تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 21-2-2014 الحديث محليا عن عدة ملفات وخصوصا ملف الحكومة بعدما عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري السباعية، أمس، اجتماعها الثاني في السرايا
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 21-2-2014 الحديث محليا عن عدة ملفات وخصوصا ملف الحكومة بعدما عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري السباعية، أمس، اجتماعها الثاني في السرايا برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، في ظل أجواء هادئة، واكملت البحث في البيان الوزاري، كما تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية اللازمة السورية.
السفير
أمن طرابلس يهتز.. ومخارج «وسطية» للبيان الوزاري
لبنان إلى قمة العرب.. وأوباما ـ عبدالله
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "المشهد ذاته يتكرر. إزالة ركام وكل آثار الموت والدمار في بئر حسن. فتح طرق. تحقيقات. عشرة شهداء يشيّعون على مساحة الوطن من مرجعيون والبابلية جنوباً الى البقاع الشمالي مروراً بالشوف وعاليه وبيروت. جرحى يغادرون المستشفيات بالعشرات.. وقلة قليلة منهم قيد العناية والمراقبة. الإجراءات الأمنية تتوالى لا بل تتكثف، وما من أحد قادر على طمأنة اللبنانيين الى يومهم، ومن ثم غدهم المحفوف بكل أنواع المخاطر وصدف العبوات الحاقدة العمياء.
واذا لم تنل منطقة مثل طرابلس حصتها من انفجار كهذا، فتناله في اليوم التالي بالرصاص والقذائف والقنابل التي حوّلت نهار العاصمة الثانية الى مساحة من الخوف والرعب، لكأن معبر ولادة حكومة المشاركة، جولة قتال جديدة.
هذا اللبنان المشرع على أزمة سوريا المفتوحة، صار لزاماً على طبقته السياسية أن تخفف من حجم الضرر، إذا كانت عاجزة عن وقفه أو لجمه، أو أن تكون في مستوى مسؤولية الخارج، بالحرص على الاستقرار بكل أبعاده...
واذا صحّ القول إن لبنان صار على مائدة «الكبار»، بمن فيهم أهل الإقليم، فإن القمة العربية المقررة في 25 و26 آذار المقبل في الكويت ستقارب ملف لبنان، «من زاوية الحرص على أمنه واستقراره ودعم مؤسساته الدستورية والنأي به عن الأزمة السورية، مع التطرق الى وجوب مساعدة لبنان في النهوض بأعباء أزمة النازحين السوريين»، على حد تعبير مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة، ألمح إلى أن مشروع القرار المتعلق بلبنان سيناقش في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الخامس والسادس من آذار المقبل في القاهرة.
ووفق مصادر ديبلوماسية فإن القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في النصف الثاني من آذار المقبل، في العاصمة السعودية، «ستتناول على الأرجح الملف اللبناني»، وذلك استكمالاً للقمة الأميركية الفرنسية التي عقدت في واشنطن مؤخراً وللمشاورات التي أجراها موفد رئاسي فرنسي في بيروت والسفير الأميركي في بيروت دايفيد هيل في كل من باريس والرياض مؤخراً.
ومن المتوقع أن يحتلّ الاستحقاق الرئاسي في لبنان الأولوية في المواعيد المقبلة، في ظل التأكيد الأميركي المتجدد على دعم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، كما تعهدت واشنطن ببذل جهود عبر «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان»، من أجل حماية الاستقرار.
ومن المقرر أن تعقد «المجموعة الدولية» اجتماعاً في باريس في الخامس من آذار المقبل، برئاسة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي أبلغ، أمس، نظيره اللبناني جبران باسيل بأن هدف الاجتماع «تأمين دعم حسي وملموس، من أجل تأمين استقرار لبنان بوجه تداعيات الأزمة السورية عليه، على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية، وذلك من خلال سياسة التحييد التي حددها الرئيس اللبناني ميشال سليمان».
وعلى مسافة أسبوعين من هذا الاجتماع الذي سيناقش قضية تسليح الجيش اللبناني، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال لقائه سفراء الدول المانحة، أمس، إن الإرهاب يشكل خطراً على العالم كله، مشدداً على أهمية رفع مستوى أداء الجيش عسكرياً واستخباراتياً «لكشف الشبكات الإرهابية وتوقيف أخطر المطلوبين وإفشال ما يعد من عمليات انتحارية».
