التقى موقع المنار الالكتروني بالعميد علي مقصود الخبير العسكري السوري، ليتحدث عن اهم معطيات التطورات العسكرية، رابطا المعلومات بأسماء مناطق وأشخاص وأحداث.
خليل موسى – موقع المنار - دمشق
ما هو الجديد في الازمة السورية.. حرب تستعر، ومن يريد اللعب بالنار فلا بد من أن يكون لكلتا يديه نصيب، ومن يزرع الحرب يحصد الضحايا، أما الوقوف عند الحق فما يزيد أصحابه إلا قوة خاصة بعد انكشاف كل الأقنعة.
موقع المنار يواكب كل جديد الأزمة، ازدياد الضربات الإعلامية الموجهة يترافق مع الاستعانة بالعدو التاريخي، ومن يريد لعدوه أن يكون عونه لكسر بلاده، فلا بد أنه خاسر، حقيقة أزلية يؤكدها اليوم السوريون أنفسهم.
التقى موقع المنار الالكتروني بالعميد علي مقصود الخبير العسكري السوري، ليتحدث عن اهم معطيات التطورات العسكرية، رابطا المعلومات بأسماء مناطق وأشخاص وأحداث.
بدأ العميد علي مقصود حديثه بأن "المعركة في القلمون تسير على اتجاهين وفي جبهة واحدة، القلمون والحرمون، وهذا التصعيد الذي تتحدث عنه الفضائيات ووكالات الانباء ليس وضعا راهنا، إنما كان منذ أربعة أشهر، مترافقا بتغطية نارية ودعم لوجستي من الكيان الصهيوني بشكل مباشر".
ما هي مجريات معركة القلمون حتى اللحظة؟..
مقصود أعطى الأفضلية في حديثه لجبهة القلمون، وفي حديثه في شرح المعارك ربطٌ لما جرى مع جنيف2، وقال "انطلاقا من خطة الجيش والاستراتيجية التي ينفذها بمهارة عالية عبر تنفيذ المعارك العسكرية لصالح المعركة الدبلوماسية في جنيف2 ، قام الجيش السوري بقضم وإنجاز معركة الشل التي قطعت كل الشرايين، وأحكم السيطرة على كل المرتفعات التي تحيط بالمعقل الاخير للمسلحين وهو يبرود".
ونوه إلى أن الوضع الآن لهذه المنطقة أصيب بالشلل بعد قطع كل خطوط الإمداد، أما المناطق التي عددها مقصود، تبدأ بالجراجير وتلة المرصد، وصولا إلى رأس المعرة، حتى فليطة والسحل، ربطا بما حققه الجيش من فرض سيطرة سابقة على النبك وقارة، ليكون الحصار مانعا لعمليات التحرك بين عرسال اللبنانية المحاذية لكل المناطق المذكورة، حيث كان المسلحون يعبرون من عرسال إلى العمق اللبناني ليكون حسب العميد مقصود سقوط مؤكد لمنطقة يبرود ورنكوس أي آخر ما تبقى من معاقل للمسلحين في القلمون، وذلك ردا للعِلم العسكري.
اما المراوغة الأمريكية خلال الجولة الثانية، فقد ردها مقصودا ربطا بالسياسة، من أجل تأخير نتائج المعركة وإعادة ترتيب توزع وتموضع جديد للمجموعات المسلحة خاصة بعد ما فقدوه من مناطق سيطروا عليها سابقا.
تسليح وتدريب.. وعلنية هذه المرة ..
