27-11-2024 09:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

العسكرة.. الاستراتیجیة السعودیة الجدیدة في مواجهة ایران

العسكرة.. الاستراتیجیة السعودیة الجدیدة في مواجهة ایران

ولأنها دائماً تجيد سياسة الحرب بالوكالة، لشعورها بالضعف ولانها تضع دائما مخرجاً لنفسها عند اشتداد الامور وارتفاع حرارة المواجهة.. كما فعلت في دعم السلطة المتوكلية باليمن وصدام حسين في الحرب مع ايران

العلاقات السعودية الإيرانية في أزمات متلاحقةيظهر ان الخيار السعودي في مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية (العدو الوهمي الذي اصطنعوه لأنفسهم ولحلفاءهم للتخلص من عار عدم المواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية والاسلامية ومنها جزيرتين سعوديتين في مدخل مضيق تيران) يتخبط من سيء الي اسوء بالنسبة للسعودية وللبلدان التي تتحالف معها وتستجيب لعطاءاتها ضمن هذه الاستراتيجية المفعّلة حديثاً والتي لم تكن جديدة علي صانع القرار السعودي...

علاء رضائي/ موقع العالم


فمن دعم الارهاب التكفيري البشع لمحاصرة التحرك الاسلامي في المنطقة والذي ازكمت رائحته حتى اصدقاء السعودية في المنطقة والغرب، الي الاستراتيجية الجديدة في عسكرة بعض القوي الاقليمية من اجل خلق "توازن قوي" لا تقوي السعودية التي تنفق عشرات مليارات الدولارات في السنة ان تصنعه بنفسها مع ايران...

ولأنها دائماً تجيد سياسة الحرب بالوكالة، لشعورها بالضعف ولانها تضع دائما مخرجاً لنفسها عند اشتداد الامور وارتفاع حرارة المواجهة.. كما فعلت في دعم السلطة المتوكلية باليمن وصدام حسين في الحرب مع ايران واليوم في سوريا من خلال المتطرفين التكفيريين...

ومع ان السعودية جاءت بالمرتبة الرابعة عالمياً والاولي اقليمياً في الانفاق علي التسلح.. لكنها تري نفسها عاجزة عن ردع بضعة مسلحين علي حدودها الجنوبية مع اليمن، حيث قامت ببناء جدار عازل بين البلدين، وهكذا مع العراق.. فكيف بمواجهة قوة اقليمية كالقوة الايرانية...

ومن هذا المنطلق، والشعور بالدونية والضعف، وهذه الهواجس والمخاوف ورغم التحالف مع جميع القوي الغربية (اميركا، فرنسا، بريطانيا و...حتي لوكسبورغ!)، تسعي السعودية الي ربط المؤسسات العسكرية في بعض البلدان الاسلامية بها لتحقيق جملة من الاهداف:

1- عسكرة تلك البلدان وخنق الحالة الديمقراطية، خاصة بعد موجة الثورات العربية في 2011.
2- اقامة علاقات خاصة مع رموز ورجال المؤسسات العسكرية وبعض السياسيين.
3- ايجاد جبهة سياسية - عسكرية في مواجهة ايران وتركيا (احياناً )..
4- محاصرة ايران امنياً وتهديدها عسكرياً...
5- اقامة منظومة اقليمية تؤمن لها اهدافها السياسية والامنية...
6- رفع مستوي الجهوزية والكفاءة لدي قواتها من خلال ربطها بقوات ذات كفاءة عالية في بلدان اخري...
7- سهولة استخدام قوات البلدان الاسلامية ضمن وحداتها لمواجهة الاضطرابات الداخلية او الاشتباكات الحدودية (كما حصل في القتال مع الحوثيين في شمال اليمن ضمن الحرب السادسة عام 2009).
8 ـ الأيحاء للراعي الأميركي بتعدد الخيارات لدى السلطة السعودية حتى وهي تتحرك ضمن الاطار العام للسياسة الأميركية في المنطقة.

العسكرة.. الاستراتيجية السعودية الجديدة في مواجهة ايرانومن هذا المنطلق نري المملكة السعودية تتحرك علي قوتين اقليميتين مهمتين وأخري بعيدة نسبياً عن مشاكل الشرق الاوسط وتعقيداته، وهاتان القوتان الاقليميتان، هما: مصر وباكستان، والثالثة هي اندونيسيا (التي تعتبر اكبر بلد اسلامي من حيث السكان وفيها نفوذ وهابي قوي...).

فهذه البلدان الثلاثة يقارب عدد سكانها 400 مليون نسمة وهي من اكبر البلدان الاسلامية من حيث السكان، كما انها علي مستويات جيدة من التطور، يمكن للسعودية المتخلفة تقنياً وعلمياً الاستفادة من طاقاتها من اجل المواجهة مع ايران!! وليس بالطبع من اجل التطور المدني الداخلي والتنمية الشاملة...
وعلي هذا الاساس جاء تمويل صفقة السلاح الروسية لمصر، وعشرات المليارات من الدولارات التي تنفقها علي تسليح الجيش الباكستاني (حسب ما أوردته صحيفة الواشنطن بوست مؤخراً)، و وعدها من قبل باكستان، حسب العديد من المصادر الاعلامية، بقنبلة نووية لمواجهة القنبلة النووية الايرانية المزعومة!!

لكن هل ستكون تلك الاموال حسرة على السعودية...؟
التجربة مع "عراق صدام حسين" خير دليل علي نتائج مثل هذه السياسات.. فهل من مدكر؟!