أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 21-02-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 21-02-2014
جيروزاليم بوست الإسرائيلية: من غير المرجح أن يجبر تنظيم القاعدة حزب الله على الخروج من سوريا
تركز الجماعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة طاقاتها على مهاجمة إخوانهم المسلمين؛ خبير إقليمي: الولايات المتحدة قررت أن الجهاديين يشكلون تهديدا أكبر للاستقرار في لبنان من حزب الله.
هل يمكن للهجمة المستمرة التي يشنها جهاديو تنظيم القاعدة أن تجبر حزب الله على سحب قواته من الحرب السورية؟ هذا امر غير مرجح. قد يبدو أن مثل هذا الانسحاب قد يسمح للمنظمة بالتركيز على الدفاع عن نفسها في لبنان، ولكن التفجيرات التي تستهدفها وإيران مرتبطة بشكل كبير بالصراع الطائفي في سوريا. إن الجماعات الجهادية السنية التي تتمتع بوجود اقليمي وصلات بشبكة الجهاد العالمية تستهدف حزب الله ومواقع ايرانية، وتجمع المجندين المسلمين من جميع أنحاء العالم.
ويقول توني بدران وهو كاتب في موقع ناو ليبانون وباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في مقابلة لصحيفة الجيروزاليم بوست يوم الاربعاء "أنا لا أعتقد أن ذلك سيؤثر على تورط حزب الله في سوريا". ويأتي الهجوم الاخير مباشرة بعد حملة كبيرة من قبل حزب الله - بمساعدة غير المباشرة من المخابرات الامريكية- للقبض على مدبري التفجيرات التي استهدفت أهدافا إيرانية ولحزب الله. وأضاف بدران أن حزب الله توقع من الحكومة الجديدة إعطاءه المزيد من الحرية لملاحقة أعدائه السنة . وتشكل الحكومة الجديدة غطاءا لعمليات أمنية لبنانية في مناطق سنية معينة. وتشير القصة الدعائية التي يستخدمها حزب الله إلى أن السيارات المفخخة التي تستهدفه تصنع في يبرود، التي هي معقل للثوار السوريين شمال دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية، في محاولة لتبرير هجومه هناك.
وقال بدران انه هناك معركة شرسة تخاض في يبرود، مع أغنيات لتحفيز أنصار حزب الله فيما يواصلون دفن مقاتليه. وفي سؤال عن السبب الذي قد يدعو الولايات المتحدة الى مساعدة حزب الله بشكل غير مباشر من خلال إعطاء القوات اللبنانية معلومات استخباراتية حول أعضاء عبد الله عزام، أجاب بدران أن الولايات المتحدة تريد تقاربا سعوديا إيرانيا في المنطقة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يوافق السعوديون على ذلك في ظل الظروف الراهنة . ومع ذلك، تريد الرياض تهدئة الوضع اللبناني قدر الإمكان . وقال بدران "لقد قررت الولايات المتحدة أن التهديد الحقيقي هو القاعدة وأنه لا يمكن تحقيق استقرار في لبنان من دون حزب الله ". وفي سؤال عما اذا كان يرى إمكانية لوقف إطلاق النار أو لسحب حزب الله قواته من سوريا، أجاب بدران أن زعيم حزب الله حسن نصر الله كان واضحا في خطابه الأخير بأن المجموعة ستواصل القتال في سوريا وانه هناك فرصة ضئيلة لحل سياسي في هذا الوقت....
الجدير بالذكر أن آخر تقارير توني بدران في موقع ناو ليباونون نشر في 17 ايار 2013 وأن الأخير يكتب لصالح عدة مواقع أجنبية بوصفه محللا أبرزها موقع فورين افيرز والويكلي ستانرد والفورين بوليسي.
