سمّى الفرنسيون تربل بـ«الأرض الجميلة» نسبة إلى سهلها الزراعي ووفرة مياهها. لكن البلدة تعاني اليوم كسواها من البلدات البقاعية من الانحباس المطري، وشح المياه الذي يهدد الحياة الزراعية عصب اقتصاد المنطقة
يتباهى أهالي بلدة تربل أو «الأرض الجميلة»، وفق تسميتها الفرنسية، بأنهم ما زالوا يحافظون على جمالية بلدتهم التي تتوسط قضاء زحلة عند أسفل سلسلة جبال لبنان الشرقية.
سامر الحسيني / جريدة السفير
سمّى الفرنسيون تربل بـ«الأرض الجميلة» نسبة إلى سهلها الزراعي ووفرة مياهها. لكن البلدة تعاني اليوم كسواها من البلدات البقاعية من الانحباس المطري، وشح المياه الذي يهدد الحياة الزراعية عصب اقتصاد المنطقة.
يعبّر أهالي تربل عن خوفهم المتعاظم في هذه الأيام من أمرين أولهما شح الأمطار، وثانيهما الانتشار العشوائي لمئات العائلات السورية النازحة التي تنتشر في مئات الخيم على امتداد سهل تربل، عدا الإهمال الإنمائي الرسمي الذي تشكو منه البلدة.
تمتد أراضي تربل بين السهل الزراعي والمنطقة الجبلية. ويتوزع نطاقها العقاري بين السهل الزراعي والمنطقة السكنية بمساحته 6000 دونم، والنطاق الجبلي الصخري الذي لا تقل مساحته عن 6000 دونم.
على مرّ السنوات الماضية حافظ أهالي تربل على سهلهم الزراعي، ولم يخسر هذا «السهل الجميل»، وفق غابي فرج، سوى بضع مئات من الدونمات بفعل التوسع العمراني. فالحيازات الزراعية ما زالت صامدة أمام الزحف العمراني، ولا سيما أنّ معيشة أهالي تربل ترتكز على عطاءات السهل. كل الإنتاجات الزراعية لها حقولها وبساتينها في تربل، وفق فرج، الذي يتحدث عن سهل زراعي لكل أنواع الحشائش والزراعات الشتوية من البطاطا إلى البصل والثوم، وصولاً إلى الحبوب، وفي مقدمها القمح الذي ينتظر الأمطار، وانتهاءً ببساتين الأشجار المثمرة.
يشير فرج إلى أنّ «خسارة سهل تربل لمساحات معينة عائدة إلى إنشاء مؤسسات للإنتاج الزراعي الصناعي، كمعامل إنتاج البطاطا المجلدة أو معامل تصنيع الأعلاف، ومزارع الدجاج».
ويلفت إلى أنّ «تربل كسواها من البلدات استقبلت مئات النازحين السوريين، ولكن تدفق النازحين يقابله غياب التنظيم المطلوب من جانب الدولة حتى لا يتحول هذا النزوح وانتشاره العشوائي إلى ظاهرة غير صحية ويتسبب لاحقاً بإشكالات».
تشتاق أرض تربل اليوم إلى مياهها المحبوسة بفعل العوامل المناخية. وإذ يسلم أهالي البلدة بقضاء الله وقدره، يسألون بحسرة عمن «يحبس» الإنماء عن هذه البلدة التي تطالب بتعبيد طريقها الرئيسية التي تعد معبراً لآلاف السيارات يومياً بين أقضية البقاع من راشــــيا إلى البقاع الأوسط وصولاً إلى قضاءي بعلبك والهـــرمل.
يشير الأهالي إلى أنّ مئات العرائض والكتب أرسلت إلى مختلف الإدارات الرسمية من أجل تعبيد الطريق الرئيسية المعروفة باسم طريق دير زنون التي تخترق النطاق العقاري لكل من زحلة وتربل وبر الياس ورياق حوش حالا، وقد صدر مؤخراً قرار بتلزيمها ولكن الأعمال الجارية، وإن كانت بمواصفات عالية إلا انها تتطلب زيادة في الورش الفنية للانتهاء من «هذه الجلجلة» وفق توصيف الأهالي، الذين يأملون من وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر أن يطلق عجلة الإنماء في البلدات البقاعية، ولا سيما تربل «التي تجمعها بزعيتر علاقة طيبة منذ العام 1996»، وفق فرج.