متغيّرات وتبدلات كثيرة في مواقف دول وشخصيات تجاه ما تشهده سورية، والدافع في ذلك وقائع المعارك في الميدان. بعد القرار السعودي بتجريم المقاتلين السعوديين العائدين من سورية،
أحمد اسماعيل – البحرين
متغيّرات وتبدلات كثيرة في مواقف دول وشخصيات تجاه ما تشهده سورية، والدافع في ذلك وقائع المعارك في الميدان. بعد القرار السعودي بتجريم المقاتلين السعوديين العائدين من سورية، النواب البحرينيون، الذين دخلوا سوريا خلسة في آب 2012 بمهمة "تجهيز مجاهد"، يدعون سلطات المملكة اليوم لملاحقة دعاة "الجهاد" في سورية!
النائب الثاني لرئيس مجلس النواب البحريني عادل المعاودة، الذي زار سورية والتقى مسلحي المعارضة كممول وداعم لهم، يصف اليوم تنظيم "داعش" في سورية بـ "الفئة المارقة"، مطالباً السلطات البحرينية باتخاذ اللازم ضد من يدعو البحرينيين للجهاد في سورية.
وفي مقابلة مع صحيفة "الوسط البحرينية"، يطالب المعاودة السلطات البحرينية باتخاذ اللازم ضد دعاة "الجهاد" في سورية من البحرينيين، محذراً من أن ذلك من شأنه إلقاء الشباب البحريني في التهلكة، وخصوصاً أن مشاركتهم في الجهاد يكون عادة من خلال "داعش".
كلام النائب البحريني قرأ فيه البعض أن المطلوب ضرب السوري بالسوري والتحكم بالأزمة عن بُعد، بعد ما اصبح واضحا ان اسقاط النظام السوري بات عصيا او ان الامر يتطلب تضحيات اكبر وهو ما ليس مستعد الخليجي ان يقدمه من دماء ابنائه.
المعاودة الذي حمل الدعم للمقاتلين إلى سورية، وأيد الدعوات الخليجية الصريحة لتسليح المعارضة السوري قال للوسط: " السلفيون في البحرين يرون أن حل الأزمة السورية يتطلب حلاًّ عادلاً لكل الطوائف والأديان وإيقاف حمام الدماء".
ورداً على سؤال عما إذا كان ضد تسليح المقاتلين في سورية : " على العالم أن يسلح السوريين لحماية أرواحهم وأعراضهم وبلادهم ويكون ذلك تحت إشراف ونظر العالم، وهذا قلناه مرارا وتكراراً."
"نحن ضد أية مشاركة بحرينية أو غير بحرينية في القتال، أما بالنسبة إلى البحرين، فنعلم أن هناك من يحاول تسميم أفكار الشباب وتشجيعهم على القتال هناك، وبالتالي فنحن ندعو السلطات إلى اتخاذ اللازم تجاه هؤلاء، فهذا إلقاء لهؤلاء الشباب في التهلكة، وخصوصاً أنه يكون عادة من خلال داعش، هذه الفئة المارقة التي قتالها قد يكون أوجب من قتال غيرها" قال المعاودة.
إذاً فمن ذهب وسلح في لسورية امس هو مستمر في دعم القتال هناك لكن دون دمائه، والامر اشبه بدفع تذكرة حضور جولة من المصارعة بين خصمين يؤيد هذا ويضد ذاك.
من دخل تلك البلاد خلسة مشعلاً في نار الفتنة، مقدماً للمقاتلين الرصاص والسلاح لم يكن حبا في سورية ولا تأييداً لمطالب حرية شعب، بل تلبية لرغبة السيد السعودي. تبدل موقف السعودية، فتغيرت لهجة أتباعها.
المعاودة نفسه، مكرر خطابات المملكة الجارة، من ناشد لانتشال الشعب السوري مما وصفه بـ"الظلم والطغيان" يعيش في جزيرة تشهد حراك سلميا لم يهمد منذ 3 سنوات. حراك قابلته السلطات بهدم المساجد وسجن النساء والقتل تحت التعذيب وفق ما وثقه تقرير لجنة عينها الملك البحريني نفسه (تقرير بسيوني)، لكن طالب حرية سورية يقف مع النظام البحريني الذي استعان بقوت سعودية لقتل الشعب.
عادل المعاودة نفسه هو من علا صراخه في جلسة مجلس النواب البحريني في 28 تموز/ يوليو 2013 مطالباً بالقصاص من المتظاهرين السلميين في البحرين! وذهب أبعد من ذلك داعياً إلى تهجير كل من يتظاهر!المغامر في دعم مسلحي سورية هو نفسه من يدفع بقوة نحو ترسيخ الدكتاتورية في بلاده!
تصريح المعاودة و تجريم المقاتلين العائدين لبلدانهم والتضييق على الراغبين الذهاب لسورية يأتي بعد ان خابت آمال الغرب ودول الخليج باسقاط سورية، ولهذا اليوم يجري العمل على ابعاد كل العناصر والمليشيات عن اللعبة، واعادة صياغة الاوراق بطريقة أكثر تنظيماً.. ولعل ما نشهده هذه الايام عند الحدود الاردنية اشبه بالنواة الاولى لهذا المشروع خاصة بعد فشل جنيف2.