت أدلّة كثيرة على قيام الجهاديين والجماعات الإسلاميّة، باستعمال تكنولوجيا العالم الافتراضي لأغراض التّجنيد. رغم أنّ باحثاً في وزارة الدّفاع الأميركيّة «البنتاغون»، أعرب في ذلك الوقت عن مخاوف من أنّ «وورلد اوف ووركرافت» قد تستعمل من قبل الإرهابيين لمهاجمة البيت الأبيض، عن طريق مواءمة خريطة اللعبة بخريطة واشنطن الحقيقية.
ويقول ستيفن أفترغود، الذي حصل على التّقرير بعد أربع سنوات من طلب الحصول عليه في إطار «الحق بالوصول إلى المعلومة»، لموقع «ماشابل»: «أعتقد أنّ الغرض من الدراسة كان الانخراط في التفكير غير التقليدي والتوقعات الخيالية الممكنة في المستقبل، لذا، فإنه من غير المستغرب أن تكون بعض نتائج هذا التقرير غريبة أو حتى سخيفة، لا بأس بذلك».
وبالرغم من أنّ ما يتحدث عنه التقرير بالنسبة لألعاب الفيديو قد يبدو بعيد المنال، لكنّه أشار أيضاً إلى امكانيّة اختراع نظّارات ذكيّة، تجمع بين الكمبيوتر، والهاتف الخلوي، وبطاقة الهوية وتسمح بالدخول إلى شبكة الانترنت وأشياء أخرى، في ما يشبه إلى حدّ كبير نظّارات «غوغل». لكنّ التّقرير يعرب أيضاً عن مخاوف من سوء استخدام تلك التّكنولوجيا لأغراضٍ إرهابيّة. ويختم التّقرير بالقول: «واقعهم، عالمهم، وكراهيّتهم، ستعزّز مع المزج بين العالمين الحقيقي والافتراضي».