في وقت تسعى بعض الأطراف اللبنانية إلى عدم ذكر كلمة "المقاومة" في البيان الوزاري للحكومة، وسط مشاورات بين كل الأطراف لإيجاد مخرج للمسألة، برز إلى الواجهة معلومات عن شبكة حاولت إغتيال الرئيس بري.
في وقت تسعى بعض الأطراف اللبنانية إلى عدم ذكر كلمة "المقاومة" في البيان الوزاري للحكومة، وسط مشاورات بين كل الأطراف لإيجاد مخرج للمسألة، برز إلى الواجهة معلومات جديدة عن شبكة حاولت إغتيال رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري.
هذه المواضيع وغيرها، طرحتها الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت بنهار الجمعة 28-2-2014.
السفير
شبكة «قاعدية» تراقب مداخل عين التينة ... محاولة لاغتيال بري بتفجير انتحاري
لا يتقدم أي عنوان على الأمن لبنانياً. من الإرهاب الذي لا يستثني منطقة أو جهة أو فريقاً أو طائفة، إلى الخطر الإسرائيلي الذي أعادت الغارة الإسرائيلية الأخيرة تذكير من كادوا يشطبونه من جدول أعمالهم، إلى النيران المندلعة في سوريا منذ ثلاث سنوات وتصيب شرارتها يومياً حدود لبنان الشمالية والشرقية، من دون إغفال الأرقام التي تملكها مراجع رسمية في شأن ارتفاع معدل الجريمة في لبنان بشكل قياسي، ومعه ارتفاع عدد الموقوفين في كل سجون لبنان، خصوصاً سجن رومية.
هذا العنوان، ومعه الهاجس الاجتماعي، يفترض أن يشكلا دافعاً للحكومة الجديدة كي تنجز بيانها بأسرع وقت حتى تتفرغ في ما تبقى لها من عمر نظري (ثلاثة أشهر)، لإنجازات تعيد للبنانيين ثقة مفقودة بدولتهم ومؤسساتهم، غير أن مجريات المماحكات السياسية والانتخابية المستمرة، ستجعل إقرار البيان الحكومي في لجنة البيان الوزاري، اليوم، أمراً صعباً، خاصة أنه سبق أن أعطيت مواعيد بقيت حبراً على ورق، برغم الإرادة الجنبلاطية بتدوير الزوايا، خاصة أن ما يرفضه البعض اليوم، كان من صنع يديه في الزمن القريب.
أمنياً، كشف مرجع رسمي لبناني لـ«السفير» أن التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية مع عدد من الموقوفين في شبكات إرهابية تفضي يومياً إلى وقائع وتفاصيل جديدة، كان آخرها اعتراف الموقوف محمود أبو علفا الذي ينتمي إلى «كتائب عبدالله عزام» أنه كان يخطط لمحاولة اغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال للمحققين في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إن أشخاصاً كانوا يتولون مراقبة كل مداخل عين التينة في بيروت، وبعض النقاط الحساسة التي يتردد عليها بري، وفي ضوء ذلك، تم وضع سيناريو لعملية إرهابية تستهدفه بسيارة مفخخة يقودها أحد الانتحاريين، حتى لو اقتضى الأمر تجهيز أكثر من سيارة وأكثر من انتحاري في الوقت نفسه (أحدهما ينطلق بسيارته من المدخل الجنوبي قرب محلات «اكزوتيكا» والثاني من جهة المدخل الشمالي الأقرب إلى منطقة عين التينة ــ فردان).
ورفض المرجع الكشف عن تفاصيل أخرى، وأوضح أن «كتائب عزام»، وهي أحد فروع تنظيم «القاعدة»، كانت تقترب من تحديد ساعة الصفر لتنفيذ العملية، وقال إن أحد مساعدي الرئيس بري قد اطلع من رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان على كل التفاصيل، مع نصيحة بوجوب اتخاذ أقصى تدابير الحماية، والتقليل من تنقلات رئيس المجلس في هذا الظرف السياسي الاستثنائي، حيث سيكون للرئيس بري دور بارز في العديد من الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها الاستحقاق الرئاسي.
وقال المرجع إنه وفق التحقيقات الأولية فإن هناك ثلاثة أهداف ثابتة عند «كتائب عزام» ومجموعات أخرى هي السفارة الإيرانية والمستشارية الإيرانية ومبنى تلفزيون «المنار» في بئر حسن.
شكوى لبنانية ضد إسرائيل
من جهة ثانية، وغداة إعلان «حزب الله» عن استهداف أحد مواقعه «عند الحدود اللبنانية السورية»، قرب منطقة جنتا البقاعية ليل الاثنين الماضي، طلبت وزارة الخارجية اللبنانية من بعثة لبنان في الأمم المتحدة تقديم شكوى ضد إسرائيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي سيرفعها بدوره إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر وتوزيعها كوثيقة على الدول الأعضاء «والاحتفاظ بحق لبنان في دعوة المجلس إلى الانعقاد عندما يرى ذلك مناسباً» وفق توجيهات وزير الخارجية جبران باسيل إلى رئيس البعثة السفير نواف سلام.
بدوره، سارع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان حالة التأهب الواسعة على طول الحدود الشمالية مع لبنان مرفقة بنشر بطاريات «القبة الحديدية» وإجراءات احترازية أخرى بينها تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية والطلب إلى المستوطنين في الجليل الأعلى اتخاذ إجراءات احترازية تحسباً لأي تطور أمني.
