يزور قائد الجيش العماد جان قهوجي ايطاليا استعدادا للمؤتمر الذي تعده لدعم الجيش اللبناني. في وقت تتعثر فيه المفاوضات التي يجريها الجيش مع الجانب الفرنسي للحصول على احتياجاته من ضمن الهبة السعودية
هيام القصيفي
يزور قائد الجيش العماد جان قهوجي ايطاليا استعدادا للمؤتمر الذي تعده لدعم الجيش اللبناني. في وقت تتعثر فيه المفاوضات التي يجريها الجيش مع الجانب الفرنسي للحصول على احتياجاته من ضمن الهبة السعودية.
ارتفع في الايام الاخيرة مستوى الاهتمام الذي يبديه ديبلوماسيون وموفدون عسكريون الى لبنان للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي. ويكمن الاهتمام الدولي، برغم تأليف الحكومة، بالرغبة الدولية في الحفاظ على الاستقرار في لبنان، خوفا من تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية، وبعد ارتفاع عدد العمليات الانتحارية في لبنان والهجمات الارهابية.
ويبدي زوار اليرزة اهتماما ملحوظا بمستوى اداء المؤسسة في الاشهر التي سبقت تأليف لحكومة، إن لجهة ضبط الوضع ومنع تفلت الشارع اللبناني، او بالنسبة الى توقيف الشبكات الارهابية، وهو الملف الذي يمثل هاجسا دائما لدى هؤلاء الديبلوماسيين.
هذا الاهتمام الدولي ينعكس في احد اوجهه، في الزيارة الرسمية التي يقوم بها قهوجي الى ايطاليا خلال اليومين المقبلين، تعزيزا لعلاقة الجيشين اللبناني والايطالي، العامل ضمن القوة الدولية العاملة في الجنوب، واستعدادا للمؤتمر الذي تعده ايطاليا لمساعدة الجيش. وفيما بدأت السفارة الايطالية في لبنان الخطوات الإعدادية عبر موفدين ايطاليين، يسعى قائد الجيش، الذي سيلتقي القادة العسكريين الايطاليين، الى وضع اللبنة الاساسية لعقد المؤتمر، وإلى شرح وضع الجيش وما يحتاج إليه من مساعدات. مع العلم انه يجري حاليا البحث في فكرة عقد المؤتمر على مستويين: الاول مستوى قادة الجيوش، والثاني مستوى وزراء الخارجية والدفاع في البلدان المشاركة، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اضافة الى ايطاليا والمانيا واسبانيا. وقد ابدت دول اخرى رغبتها في الانضمام الى المؤتمر لتقديم دعمها للجيش.
وكذلك، فان الزيارة تأتي في وقت يجري الإعداد فيه ايضا لمؤتمر باريس الذي يتوجه في احد اقسامه الى دعم الجيش ايضا.
وفي انتظار ما ستؤول اليه نتائج المؤتمرين الدوليين، لا تزال الهبة السعودية للجيش قيد البحث العملاني لوضع اطرها وتنفيذها. وعلمت «الأخبار» ان الجيش يخوض حاليا مفاوضات شاقة مع الوفد الفرنسي العسكري، المعني بالبحث في آلية تنفيذ الهبة السعودية وترجمتها عمليا. وهذا الوفد الفرنسي موجود منذ ايام في لبنان، ويعقد سلسلة لقاءات عسكرية مشتركة في وزارة الدفاع، للبحث في المساعدات الفرنسية للجيش من ضمن الهبة السعودية.
وبحسب معلومات «الأخبار» فان قهوجي حمل في زيارته الرسمية الاخيرة الى السعودية عرضا مفصلا لما يحتاج إليه الجيش، ودائما تحت سقف الحاجات الموجودة في الخطة الخمسية، التي سبق أن وضعها الجيش وكلفتها خمسة مليارات دولار اميركي.
حصل قهوجي من القيادة السعودية على دعم كامل لكل ما يريده الجيش لبسط سلطته، ولا سيما في الجانب المتعلق بمكافحة الارهاب. وابدى الجانب السعودي كل استعداد لتذليل اي عقبة تقف في وجه المساعدة السعودية.
بعد زيارة قهوجي، بدأت قيادة الجيش إعداد لائحة الاحتياجات من فرنسا، فيما كانت الدوائر المختصة تعمل على إعداد البروتوكولات الخاصة والاتفاقات الثنائية. ويكمن هاجس قيادة الجيش الحالية في رفع مستوى التجهيزات والاليات، وتعزيز القدرات الدفاعية، على مستوى الامن والاستخبارات. وطموحها تعزيز الاليات بالحصول على مصفحات اكثر من الدبابات ولو المتطورة منها، والتزود بصواريخ حديثة، وزيادة عدد طائرات الهليكوبتر، وتأمين صيانتها لسنوات، وايجاد عنابر خاصة لها. ويرغب الجيش ايضا في تعزيز البحرية اللبنانية وتزويدها السفن الجديدة والاعتدة المناسبة، من اجل حماية المصالح اللبنانية ومواكبة عملية التنقيب عن الغاز والنفط. اما على مستوى مواجهة العمليات الارهابية، فلدى الجيش لائحة خاصة لرفع مستوى التجهيزات التقنية وتطوير قطاع الاستخبارات لوجستيا وتقنيا.
تشدد لائحة الجيش على الحصول في وقت سريع على ما يريده، من آليات ومن اسلحة وذخائر، وخصوصا ان الجيش يسعى الى تطوير قطعه وزيادة افواجه. وكذلك فانه ازاء الوضع الحالي الذي يعيشه لبنان، ولا سيما مع ارتفاع موجة الاعمال الارهابية، فانه يحتاج الى تعزيز استخباراته وتطويرها على نحو دوري وسريع.
لكن على ما يبدو، فان المفاوضات بين الجانب اللبناني والفرنسي، تسير ببطء شديد، وهناك معلومات تتحدث عن ان الفرنسيين لا يريدون تقديم انواع محددة من لائحة احتياجات الجيش، وفي بعض الاحيان يريدون تأجيل تسليمها الى اعوام لاحقة، حتى انهم يريدون احيانا تقديم ما هو مستعمل. مع العلم ان رئيس اركان الجيش الفرنسي الاميرال ادورا غيو، كان في السعودية اثناء لقاء قهوجي مع المسؤولين السعوديين، وابدى استعداده لتلبية مطالب الجيش اللبناني.
هذا الامر لا يزال موضع نقاش مطول بين الجانبين اللبناني والفرنسي، فالجيش اللبناني متشدد في الحصول على ما يريده، وخصوصا ان الجانب السعودي، اي الممول للائحة الاحتياجات، وافق عليها. والفرنسيون حتى الان يتريثون في اعطاء اجوبة واضحة. الا ان قيادة الجيش لن تقبل على ما يبدو الا توفير افضل ما يحتاج إليه الجيش، ولا تريد التفريط بالهبة السعودية هباء.
http://www.al-akhbar.com/node/201157
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه