24-11-2024 08:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

حكومة القرم تطلب مساعدة روسيا.. والاخيرة لن تتجاهل هذا الطلب

حكومة القرم تطلب مساعدة روسيا.. والاخيرة لن تتجاهل هذا الطلب

دعا رئيس حكومة منطقة القرم الاوكرانية الذي عين مؤخرا اليوم السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المساعدة لاعادة "السلام والهدوء" الى شبه الجزيرة الواقعة على البحر الاسود

دعا رئيس حكومة منطقة القرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المساعدة لاعادة "السلام والهدوء" الى شبه الجزيرة الواقعة على البحر الاسود. 

وقال سيرغي اكسيونوف في خطاب نقلته وسائل الاعلام المحلية وبثه التلفزيون الروسي كاملا "نظرا لمسؤوليتي عن حياة وامن المواطنين، اطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على ضمان السلام والهدوء على ارض القرم".

وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء في جمهورية القرم اليوم أن الاستفتاء حول حكم ذاتي موسع سيجري في 30 اذار/مارس بعدما كان مقررا في 25 ايار/مايو.

وقد صوت برلمان شبه جزيرة القرم الموالية للروس في جنوب اوكرانيا، الخميس على تنظيم استفتاء في 25 ايار/مايو حول المزيد من الحكم الذاتي. وجرى التصويت في جلسة مغلقة لان البرلمان بات منذ صباح الخميس تحت سيطرة فريق كومندوس مسلح موال لروسيا.

والسؤال الوحيد في هذا الاستفتاء سيكون التالي "هل توافق على سيادة دولة القرم داخل اوكرانيا"، أي تعزيز الحكم الذاتي في القرم داخل اوكرانيا.

مجلس النواب الروسي يطلب حماية سكان القرم

إلى ذلك، طلب مجلس النواب الروسي (الدوما)، اليوم السبت، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حماية سكان منطقة القرم "بكل الوسائل" من "التعسف والعنف"، كما اعلن رئيس البرلمان سيرغي ناريشكين.

وقال ناريشكين ان "النواب يدعون الرئيس الى اتخاذ اجراءات لضمان استقرار الوضع وحماية السكان من التعسف والعنف بكل الوسائل"، وكان ناريشكين يتحدث عن شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية والواقعة جنوب اوكرانيا.

الرئيس الاوكراني يرفض الاعتراف برئيس الوزراء الجديد في القرم

هذا ورفض الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الاعتراف برئيس وزراء منطقة القرم الجديد الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف الذي أعلن توليه السلطة بعد استيلاء مسلحين موالين للكرملين على مبنى البرلمان في القرم.

وأصدر تورتشينوف تعليمات "لوزراء الحكومة الاوكرانية وغيرها من الاجهزة الحكومية بعدم اعتبار اكسيونوف ممثلا لمجلس الوزراء في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي"، بحسب بيان للرئاسة.

روسيا لن تتجاهل طلب المساعدة

وأكد الكرملين ان روسيا لن تتجاهل طلب المساعدة هذا. وقال مسؤول في الادارة الرئاسية الروسية لوكالة الانباء ريا نوفوستي ان "روسيا لن تتجاهل هذا الطلب"، بدون توضيحات اخرى.

أوكرانيا تتهم روسيا بإرسال آلاف الجنود إلى القرم

اجرى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، دعاه خلالها الى تهدئة الوضع في منطقة القرم الأوكرانية. وقال هيغ في رسالة على تويتر "تحدثت مع وزير الخارجية سيرغي لافروف لدعوته الى خفض التصعيد في القرم واحترام سيادة واستقلال اوكرانيا". ومع تصاعد حدة التوتر، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن هيغ سيزور كييف الأحد، رغم أنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي رسالة على موقع تويتر، قال هيغ "لقد تحدثت للتو مع الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف، وسأتوجه الى كييف الأحد لاجراء محادثات مع الحكومة الجديدة". وفي وقت سابق تحدث رئيس الوزراء البريطني ديفيد كاميرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأكيد على اهمية حماية وحدة الأراضي الأوكرانية. كما أعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما عن "قلقه العميق" من الأنباء حول تحركات القوات الروسية في اوكرانيا، محذراً من عواقب ذلك.

يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه اوكرانيا روسيا بارسال آلاف الجنود الاضافيين الى جمهورية القرم. فقال وزير الدفاع ايغور تينيوخ في اول جلسة للحكومة الاوكرانية ان القوات الروسية ارسلت 30 ناقلة جند مدرعة و6000 جندي اضافي الى القرم في محاولة لمساعدة المسلحين المحليين الموالين للكرملين على الحصول على مزيد من الاستقلال عن قادة اوكرانيا الجدد الموالين للاتحاد الاوروبي. واتهم الوزير روسيا بانها بدأت في ارسال هذه التعزيزات الجمعة "دون تحذير او تصريح من اوكرانيا".

وجاءت تصريحات الوزير فيما تجول عشرات المسلحين الموالين لروسيا وهم في كامل عتادهم العسكري امام مقر السلطة في مدينة سيمفيروبول عاصمة القرم، بعد يوم من سيطرة مسلحين آخرين على المطارات والمباني الحكومية في المنطقة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان عشرات المسلحين اتخذوا مواقع في محيط برلمان القرم في سيمفروبول.