الإندبندنت البريطانية: جرافات مجموعة بن لادن للمقاولات تصر على هدم مكتبة قرب مسقط رأس النبي محمد
كتب ديفيد أوزبورن في صحيفة الإنبندنت تقريرا عن مشاريع عمرانية يجري تنفيذها بالقرب من مسقط رأس النبي محمد، بتكلفة مليارات الدولارات. وإذا تم تنفيذ المشروع حسب المخططات التي حصلت صحيفة الإندبندنت عليها فإن ذلك سيتطلب هدم مكتبة تقع على بعد خطوات من المسجد الحرام، التي يعتقد أنها بنيت على بقايا المنزل الذي ولد فيه النبي محمد. وكانت المكتبة قد نجت من خطط عمرانية مشابهة في العام الماضي بعد أن غيرت الحكومة رأيها بالموضوع، لكن شركة البناء التي تنفذ المشروع الجديد، وهي مجموعة بن لادن للمقاولات، تصر على هدم المكتبة هذه المرة. ويعد هذا المشروع جزءا من خطط تطويرية كبيرة لبناء العديد من الفنادق وناطحات السحاب، وتوسيع المسجد الحرام كي يستوعب عددا أكبر من المصلين، ويجري تنفيذ هذه الخطط دون اعتبار يذكر للأهمية التاريخية والأثرية للموقع، كما تقول الصحيفة.
بي بي سي: إعادة فتح القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في لندن بعد توقف لأكثر من عامين
أٌعيد فتح القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في لندن بعد توقف إثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من عامين. واعتبرت الحكومة البريطانية هذا الإجراء خطوة على طريق عودة العلاقات الكاملة بين البلدين. ونفت الخارجية البريطانية تقارير إعلامية رسمية في إيران تفيد بإعادة فتح السفارة الإيرانية في العاصمة البريطانية. وقالت الخارجية في بيان رسمي "اتفقت المملكة المتحدة وإيران على إنه بداية من اليوم (الخميس 20 من شباط) سوف تستمر العلاقات الثنائية بشكل مباشر عبر قائمًين بالأعمال ومسؤولين غير مقيمين في البلدين". وأكد البيان أنه لم يتخذ بعد قرار سواء بإعادة فتح السفارة الإيرانية في لندن أو السفارة البريطانية في طهران. وكانت الحكومة البريطانية قد أغلقت السفارة الايرانية في لندن بعد ان اغلقت سفارتها في طهران اثر هجوم جموع من الطلبة الإيرانيين عليها في أواخر شهر تشرين ثاني عام 2011. ومنذ ذلك الحين، تولت السفارة السويدية في العاصمة الإيرانية تمثيل المصالح البريطانية في إيران، وتولت السفارة العمانية المهمة ذاتها بالنسبة للمصالح الايرانية في بريطانيا. وتعتبر الخارجية البريطانية استئناف عمل القسم القنصلي في السفارة الإيرانية إشارة على التقدم بين البلدين. وقال بيانها إن هذه الخطوة "هو المرحلة التالية في عملية متدرجة نحو علاقاتنا الثنائية مع إيران". وقال ناطق باسم الخارجية "لقد أوضحنا ان مسألة التعويض عن الاضرار التي اصيبت بها ممتلكاتنا في طهران يجب تسويتها". يذكر ان نحو 400 الف ايراني يقيمون في بريطانيا. وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية قد نقلت عن نائب وزير الخارجية مجيد تاخت رافانتشي قوله إن العلاقات بين البلدين قد استؤنفت، وان العلم البريطاني رفع من جديد على مبنى السفارة في العاصمة الايرانية. غير أن وكالة أسوشيتدبرس نقلت عن دبلوماسيين في لندن قولهم إن القسم القنصلي في السفارة الإيرانية، الذي يصدر التأشيرات ويتعامل مع الشؤون التجارية، هو الذي استأنف العمل الخميس. وأكدوا أن القسم السياسي لا يزال مغلقا.
نيويورك تايمز وواشنطن بوست: ما الخطوة التالية تجاه سوريا؟
أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة السورية المتفاقمة، وتساءلت إحداها عن الخطوة التالية بشأن البلاد؟ وقالت أخرى إن اجتماعا لقادة استخبارات عربية وغربية في واشنطن يشير إلى التوجه لدعم المعارضة بأسلحة نوعية، والتي بدورها تشهد انقسامات إثر إقالة أحد قادتها العسكريين. فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة وحلفاءها يجدون أنفسهم في موقف صعب بعد ما وصفته بالفشل والانهيار الواضح لمفاوضات السلام بشأن الأزمة السورية المتفاقمة التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف. وتساءلت الصحيفة عن طبيعة الخطوة التالية التي يجب على المجتمع الدولي اتخاذها بشأن الأزمة السورية، وخاصة مع استمرار الحرب التي تستعر في البلاد منذ قرابة ثلاث سنوات، والتي أسفرت عن مقتل وجرح مئات الآلاف وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها.