وفي الوقت نفسه، احتدمت في الحلبة الإسرائيلية النقاشات الأمنية والسياسية والصحافية حول ما إذا كان ردّ «حزب الله» سيأتي عبر الحدود أم لا، وهل يستهدف شخصيات إسرائيلية في داخل الكيان الإسرائيلي أو خارجه، وكان لافتاً للانتباه قول المعلق الأمني في صحيفة «ذي بوست» يوسي ميلمان إن ما جرى يشكل مخالفة لبنود الاتفاق الذي قاد إلى انتهاء «حرب لبنان الثانية». وتساءل «هل من الحكمة استفزاز حزب الله وشد الحبل أكثر؟»، واستذكر كلام رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال أفيف كوخافي حول وجود 100 ألف صاروخ بيد «حزب الله»، وكيف أن تدمير عدد من الصواريخ لا يغير في الأمر شيئاً (راجع ص 3 وص 18).
بري: لا مساومة على حروف المقاومة
وفيما شككت «قوى 14 آذار» بحقيقة الغارة الاسرائيلية وطالبت الجيش بإصدار بيان صريح وواضح عما جرى، على خلفية إصدار مديرية التوجيه، قبل يومين بياناً تحدثت فيه فقط عن تحليق جوي إسرائيلي مكثف في أجواء البقاع، سأل الرئيس نبيه بري المشككين والرافضين لأي ذكر لعبارة المقاومة في البيان الوزاري: «ماذا فعلتم بعد الغارة الإسرائيلية وكيف كان ردكم؟». وأضاف: «هؤلاء لا يريدون اعتماد المقاومة ولا يريدون لغيرهم أن يقاوم».
وجدد بري التأكيد لـ«السفير» أنه مصر على إدراج حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال، وذلك رداً على التحايل الحاصل من بعض أعضاء اللجنة بوجوب اعتماد كلمة «مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية» بدل «مقاومة...»، وقال: «ميم. قاف. ألف. واو. ميم. تاء مربوطة. كل حرف من هذه الحروف لن أقبل بالتنازل عنه أو المساومة عليه».
ورداً على كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أوضح بري أنه لا ينكر دوره في إصدار «إعلان بعبدا» وتنقيحه، وقال: «انقلوا عني أنني أطالب بإدراج إعلان بعبدا وثلاثية المقاومة والجيش والشعب في البيان الوزاري وإلا فلتكن تسوية تشمل الاثنين معاً».
وحذر من استمرار التمييع والمماحكة في لجنة البيان الوزاري، وقال: «أنا أستطيع منذ الآن الدعوة الى جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، إذا استمر هدر الوقت في بديهيات البيان الوزاري.. وعندها سترون كيف سيتغيّر اتجاه الريح».
ورداً على سؤال قال بري إن تشكيل الحكومة كان يفترض أن يسهّل إجراء الانتخابات الرئاسية «وأنا سأدلو بدلوي في الوقت المناسب عندما تنضج الطبخة»، ودعا الأقطاب الموارنة الأربعة الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع الذين ينادون بانتخاب رئيس ماروني قوي الى الاتفاق في ما بينهم أولاً، «وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه».
وختم بري: «كفى مماحكة وحان الوقت لإنجاز البيان الوزاري حتى تنصرف الحكومة في ما تبقى من عمرها لمتابعة قضايا الناس الحياتية والاجتماعية وأولها قضية انحباس المطر وتأثيرها السلبي على الزراعة والمزارعين وعلى مجمل حياة اللبنانيين».
النهار
إسرائيل تهدّد رداً على تهديد الحزب اللجنة محاصرة بين "الإعلان" و"المقاومة"
لم تفض الجهود الكثيفة التي تسارعت امس من أجل التوصل الى صيغة وسطية تكمل التسوية الشاملة بشقيها المتعلقين ببندي "اعلان بعبدا" و"المقاومة" في البيان الوزاري الى ضمان أكيد يمكن معه الجزم بأن الاجتماع السابع الذي ستعقده اللجنة الوزارية عصر اليوم سيكون نهائيا.
غير ان موضوع البيان اتخذ بعدا جديدا في ظل التداعيات التي أثارتها الغارة الاسرائيلية على جنتا البقاعية قبل ايام والتي قابلها "حزب الله" متوعدا برد في المكان والزمان المناسبين. وبرزت في هذا السياق معلومات كشفتها امس مصادر أمنية لـ"النهار" عن ان اسرائيل تعاملت جديا مع تهديد الحزب، ولذا لجأت الى استنفار قواتها على الحدود مع لبنان وقرنت هذا الاستنفار بابلاغ لبنان عبر قيادة "اليونيفيل" تهديدا بأنها ستضع لبنان بأكمله تحت نيرانها اذا أقدم الحزب على تنفيذ وعيده.
وفي المقابل، طلب وزير الخارجية جبران باسيل من مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام تقديم شكوى ضد اسرائيل. وعلم ان سلام قدم الشكوى فعلا امس ووجه كتابا رسميا الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ورئيس مجلس الامن لهذا الشهر وطلب توزيع الشكوى كوثيقة رسمية على الدول الاعضاء في المجلس محتفظا بحق لبنان في دعوة المجلس الى الانعقاد عندما يرى ذلك مناسبا.
