27-11-2024 08:48 PM بتوقيت القدس المحتلة

كيف سيتصرف التيار الأزرق أمام خفايا جنيف2 وشرك ألغامه؟

كيف سيتصرف التيار الأزرق أمام خفايا جنيف2 وشرك ألغامه؟

كثرت في الآونة الأخيرة خسائر تيار المستقبل على الصعيد المحلي، والتي لا تنحصر فقط بالسياسة فيما يتعلق بتأليف الحكومة الجامعة ، حيث اختار الحريري أن يعلن عن الشراكة مع حزب الله من داخل المحكمة الدولية.


إبراهيم عبدالله

كثرت في الآونة الأخيرة خسائر تيار المستقبل على الصعيد المحلي، والتي لا تنحصر فقط بالسياسة فيما يتعلق بتأليف الحكومة الجامعة ، حيث اختار النائب سعد الحريري أن يعلن عن الشراكة مع حزب الله من داخل أروقة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عقب الجلسة الأولى لإفتتاح أعمالها.

هذه "التكويعة المفاجئة" إن صح التعبير، أو الهفوة جعلت سعد الحريري وتياره امام مفترق طرق يصعب فيه تحديد المواقف، لشمولية الفشل في أي خيار ينوى تحديده وإنتهاجه.

إنعطافة سعد تفقده الشارع المسيحي وتدخل الإحباط والإنكسار الى شارعه السني
ثبت من خلال التعاطي السياسي مع زعيم تيار المستقبل في السنوات الماضية أنه يفتقد الى الحنكة السياسية ، وذلك من خلال قياسه لمنطق الأمور بميزان الرغبات الشخصية والمنافع الضيقة، واليوم ثبّت هذه المعادلة بالدليل القاطع ،من خلال إستعداده لبيع حلفائه وخاصة الفريق المسيحي، وتأكيده بأنه لا يقيم لهم وزناً في حساباته ، وتصريحاته الأخيرة والمفاجئة لفريق 14 آذار دون تنسيق وتشاور خير دليل على ذلك، فانعكس ذلك تخبطا وضياعا على المستوى القيادي داخل أجنحة الفريق الآذاري، ما تسبب بحالة من الجفاء بين التيار الأزرق وزعيم معراب سمير جعجع، وبالتالي هذه التكويعة مهدت لإنزياح شريحة كبيرة من البيئة المسيحية عن خيارات الحريري المستجدة وفقاً لقناعات ثورة الأرز.
والأمر نفسه ينسحب على البيئة السنية لتيار المستقبل والمصابة بانفلونزا الإحباط والإنكسار من "التراجعات التكتيكية" امام حزب الله ، كما يحلو تسميتها للشيخ سعد.

هذا الإعلان المفاجئ من لاهاي يضعنا أمام ثلاثة إحتمالات:

الإحتمال الأول :
ان الحريري من خلال موقفه في قاعة المحكمة  يقول بأنه غير مقتنع بقراراتها ، وأن الحزب بريء من كل الإتهامات والترهات ، فلذلك قرر نسيان الماضي والسير مع حزب الله في تشكيل حكومة جامعة كون قرارت المحكمة جاءت مطابقة لما ورد في جريدة "ديرشبيغل" الالمانية منذ أكثر من سنة، وأنها لم تأت بجديد وخصوصاً إعتمادها على الأدلة الظرفية لجهة الإتصالات، والجميع يعلم أن حزب الله يملك شبكة إتصالات متطورة يصعب إختراقها بحسب إعتراف ضابط أميركي، وبالتالي وبكل بساطة حزب الله عندما يقرر تنفيذ عملية نوعية ضد العدو الصهيوني يستخدم شبكته الخاصة، والآن يستخدمها بخوضه للمعارك في سوريا ويقلب من خلالها المعادلات العسكرية في القصير وغيرها ، ويغير مسار الحرب ومصير المنطقة بكليتيها التكتيكي والإستراتيجي، وعلى سبيل الإفتراض ليس إلا لماذا يلجأ حزب الله "عندما يخطط ويقرر بتنفيذ عملية ضخمة تتمثل بقتل رفيق الحريري الى إستخدام تلفون النوكيا ويترك شبكة الإتصالات الذهبية التي بها قهر الصهاينة عام 2006 والتي بالتأكيد كانت بناها التحتية والتقنية جاهزة قبل اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