العميد مقصود وبحديثه عن الجنوب كجبهة تتجهز، أورد تفاصيل عدة عن التحركات الأخيرة على الحدود مع الاراضي المحتلة في الجولان وفلسطين، ورواها كالتالي :
"تم التدريب في معسكرات ضمن الاراضي الاردنية، وأيضا في الجولان السوري المحتل، دخلت مجموعات للتغطية على سلاح تم إدخاله عبر الكيان الصهيوني، لأن إسرائيل منذ أكثر من أسبوعين حركت لواء اليرموك التابع لما يسمى الجيش الحر بقيادة (منصور عبد الكريم الزامل) الى بلدة السويسة لينفذوا عملية ذبح للعديد من الجنود هناك في الجيش العربي السوري، رافقه هجوم على بلدات عدة واقعة ضمن المنطقة الواقعة على الشريط العازل"، من هنا وحسب ما رواه العميد مقصود، تم ترفيع الزامل بدلا من عبد الإله البريدي كمكافأة له على رفعه الرؤوس التي قطعها في المعسكر التابع للجيش السوري.
هنا الجيش وللأسباب تلك بدأ عملية نوعية في تلك البلدات، بدأت من نبع الصخر وحررها، أيضا وجه ضربات قوية لما وصفه العميد مقصود خزان وقاعدة تحشيد لكل هذه المجاميع المسلحة شملت بلدات تبة خالد حتى غدير البستان، وعبر الرفيد التي هي مقر لما يسمى "الجيش الوطني" عبد الإله البشير، الذي أصبح رئيس أركان بعد ان كان قائدا في ما يسمى "المجلس العسكري" في المنطقة الجنوبية الغربية.
هنا يأخذ العميد مقصود بعين الاعتبار أن عملية التصعيد هذه أتت للتغطية على المجموعات المسلحة التي دخلت عبر الحدود الاردنية السورية الفلسطينية، من بلدات عقربا وحرقة وقرقوش ، ليدخل في المقابل قادة بعض المجموعات المسلحة عن طريق أبو رجم وكفر ألما وجَملة، بالتالي قامت "إسرائيل" من شهرين بتعبيد الطريق بين نافعة وتبة خالد فاتحة كل طرق الدوريات الاسرائيلية بدءا من الرزانية وصولا إلى بريقة، وبالتالي كانت اسرائيل تتدخل وبشكل مباشر وتقدم المؤازرة والدعم للمجموعات المسلحة،إن كان بالسلاح أو حتى عمليات التدريب التي كانت تجري في ملعب في برج الزراعة في بلدة جباتا الخشب، حيث يتم نقل هؤلاء المجموعات بعد إتمام تدريبهم إلى البلدات الآنفة الذكر عبر شبعا اللبنانية، وأيضا إلى بيت جن ومزارع بيت جن ، ليتابع البعض منهم إلى خان الشيح ومنهم إلى داريا، وباقي المناطق التي سقطت الآن إما عسكريا أو بالمصالحة.
مقصود يجزم أن تيار أحمد الأسير موجود في مزارع بيت جن السورية، ومن هنا حسب مقصود فإن معركة استباقية بدأها الكيان الصهيوني بغية تأمين "حدوده" وتجنب المد الذي يحققه الجيش العربي السوري، فأقدم على تغيير العميد سليم إدريس، ووضع البشير بدلا عنه، حيث يرى الكيان الصهيوني حسب دراسة العميد مقصود بأن ما يسمى "الجيش الحر" هو الضامن الوحيد اليوم لأمن الكيان الصهيوني، خاصة بعد ان تم تزويد العناصر المسلحة في تلك المجموعات بصواريخ ستنغر المضادة للطيران والتي تحمل على الكتف، لتكون واحدة من محاولات صنع توازن قوى في المنطقة بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة، خاصة بما يصب في مصلحة "إسرائيل".
العرض الذي تناوله العميد مقصود تقاطع مع مجريات جديدة في الميدان السوري، منها الخبر الذي نشره موقع المنار عن أسلحة نوعية وآليات ثقيلة تتجهز لمعركة قرب الساحل السوري، ومع هذه التطورات، يُترك للجيش العربي السوري رسم تفاصيل الميدان العسكري، بكل أبعاده وبما يتناسب مع الحفاظ على وحدة أراضيه، وامن مواطنيه.