وقد دعت الامم المتحدة امس "حزب الله" واسرائيل الى تجنب تصعيد حدة التوتر في المنطقة. وصرح الناطق الرسمي باسم الامين العام مارتن نيسيركي: "ليست لدينا معلومات مستقلة مؤكدة عن الغارة الاسرائيلية، لقد قرأنا فقط تقارير اعلامية عن ذلك". وأضاف: "نحن نعتقد انه يتعين على الجميع نزع فتيل اي توترات وخصوصا في منطقة تموج بالفعل بتوترات كافية".
سليمان والحزب
وعلمت "النهار" ان لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس والوزير محمد فنيش عضو اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري يدخل في اطار لقاء روتيني لكنه تميّز بمقاربة موضوعيّ البيان والغارة الاسرائيلية الاخيرة على موقع لـ"حزب الله" في جنتا. وفي اطار موضوع البيان الوزاري تمنى الرئيس سليمان ان تنجز اللجنة عملها سريعا من اجل ان تمضي الحكومة الى مجلس النواب لتنال ثقته موضحا انه لا يريد ان يؤخذ عليه انه كان وراء تأخير انجاز اللجنة الوزارية عملها. أما موقف الوزير فنيش الذي يعبّر عن موقف "حزب الله"، فقد تمثل في الدعوة الى ابقاء موضوع المقاومة في متن البيان الوزاري الجديد أسوة ببيانات الحكومات السابقة التي حفظت للمقاومة حقها في مواجهة اسرائيل. وتميّز تبادل الآراء بالايجابية.
ولفت زوار الرئيس سليمان الى ان واقع الجيش اللبناني صار حقيقة ثابتة في معادلة الدفاع عن لبنان بعد التضحيات التي قدمها وآخرها المواجهة الباسلة بينه وبين القوات الاسرائيلية في العديسة على الحدود الجنوبية. كما ان الجيش قدم اكثر من 50 شهيدا في العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، فضلا عن التضحيات التي يبذلها على الحدود الشمالية والشرقية وقت يسعى الرئيس سليمان الى تسليح الجيش بمعدات متطورة من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية، وستنفق على معدات من فرنسا. وكل ذلك يؤكد ان حماية لبنان هي مسؤولية الجيش أولا وهذا ما يتطلع اليه المجتمع الدولي في المؤتمرات المقبلة.
ويشار في هذا المجال الى ان الجانب اللبناني تبلغ في الساعات الاخيرة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيحضر مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس في الخامس من آذار، اسوة بوزراء خارجية الدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن. أما الامين العام للامم المتحدة فسيمثله نائبه يان الياسون لارتباطه بالتزام آخر.
"المقاومة"
وتحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري امس عن حصول توافق على مخرج لذكر "اعلان بعبدا " وتنفيذ مقررات الحوار في البيان الوزاري "ولم يبق سوى موضوع المقاومة الا اذا أراد البعض العودة الى بدايات المناقشات". وإذ كرر انه مع اعلان بعبدا "على رأس السطح"، رد على رفض ايراد المقاومة في البيان قائلاً: "ان حروف هذه الكلمة الذهبية ستكتب مقاومة من دون زيادة او نقصان ومن يستطع التخلي عنها فليواجهني".
وقالت اوساط في قوى 8 آذار لـ"النهار" ان زيارة الوزير فنيش لقصر بعبدا امس كانت من اجل توضيح موقف هذه القوى المتصل بـ"اعلان بعبدا" والمقاومة وصلتهما بالبيان، علما ان الرئيس سليمان بدأ حوارا على هذا الصعيد قبل ذلك مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والوزير علي حسن خليل المستشار السياسي للرئيس بري. ولفتت الى ان ثوابت الحوار الوطني اشمل من "اعلان بعبدا"، كما ان مطلب ادراج حق المقاومة في البيان لا تنازل عنه. ورأت ان الجو الوفاقي الذي رافق تشكيل الحكومة سيستمر في اعداد البيان الوزاري الذي من المتوقع ان ينجز مساء اليوم من خلال صيغة نهائية ترضي جميع الاطراف ولا تستفز أي طرف.
لكن المعلومات المتوافرة لدى "النهار" ليلا افادت ان المساعي التي بذلها الوزير وائل ابو فاعور من اجل تحضير صيغة متفق عليها من جملة اقتراحات وتتعلق بالمقاومة كي تطرح على طاولة اللجنة الوزارية مساء اليوم لم تنته الى نتيجة ملموسة حتى ساعة متقدمة من الليل. وفي الوقت عينه لم يتبن فريق 14 آذار في اللجنة الصيغة التي تتحدث مواربة عن اعلان بعبدا في مشروع البيان.
عريضة
الى ذلك، طالبت العريضة التي سلمها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة امس الى ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي والتي وقعها 69 نائبا والموجهة الى بان كي - مون بضم كل جرائم الاغتيال التي استهدفت قادة ثورة الارز منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة وصولا الى جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح الى اعمال وصلاحيات المحكمة الخاصة بلبنان. وبين الموقعين رؤساء الحكومة الحالي تمام سلام والسابقون نجيب ميقاتي وسعد الحريري والسنيورة. كما وقّعها، الى نواب كتلة "المستقبل"، نواب "جبهة النضال الوطني" برئاسة النائب وليد جنبلاط والكتائب و"القوات اللبنانية" ونواب مستقلون.
ويقول مواكبون لاعداد العريضة ان الاكثرية التي فرضت انشاء المحكمة عام 2009 عادت اليوم من اجل توسيع صلاحياتها. وقد كان الرئيس سليمان في جو العريضة التي من المحتمل ان تأخذ طريقها الى مجلس الوزراء من خلال وزير العدل أشرف ريفي للمطالبة بموقف مماثل من الحكومة يرفع الى الامين العام للامم المتحدة.