وفي سياق متصل، أعربت دمشق في بيان لوزارة الداخلية السورية عن استعدادها للتعاون لمكافحة الإرهاب الذي يستهدف المواطنين الآمنين العزل في لبنان، والعمل على ضبط وملاحقة الإرهابيين وأدواتهم وإحباط هذه العمليات الإرهابية.
وجاء الموقف السوري، غداة التهنئة الرسمية السورية لرئيس الحكومة تمام سلام، وبالتوازي مع زيارة قام بها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم الى السرايا الحكومية هي الأولى من نوعها منذ فترة طويلة.
ونقل السفير السوري إلى سلام تهاني الحكومة السورية ورئيسها وائل الحلقي، مبدياً حرص دمشق على التعاون بما يخدم مصلحة لبنان وسوريا ويمكنهما من مواجهة خطر الإرهاب الذي يستهدفهما معاً. وأكد السفير السوري ان الارهاب عدو الجميع ولا يستثني أحداً من المكونات المذهبية والطائفية.
وعلى خط موازٍ، كان لافتاً للانتباه الاتصال الذي أجراه الوزير باسيل بالسفير السعودي علي عواض عسيري معرباً فيه عن الأسف لاستمرار غيابه عن لبنان، وآملاً عودته سريعاً، فيما نقل تلفزيون «ام تي في» عن عسيري قوله إن لا موعد قريباً لعودته الى لبنان لأن المحاذير الأمنية ما زالت قائمة!
لجنة البيان الوزاري
الى ذلك، عقدت لجنة البيان الوزاري، اجتماعاً، أمس، هو الثاني لها، برئاسة سلام، استمر نحو ثلاث ساعات، وتم الاتفاق بعده على جلسة ثالثة تعقد عند الخامسة من مساء اليوم. وقالت مصادر وزارية إنه تم التفاهم على نقاط عدة ابرزها ما يتصل بالنفط وتسريع التراخيص، كما قال وزير الخارجية جبران باسيل، وكذلك موضوع النازحين السوريين وسبل التصدي له.
واشارت المصادر الى ان البحث بلغ البند المتعلق بالمقاومة «وكان هادئاً ورصيناً وجدياً، وطرحت خلاله مجموعة أفكار على أن تستكمل بإتيان كل عضو من أعضاء اللجنة باقتراح نص محدد اليوم، من أجل محاولة الخروج ببيان جامع».
وفيما رفض ممثلو «14 آذار» الإتيان على ذكر الجيش والشعب والمقاومة في متن البيان الوزاري، قال الوزير محمد فنيش إن الأمور تحتاج إلى نقاش.
وكشف مصدر وزاري لـ«السفير»، أن الكتلة الوزارية الوسطية استبقت مداولات اللجنة، بتحضير أفكار قد تشكل مخرجاً للعناوين الخلافية، وفق الآتي:
- إعلان بعبدا: اذا تعقدت الامور خلال نقاشه فهناك حلول عبر القول «واستذكر مجلس الوزراء البيان الصادر عن اجتماع هيئة الحوار الوطني التي وافقت فيه بالإجماع على إعلان بعبدا وستعمل او ستسعى لبلورة الظروف المناسبة لتطبيقه»، وبالتالي على «حزب الله» الا يرفض فقرة كهذه، لأنه إذا كانت الظروف في سوريا لا تسمح بالتطبيق فإن الامر يحتاج الى وقت.
- ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة: في السابق تمّ التوصل الى فكرة «الاستفادة من قدرات المقاومة»، الآن بالإمكان اعتماد عبارة توائم بين الثلاثية والاستراتيجية الدفاعية لجهة القول «... لا بد من تضافر جهود الشعب والجيش والمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال استراتيجية وطنية دفاعية يتم التوافق عليها انطلاقاً من التصور الذي سبق وقدمه رئيس الجمهورية واعتمد قاعدة للنقاش..»، وبالتالي يجب أن توافق «قوى 14 آذار» على صيغة كهذه طالما ربطت الثلاثية بالاستراتيجية.
أما الخيار البديل للأول والثاني، فيكون بتجديد الالتزام بمضامين البيانات الوزارية لحكومات ما بعد الطائف.
من جهتها أملت «كتلة الوفاء للمقاومة» أن تتوصل مناقشات اللجنة الوزارية «بأسرع وقت ممكن إلى إنجاز بيان مقتضب يعبّر عن أولويات الحكومة في السياسة والأمن والدفاع والمقاومة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للمواطنين».
ورأت أن المعيار الحقيقي لنجاح الحكومة «هو في التصدي للإرهاب التكفيري وتوفير المناخات الملائمة لإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للبلاد يطلق دينامية فاعلة لتحقيق تفاهم وطني شامل يعزز الوحدة الوطنية ويكافح الظلم والفساد، ويدفع باتجاه إنجاز قانون انتخاب نيابي عادل ومنصف لجميع مكونات الشعب اللبناني، ويعتمد استراتيجية واقعية للدفاع الوطني، ويوظف العلاقات الإقليمية والدولية لتقوية موقع لبنان ودوره ليكون بالفعل وطن رسالةٍ للعيش الواحد ولسيادة القانون ونموذجاً لتفاعل الحضارات من أجل صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه ودعم قضاياه العادلة والمشروعة».
توتر في طرابلس
أمنياً، شهدت مدينة طرابلس، أمس، توتراً شديداً على خلفية اغتيال القيادي في «الحزب العربي الديموقراطي» عبد الرحمن دياب في أحد شوارع المدينة صباحاً. وأعقب ذلك مناوشات بين جبل محسن والتبانة عمل الجيش على تطويقها، فيما اعطت قيادة «الديموقراطي» مهلة 48 ساعة لتوقيف الجناة محمّلة المسؤولية الى الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية..
إشراف أميركي ــ أردني مباشر.. وعشائر حوران ترفض الانضمام
«الغوطة 2»: معركة سعودية أخيرة؟
محمد بلوط
معركة سعودية أخيرة من أجل دمشق. أبلغت وزارة الخارجية الأميركية معارضين سوريين، في باريس، أن قراراً سعودياً - أميركياً مشتركاً قد اتخذ بفتح الجبهة الجنوبية مجدداً، بعد أربعة أشهر على الهجوم الأخير لرتل من ألفي مقاتل قدموا من الأردن عبر البادية، ولم يتمكنوا من اختراق الغوطة الشرقية نحو دمشق.
وكان الرتل قد اصطدم بمقاومة عنيفة من مقاتلين ينتمون إلى الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ووحدات من «حزب الله»، أوقفت تقدمهم بصعوبة، بعد اختراقهم خطوط دفاعها الأولى مستفيدة من عنصر المباغتة، والتشويش الإسرائيلي عبر محطات جبل الشيخ القريبة، على اتصالات وحدات الجيش السوري وإعمائها، وفصلها عن أركانها ساعة الهجوم.
وتنتعش الجبهة الجنوبية بتنسيق سعودي - أردني - أميركي. ويأتي القرار بعد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن وقبيل توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرياض في 22 آذار المقبل.
وإذا صحت التوقعات فسيكون على القيادة الجديدة التي طلب الأردنيون نقلها إلى الجنوب من الحدود التركية، بعد إعفاء سليم إدريس، التحرك قبل الزيارة الرئاسية الأميركية إلى الرياض. ويحاول وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، بحسب مصادر عربية وهو المشرف على العملية، اختبار «هيئة الأركان» الجديدة، وقيادة معركة قد تكون آخر المعارك ضد الجيش السوري، إذا لم تتوصل المعارضة إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها.
ومن المتوقع أن تحشد الأجهزة الأمنية الغربية مع «هيئة الأركان» الجديدة ما يقارب أربعة آلاف مقاتل تم تدريبهم وإعدادهم، بشكل أفضل من السابق، في معسكر الملك عبدالله الثاني للقوات الخاصة في السلط. ويشرف الأميركيون والأردنيون على تدريب ما يقارب 200 إلى 250 مقاتلاً سورياً في تلك المعسكرات شهرياً.
ويستبعد قطب سوري معارض أن تنضم فصائل درعا وحوران المقاتلة إلى العملية العسكرية التي يجري الإعداد لها، إذ لم تنجح هذه الفصائل حتى الآن في التوحد تحت «هيئة أركان محلية» واحدة، لكنها تتفق على حصر قتالها في حوران، كما تعرضت أكثرية الفصائل الـ49 التي تضمها لخسائر بشرية كبيرة، سواء في قياداتها التي قتل أكثر من 32 قائداً منها، إما في ق