06-11-2024 10:46 AM بتوقيت القدس المحتلة

بري: من أين اخترعوا لنا الحقائب السيادية؟

بري: من أين اخترعوا لنا الحقائب السيادية؟

في طريقه، بالطائرة، من الكويت الى ايران أضفى رئيس مجلس النواب نبيه بري مسحة اضافية من التفاؤل على حكومة الرئيس تمام سلام، برغم المخاض الطويل الذي اطبق عليها.

نقولا ناصيف - صحيفة الاخبار

في طريقه، بالطائرة، من الكويت الى ايران أضفى رئيس مجلس النواب نبيه بري مسحة اضافية من التفاؤل على حكومة الرئيس تمام سلام، برغم المخاض الطويل الذي اطبق عليها، وابدى اعتقاده بأنها «حكومة حوار، وفي ذلك تكمن اهميتها». الا انه لاحظ ان «وضع الشروط المسبقة لا ينفع، ويؤدي الى ان يحاصر واضع تلك الشروط نفسه بنفسه». واستغرب اصرار البعض على ادراج «اعلان بعبدا» في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، متسائلا عن مبرر «اثارة الضجة من حول ذلك».

بيد ان رئيس المجلس رجح ان تكون القاعدة الثلاثية المتعلقة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة هي «المشكلة» لدى مناقشة البيان الوزاري، و«قد تستغرق نقاشا».

وقال: «تكمن اهمية الحكومة الجديدة في كونها جامعة، وفي انها الرد على التهديدات الامنية التي تتعرض لها البلاد. تصوّروا ماذا كان سيحصل لو نجح نعيم عباس في تنفيذ عمليته الارهابية؟ لذلك من الافضل للافرقاء جميعا ان يكونوا الى طاولة مجلس الوزراء». واثار بري مجددا الازمة التي تفتعلها الحقائب السيادية الاربع في كل مرة تؤلف فيها حكومة، وقال: «من اين اخترعوا لنا الحقائب السيادية وسمّوها كذلك وحصروها بمذاهب دون اخرى؟ في الماضي عين كمال جنبلاط الدرزي وزيرا للداخلية مرتين، وكذلك الدرزي الآخر بهيج تقي الدين.

وعُيّن الامير مجيد ارسلان سنوات طويلة وزيرا للدفاع، وكذلك حلّ آل تقلا، سليم وفيليب، وهما كاثوليكيان في وزارة الخارجية على مرّ عهود احيانا. ما يقتضي ان يكون هو الغاء صفة الحقائب السيادية كي تصبح الوزارات الاربع، شأن الحقائب الاخرى، لكل الطوائف والمذاهب مداورة، لا وقفاً على بعضها دون سواها. اما ما يستحق ان يوصف بحقيبة سيادية، فهو حقيبة للمغتربين، واخرى للتخطيط. انهما الحقيبتان السيادتان الفعليتان. للبنان في الاغتراب ملايين المنتشرين، الذين يحتاجون الى الاهتمام بهم. نحتاج ايضا الى وزارة للتخطيط تفتقر اليها الدولة. في هذا البلد كل واحد يخطط على طريقته».

وكان رئيس المجلس قد وصل بعد ظهر امس الى طهران، للمشاركة في اعمال المؤتمر التاسع لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الاسلامي، الذي يبدأ اعماله اليوم، ويستمر يومين. والتقى بعيد وصوله رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، في حضور السفير السوري في طهران عدنان محمود، والنائبين نوار الساحلي وقاسم هاشم، وامين الشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة.

