كثُر الساخرون يوم علت صرخة القيادة السورية محذرة من خطورة "الوحش التكفيري" الجاري تربيته على أرض الشام تحت مظلة اقليمية وغربية صمت آذانها عن سماع اخبار سفك الدم ، حاصرة همها باسقاط الرئيس بشار الاسد
حسين ملاح
كثر الساخرون يوم علت صرخة القيادة السورية محذرة من خطورة "الوحش التكفيري" الجاري تربيته على أرض الشام تحت مظلة اقليمية وغربية صمت آذانها عن سماع اخبار سفك الدم ، حاصرة همها باسقاط الرئيس بشار الاسد ولو خربت دول المشرق العربي.
طبعاً طهران ودمشق والمقاومة في لبنان كانوا يدركون المخطط الجهنمي الذي وضعه ابالسة الساسة في الاقليم والعالم ، لضرب سورية وتفتيت المنطقة مستعينين بشعار المذهبية لتجييش واستجلاب "جهاديي الهوى" للانقضاض على الجيش السوري ولاحقاً لبنان والعراق...الخ
حزب الله ما كان لينتظر دوره ان يُذبح بعد الانتهاء من الحليف السوري لذا بادر في لحظة مفصلية الى التدخل في أزمة يدرك ان لا مكان فيها للحياد بعد ان بلغ سيل التضليل والتكفيري الزُّبى. وبيانات التكفيريين التي هددت لبنان، والصواريخ التي بدأت تضرب البقاع قبل أي تدخل لحزب الله كانت مؤشرا واضحا.
لبنان في مرمى التكفير..
لا نبالغ ان قلنا انه لولا التدخل النوعي والموضعي لرجال المقاومة في سورية ، لكان لبنان على موعد مع اجتياح تكفيري متعدد الجنسيات هدفه اخضاع الجميع واعادتهم الى ظلام جاهلي اندثر برسالة خاتم الانبياء صلى الله عليه واله وسلم.ويقيناً ان اصحاب هذا الفكر كانوا سيفتكون بالشيعة لانهم "روافض" حسب رأيهم ، وسينالون ممن يخالفهم من السُنة بوصفهم "مرتدين" او "خوارج" (حرب داعش والنصرة واخواتهم خير دليل) ، ولن يكون مصير المسيحيين أفضل من اشقائهم السوريين (معلولا ، الرقة ) ، أما الدروز قد يُفرض عليهم اشهار "الاسلام" وفق المفهوم التكفيري ، كما جرى مع دروز ادلب.
لبنانيون كثرٌ وتحديداً بعض قوى الرابع عشر من آذار يسخفون هكذا حقائق وجل ما يشغلهم هو حزب الله وتدخله في سورية محاولين "شيطنة" الحزب واتهامه بأنه جلب الويلات على البلاد والعباد مكررين معزوفة يرددها رعاتهم..
ولفت كيف تعاطت وسائل اعلامية محسوبة على هذا الفريق مع التفجيرين الارهابيين اللذين ضربا منطقة بئر حسن قبل أيام ، حيث تم التركيز على ان العملية كانت ضد المصالح الايرانية.فصحيفة الحياة الممولة سعودياً عنونت عددها الصادر في اليوم التالي " بيروت: عشرات الضحايا بينهم أطفال بتفجيرين انتحاريين استهدفا منشآت إيرانية" ، فيما اتى عنوان صحيفة المستقبل على الشكل الآتي "الارهاب الانتحاري يستهدف مصالح ايران...مجدداً".
وسائل اعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة نسجت على المنوال نفسه وفضلت - طبعاً عن عمد- عدم اعطاء الاهتمام اللازم لحقيقة ساطعة ان التفجيرين وقعا امام دار للايتام الاسلامية يضم اطفالاً من مختلف الطوائف ، وعلى مقربة من ثكنة للجيش اللبناني وعند دوار اساسي يكون عادة مزدحماً بمواطنين قدموا من انحاء لبنانية عدة ، وهو ما اكدته خريطة توزع شهداء التفجيرين حيث ضمت سنة وشيعة ودروزاً...
سلوك لا ينفصل عن النهج المرسوم للتعامل مع التفجيرات الارهابية التي ضربت الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل طوال الاشهر الماضية .فهؤلاء كانوا يسوقون لجملة واحدة "تفجير في معقل لحزب الله" غير مكترثين بالقدر الكافي ان التفجيرات استهدفت بشكل متعمد مدنيين عُزل كتفجير بئر العبد او الرويس او الشارع العريض ومحطة الايتام في الهرمل وباص الشويفات.
واتى دور الجيش..
سلوك اعلامي يضاف الى آخر سياسي تعامى مع "سبق الاصرار" عن حقائق دامغة عبر رمي قنابل دخانية لحجب الصورة كاملة. أوليس ساسة ومناصرو هذا الفريق من شن حملة شعواء على وزير الدفاع السابق فايز غصن حين اعلن ان لتنظيم القاعدة تواجداً في لبنان ، وهم انفسهم من حاول تغطية مرتكبي جريمة قتل الرائد بيار بشعلاني والمؤهل خالد زهرمان في جرود عرسال ، وهم ايضاً من خلق التبريرات للهجمات المستمرة لنائبي المستقبل معين المرعبي وخالد الضاهر ضد الجيش وقيادته ...والارشيف يشهد.
تعليقات بعض اطراف فريق الرابع عشر من آذار على تفجير الهرمل الذي استهدف حاجزاً للجيش اللبناني وان غلفت بعبارات الادانة والاستنكار ، لكنها لا تختلف عن سابقاتها لناحية الامعان في سياسة تعليق المسؤولية على شماعة تدخل حزب الله في سورية ، وهم بافعالهم يساهمون بشكل او بآخر بخلق بيئة تبرر للانتحاري فعلته وتساعد على توفير أرضية في هذه المنطقة او تلك من لبنان.
ومن باب الاستدلال فان استهداف التكفير للجيش اللبناني لم يكن مفاجئاً خاصة بعد الرسالة التسجيلية للمدعو ابو سياف الانصاري الذي أعلن قبل اسابيع من طرابلس مبايعة تنظيم "داعش" وتهديد الجيش ، وللمفارقة فان شخصيات آذارية سخرت يومها من التسجيل الذي بُث على شبكة الانترنت ، محملة النظام في سورية المسؤولية!!!
الحقيقة المثبتة بالتاريخ والوقائع تؤكد استهداف اصحاب التفكير ورعاتهم للجيش اللبناني منذ سنوات، وهو الذي خاض حروباً مع تلك الجماعات بدءاً من الضنية الى عبرا مروراً بنهر البارد ..وغيرها ، وبالتالي فان الجماعات التكفيرية تضم الجيش الى قائمة جيوش المنطقة المستهدفة تحت مسميات وذرائع متنوعة ...ففي العراق يحارب التكفيريون الجيش "الصفوي" ، وفي سوريا يقاتلون الجيش "النصيري" وفي لبنان يستهدفون الجيش "النصراني" ، اما في مصر فيتوعدون جيش "السيسي".....