الإحتمال الثاني : سعد الحريري مقتنع بأن الحزب هو من قتل والده وقرر توظيف المحكمة من خلال جلستها الأولى من أجل الإستغلال السياسي ، وبالتالي يكون رفيق الحريري قد أغتيل مرتين مرة عند إستشهاده، ومرة عند قيام سعد بخيانته في سبيل "كرسي الرئاسة الثالثة".

الإحتمال الثالث:
وهو الأكثر رجحاناً ، بهذا الموقف يتم سلوك سياسة شراء الوقت ريثما تحين الفرصة والوقت المناسب للإنقلاب على ما إتفق عليه على غرار الإنقلاب الذي حصل زمن الحلف الرباعي حيث الحجة عند الحريري جاهزة "جلسات تكاذب"، ظناً من المستقبل ورعاته الإقليميين والدوليين انهم قادرون من خلال جنيف 2 على سرقة مكاسب بالسياسة وهو ما عجزوا عن أخذه بالحرب والعسكرة.

هذا التراجع، تسبب بموجة غضب عارمة داخل البيئة الحاضنة للتيار الأزرق، والذي يبدو من خلال الظاهر أنهم إقتنعوا بالإحتمال الثاني، متهمين زعيمهم بالخيانة ، هذه الخطوة أثارت حنق اللواء اشرف ريفي، باعتباره أن منطق التسوية أو " التكويعة" التي مهد لها الحريري لا تتلاءم مع المشروع الذي يعمل لأجله لواء المحاور، ما يعني تجاوزاً لدم الشهداء وتدميراً لمرتكزات ثورة الأرز، وما تصريحه الأخير والغريب من حيث الشكل  "التضامني" مع أهالي عرسال بسبب تعرضهم لقصف صاروخي إلا رسالة من اللواء ريفي الى سعد ليشد إنتباهه بهدف حجز مكان له في هذه التسوية.

اللواء ريفي يصعد بوجه رئيسه ليتفهم وضعه
تجاهل الحريري رسالة اللواء،لأن المرحلة لا تتطلب التحاور مع الإرهابيين كما قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في جنيف 2 ، أما أميركياً فكل من يفضح نفسه ويعلن دعمه للمنظمات الإرهابية، يقع عليه الحرم ويحرم من الجلوس على طاولة التفاوض، هكذا إتخذ القرار في جنيف2. وهم بذلك تجنب الوقوع في الخطأ الذي ارتكبه رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا.

فجبهة النصرة وفقاً للتصنيف الأميركي هي منظمة إرهابية، والجربا طلب في أحد المؤتمرات الدولية التي تدعي صداقتها للشعب السوري بصريح العبارة ومن دون خجل ولا وجل من الولايات المتحدة الأميركية بالتراجع عن "قرارها المزعوم" بوضع الجبهة على لائحة الإرهاب كون الجبهة من خلال الإقرار الصريح والإعتراف المعلن تعد الذراع العسكري للمعارضة السورية .

يا للصدف الجميلة أن يعلن الجربا تأييده للنصرة، ويجهد بشق النفس إزالتها عن لوائح الإرهاب العالمي، في حين يتبرع اللواء أشرف ريفي بإزالة القناع عن وجهه في مؤتمره الصحفي الشهير والإعلان "عن رغبته بخلع التنورة في إشارة الى قيادته لمديرية قوى الأمن الداخلي ، وإستبدالها بلباس النصرة" حيث قدم وقتها أوراق إعتماده لجبهة النصرة علّها تستقبله في صفوفها.