من جانبها، كشفت صحيفة واشنطن بوست -في مقال للكاتب ديفد إغنيشاس- عن أن أجهزة استخبارات غربية وعربية ممن تدعم المعارضة السورية عقدت اجتماعا لمدة يومين في واشنطن الأسبوع الماضي، مما يشير إلى التوجه لدعم المعارضة التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل أكبر. وأوضحت أن رؤساء الاستخبارات ناقشوا إمكانية دعم المعارضة السورية المسلحة بأسلحة نوعية متطورة مثل الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات. وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى ما وصفته بالانقسامات في أوساط قيادات المعارضة السورية، وذلك في أعقاب إقالة اللواء سليم إدريس من قيادة أركان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. يُشار إلى أن قيادات ميدانية من المجلس العسكري الأعلى انتقدت البارحة إقالة المجلس اللواء إدريس من قيادة الأركان، واصفة الإجراء بأنه انقلاب ضد مسؤول انتخب ديمقراطيا، فيما نُقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تراجع خيارات التعامل مع الأزمة السورية، وإن الرئيس باراك أوباما لا يزال "قلقا" من أي تدخل مباشر في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.
المونيتور: حكومة "الإعتدال" و "مكافحة الإرهاب التكفيري"
فجأة وبسحر ساحرعلت المصلحة الوطنية الجامعة على المصالح الفئوية. إجتمع الأفرقاء اللبنانيون المتخاصمون في حكومة واحدة. قاموا بالتنازلات المتبادلة، نسوا أو تناسوا خلافات الماضي. تخلوا عن شعارات أضحت لفترة طويلة مقدسات لا تقبل شك أو الجدل. قبلوا بأعداء الأمس كشركاء في الحكم بعد ما ناصبوهم العداء والشتائم وحملات التخوين. والسؤال الصاقع ؟ ما الذي حصل حتى إستدعى هذا التبدل في المواقف؟ ولماذا ،ما كان ممنوعاً، ملعوناً أصبح اليوم مسموحاً حلالاً؟ ورب عاقل يتساءل هل ما كان لهذه النعمة الإلهية أن تحل قبل شهور فيوفر على البلاد والعباد ما نتج عن حالة الشلل الحكومي من تراجع إقتصادي ، وفرص ضائعة سُلبت من مستقبل اللبنايين إلى أي طائفة إنتموا. ولدت اخيراً حكومة في لبنان بعد فترة بعد مخاض إستمر أكثر من عشرة أشهر . ولدت حكومة "المصلحة الوطنية" وان كان من علامة بارزة للحظة ما بعد التشكيل هو كم المعترضين عليها من الجهتين المتخاصمتين. الجمهور المعترض لدى 14 أذار يأخذ على قيادته التسليم بمبادىء أساسية للحركة وأولها القبول الضمني بمشاركة حزب الله في الحرب السورية. أما جمهور حزب الله فأغضبه وصول صقور 14 أذار إلى مواقع عالية الرمزية في منظومة الدولة مثل وزارة الداخلية أو وزارة العدل وهو لم يعي أصلاً أسباب تراجع فريقه السياسي ورضوخه إلى تسوية مفاجئة مع أعدائه بعد ما تمت تعبئته على أن هؤلاء هم من أوى الإرهاب المتنقل في بيئتهم وسلبهم الأمان والإستقرار.
أهمية التركيبات الحكومية في البلد الصغير لا تكمن في برامجها الإقتصادية والإجتماعية، حيث أن كل هذه متشابهة يطبق منها الجزء اليسير، هذا إذا ما طبق وتبقى العنواين الإصلاحية الكبيرة حبراً على ورق، تنتقل من بيان وزاري إلى آخر من دون أن تدخل يوماً حيز التطبيق الفعلي. أما أهمية التشكيلات الوزارية تكمن بما تعكسه لموازين قوى على صعيد الإقليم ولما يدور في الأروقة الدبلوماسية من تسويات منها ماأنجز، منها ما يحضر ومنها ما هو قيد الإختبار. ماذا حصل إذاً؟ ماذا وراء التسوية ؟ الجواب يمكن إختصاره بكلمات ثلاث قد تصلح عنواناً لهذه الحكومة ألا وهي "مواجهة الإرهاب التكفيري". إنه تلاقي الضرورات أو الإجماع على عدو واحد. كلمة الفصل أتت من الخارج ومهما قيل عن الأدوار الداخلية التي لعبها هذا أو ذاك. ففي لحظة إقليمية بالغة الدقة تلاقت مصالح الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وأوروبا وإيران والمملكة العربية السعودية على عنوان واحد وهو صد التمدد للمنظمات التكفيرية. صحيح أن بعض هذا التكفير مفبرك وهو من إنتاج أجهزة مخابرات لدول فاعلة لها نفوذها وتاريخها في الشرق الأوسط. كما أصبح معلوماً أن أكثر من طرف نافذ أصبح لديه "تكفيرييه" أو على الأقل "إسلامييه" يعملون لحسابه، ولكن صحيح ايضاً أن لكل من هذه الأطراف مصلحة لإبراز نفسه كمتصد للإرهاب التكفيري وضامن يحول دون تناميه.