ولبى بري مساء الاحد دعوة سفير لبنان في الكويت خضر حلوى الى عشاء تكريمي مع اختتام زيارته، شاركت فيه وجوه من الجالية اللبنانية في الامارة، وحضره أيضاً رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، والرئيس السابق للمجلس جاسم الخرافي، ونواب كويتيون وسفراء عرب.
بعد كلمة للسفير وصف فيها بري بـ «المدبر الاول والحكيم الدائم وحلال المشاكل»، القى رئيس المجلس كلمة استهلها بـ «بشارة اننا تمكنا اخيرا من تجاوز ازمة تأليف الحكومة، وان لبنان اصبح لديه حكومة نأمل أن تنجز بيانها، وان تنال الثقة في المجلس النيابي، وان تنطلق في مواجهة التحديات، وفي طليعتها تلك المتصلة: اولا بأوضاع اللاجئين والنازحين السوريين والفلسطينيين في سوريا ومخيماتها. وثانيا الارهاب الذي لن يتوقف على اعتقال بعض رموزه، واحباط بعض عملياته، التي تدعونا الى التنويه بما انجزته الاجهزة الامنية، والتنويه على نحو خاص بدور الجيش في تنفيذ مهمة الامن، الى جانب الدفاع. وثالثا اتخاذ لبنان الاجراءات الخاصة لتحديد الحدود البحرية وتحرير ملف النفط وتوقيع العقود الخاصة بالتنقيب. ورابعا انجاز الملفات الخاصة بسلسلة الرتب والرواتب، ومطالب القطاعات المختلفة. وخامسا حفظ حق لبنان في تحرير ارضه المشار اليه في القرار الدولي 1701 بكل الوسائل، والتصدي للخطط العدوانية الاسرائيلية. وسادسا اتخاذ القرارات المناسبة للتخفيف من وقع الازمة الاقتصادية والاجتماعية».

ولاحظ بري «ان تأليف الحكومة من شأنه التخفيف من كل انواع التوترات، وفض الاشتباكات السياسية، وفتح الباب على عودة الحوار الوطني». اضاف: «من اتفاق الطائف الى تفاهم الدوحة، الى طاولة الحوار في مجلس النواب، الى انعقاد الطاولة في قصر بعبدا. ومن اعلان بعبدا الى اعلان بكركي، وما بينهما من حروب صغيرة وكبيرة سياسية، يكاد لبنان يتحول ساحة للارهاب، ويكاد يتحول خط تماس لنار المسألة السورية، التي تعصف بطرابلس والهرمل وعكار. والحقيقة ان لبنان كله مستهدف بوجوده وكيانه وجيشه وشعبه ومقاومته وجهاته وعاصمته وضاحيته، وكل شخصياته السياسية، وليس فقط الجهة التي يقع عليها الاغتيال (...) لبنان المهدد بكل انواع الارهاب لن يسقط ولن يتحول مأتما وساحة للاحزان». وقال: «انني في صف لبنان العربي الذي ينحاز الى الحل السياسي في سوريا، والى اتفاق السوريين على تحديث نظامهم، والى عراق موحد، والى مصر، والى خارطة الطريق التي اطلقتها ثورة الميادين، لبنان العربي الذي ينحاز الى وحدة سلام اليمن، والى دستور تونس. لبنان الذي يجب ان يكون قويا بحكومة وفاق وطني، بل بحكومة تحد وطني تضم وزارة سيادية لشؤون الاغتراب، ووزارة سيادية اخرى للتخطيط. اما هذه الوزارات السيادية التي اخترعوها لنا الآن، ومشينا فيها، فلا ادري من اين اتت. وزارة سيادية لشؤون الاغتراب، لبنان ذو جناحين، جناح مقيم وجناح مغترب. اما موضوع الطوائف، فهذا الامر اصل كيان لبنان واصل وجوده. اصل تنوع لبنان هو الاساس ولا معيار آخر يعلو هذا المعيار».

واكد ان «الاولوية الوطنية هي لتقوية الجيش اللبناني، واتمنى ان يكون المشروع الاول الذي تقره الحكومة، وتحيله على مجلس النواب هو زيادة عديده. ان الوقت قد حان امام مجلس النواب والقوى السياسية لدعم اقرار مجلس النواب قانون انتخاب حديث العصر». وختم: «اطمئنكم ايها اللبنانيون في الكويت، والكويتيون الذين يملكون احلامهم في لبنان، وكل الكويتيين، إلى ان لبنان عائد وسيؤكد حضوره وسيتجاوز كل الفيتوات ومحاولات العزل. وانكم وكل اللبنانيين لن تقبلوا أن يملك طرف حق اتخاذ القرارات الوطنية وحيدا، او ان يملك طرف حق النقض للقرارات الوطنية. انا اقول كلاما وطنيا ان شاء الله ليس موجها الى احد، ولا ضد احد، بل اتحدث عن قواعد وطنية ضرورية، تؤدي بنا الى توافق ضروري من اجل لبنان. واقول لكم بالرغم من الوقائع السياسية، ان لجميع الاطراف مصلحة في هذا اللبنان المتميز في مشهد المنطقة».

 

http://www.al-akhbar.com/node/200906