قرار دولي بضرب الإرهاب ... كش مستقبل
على الصعيد الدولي وفيما خص القرارات الإستراتيجية المتخذة ، باتت الأمور معقدة وأضحت المشكلة أصعب على التيار الأزرق من خلال إجباره على تجرع كأس السم الذي طبخه بيده وبمباركة راعيته الإقليمية نتيجة القرار الدولي الحاسم وفقاً للإتفاق الروسي- الأميركي، وما "القرارات الملكية الصادرة أخيراً بحق المسلحين السعوديين وتخليها عنهم في منتصف الطريق وإزاحتها لأميرهم بندر إلا دليل على ذلك، حتى الإدارة الأميركية وبعد إعتراف وزير خارجيتها بأن الأسد حسَّن من وضعه الميداني والسياسي ، وأن المعارضة لم تعد تملك أدنى فرصة للإطاحة به ، قررت إزاحة السفير روبيرت فورد مسؤول الملف السوري من اللعبة ، هذه الخسارة تجعل تيار المستقبل وفقاً للمثل الشعبي " طلعنا من المولد بلا حمص" وخصوصاً في ملف الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه.

إن وضع تيار المستقبل الذي وصل إليه، ليس أسواء من وضع المعارضة السورية في جنيف2 ، كون المشكلة تكمن بإنخراط تيار المستقبل بالمؤامرة على إضعاف دار الفتوى ودور المفتي وذلك بشق المجلس الإسلامي والهيمنة على بعض المشايخ ، فذهب بعيداً دون دراية أو إعتبار لحفظ خط الرجعة ، وحادثة الخاجقجي في الطريق الجديدة خير دليل على ذلك في إشارة الى الآخرين أنه (لا مكان لأي سني يتبنى الفكر المعتدل أو يرفع شعار الوحدة الإسلامية، وما إغتيال الشيخ الشهيد سعد الدين غية في الشمال وبدم بارد بوضح النهار والقتلى معروفون ومغطون إلا دليل على ذلك).
والآن لا يمكننا أن نقول إلا أن"المحظور وقع على تيار المستقبل نتيجة أعماله ".

هذا التحريض المذهبي ساعد على تكوين بيئة حاضنة للمجموعات التكفيرية التي ظن تيار المستقبل والرعاة الإقليميون وخاصة السعودية ، أنه يمكن توظيفها وفق أجندات خاصة ومحددة الهدف منها خلق توازن أمام حزب الله تمهيداً لإستهدافه.

لكن الصدمة التي صعقت الحريريين تمثلت بتمرد هذا الوحش الداعشي عن صانعيه، لتعيدنا الى نفس الخطأ الذي حصل في نهر البارد عام 2007 ليكون هذه المرة شاملاً وليس محصوراً بمخيم بارداً كان أم ساخناً.

إفتراق الأهداف  باختلاف الأجندات
بلّغ تيار المستقبل جميع المسؤولين في لبنان بطريقة غير مباشرة وخاصة بعد أحداث 7 أيار وإسقاط حكومته من خلال إستقالة وزراء قوى 8 آذار بأنه سوف يلجأ الى لعبة التلويح بورقة القاعدة والتنظيمات السلفية من خلال قوله "إذا لم تقبلوا بي محاوراً عن الإعتدال ... إليكم بتنظيمات القاعدة للتحاوروا معها لكي تترحموا على أيامي"، لكن المستقبليين أغفلوا مسألة وقد وقعوا فيها وهي إختلاف اهدافهم ورؤيتهم لمنطق الأمور في الحكم عن أهداف القاعدة وأخواتها نظراً لإختلاف الأجندات.

من السهل جداً الإتيان بالقاعدة والنصرة وداعش،وتغذيتهم وتقويتهم ، ولكن عندما يشتد عودهم ينطبق عليهم المثل"علمتهم رمي السهام وعندما إشتد رميهم رموني".