الاخبار
8 آذار: إذا شُطبت المقاومة فـ«عمرها ما تاخذ الثقة»
بالرغم من تأكيد فريقي 8 و14 آذار أن الأجواء الإيجابية تسود مناقشات مسودة البيان الوزاري، استمر التباين حول بند المقاومة، في انتظار إيجاد مخرج لغوي مقبول من الجميع أو تبقى الحكومة بلا ثقة.
تعود لجنة صياغة البيان الوزاري إلى الاجتماع اليوم لمتابعة مناقشة مسودة البيان الوزاري، وسط مواقف باعدت بين معسكري 8 و14 آذار لجهة بندي المقاومة وإعلان بعبدا، ولا سيما بعد تأكيد كتلة المستقبل أمس تمسكها بالإعلان.
لذا، من غير المؤكد أن يكون الاجتماع السابع للجنة نهائياً، رغم أن وزير المال علي حسن خليل كان أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن ثمة ميلاً إلى إنهاء مسودة البيان اليوم، إلا أن الموقف الذي صدر عن كتلة المستقبل بالمطالبة بإعلان بعبدا قد يفتح الباب مجدداً أمام الجدل في هذا البند، علماً بأنه كان تم الاتفاق حوله نهائياً أول من أمس.
وبحسب زوار بري أمس، فإن اجتماع اليوم سيتركز على بند المقاومة، وأن حركة أمل وحزب الله مصران على تضمين البيان كلمة المقاومة، خصوصاً أن هذا الفريق لاقى قوى 14 آذار التي ترفض إدراج القاعدة الثلاثية في البيان ووافق الفريق الشيعي على استبدالها بتأكيد المقاومة وفق اقتراح الرئيس بري الذي حمله الوزير خليل حول حق المقاومة في تحرير كل الأراضي اللبنانية. وبحسب الزوار، فإنه لا تراجع عن اعتماد كلمة المقاومة في البيان، وهذا موقف نهائي.
وأشار الزوار إلى أن رئيس المجلس لا يؤيد إدراج عبارة «في كنف الدولة» ضمن بند المقاومة، بل في أي مكان آخر في البيان، وذلك لسببين أساسيين على الأقل. أوّلهما، احتفاظ لبنان بمصادر قوته في المقاومة. وثانيهما، أنه ليس من مصلحة الدولة اعتماد هذا الترابط، وبالتالي تحميل لبنان مسؤولية أيّ ردّ فعل على اعتداء إسرائيلي.
بدورها، أكدت مصادر سياسية بارزة في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» أن لا تراجع عن الصيغة المقترحة من قبل وزراء القوى المذكورة في اللجنة، بشأن بند المقاومة، والذي ينص على الآتي: «انطلاقاً من مسؤولية الدولة في الحفاظ على السيادة والتراب اللبنانيين، تؤكد الحكومة حق اللبنانيين في مقاومة أي اعتداء وتحرير الأراضي المحتلة بكافة الإمكانات المشروعة والمتاحة». وقالت المصادر إن تعديل هذه الفقرة وارد، على ألا يتعدى إضافة «تؤكد الحكومة واجب لبنان وحق اللبنانيين في مقاومة...».
وأكدت المصادر أن ما جرى الاتفاق عليه في الجلسة الاخيرة ليس «صيغة معدلة تنص على اتفاق بعبدا، بل تبنٍّ لكل ما جرى التوافق عليه في جلسات الحوار الوطني». ولفتت إلى أن «أي ذكر لإعلان بعبدا يعني العودة إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة». وقالت المصادر إن الأجواء إيجابية وليست سلبية، لكن إذا استمر فريق 14 آذار في التمسك بشطب بند المقاومة برمته من البيان «فساعتها عمرها ما تاخذ الحكومة الثقة». لكن رداً على سؤال، أكدت المصادر أن النقاش سيستمر، ولا وجود لأي مؤشرات تدل على صعوبة التوصل إلى تفاهم بشأن البيان الوزاري.
بدورها، توقعت مصادر في 14 آذار التوصل إلى اتفاق على صيغة نهائية للبيان الوزاري قريباً. واستطراداً، فإنه في حال لم ينجز البيان اليوم، فمن المستبعد انعقاد جلسة الثقة النيابية قبل النصف الأول من الأسبوع المقبل، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيذهب إلى مؤتمر باريس الدولي المخصص لدعم لبنان في 5 و6 آذار المقبل قبل أن تكون الحكومة الجديدة قد نالت الثقة، فيما يفضّل سليمان أن يذهب إلى المؤتمر مزوّداً بالثقة بالحكومة.
وكانت كتلة المستقبل جددت، بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، مطالبتها ببيان وزاري يستند الى «إعلان بعبدا» ووثيقة بكركي، «وأن تؤكد الحكومة تمسكها بسياسة النأي بالنفس والحفاظ على الاستقلال ومبدأ سيادة الدولة على كامل أراضيها وحقها وواجبها في مواجهة الاعتداءات والخروق التي يتعرّض لها لبنان من العدو الاسرائيلي أو من أي جهة كان».