حاولت إيران وروسيا جاهدتان إقناع العالم بأولوية مواجهة الخطر التكفيري إلى درجة إختزال اللأزمة السورية بهذه النقطة و تحريف جنيف 2 عن مساره. المملكة العربية السعودية هي أيضاً بادرت وقبيل زيارة الرئيس أوباما المرتقبة للرياض منتصف الشهر المقبل بسلسلة من التدابير الهادفة إلى صد الموجة التكفيرية الصاعدة. أولى هذه التدابير المرسوم الملكي السعودي القاضي بتحريم "الجهاد في سوريا".وليس آخرها ما قام به الجيش السوري الحر والقوى المتحالفة معه والمدعومة سعودياً من مقاتلة مجموعات داعش والنصرة على أرض المعركة في الداخل السوري. أما في العراق لاحت بوادر التقارب الأميركي الإيراني حول هذا الملف تحديداً وأعلن عن مساعدات أميركية للجيش العراقي لتمكينه من مواجهة القاعدة ومشتقاتها. لم تصطف القبائل السنية وراء قرار المالكي لكنها لم تعط أبداً صك تبرئة لهذه المجموعات. هكذا التقى الأضداد وفي كافة بؤر التوتر في الشرق الأوسط حول العدو المشترك.
وانسحب لقاء الضرورات الإقليمية على البلد الصغير خاصة بعدما ضرب الإرهاب التكفيري العمق اللبناني وبعد المعلومات التي توافدت عن تمددد القاعدة إلى بعض المناطق الشمالية . تم التوافق بين المتخاصمين حول عنوان فقط وهو ضرورة مواجهة هذا الخطر. أنه تهديد وجودي لكل من حزب الله وتيار المستقبل وان بمعايير مختلفة. بقيت سائر الأمور الخلافية عالقة. من مسألة الخلاف حول سلاح حزب الله، إلى رفض هذا الأخير القبول بإعلان بعبدا الذي يفرض على الجميع ضرورة الإنسحاب العسكري من سوريا، إلى النزاع حول كيفية التعامل مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حيث أن الحزب ما زال يرفض تسليم 5 من المتهمين إلى العدالة. هذه الأمور الخلافية لم تحل دون لقاء الأضداد. طل سعد الحريري في مناسبة 14 شباط ذكرى إغتيال والده ليؤكد على النزاع القائم مع حزب الله. عدد المآخذ الكثيرة على الحزب وبأسلوب لم يخلو من نبرة وجدانية. لكنه عاد وشدد على رفضه لللإنجرار كتيار سني وراء الموجة التكفيرية. أكد على إعتدال تياره. كان الإعتدال العنوان السياسي الأول لإطلالته وكأني به يقول إعتدالنا هو الضمانة الحقيقية ضد تمدد التكفيريين وكل من طعن ويطعن بالإعتدال مسؤول عن تنامي الأصولية الدينية. لم يلفظ الكلمات الأخيرة حتى ولدت الحكومة في اليوم التالي. وما لم يقله سعد الحريري قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أعقاب ولادة الحكومة في خطاب شدد فيه عى الشر المتمثل بالخطر التكفيري وضرورة مواجهته. وعلى هذا الأساس قبل حزب الله بأرجحية خصمه في الحكومة. كان ملفتاً حصول 14 آذار على حصة وازنة في الحكومة لا سيما حصولها على كافة الوزارات الأمنية مثا الداخلية ، العدل والإتصالات. كما كان ملفتاً تسليم حزب الله بهذا الأمر. فالمرحلة تتطلب ان يكون "الإعتدال" في الواجهة.