إختلفت أجندات التنظيمات (كتائب عبدالله عزام - النصرة - داعش ) عن أجندات مشغليهم ، وباتت لهم أجندات خاصة، فخرجوا من بيت الطاعة ، فبدأت الأجندات تقترب يوما بعد يوم من تصنيف لا بل إعتبار الجيش اللبناني العدو الأول بحيث بات قتاله وفقاً للأجندات المذكورة من أولى الأولويات بالنسبة لهم من أجل فتح الطريق لإعلان الإمارة في الشمال. وما الإشتباكات التي لم ولن تكون الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس مع الجيش اللبناني ، وظهور المقنعين من خلال تسجيلاتهم وإطلاقهم التهديدات لسعد الحريري وقادة المستقبل في طرابلس والشمال الا إشارة الى سحب البساط من تحت أقدام المستقبل ومحازبيه.

تجري الرياح بما لا تشته السفن البندرية بأشرعتها الحريرية
تحسست قيادة المستقبل لخطورة الأمر بشكل جدي، وخشية من إستغلال المؤسسة العسكرية لهذه الأجواء ، تحدثت بعض وسائل الإعلام عن "أن قيادة المستقبل أجرت سلسلة إتصالات حثيثة بقيادة الجيش تمحورت حصراً حول عدم الخلط بين المجموعات السلفية وقادة المحاور في الشمال وعدم التعامل معها ضمن سلة واحدة باعتبارها ستؤدي الى نتائج كارثية".

ولجأ التيار الى "إعتماد سياسة التضحية بالعناصر المشاغبة من أجل التقليل من وقع الخسائر"، لكن الرياح جرت بما لا تشته السفن حيث أفهم بأنه "ثمة قرار خارجي أفضى باعطاء الجيش اللبناني ضوءا أخضر بالذهاب بعيداً في مواجهة المجموعات التكفيرية " مهما كانت تسمياتها وإنتماءاتها.

كما وصلت رسالة الى قيادة المستقبل مفادها " بأن حزب الله قد حجز لنفسه مقعداً تلقائياً بالتضامن والتكافل التام والكامل مع الجيش اللبناني في هذه المعركة"، من خلال التطبيق العملي والميداني على الأرض لمعادلة (جيش - شعب - مقاومة ) .

خيارات المستقبل الصعبة حان وقتها... تجرع كأس السم
الخيار الأول : بعد الإتصالات التي جرت بين قيادتي المستقبل والجيش اللبناني، حصلت مشاورات داخل التيار بشقيه المقيم والمنفي، أفضت الى معاودة الإتصال بقيادة الجيش في محاولة "لتسويق التيار نفسه شريكا في هذه المعركة قبل فوات الأوان"،ما سيجعله يتجرع كأس السم من خلال "خسارته مجدداً لبيئته الحاضنة دون أن يحصل على شهادة حسن سلوك من المؤسسة العسكرية" ، كون الأخيرة أخبرت مسؤولي التيار" بأنها على علم بما يدور في الغرف المغلقة من حملات حاقدة على قيادة الجيش ودوره ، وما يحكى حول تحميل الجيش المسؤولية الكاملة عن إنتشار التطرف في البيئة السنية نتيجة التحامل على أهل السنة والجماعة وضرب مراكز القوى فيها" وما الإعتصام لبعض علماء السنة أمام وزارة الدفاع إلا دليل على ذلك، محاولة لتظهير ما يعتبرونه ظلما واستضعافا للطائفة من قبل المؤسسة العسكرية.

هذه المشكلة أرخت بظلالها داخل بنيان تيار المستقبل، منبئة بحدوث تصدعات ستصيب التيار بالتشظي المباشر لتداعياتها، من خلال "تذمر تنظيمات سلفية وقادة محاور واتهامهم سعد الحريري بتمرير صفقة الحكومة مقابل إعطاء الجيش وحزب الله بحسب زعمهم صفقة أمنية" هذا الأمر سيؤدي حكما بحسب مراقبين الى صراع داخل تيار المستقبل يضع مشروع ريفي ومجموعاته أدراج الرياح ، ما قد يترجم في قادم الأيام "بإنفجار صراع دموي في الشارع سيشكل ذريعة يستغلها الجيش اللبناني للدخول على خط الحسم ".