ومساءً التقى رئيس الكتلة النائب فؤاد السنيورة وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي يعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف حول البيان الوزاري. وفي الموازاة، انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «كلاماً ورد في الاعلام يقول إنه يجري العمل للتوصل إلى صيغة مرضية تحفظ لكل الأطراف مواقفها»، وقال: «إذا كان العمل يهدف الى التوصل إلى مثل هذه الصيغة فعلى الدنيا السلام».
وكان سليمان عرض مع وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش ومن ثم مع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دوفريج أجواء مناقشات لجنة صياغة البيان الوزاري وأهمية السرعة في إنجازه ونيل ثقة المجلس النيابي على أساسه.
وأكد فنيش لـ«المركزية» رفض وضع شروط وقيود معينة على المقاومة. وعن إمكان إيجاد صيغة معينة لبند المقاومة، قال فنيش: «كلّ ما يتعلق بالصيغ والمواقف في شأن البيان الوزاري نناقشه على طاولة مجلس الوزراء»، آملاً أن يكون اجتماع اللجنة اليوم نهائياً. من ناحيته، أكد وزير الاتصالات بطرس حرب أنه «ضد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ومع إدراج إعلان بعبدا في البيان الوزاري، ولكننا يجب أن نتوافق على صيغة لا تحرج أحداً». ولفت في حديث إلى برنامج كلام الناس على محطة «أل بي سي» إلى أنه «يجب ألا يظهر من خلال بياننا الوزاري أي شيء يبرر ما تفعله إسرائيل بلبنان».
شكوى ضد إسرائيل
على صعيد آخر، طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لشنّها الاثنين الماضي غارة على منطقة جنتا البقاعية، مع حفظ حق لبنان بدعوة المجلس إلى الانعقاد.
إلى ذلك، وصل بيروت أمس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني النائب علاء الدين بروجردي مع وفد، آتياً من دمشق. والتقى بروجردي الرئيس سليمان في قصر بعبدا في حضور السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي، وجرى عرض للعلاقات اللبنانية الإيرانية. ويلتقي الوفد الإيراني اليوم عدداً من المسؤولين.
من جهة أخرى، وبعد التكريم الذي أقامته الأمانة العامة لفريق الرابع عشر من آذار للنائبة بهية الحريري وتسليمها التقرير السنوي للأمانة، يعقد أعضاؤها اجتماعاً في معراب لتقديم التقرير إلى جعجع. وسيناقش المجتمعون التقرير إضافة إلى التطورات الأخيرة التي حصلت بين قوى هذا الفريق في الفترة السابقة، وقضايا متصلة بالوضع الداخلي.
المستقبل
سليمان المتمسّك بـ «إعلان بعبدا» لن يكون حجر عثرة أمام الإجماع .. وجعجع لا يستبشر خيراً بالبيان الوزاري
«المستقبل» تطالب الجيش بتوضيح ملابسات الغارتين الإسرائيليتين
تعود لجنة صياغة البيان الوزاري اليوم إلى الاجتماع اليوم برئاسة الرئيس تمام سلام، على أمل أن يخرج أعضاؤها بالبيان العتيد الذي شدّدت كتلة «المستقبل» على ضرورة أن يتضمّن «إعلان بعبدا» إضافة إلى بيان بكركي، في وقت نقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عنه أن هذا البيان «سيبقى ركيزة أساسية مهما تغيّرت الحكومات ومهما طالت أو قصرت مدة ولاياتها».
وعلى وقع الاجتماع الوزاري المرتقب، بقيت الاهتمامات منصبّة حول معرفة حقيقة ما جرى في البقاع ليل الاثنين الماضي بعد اعتراف «حزب الله» بالغارتين اللتين شنّتهما إسرائيل على أحد مواقعه على الحدود اللبنانية ـ السورية، وتقدّم لبنان بشكوى إلى الأمم المتحدة، حيث طالبت كتلة «المستقبل» الجيش اللبناني والأجهزة المختصة بمعلومات واضحة حول «طبيعة ومكان العدوان، بما يمكّن الدولة اللبنانية من اتخاذ الموقف والخطوات اللازمة«، في حين أن الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أكّدت أن «المؤتمن الشرعي والوحيد على أمن الحدود اللبنانية هو الجيش اللبناني وليس حزب الله، لذلك نطالب مديرية التوجيه في الجيش إصدار بيان واضح وصريح حول ملابسات الاعتداء الإسرائيلي»، فيما اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية هو جواب إيران ولذلك تأخر 48 ساعة».
من ناحية أخرى، طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، تقديم شكوى ضد إسرائيل لشنّها غارتين على منطقة جنتا شرق لبنان، محتفظاً بحق لبنان في دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد عندما يرى ذلك مناسباً.
«المستقبل»
أكّدت كتلة «المستقبل» أن «مواجهة الموجة الارهابية التي تطال اللبنانيين، تتم عبر خطة وطنية تستند الى انسحاب «حزب الله» من سوريا، وضبط الحدود، وإقفال الممرات الحدودية غير الشرعية بالاتجاهين، ونشر الجيش اللبناني، معززا بقوات الطورائ استنادا الى القرار 1701»، لافتة الى «ضرورة توحيد جهود كل الاجهزة الامنية لمواجهة الإرهاب في الداخل اللبناني».
وبعد اجتماعها الدوري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، لفتت الكتلة إلى «أهمية ان تنجح الحكومة الجديدة في انجاز البيان الوزاري، وذلك استنادا الى نقاط الاجماع الوطنية، واهمها اعلان بعبدا وكذلك وثيقة بكركي، وأن تؤكد الحكومة على تمسّكها بسياسة النأي بالنفس، والحفاظ على الاستقلال، ومبدأ سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحقها وواجبها في مواجهة الاعتداءات والخروق، التي يتعرض لها لبنان من العدو الاسرائيلي، أو من أي جهة كانت».
