27-11-2024 08:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

معركة يبرود تشتعل.. والعين على درعا

معركة يبرود تشتعل.. والعين على درعا

تضييق الخناق على آخر معاقل الجماعات المسلحة في منطقة يبرود في جبال القلمون ، ترافق مع حفلة صراخ اطلقها قادة تلك الجماعات من حتمية خسارة المعركة أمام الجيش السوري

 

حسين ملاح

تضييق الخناق على آخر معاقل الجماعات المسلحة في منطقة يبرود في جبال القلمون ، ترافق مع حفلة صراخ اطلقها قادة تلك الجماعات من حتمية خسارة المعركة أمام الجيش السوري ، وسط دعوات الى فتح جبهة جديدة بهدف إشغال الجيش عن القلمون.

يبرود آخر معاقل مسلحي القلمون

سير المعارك الجارية في منطقة يبرود يوحي بعزم الجيش على استكمال ما بدأه قبل أشهر لإنهاء خطر المسلحين المتحصنين في جبال القلمون سواء باستعادة السيطرة على مناطق بعينها (قارة، دير عطيا ، النبك ، ومؤخراً الجراجير وتلال ريما...) ، أو فرض حصار وقطع الامدادات عن الجماعات المسلحة المتواجدة في مدينة يبرود وعسال الورد ولاحقاً رنكوس..

استراتيجية "السيطرة بالنار" و"القضم التدريجي" التي تتبعها الوحدات العسكرية في يبرود ومحيطها تكبّد الجماعات المسلحة خسائر كبيرة في الجغرافيا والعتاد والارواح ، باعتراف المعارضين أنفسهم الذين اكدوا ليل الاثنين مصرع ما يسمى قائد كتيبة المهام الخاصة للمسلحين ، فيما اكد الاعلام الرسمي مقتل قادة بارزين للجماعات المسلحة بينهم الملقب أبو مالك متزعم عمليات ما يسمى "الجبهة الإسلامية" وسمير نصر الله رحمون متزعم ميليشيا الأمن الداخلي ومحمود عروق الملقب أبو علي اليبرودي ممول ومتزعم عمليات المجموعات المسلحة في المنطقة وأنس عبود وركن مثقال حمامة المسؤولين في ما يُسمى "حركة أحرار الشام".

استراتيجية الجيش اثبتت نجاعتها حتى الان ، والدليل التحذيرات التي يطلقها قادة "الجيش الحر" والوسائل الاعلامية العربية المؤيدة لهم بشأن حتمية خسارة معركة القلمون اذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه ، مطالبين بفتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط على مسلحي يبرود.

درعا مجدداً...

في تقرير كنا نشرناه تحت عنوان "ماذا يحضر من درعا" اوائل شهر تشرين اول / أوكتوبر عام 2013 ، وردت معطيات عن سعي غربي - سعودي لتسعير الجبهة الجنوبية أي درعا لأسباب عدة بينها قرب المحافظة من دمشق وسهولة توفير الدعم العسكري واللوجستي للمسلحين ، حيث تؤكد معلومات غربية اقامة معسكرات تدريب في الاردن باشراف ضباط غربيين وتمويل خليجي ، ناهيك عن المعلومات الاستخباراتية التي توفرها المراصد الاسرائيلية المنتشرة في هضبة الجولان.

وللتأكيد على ذلك تحدث مراقبون عن تورط تلك الاطراف مجتمعة في الهجوم الاخير الذي شنته جماعات مسلحة على مواقع الجيش في الغوطة الشرقية أواخر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.حينها أكدت المعطيات ان الهجوم الذي شارك فيها الاف المسلحين كان يهدف الى فك الحصار عن معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية وقطع طريق مطار دمشق واعادة تهديد العاصمة من بوابتها الجنوبية.

هذا الهجوم شارك فيه مسلحون قدموا من المنطقة الجنوبية بدعم استخبارتي غربي وتمويل عربي ( حُكي يومها عن تورط رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان شخصياً) وسرت معلومات عن افشال الجيش السوري ادخال قافلة مؤلفة من 100 شاحنة محملة بالاسلحة وغيرها كانت متوجهة الى مسلحي الغوطة الشرقية.

اللافت ان الهجوم على الغوطة تزامن مع بدء انطلاق ما وصف معركة القلمون وسيطرة الجيش على مدينة قارة ، بمعنى آخر تم فتح جبهة الغوطة لاشغال الجيش عن الاستمرار في ضرب معاقل مسلحي القلمون.

من هنا لا تستبعد مصادر متابعة لسير العمليات الميدانية إقدام الجماعات المسلحة وبإيعاز ودعم خارجي على محاولة اشغال الجيش في المنطقة الجنوبية. وبالفعل سعى مسلحون يوم الاثنين الى محاولة التقدم باتجاه بلدة خربة غزالة الاستراتيجية بهدف السيطرة عليها لقطع طريق الامداد بين خطوط الوحدات العسكرية لكن محاولة باءت بالفشل بعد احباطها من قبل الجيش السوري..

وقبلها بأيام كانت جماعات مسلحة سعت الى خلق ارباك للجيش في منطقة القنيطرة عبر السيطرة على عدة بلدات الا انها لم تنعم بذلك طويلاً وسرعان ما استردها الجيش.

تطورات ميدانية أُتبعت بتغييرات على مستوى قادة ما يُسمى الجيش السوري الحر ، مع اقالة اللواء سليم إدريس من مهامه كرئيس لهيئة الأركان وتعيين العميد الفار عبد الإله البشير مكانه.

تغييرات وان كانت تتعلق الى حد كبير بصراع المحاور والنفوذ المحلي والاقليمي داخل الائتلاف المعارض والجماعات المسلحة التابعة له ، لكن ما يهم ان العميد البشير كان يترأس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، واعلن انشقاقه الجيش في 2012 ، وقد يكون تعيينه محاولة من القائمين على الائتلاف الى اعطاء دفع لمسلحي المنطقة الجنوبية تمهيداً لما قد يُعد في المستقبل القريب.

من المؤكد ان القيادة العسكرية السورية تتحسب لأية تطورات او مفاجآت غير متوقعة في الجبهة الجنوبية ، وهي تتعامل بجدية بالغة مع التهديدات التي تطلقها الجماعات المسلحة والاطراف الغربية والعربية الداعمة لها والهادفة الى جعل منطقة درعا خاصرة دمشق الرخوة....