الخيار الثاني :
في حال تراجع تيار المستقبل عن خياره بإتباع خطة تقضي باعتماد أسلوب التراضي لشارعه وبعض قيادييه بهدف منع الإنفجار الداخلي داخل التيار ، فان هذه الخطوة لن تأتي بجديد وتنهي الأزمة القائمة لأن "ثمة توجهاً لدى قيادة الجيش وسبق أن قلناه بضرب تلك الظواهر التي بدأت تشكل خطراً على السلم الأهلي بغطاء داخلي وخارجي".

هذا الأمر سيؤدي حتماً الى "مواجهة وعندها لن يكون لمنطق التسويات مكاناً، وبالتالي ستوصلنا الى نتيجة تقضي بانهيار كامل المنظومة الأمنية التي كان يعول عليها المستقبل لإيجاد توازن مع حزب الله".

تحدثت بعض الوسائل الإعلامية عن ورود معلومات أمنية من أجهزة إستخبارات أجنبية وعربية وتقاطعت مع معلومات الإستخبارات اللبنانية وأمن المقاومة تفيد بأن المجموعات التكفيرية ستستبق الأمور وتعد نفسها لمواجهة إستباقية مع الجيش اللبناني للدخول في معركة يشرف على توقيتها تلك المجموعات ، وبحسب مصادر اعلامية فأن المعلومات تتحدث عن قرار غربي نقلته وفود أمنية أجنبية بتجفيف مستنقع الإرهاب ، ما أسفرت هذه اللقاءات عن إنجازات بالجملة لمخابرات الجيش بتوقيف العقول المدبرة وتشديد الخناق على المجموعات المسلحة، وبالتالي المواجهة بين الجيش وتلك المجموعات وبيئتها الحاضنة حتمية إنما مسألة وقت لا أكر ولا أقل .

ولكن الثابت في الأمر بحسب المصادر "أن تيار المستقبل سيكون الخاسر الأكبر بعد أن خسر معركة خلق التوازن بين المجموعات التكفيرية المسلحة وحزب الله، وخسر أيضاً  محاولة المقايضة بين الحزب وتلك المجموعات ، وأن عملية التحريض المذهبي نمّت العداء بين البيئة الحاضنة والجيش اللبناني ولم تنحصربحزب الله ، وهذا ما انتج شراكة حقيقية بين الحزب والمؤسسة العسكرية إستفاد منها كثيراً الحزب، هذا التعاون يضع المستقبل امام إمتحان صعب ، نتائجه ستكون كارثية على كافة الأحوال ".

تشتت التيار وتخبطه جعله يحتار من امره نتيجة الخيارات الصعبة التي حان وقت قطافها فوصل الى الحائط المسدود حيث الخيارات الثلاثة أحلاها مر:
- خيار مواكبة الحرب على الإرهاب ستؤدي الى إنتصار حزب الله.
- خيار الوقوف على الحياد ستؤدي الى إتهامه بالخيانة من بيئته الحاضنة.

الخيار الثالث :
أمام هذه الخيارات المسدودة، فإذا أراد التيار الأزرق "سلوك خيار حماية المجموعات المسلحة، ستؤدي الى خسارة مدوية ستكون لها  نتائجها وتداعياتها الكبيرة خصوصاً أن الجميع باتوا في أجواء تفيد بأن قطارالحرب على الإرهاب قد إنطلق بقرار دولي ولن يتمكن أحد من وقف إندفاعته إلا إذا كان خياره الإنتحار".

حكومة التسوية تشكلت...
نجح حزب الله بأسلوبه الإحترافي والإبداعي ، باجراء عملية جراحية سياسية بالغة الحساسية تمخض عنها ولادة "حكومة تسوية"،في توقيت يشهد تقاطعات إقليمية ودولية حول محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، نظراً لمخاطره وخروجه عن السيطرة من قبل صانعيه ومستثمريه، وإرتداداته العكسية داخل مجتمعات تلك الدول.

... خطيئة زلة اللسان التي وقع فيها وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري بشأن الكيميائي السوري، تكررت مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في خطاب البيال الأخير لجهة الحرب على " داعش والنصرة" ، جاء الرد من حيث لا يحتسب المستقبليون، تقرر إسناد الوزارات الأمنية لتيار المستقبل،أشرف ريفي لوزارة العدل ونهاد المشنوق للداخلية وبطرس حرب للإتصالات.
جموح أركان المستقبل و14 آذار نحو الحكم والتسلط ، جعلهم يقعون في الفخ كما يرى مراقبون.

القناة الثانية الإسرائيلية إكتشفت أن السيد حسن نصرالله،هو الرابح الأكبر من تشكيل الحكومة؟
بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة إستفاق المستقبليون وحلفاؤهم بعد ان "ذاب الثلج وبان المرج"،ولم يعد باستطاعتهم التراجع ووجدوا أنفسهم مقبلين مجبرين لا مخيرين على مجابهة بيئتهم الحاضنة في ما خص محاربة الإرهاب،هذه هي مشيئة المجتمع الدولي التي دائما كانت تتلطى خلفها وتتغنى بها جماعة 14 آذار في إحترامها وتطبيق قراراتها.

إرتفع الصراخ من قبل المستوزرين مهددين بالإنسحاب من الحكومة في حال تضمن البيان الوزاري عبارة "جيش شعب ومقاومة" ، في محاولة بائسة لوضع العصي في عجلات الحكومة منعاً لنيل الثقة من خلال الخلاف على البيان الوزاري، ولكن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قطع الطريق عليهم وبعث برسائل وصلت الى المعنيين مفادها " عمر الحكومة بحده الأقصى 25 أيار ، وبالتالي من غير المنطقي تحميل بيانها الوزاري اكثر من طاقته، وخصوصاً أن اولويات الحكومة محاربة الإرهاب من خلال توفير غطائها السياسي للجيش وكافة الأجهزة الأمنية بضرب الإرهاب الجاسم على أرض لبنان، وثانياً التحضير للإنتخابات الرئاسية، فلذلك حزب الله من خلال سعة صدره ووضوح الرؤية سوف يأمر بتمرير بيان وزاري لا يتضمن فقرة جيش وشعب ومقاومة إنسجاماً مع الأولويات المحددة، فيسحب بذلك الذريعة من قوى 14 آذار فتقلع الحكومة بعملها المحدد بمحاربة الإرهاب وإنتخاب رئيس جديد للبنان.

حزب الله أعد العدة وإستعد لمواجهة ألغام جنيف2
الأوضاع التي تمر بها المنطقة حساسة ودقيقة وخطيرة ، وقد تذهب الأمور الى مسارات أخرى بينها الحرب ، وخصوصاً بعد فشل جنيف2 والذي كان متوقعاً أصلاً قبل إنطلاقته عندما تقرر سحب الدعوة الموجهة الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وبعد تصريح الإمام السيد علي الخامنئي الاخير فيما يتعلق بعدم جدوى المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية والغرب ، وما يعزز من ذلك الإحتمال إصرار السعودية على المضي عبثاً في تخبطها في الوحل السوري دون أفق من خلال تصريحها الأخير بتسليح المعارضة بالدبابات والصواريخ المضادة للمدرعات والطائرات ، باعتقاد منها "إعادة التوازن المفقود والسيطرة على دمشق عن طريق جبهة درعا ".

ولأجل ذلك تم تجهيز وفقاً لما ذكرت بعض الوسائل "3 قيادات للمقاومة مستقلة عن بعضها ومنفصلة إنفصالا تاما لجهة العديد العتاد والتجهيزات والإتصالات وغرف التخطيط والعمليات".

والقيادات الثلاث تتولى الآتي:
الأولى تتولى المعارك في سوريا، والثانية تتولى خوض الحرب والمعركة مع العدو الإسرائيلي، والثالثة تتولى التعامل مع التطورات في الداخل اللبناني ، وفي حال تدخلت الإدارة الأميركية عسكرياً قد تتجه الأمور الى خلط جميع الأوراق على مستوى المنطقة ، ولأجل ذلك جاء تصريح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لبذل روحها من أجل الدفاع عن حزب الله الذي رفع رأس الأمة الإسلامية جمعاء"والكلام الإيراني يفهم في هذا الإطار.