الولايات المتحدة تدعو روسيا لسحب قواتها من القرم

وكانت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة "سامنتا باور" أعلنت ان بلادها طلبت ان يتم فورا ارسال "بعثة دولية للتوسط" في قضية شبه جزيرة القرم داعية روسيا الى سحب قواتها منها. كلام باور جاء في ختام اجتماع لمجلس الامن حول اوكرانيا. 

وتتمتع منطقة القرم بوضع جمهورية ذات حكم ذاتي داخل اوكرانيا. ومنذ يومين، تمركزت فرق كومندوس تضم جنودا مجهولي الهوية حول المؤسسات المحلية ومطاري سيمفيروبول وسيباستوبول.

وجمهورية القرم التي تقطنها غالبية من الناطقين بالروسية، هي المنطقة الاوكرانية التي تعارض بشدة السلطات الجديدة التي تولت الحكم في كييف. وانتمت في بادىء الامر، داخل الاتحاد السوفياتي، الى روسيا قبل ان تنضم الى اوكرانيا في 1954، ولا تزال مقرا للاسطول الروسي في البحر الاسود في اطار اتفاق بين البلدين.

والموعد الذي اختير اساسا للاستفتاء، 25 أيار/مايو، هو ايضا الموعد نفسه الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية المبكرة في اوكرانيا بعد اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

فرنسا والمانيا قلقتان.. وبولندا تدعو إلى وقف "كل تحرك استفزازي"

كما أعربت كل من فرنسا والمانيا اليوم عن قلقهما من الوضع في منطقة القرم، حيث تحدثت معلومات عن تحركات للقوات الروسية واكدتا على حماية "وحدة وسلامة اراضي" اوكرانيا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان ماري آيرولت إن "وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا يجب أن تحترم، مضيفاً على هامش مؤتمر للحزب الاشتراكي الأوروبي في روما "هذا يتطلب من الجميع حساً كبيراً بالمسؤوليات، والأمر يطبق اولاً على القوى السياسية الأوكرانية بحد ذاتها وكل شركاء اوكرانيا".

وتابع آيرولت "الأوكرانيون يريدون الديموقراطية ويمكننا فهمهم، إنهم يتوجهون الى اوروبا والديموقراطيات الأوروبية، على الأوكرانيين بناء مستقبلهم". من جهته، صرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس "ندعو كل الأطراف الى الامتناع عن القيام بتحركات يمكن أن تؤجج التوتر وتمس بوحدة وسلامة اراضي اوكرانيا".

وفي برلين، عبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في خطاب اليوم عن قلقها من الوضع في القرم، مشددةً على ضرورة "حماية وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا". وأضافت ميركل "طبيعي أن ما ينبغي فعله هذه الأيام هو الحفاظ على الوحدة الترابية" لاوكرانيا، مشيرة الى أن "كثيرين يعملون بجهد في سبيل ذلك عبر اتصالات هاتفية عدة مع الرئيس الروسي والمسؤولين الأوكرانيين".

ومضى رئيس المفوضية الأوروبية مانويل جوزيه باروزو الحاضر في برلين في الاتجاه ذاته وقال "إن التحديات التي تواجهها منطقة القرم يجب أن يتمّ التعامل معها في اطار احترام وحدة اوكرانيا وسيادتها". وأضاف باروزو "آمل أن يطبق المجتمع الدولي مبادئه  ويضمن السلم الاقليمي والدولي". وفي بيان له اليوم، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن "تطورات الساعات الأخيرة في اوكرانيا خطرة وخصوصاً في القرم حيث تفاقمت خطورة الوضع".

ونبّه شتاينماير روسيا الى أن كل ما تفعله في القرم "يجب أن يتمّ بالتناغم التام مع سيادة اوكرانيا ووحدتها الترابية والمعاهدات الخاصة بالأسطول الروسي في البحر الأسود".

من جهتها، دعت وزارة الخارجية البولندية اليوم الى وقف "كل تحرك استفزازي" في القرم، فيما قرر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اختصار زيارته لايران بسبب الوضع الذي بات "دقيقاً". وقالت الوزارة في بيان رسمي نُشر على موقعها الالكتروني "ندعو الى وقف التحركات الإستفزازية لأي قوات مسلحة في شبه جزيرة القرم". وأكدت الخارجية البولندية أن "كل القرارات التي تتخذ الآن وخصوصاً تلك التي ترتدي طابعاً عسكرياً، قد يكون لها انعكاسات لا يمكن اصلاحها على النظام الدولي". ودعت بولندا مجدداً الدول الموقعة على مذكرة بودابست (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا) عام 1994 الى "احترام تعهداتها وتنفيذها" بشأن استقلال وسيادة ووحدة اراضي اوكرانيا.

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني بالوكالة الكسندر تورتشينوف، أكد الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي اليوم "الدعم البولندي لاوكرانيا والتضامن معها في مواجهة الضغط الروسي المتنامي في القرم". وأشاد الرئيس البولندي ب"ضبط النفس الذي تحلّت به السلطات الأوكرانية التي لم تنجر الى الاستفزاز"، بحسب ما نقلت الوكالة البولندية عن جارومير سوكولوفسكي المساعد القريب من كوموروفسكي.