سليمان
وفي السياق ذاته، نقل زوّار رئيس الجمهورية تشديده على أن «إعلان بعبدا هو إحدى أهم الوثائق اللبنانية التي تمّ تبنّيها من الهيئات والمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وبالتالي سيبقى هذا الإعلان ركيزة أساسية مهما تغيّرت الحكومات ومهما طالت أو قصرت مدة ولاياتها».
ولفت الزوار لـ «المستقبل» إلى أن الرئيس «ينتظر ما سيرشح عن اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري اليوم» مشدّداً على أنه «لن يقف حجر عثرة أمام أي إجماع».
وكان سليمان أكّد في حديث لمجلة «النشرة» التي تصدر عن نقابة المحامين، انّ «المعترضين اليوم على إعلان بعبدا سيطالبون به في وقت لاحق«، مؤكّداً أن جلسة الحوار التي تم الاتفاق فيها على الإعلان «مسجّلة بالكامل بالصوت وتتضمن تصريحات كلّ من شارك فيها، وكلّ من اقترح التصحيح اللازم ومقتضيات هذا التصحيح، حيث انّ البعض صححّ كلمة لغوية والبعض الآخر صححّ كلمة سياسية، واخذ الاعلان طريقه إلى الاقرار حيث قرأ الرئيس نبيه بري المقررات والتعديلات».
سلام
في غضون ذلك، نقل زوار الرئيس سلام أن البيان الوزاري «سيكون مقتضباً وأبرز مواضيعه أربعة هي: الأمن ومواجهة الارهاب ومعالجة موضوع النازحين السوريين والوضع الاقتصادي واستخراج الطاقة».
جعجع
من جهته، اعتبر جعجع أن «إعلان بعبدا» الذي «ينص على مجموعة مبادئ عامة «لا يُمكن لأي اثنين أن يختلفا حولها، إذ أنها تتعلق بوجود الدولة وسلطتها وحياد لبنان إيجابياً عن صراعات المنطقة وتحديداً الصراع السوريالسوري، حتى أن مذكرة بكركي الوطنية أفردت لمسألة الحياد أكثر من صفحة».
وكشف أن «هناك صعوبة لضم إعلان بعبدا إلى البيان الوزاري إذ يبدو أنهم اتفقوا على صيغة، بما معناه محاولة الالتزام وتنفيذ مقررات كل جلسات الحوار الوطني، كمن يُغطي السماوات بالقباوات، مع العلم أننا نعي انه لم يُنفذ أي قرار من تلك القرارات التي اتُفق عليها في جلسات الحوار«، مؤكّداً أنه «لا يوجد أي نية لدى بعض الفرقاء بتنفيذ إعلان بعبدا أو التقيد به، ولا نية للانسحاب من سوريا، ما يعني أن الوضعين الأمني والاقتصادي سيبقيان كما هما، وبالتالي سيستمر المواطن اللبناني يدور في الدوامة نفسها».
أضاف «أي بحث للخروج من المأزق الحالي يقتضي تغيير شيء ما في هذا الواقع، وهذا ما ننتظره من أي حكومة، وفي حال أرادت اخراج البلد من هذا الواقع عليها اعتماد سياسات أخرى يجري لحظها في البيان الوزاري، وما سمعناه حتى الآن عن هذا البيان لا يبشر بأي خير».
صادر
إلى ذلك، وضعت قضية خطف المهندس جوزيف صادر على سكة المعالجة القانونية لأول مرّة بعد مرور خمس سنوات على خطفه واختفائه على طريق المطار، إذ وجهّت النيابة العامة التمييزية أمس كتاباً إلى المجلس النيابي بواسطة وزير العدل اللواء أشرف ريفي، تطلب فيه إيداعها محضر جلسة حقوق الانسان النيابية التي انعقدت في العام 2011، وقدّمت فيها الأجهزة الأمنية وعائلة صادر ما لديها من معلومات عن كيفية اختطافه والوجهة التي سلكها الخاطفون.
وقد أحال وزير العدل الكتاب إلى رئاسة مجلس النواب لاتخاذ الإجراء وإيداع القضاء هذا المحضر، ليكون منطلقاً للتحقيق القضائي. واعتبرت مصادر معنية لـ «المستقبل» أن هذا الاجراء يشكّل أول «خطوة قانونية تفضي إلى فتح تحقيق فعلي يستند إلى معطيات مهمة، يمكن أن تشكّل رأس الخيط الذي يقود إلى معرفة مصير مواطن يلف الغموض مصيره منذ خمس سنوات».
اللواء
إقرار «حزب الله» بـ«مرجعية الدولة» ينجز البيان اليوم ... 14 آذار تعلّق الموافقة على «بند بعبدا» لإنجاز بند المقاومة واستنفار متبادل عند الحدود الجنوبية
تعود لجنة البيان الوزاري للاجتماع عند الرابعة من عصر اليوم، في جلسة هي السابعة، بعد استراحة 24 ساعة اقتضتها الحاجة لاجراء مشاورات محددة تحركت في ثلاثة اتجاهات:
1- خط بعبدا، حيث اجتمع الرئيس ميشال سليمان مع ممثل «حزب الله» في لجنة الصياغة الوزير محمد فنيش وبحث معه في نقطتين: الاولى تتعلق بضرورة توصل لجنة البيان الى صيغة تقر من قبل الجميع، لانه لا يجوز ان تبقى الحكومة من دون ثقة، والثانية تناولت الصيغة المتعلقة بالمقاومة و«باعلان بعبدا».
وقال الوزير فنيش بعد اللقاء ان صيغاً عدة حصل نقاش حولها، رافضاً الكشف عما اذا كان وافق على اضافة عبارة «مرجعية الدولة» الى بند المقاومة، معرباً عن امله في ان يكون اجتماع اليوم للجنة الاخير.
اما زوار الرئيس سليمان فجددوا ما نقل عنه من ان ما يهمه حكومة تحوز على ثقة المجلس وتمكن من تسيير شؤون البلاد والعباد، وهو بالتالي لن يكون حجر عثرة امام اعلان بعبدا.
وفي السياق، كشف الرئيس سليمان ان «اعلان بعبدا» تم التوصل اليه بعد اربع ساعات ونصف من المناقشات، وقرأه الرئيس نبيه بري، منتقداً ما يقال عن ان هذا الاعلان لم يناقش بل كان مجرد ورقة وزعت على الحاضرين، متوقعاً ان يطالب به المعترضون في وقت لاحق.
اما بالنسبة للمقاومة فإن الاستراتيجية الدفاعية، بحسب الرئيس سليمان، طرحت لمعالجة موضوع السلاح، وترتكز على تسلم الجيش كل المهام عندما تصبح لديه القدرة الكافية للدفاع عن لبنان، وفي الفترة الفاصلة يصار الى الافادة بسلاح المقاومة بآلية منظمة في ظل قرار السلطة السياسية.
2- خط كليمنصو- بلس، حيث زار وزير الصحة وائل ابو فاعور رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، ومع ان اوساط بلس لا تجزم بان النقاش مع ابو فاعور تطرق الى مسائل سياسية بل الى مشاريع صحية، وبالتالي لم يتناول الفقرة المتبقية، حول المقاومة، بعد التفاهم على صيغة «اعلان بعبدا»، التي تربط اوساط 14 آذار تكريس السير بها بخطوة مماثلة من «حزب الله» تقضي باقراره بربط حق لبنان واللبنانيين بالمقاومة بمرجعية الدولة اللبنانية، كخطوة اولى على طريق الاستراتيجية الدفاعية، فإن اوساط مطلعة تعتبر ان الزيارة تندرج في اطار التفاهم على صيغة المقاومة، في ضوء بيان كتلة «المستقبل» الذي اعتبر ان «اعلان بعبدا ووثيقة بكركي والتمسك بسياسة النأي بالنفس ازاء الازمة السورية نقاط اجماع وطني لا يجوز التفريط بها في البيان»، فضلاً عن تأكيدها على ان «الجيش اللبناني وكل الاجهزة الامنية والعسكرية هم حماة الوطن ويتمتعون بدعم الشعب لحماية لبنان ومصالح مواطنيه»، معتبرة ان «مواجهة الارهاب تكون بثلاث خطوات متلازمة: انسحاب حزب الله من سوريا، وضبط كامل الحدود اللبنانية واقفال الممرات الحدودية غير الشرعية، ونشر الجيش معززاً بقوات الطوارئ استناداً للقرار 1701، وتوحيد خطط وجهود كل الاجهزة الامنية اللبنانية لمواجهة الارهاب في الداخل».
وقالت مصادر قريبة من الحزب التقدمي الاشتراكي ان الوزير ابو فاعور ركز في اللقاء مع الرئيس السنيورة على التمسك بالصيغة التي تم التوصل اليها فيما يتعلق باعلان بعبدا، وعرض معه صيغة تتعلق بالمقاومة لم تشأ المصادر الافصاح عنها، لكنها تحاول (اي الصيغة) ان توفق بين طرح الرئيس نبيه بري، كما قدمه الوزير علي حسن خليل وطرح فريق 14 آذار الذي عبرت عنه مداخلات وزراء هذا الفريق في لجنة الصياغة ويتعلق بربط فقرة المقاومة بمرجعية الدولة.
3- خط عين التينة - بكفيا، حيث زار منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل الرئيس بري وابلغه ان الكتائب مع انجاز البيان، ويجب الاعتراف ان المقاومة لم تعد نقطة اجماع وطني.
الجلسة السادسة ... فماذا دار في الجلسة السادسة؟
مصدر وزاري لخص لـ«اللواء» ما تم التوصل اليه في هذه الجلسة فقال: ان العقدة الباقية هي موضوع مرجعية الدولة، فاذا حلت اصبح بالامكان اقرار البيان الوزاري في الجلسة السابعة اليوم.
واضاف المصدر ان عقدة اعلان بعبدا مرتبطة بالاتفاق على حل هذه العقدة، وكشف انه ازاء تعثر قبول «حزب الله» باضافة عبارة «تحت امرة الدولة»، فإن قوى 14 آذار تصر على ادراج «اعلان بعبدا».
وقال ان فريق 14 آذار اقترح ان ترفع الصيغة المتعلقة باعلان بعبدا بعد اضافة هذه الكلمة في البيان الى مجلس الوزراء للتصويت عليه، لكن حزب الله ممثلاً بالوزير فنيش رفض هذا الاقتراح، مطالباً باتفاق مسبق على صيغة البيان قبل مجلس الوزراء ومتمسكاً بالنص الذي قدمه الوزير خليل فيما يتعلق بالمقاومة.
تجدر الاشارة الى ان نص الوزير خليل، كما سبق واشارت اليه «اللواء» وفيه: «حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي»، من دون عبارة مرجعية الدولة.
اما الصيغة التي تم الاتفاق عليها بشأن «اعلان بعبدا» في جلسة الاربعاء فتنص: «ان هذه الحكومة بطبيعتها الجامعة، وادائها تؤكد على مبدأ الحوار، وتدعو الى استئنافه، والتمسك بالسلم الاهلي والابتعاد عن التحريض المذهبي بما يحقق الوحدة الوطنية، وتعمل على متابعة وتنفيذ مقررات الحوار الوطني التي اقرت في مجلس النواب وقصر بعبدا».
ووفق المعلومات، فإن اعضاء اللجنة السبعة وافقوا على صيغة الوزير الجنبلاطي ابو فاعور.
ولدى الانتقال إلى بند المقاومة، طرح ممثل حزب الله، معادلة الثلاثية من زاوية أهمية المقاومة بعد الاعتداءات الاسرائيلية على «جنتا» البقاعية، متسائلاً: هل يُعقل أن تكون المقاومة مادة خلافية ما دام الاسرائيلي عدو؟، وأعاد الوزير خليل طرح صيغته مجدداً للنقاش للخروج بإجماع حول بند المقاومة، فقال الوزير بطرس حرب أنه يؤيد صيغة خليل التي تنص على حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال، واقترح أن يضاف إليها عبارة: «بإشراف ورعاية الدولة»، وأيد الوزير نهاد المشنوق اقتراح حرب لكن بإضافة عبارة: «تحت إرادة الدولة ومسؤوليتها»، واتسع النقاش إلى خلاف، فرفع الرئيس تمام سلام الجلسة، على أن يعود الأعضاء الى الاجتماع اليوم لبت هذا البند.
إلى ذلك، استبعدت مصادر في قوى 14 آذار أن تكون الجلسة التي ستعقدها اللجنة اليوم الجمعة الأخيرة، معربة عن اعتقادها بأن الأمور لا تزال تستدعي المزيد من الوقت، نافية أن يكون قد تم التوصل إلى صيغة نهائية، وسط تمسك كل فريق برأيه.
وبحسب هذه المصادر فإن الانطباع الذي تكوّن عن التوصل إلى اتفاق حول صيغة جديدة لإعلان بعبدا، لم يكن صحيحاً، لأن ممثل حزب الله ما زال رافضاً لهذا الإعلان، أو الالتزام بمقررات الحوار، وبالتالي فإن النقاش ما زال ضمن المربع الأول، من دون الوصول إلى تقدّم.
وقالت أنه في حال تم إنجاز البيان ورفعه إلى مجلس الوزراء لإقراره، فإن ما من مانع أن يخضع هذا البيان للتصويت إذا استدعت الحاجة إلى ذلك، مؤكدة أن هذا الأمر ينمّ عن أسلوب ديمقراطي، وأنه في إمكان الوزراء إبداء رأيهم أو تسجيل الاعتراض أو التحفظ أو إعلان التأييد.
العريضة النيابية
وعلى صعيد آخر، سلّم وفد من قوى 14 آذار، أمس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عريضة نيابية، تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن تشمل أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كل جرائم الاغتيال التي تعرض لها قادة لبنانيون، كان آخرهم الوزير السابق الشهيد محمد شطح.
واللافت أن العريضة التي سلّمت إلى بلامبلي في مكتب الرئيس السنيورة، وقّعها 69 نائباً أي أكثر من نصف عدد نواب البرلمان اللبناني، من بينهم أربعة رؤساء حكومات هم الرؤساء: تمام سلام، سعد الحريري، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، بالإضافة إلى نواب جبهة النضال الوطني (جنبلاط) ونواب كتلة «المستقبل» و«القوات اللبنانية» والكتائب ونواب مستقلين.
ما بعد الغارة
وخارج هذه الحركة اللبنانية، انشغلت الدوائر الديبلوماسية وقيادتا الجيش اللبناني و«اليونيفل» بإجراء ما يمكن من اتصالات لاحتواء الموقف عند الحدود الجنوبية، وإعادة التأكيد على احترام القرار 1701 بالتزامن مع تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل بسبب الغارة على «جنتا».
ومن الجهة الاسرائيلية، قالت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن قوات الاحتلال وضعت في حالة استنفار بعد أن هدد حزب الله بالرد على استهداف موقع له في جنتا.
وتحركت مركبات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود، فيما أمر المزارعون بالابتعاد عن الحدود.
وتأتي هذه التطورات، في وقت وصل فيه رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إلى بيروت لإجراء محادثات لنقل تصور بلاده لكيفية معالجة الأزمات القائمة في المنطقة، وهو زار أمس الرئيس سليمان في بعبدا، على أن يواصل محادثاته اليوم مع الرئيس بري وربما أيضاً مع الرئيس سلام.
ووفقاً لمصادر اسرائيلية، فإن تل أبيب تخشى أن يكون حزب الله حصل على منظومة P-800 الدفاعية التي باعتها روسيا قبل فترة إلى سوريا، ونسب إلى ضباط في البحرية الاسرائيلية أن حزب الله نشر صواريخ «ياخونت» التي يبلغ مداها 300 كيلومتر ويمكنها ضرب الساحل الاسرائيلي من حيفا إلى إيلات.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها