واستذكر المطران مطر سيرة أنسي الشاعر والصحافي في جريدة النهار والتي عاشها نسيجاً مدينياً مراهقاً وغادرها صحافياً كبيراً وشاعراً مميزاً، مشدداً على الصداقة العميقة التي جمعته مع الراحل الكبير غسان تويني
ودعت أمس بيروت الشاعر الكبير أنسي الحاج في مأتم مهيب في كنيسة مار يوسف/ الحكمة التي غصّت بالحضور والزهور والدموع معاً.هي الكنيسة نفسها التي ودّع فيها أنسي زوجته ليلى قبل سنوات قليلة.
حفل وداع مديني وشاعري مهيب وحزين حضره أولاده وأحفاده وأشقاؤه وشقيقاته وحشد كبير من الشعراء والمثقفين والفنانين والإعلاميين والرسميين من وزراء ونواب ودبلوماسيين وشخصيات دينية واجتماعية ومدنية. وتقدم المأتم ممثلو الرؤساء الثلاثة حيث قلده ممثل رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لعطاءاته في مجالات الشعر والأدب. كما حضرت المأتم السيدة بهية الحريري التي تلقت التعازي مع عائلة الفقيد.
رأس القداس مطران بيروت للموارنة بولس مطر وعاونه حشد من الأساقفة ورجال الدين، وألقى المطران مطر كلمة تأبينية تحدث فيها عن أنسي ابن مدرسة الحكمة التي غادرها مرتين، مرة حين أنهى تعليمه الثانوي ومرة ثانية وأخيرة الى ملكوت الله وإلى مسقط رأسه في «قيتولى«، جزين.
واستذكر المطران مطر سيرة أنسي الشاعر والصحافي في جريدة النهار والتي عاشها نسيجاً مدينياً مراهقاً وغادرها صحافياً كبيراً وشاعراً مميزاً، مشدداً على الصداقة العميقة التي جمعته مع الراحل الكبير غسان تويني ونجله الشهيد جبران تويني، وأتى على ذكر والد أنسي لويس الحاج الذي ترأس تحرير «النهار» لسنوات طويلة.
ونوّه مطر بأنسي الإنسان الصادق والنزيه والذي كان بعيداً عن المراوغات وزيف الحقائق ومنزّهاً عن أطماع السلطة والشهرة والحقائب والذي جسّد في مشواره أدباً عميقاً في الدرب نحو جوهر الحقيقة والجماليات.
وأخيراً، وبعد الجنازة وتقبّل التعازي، توجه الموكب الى «قيتولى« مسقط رأس الشاعر ليدفن جسده هناك، على أن تستأنف التعازي اليوم الجمعة وغداً السبت في كنيسة مار يوسف/ الحكمة/ الأشرفية من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى السادسة مساء.