تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 20-2-2014 عن التفجير الارهابي الانتحاري الذي ضرب مجددا الضاحية الجنوبية لبيروت وهذه المرة منطقة بئر حسن
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 20-2-2014 عن التفجير الارهابي الانتحاري الذي ضرب مجددا الضاحية الجنوبية لبيروت وهذه المرة منطقة بئر حسن وذهب ضحيته اكثر من ستة شهداء ومئة وثلاثين جريحا، بينهم اطفال من "دار الايتام الاسلامية" الكائنة في المنطقة وغيرهم من الابرياء الذين صودف وجودهم في المنطقة او يقيمون في الابنية المجاورة أو يعملون في مؤسسات ومكاتب قائمة هناك،أما دوليا فتحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
السفير
الإرهاب يضرب مجدداً ويصيب "دار الأيتام"
أقفلوا "ممرات الموت".. ومنابر التحريض!
وكتبت صحيفة السفير تقول "تغير المشهد السياسي اللبناني في الأيام الأخيرة، مع الولادة المفاجئة لحكومة تمام سلام.. غير أن مشهد الدم المراق مجاناً، في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية ومناطق لبنانية أخرى، ظل حاضراً، لا يكاد يختفي حتى يعود.. وآخر شواهده، التفجير الانتحاري المجرم الذي استهدف منطقة بئر حسن جنوب بيروت، وذهب ضحيته اكثر من ستة شهداء ومئة وثلاثين جريحاً، بينهم أطفال ومعلمات من أسرة "دار الأيتام الإسلامية".. وغيرهم من الأبرياء، ممن لا ذنب لهم، إلا أنه تصادف أنهم يعبرون تلك الطريق أو يقيمون في الأبنية المجاورة أو يعملون في مؤسسات ومكاتب قائمة هناك.
يأتي هذا التفجير المزدوج في ظل ظرف سوري يزداد ميدانه احتداماً من الجنوب عند حدود الأردن حتى حدود لبنان، وذلك غداة جولات "جنيف 2" التي بيّنت أن اللاعبين على مسرح أزمة سوريا الداخلية والإقليمية والدولية لم يتعبوا، بل هم يستعدون لجولات جديدة من القتال، وثمة استحقاقات على الأبواب، وسيناريوهات تحضر في الخفاء، بعناوين شبيهة بـ"الكيميائي" أو "الممرات الإنسانية"، وكلها تؤشر إلى أن لبنان لن يكون خارج مواعيد فاتورة الدم الإجبارية الآتية.
الظرف السوري وبالتالي الإقليمي المحتدم، يلتقي مع مناخ دولي يذكر بزمن "الحرب الباردة"، ولعل ما شهدته شوارع العاصمة الأوكرانية، ليس سوى تعبير واضح عن قرار "الدب الروسي" بعدم المهادنة مع الأميركيين في عقر داره.. ومداه الأوروبي الحيوي، أمنياً واقتصادياً. ومَن سمع عبارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش فعاليات "سوتشي" الرياضية، أدرك أن الرجل ليس في وارد المهادنة مع الأميركيين ولا مقايضة أوكرانيا بسوريا، لا بل قرر عدم تسهيل مهمة جون كيري في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وألا يكون شريكاً في أية محاولة دولية للضغط على الإيرانيين في ملفهم النووي. وقال: "الأميركيون لا يفهمون روسيا الجديدة.. ولذلك، هناك صعوبة بإيجاد لغة مشتركة معهم"!
أخطر ما في التفجير الجديد الذي استهدف المستشارية الثقافية الايرانية في بئر حسن، أنه يأتي في ظل معطيات لبنانية جديدة، عنوانها "حكومة المصلحة الوطنية"، بما هي تعبير عن شراكة بين مختلفين، قرروا تحييد بلدهم، بدفع إقليمي ودولي، على قاعدة تجاوز مطلب انسحاب "حزب الله" من سوريا، ولو أن هذه القضية ستظل نقطة على جدول أعمال "المستقبل" ومن خلفه "14 آذار"، فيما قرر الأميركيون تسليط الضوء على القرار 1559، معتبرين أن القضية هي سلاح "حزب الله" قبل مشاركته في الصراع السوري. ولذلك، ركز وزير خارجيتهم جون كيري ومن ثم سفيرهم في بيروت ديفيد هيل على هذه النقطة.. وصولاً الى مطالبة الحكومة الجديدة "بالتعاون لتنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرارين 1559 و1701، واحترام اتفاق الطائف وإعلان بعبدا بما في ذلك سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا وباقي النزاعات الخارجية"، كما جاء على لسان أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية مؤخراً.
هل يمكن للدم أن يتوقف في ظل هذا الاحتدام؟
قد يكون تخفيف الضرر ممكناً.. لكن لبنان صار هدفاً للإرهاب، سواء أعطى "حزب الله" ذريعة أم لا، وللمختلفين معه أن يطرحوا السؤال على أنفسهم: لو لم يكن الحزب على الأرض السورية، وصار لبنان مزنراً بحزام حدودي موزع بين "داعش" و"النصرة" وزهران علوش وأمثالهم، هل سيكون الثمن اللبناني أكبر أم أصغر؟
بمعزل عن الجواب، يمكن الحد من المخاطر من دون تبديدها، طالما أن النيران السورية ملتهبة، ولعل فرصة الحكومة، تشكل مدخلا لتجفيف أو تخفيف الخطاب السياسي والديني والإعلامي التحريضي، الذي يجد صداه هنا وهناك، فيساعد، مع عناصر أخرى، مادية وتسليحية، في توفير بيئة حاضنة قادرة على إنتاج انتحاريين، غب الاستخدام التكفيري.
ولعل مسؤولية الحكومة أساسية في هذا المضمار، فضلاً عن هيئة الحوار الوطني، من دون إغفال مسؤولية باقي القوى، ولا سيما "حزب الله" و"أمل" و"تيار المستقبل"، في مواجهة بعض الظواهر الشاذة والنافرة، وخاصة في البقاع، فم