معهد واشنطن: دبلوماسية واضحة المعالم: التحولات الاستراتيجية المطلوبة في المفاوضات مع إيران
في 18 شباط، استُئنفت المحادثات النووية الإيرانية في فيينا بهدف التوصل إلى اتفاق طويل الأجل لإنجاح الخطوة الأولى من "خطة العمل المشتركة". إن التفاوض حول اتفاق يعزز المصالح الأمريكية، سيتطلب من إدارة أوباما نزع فتيل المعارك السياسية الدائرة في واشنطن والتركيز على القضايا الكبرى على المحك، مثل أنشطة إيران الإقليمية والمصير النهائي للبرنامج النووي. كما ينبغي عليها أن تسعى أيضاً إلى تحويل تكتل حلفائها المحليين والدوليين المتمردين من الضعف إلى القوة. وعلى الرغم من خلافاتهم التكتيكية، يشارك هؤلاء الحلفاء مصلحة واحدة ألا وهي منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، فضلاً عن تجنب نزاع عسكري وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي لحظر الانتشار النووي.
الحاجة إلى إستراتيجية طويلة المدى على الرغم مما أثمر عنه هذا النقاش، إلا أن "خطة العمل المشتركة" هي اتفاق متواضع قصير المدى. فمن خلال إلزام إيران بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، فإن ذلك يزيد من الوقت المطلوب لتجاوز النظام للعتبة النووية بعدة أسابيع. بيد، من الممكن أن تقلل طهران بشكل كبير من هذا الوقت على المدى الطويل وذلك باستمرارها في إتمام تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة. ومن خلال استمرارها في تطوير أنظمتها الصاروخية، يمكنها أيضاً تحسين قدرتها على نشر هذه الأسلحة. وتزيد عمليات التفتيش المعززة من فرص الغرب في الكشف عن أي تجاوز، ولكن في حالة "خطة العمل المشتركة" لا تسري هذه الجهود إلا على المرافق المعلن عنها؛ فهي لا تقدم أي ضمانات تُذكر بشأن إمكانية الكشف عن المرافق السرية حيث سيكون من المرجح أن تحاول إيران تجاوز العتبة النووية. وفي نفس الوقت، فإن تخفيف العقوبات المنصوص عليه في الاتفاقية غير كافي لاستعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته إلا إذا استخدمت طهران هذه النافذة لتقويض وإضعاف هذه العقوبات، التي من المرجح أن تجعل إجراء المزيد من المحادثات غير مجدية. والنتيجة المتواضعة التي يمكن أن تحققها "خطة العمل المشتركة" هي دفع كلا الجانبين نحو إجراء مفاوضات جديدة. بيد أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تسمح لرغبتها في التوصل إلى اتفاق إلى دفعها نحو تشويش الغرض الإستراتيجي الأكبر من هذه المحادثات. فاتباع إستراتيجية دبلوماسية سليمة والتوصل إلى اتفاق نووي مجدي بإمكانهما تعزيز كافة الأهداف الدولية المشتركة المشار إليها أعلاه، وفي الوقت نفسه المساعدة في صقل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط. بيد أن تبني نهج متسرع أو غير مدروس لن يفضي إلى أي شيء سوى تقويض هذه الأهداف.
زيادة احتمالات النجاح حتى في الوقت الذي يبحث فيه المفاوضون الأمريكيون الكيفية التي سيتعاملون بها مع قضايا محددة خلال المحادثات - التخصيب ومعالجة اليورانيوم والصواريخ وغيرها من المسائل - ينبغي عليهم أيضاً التفكير ملياً في تبني إستراتيجية دبلوماسية أوسع نطاقاً من أجل تعزيز موقفهم على طاولة المفاوضات وضمان نتائج إيجابية. وعلى وجه الخصوص، ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تضع في اعتبارها الخطوات التالية:
تكثيف المشاورات مع الكونغرس والحلفاء. يمثل المفاوضون الأمريكيون بشكل ضمني ائتلافاً واسعاً من الفاعلين - داخل الولايات المتحدة وخارجها - الذين يعتنقون آراء متباينة بشأن ماهية الإجراءات التي من الممكن أن تشكل إنهاءً مقبولاً للبرنامج النووي الإيراني، ولكن لديهم مصلحة مشتركة في منع إيران من تجاوز العتبة النووية وتفادي نشوب نزاع مسلح. ويمكن أن يشكل هؤلاء الحلفاء قوة كبيرة بالنسبة للإدارة الأمريكية، إلا أنه من الصعب تطويعهم أيضاً. كما أنهم لن يرضخوا بالضرورة إلى أي اتفاق تتوصل إليه الإدارة الأمريكية مع طهران إذا شعروا أنه يقوض هذه المصالح المشتركة بدلاً من أن يعززها. وقد يرفض الكونغرس الأمريكي رفع العقوبات إذا رأى أن الاتفاق لا يضع ما يكفي من القيود على إيران. فمن الممكن أن تسعى الحكومات الإقليمية إلى مضاهاة قدرات إيران النووية المتبقية لضمان توازن القوى وهو الأمر الذي سيكون من الصعب على الولايات المتحدة مقاومته. كما أن الحلفاء الذين لديهم علاقات تجارية مع إيران من الممكن أن يعارضوا إعادة فرض عقوبات سريعة في حال وجود أي خداع من الجانب الإيراني. لذا ستكون النتيجة الصافية هي التوصل إلى اتفاق يضر بأمن الولايات المتحدة بدلاً من أن يساعدها ويترك أمريكا أكثر عزلة في المنطقة.
ولمنع مثل هذه النتيجة، ينبغي على الإدارة الأمريكية تكثيف تشاوراتها مع الحلفاء المحليين والأجانب وذلك من خلال التعاون معهم في المراحل الأولى من المحادثات بدلاً من مجرد إحاطتهم بملخصها بعد ذلك. يجب عليها أن تتفهم بأن إدارة هذا التحالف بنجاح يتطلب التأكيد على المصالح المشتركة بدلاً من الاختلافات في المواقف التفاوضية، وربما تعديل مواقفها الخاصة إذا ثبت أنها غير مقبولة للشركاء في التحالف. وفوق كل الاعتبارات، لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تفترض أن حلفاءها سيقبلون بالأمر الواقع - أي اتفاق، مشابه لـ "خطة العمل المشتركة"، يتم التفاوض بشأنه وراء أبواب مغلقة ويفتقر إلى قدر كاف من التنسيق. وأخيراً، ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تتبنى رسالة علنية أقل حدة تجاه الحلفاء الذين من الممكن تأمين دعمهم الذي هي في أمس الحاجة إليه عن طريق تبني نهج مرن. ينبغي على المتحدثين الأمريكيين أن يؤكدوا على نقاط الاتفاق وأن يقاوموا إصدار أي بيانات عامة انتقادية من عواصم دول الحلفاء. يتعين على الإدارة أيضاً تجنب المبالغة في فوائد "خطة العمل المشتركة"، التي قد تخدم غرضاً سياسياً محلياً ولكنها تقوض الثقة في الدهاء التفاوضي للولايات المتحدة.
تخفيف مخاطر الخداع الإيراني. رغم أن أي اتفاق طويل الأجل لابد أن يتعامل إلى حد كبير مع أنشطة تصنيع الوقود النووي الإيراني، إلا أنه يجب أيضاً أن يتضمن عمل المزيد لمنع إيران من صنع سلاح نووي. فأي اتفاق يركز بشكل غير متناسب على الوقود النووي قد يعطي إيران الوقت لإتقان عناصر أخرى من برنامجها - أجهزة الطرد المركزي وبحوث التسليح ومركبات التوصيل - وبالتالي وضع نفسها في وضعية أفضل لأي تجاوز مستقبلي للعتبة النووية. وخطر آخر هو احتمال قيام إيران بتطوير بنية تحتية نووية سرية موازية باستخدام الخبرات التي طورتها في برامجها المسموح بها. وللوقاية من هذه المخاطر، يجب على المفاوضين الأمريكيين أن يصروا على أن أي اتفاق طويل الأجل سيحد من جهود البحث والتطوير التي تقوم بها إيران، المتعلقة بالتخصيب ومعالجة اليورانيوم والتسليح، وكذلك برامجها لإطلاق الصواريخ البالستية والأخرى الفضائية. يجب أن يطالبوا أيضاً بالتزام طهران بالشفافية والإفصاح عن برامجها النووية السابقة، لإعطاء المفتشين فكرة كاملة عن شبكتها التي تشمل الأفراد والمواقع والأنشطة ومساعدتهم على كشف أفضل لبرامجها النووية السرية ومنعها.
