يبدو أن "انخفاض قطيع الثروة الحيوانية بات حتمياً"، وفق نقيب "الأطباء البيطريين" الدكتور جمال خزعل، الذي يشير إلى "ارتفاع قياسي سيطرأ هذا العام على كلفة إنتاج الزراعات العلفية من جراء انحباس الأمطار...
سامر الحسيني / جريدة السفير
يبدو أن "انخفاض قطيع الثروة الحيوانية بات حتمياً"، وفق نقيب "الأطباء البيطريين" الدكتور جمال خزعل، الذي يشير إلى "ارتفاع قياسي سيطرأ هذا العام على كلفة إنتاج الزراعات العلفية من جراء انحباس الأمطار وشحها".
سيلي الانخفاض في كمية الإنتاج في حقول القمح والشعير، انخفاض في "قش القمح والشعير"، الذي يتبقى بعد حصاد حقول القمح والشعير، وهما من المواد الغذائية المكملة في تغذية المجترات الحيوانية، عدا التراجع في كميات الشعير المتوقع إنتاجها.
يلحظ خزعل تراجعا في نمو الشتول الخضراء للقمح والشعير، وهذا مؤشر أولي على ضعف إنتاجية هذه الحقول، علما أن تكلفة الري لحقول القمح والشعير دون إمكانية مزارعي الحبوب الذين يعتمدون أصلا على هذه الزراعة كونها زراعة من دون تكاليف مالية.
يتحدث خزعل عن واقع صعب سيعاني منه مزارعو الأعلاف الخضراء الذين سيتحضرون في الشهرين المقبلين لزراعة مادتي الذرة الخضراء والفصة، وهما زراعتان تتطلبان مياها وفيرة وغزارة في كميات الريّ، وهذا الأمر لن يكون في مستطاع المزارعين بسبب انخفاض مستوى منسوب المياه الجوفية، وارتفاع كلفة زيادة أعماق الآبار الجوفية وسحبها بهدف الري، ما قد يحدّ من المساحات الزراعية لهذين الصنفين والتحول إلى زراعات أخرى لا يتطلب إنتاجها كميات كبيرة من الري.
سيترجم التعويض عن النقص في تراجع الكميات العلفية المنتجة في لبنان، وفق ما يقول خزعل لـ"السفير"، بزيادة الاعتماد على المواد العلفية المستوردة في الخارج، ما يزيد من ارتفاع كلفة الانتاج الحيواني، من جراء ارتفاع فاتورة الأعلاف المستوردة من أوروبا ومصر بحوالي 50 في المئة عن أسعار الأعلاف المنتجة محليا، وتحديدا مادتي الذرة الخضراء والفصة اللتين تعدان أساسيتين في تغذية قطيع الأبقار.
يشير خزعل إلى خطوات مستقبلية لا مفر منها تبدأ بتخلي عدد من مزارعي الأبقار عن عدد من قطيعهم، تخفيفا للأكلاف المالية سيقابله أيضا ارتفاع كبير على أسعار الإنتاج الحيواني وخصوصا الحليب ومشتقاته.
لا تقف العوامل السلبية من جراء انحباس الأمطار عند موضوع الزراعات العلفية، بل تطال أيضا موضوع تأمين المياه لمزارع الأبقار، فكل بقرة تستهلك ما يزيد عن 200 ليتر من المياه، وكل البرك الاصطناعية التي اعتاد المزارعون تنفيذها بالقرب من مزارعهم، لا تزال جافة. كما ان التوجه صوب المياه الجوفية قد يكون من دون جدوى، ومن المؤكد أن أصحاب الآبار الجوفية سيضطرون الى زيادة أعماق آبارهم الجوفية للحصول على كميات أكبر من المياه.
ويؤكد خزعل أن "خسائر الثروة الحيوانية لن تقف عند قطاع الأبقار، انما الضرر الأكبر سيطال قطاع المواشي، وتحديدا الأغنام التي تعتمد في غذائها على المراعي الخضراء التي تشكل الغذاء الأساسي لهذا القطاع من المواشي"، متوقعا أن "ينتج منه انهيار كبير في أسعارها بعد أن يعمد أصحابها إلى التخلي عنها بشكل متسارع لعدم وجود غذاء كاف على عكس قطاع الأبقار الذي سيرتفع سعره لوجود بديل يكمن في الأعلاف المستوردة وان كانت بتكلفة مالية أعلى".
الرابط على موقع جريدة السفير