عدم التخلي عن فكرة منع التخصيب من الأساس. تشكل نقطة المنتصف لأي مفاوضات معينة نقطة النهاية الأكثر احتمالاً بين المواقف الأولية التي تبناها كل طرف، مع افتراض أن هذه المواقف الأولية منطقية. فعندما يصف المفاوضون الأمريكيون موقفهم السابق - والمتمثل بأنه يتعين على إيران تعليق كافة أنشطة التخصيب وإعادة المعالجة - بأنه "متشدد"، فإن هذا الأمر يدل ضمناً على أنه لم يكن موقفاً منطقياً. وهذا يمنح إيران أفضلية تفاوضية هامة خاصة إذا صدق المسؤولون من البلدان الأخرى في مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا) تأكيد طهران المشكوك فيه بأنها تسعى إلى برنامج تخصيب واسع النطاق لتوفير الوقود لصناعة الطاقة النووية الوطنية. إن النتيجة النهائية وفقاً لهذا النهج لا يرجح أن تكون بين عدم الأحقية في التخصيب أساساً وبين برنامج إيران الحالي بقدر ما يرجح أن تكون بين التخصيب على نطاق محدود الذي تؤيده واشنطن حالياً وبين البرنامج الصناعي الذي تريده طهران.
وحتى لو يئس المسؤولون الأمريكيون في واقع الأمر من مطالبة إيران بالوقف الكامل لأنشطة التخصيب، فلا يزال في صالحهم من الناحية التكتيكية وصف موقف عدم أحقية التخصيب مطلقاً بأنه موقفاً منطقياً ورفض تطلعات طهران المعلنة إلى بناء بنية تحتية كبيرة للتخصيب باعتبارها غير منطقية. وتشير "خطة العمل المشتركة" إلى أن أي برنامج تخصيب إيراني يجب أن يكون "متسقاً مع الاحتياجات العملية"؛ وبالتالي يجب على المفاوضين الأمريكيين أن يؤكدوا أنه ليس لدى ايران حاجة من هذا القبيل نظراً لوفرة إمدادات الطاقة الأخرى التي تملكها وقدرتها على استيراد اليورانيوم المخصب إذا ما رغبت بامتلاك طاقة نووية. ومن شأن ذلك أن يضعهم في موقف أفضل في الإصرار على أن مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» سوف لن توافق حتى على قدرة تخصيب "رمزية" دون تقديم تنازلات كبيرة من طهران.
ترسيخ المصداقية "وإلا فلا". رغم أن أي عدد من الإهانات الحقيقة أو المتصورة قد يتسبب في انسحاب إيران من مائدة المفاوضات بشكل مؤقت، إلا أنه من غير المرجح أن تتخلى عن المحادثات بشكل دائم ما لم تتوافر بدائل أفضل لها. فإذا كانت هذه البدائل - كما تشهد الإدارة الأمريكية - هي مزيد من العقوبات أو صراعاً عسكرياً، فمن المرجح أن تظل المحادثات الطريق الأفضل لكلا الجانبين. ويصح الشئ نفسه بالنسبة لموسكو وبكين - حيث تدعمان العملية التي تقوم بها مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» ويعود ذلك جزئياً لأن جميع الخيارات الأخرى أكثر سوءاً. إن احتمال قيام أعمال عدائية في الخليج العربي أمراً مقلقاً للصين على وجه الخصوص نظراً لاعتمادها على إمدادات الطاقة التي تمر عبر مضيق هرمز.
وفي حين رفضت إدارة أوباما خطط الكونغرس الأمريكي لتمرير مشروع "العقوبات المحتملة" بغية مساندة الموقف الأمريكي في "خطة العمل المشتركة"، إلا أن هذا الأمر جعل البدائل تبدو - دون قصد - أقل تهديداً لإيران. ويذكر أن الإدارة الأمريكية قد وجهت انتقادات لبعض النقاد معتبرة إياهم دعاة حرب حتى عندما أكد الرئيس أوباما على أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً على الطاولة - وهو موقف مربك جعل على الأرجح التحذيرات الأخيرة أقل مصداقية. كما هدد الرئيس الأمريكي باستخدام "الفيتو" ضد فرض عقوبات ما، الأمر الذي يقلل من خطر وضع المزيد من الضغوط الاقتصادية. وهكذا، تمكنت إيران من زرع انقسامات في واشنطن بكل بساطة من خلال التهديد بالانسحاب من المحادثات، على الرغم من الدعم الموحد من قبل البيت الأبيض والكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة لفرض المزيد من الضغوط إن كان ذلك ضرورياً. وللسيطرة على زمام الأمور، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين أن يؤكدوا على هذا الدعم الموحد لضمان أن ترى طهران بأن الاتفاق النهائي هو أفضل من البدائل المحتملة.
عدم إغفال النظر إلى الصورة الأوسع. حتى عندما تشرع واشنطن في مهمتها الضخمة المتمثلة في التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، يتعين عليها أن تضع في اعتبارها أن مصالحها في المنطقة أوسع بكثير، مثلها مثل مصالح الجهات الفاعلة الأخرى. ويشعر حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من أن تنذر التنازلات النووية بانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة - وهي النتيجة التي سترحب بها طهران - حتى إذا نظروا بقلق متزايد إلى الأنشطة الإيرانية في سوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى. وإذا لا تركز واشنطن سوى على برنامج إيران النووي، فمن الممكن أن ينتهي المآل بانتصارها التكتيكي ولكن بهزيمتها الاستراتيجية حيث أن مصالحها الأوسع نطاقاً - والمتعلقة بالاستقرار ومنع انتشار الأسلحة النووية - ستعاني في جميع أنحاء المنطقة. ولمنع هذه النتيجة، لا يتعين على الولايات المتحدة التشاور فقط مع حلفائها بشأن الوصول إلى اتفاق نووي، بل الانخراط أيضاً بنشاط أكبر في معالجة مخاوفهم الأخرى، وأبرزها الصراع السوري. ينبغي على واشنطن أن تحدد أيضاً كيفية التعامل مع إيران بشأن هذه القضايا، لعدة أسباب : مواصلة تهدئة مخاوف الحلفاء ؛ اختبار قدرة الرئيس حسن روحاني على الوفاء [بوعوده] قبل رفع العقوبات، وإرضاء الكونغرس الأمريكي، الذي قد يطالب التقدم في قضايا غير نووية كشرط مسبق لتخفيف العقوبات كما فعل مع ليبيا في سنوات ماضية. وبسبب الحذر الذي ينتاب الحلفاء من المحادثات الأمريكية الإيرانية الثنائية كمنتدى لمعالجة القضايا الإقليمية، ولأن مجموعة «دول الخمسة زائد واحد»لا تشمل دول المنطقة التي لها المصالح الأكبر في هذه القضايا، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين، بدلاً من ذلك، أن ينظروا في إجراء محادثات اقليمية متعددة الأطراف. وأخيراً، يجب على واشنطن ألا تهمل جهودها الرامية إلى إشراك الشعب الإيراني. سيكون من العار ألا تستخدم الحكومة الأمريكية علاقتها الأقل عدائية مع الحكومة الإيرانية كفرصة لتوسيع التبادلات بين الشعبين فضلاً عن الوصول إلى الإيرانيين العاديين وتمكينهم.
عناوين الصحف
التايم الاميركية
• الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مسؤولين أوكرانيين.
• المحادثات النووية الايرانية تنتهي، الجولة القادمة في 17 آذار.
واشنطن بوست
• الولايات المتحدة وحلفائها يوافقون على تقديم المساعدات للثوار السوريين.
• سوريا تتوصل الى وقف محلي لإطلاق النار فيما تتعثر المحادثات المدعومة من الولايات المتحدة.
لوس انجلوس تايمز
• اغلاق صحيفة إيرانية وسجن رئيس تحريرها.
الاندبندنت البريطانية
• إعادة تطوير مكة المكرمة: الجرافات تقترب من مقام ولادة محمد.
• إسرائيل تتخوف من أن انسحاب شركات الاتحاد الأوروبي هو ثمن باهظ تدفعه.
نيويورك تايمز
• الاتحاد الاوروبي يفرض عقوبات على الرغم من الانتقادات الروسية.
• إيران والدول الست يتفقون على شروط إجراء محادثات نووية.
• الثوار السوريون يسعون لدعم قضية التحالف في محادثات السلام.
الغارديان البريطانية
• اشتون: محادثات ايران النووية حظيت ببداية جيدة.
• المملكة المتحدة وإيران توافقان على إعادة العلاقات الدبلوماسية المباشرة.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها