27-11-2024 05:42 PM بتوقيت القدس المحتلة

علاقة "إسرائيل" بالمسلحين في سوريا.. من السر إلى العلن!!

علاقة

ارتفع مستوى العلاقة الحاصلة بين الجماعات المسلحة في سوريا والكيان الصهيوني الى مراتب عليا حتى أصبح في مراحل متقدمة، وظهر إلى العلن في الآونة الاخيرة بشكلٍ جلي.


جهاد مراد

ارتفع مستوى العلاقة الحاصلة بين الجماعات المسلحة في سوريا والكيان الصهيوني الى مراتب عليا وأصبح في مراحل متقدمة، وظهر إلى العلن في الآونة الاخيرة بشكلٍ جلي. تقاربٌ سبقه تسريبات حول زيارات حصلت بالسر أو العلن لبعض قيادات المعارضة في الخارج الى الكيان الصهيوني، إضافةً إلى تغطية بعض الصحافيين الاسرائيليين جبهات القتال ولقائهم مسلحي المعارضة بكافة أطيافها.

ولكن ما حصل مؤخراً له دلالة مهمة في توضيح مستوى هذه العلاقة، تحديداً زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لجرحى المسلحين من أجل "الإطمئنان" عليهم في مستشفيات الكيان المجهزة لإستقبالهم ومداواتهم.

زيارة على هذا المستوى، تُعد في الاعراف السياسية والدبلوماسية دليلاً واضحاً، وغير مبهم، أن العلاقة تخطت مرحلة التودد والتطمينات المتبادلة بين الجانبين، لترتقى الى مستوى التنسيق العملي على الارض، لا سيما بعد الحديث عن مساعدات ميدانية تقدمها القوات الاسرائيلية لهذه الجماعات في منطقة الحدود، وتسهيل العبور بالاتجاهين، رغم انه ليس بالأمر الهيّن عند الاسرائيلين، رغم التودد المتّبع من قبل ادارة الاحتلال في بعض الاحيان مع جيرانها في دول الطوق بهدف استمالتهم وتحسين صورتها عند شعوب الدول.

إلا أن هذا الفعل ليس بالمجان، فمن يَخبر منهاج هذا العدو يعرف انه لا يقدم شيئا دون مقابل، وأن هذه العقلية التي تخلت عن افراد جيش لحد الذي خدمها لسنوات، ومنعته من اللجوء داخل فلسطين المحتلة، وعرضت التجنيد على الأفراد الذين احتجزتهم في سفينة فك الحصار عن غزة "مرمرة"، يفهم جيداً كيف تفكر العقلية التي تدير الاجهزة الامنية والسياسية في "اسرائيل".

فلا أحد يدخل هذه الحدود إلا بهدف تقديم خدمة لـ"إسرائيل"، والخدمات تكون متبادلة، وبالفعل رأينا بشكل ميداني كيف أن الطلبات الاسرائيلية تُنفذ، إن من خلال تدمير أسلحة الدفاع الجوي السورية، وإتلاف مقدرات الدولة الاستراتيجية التي تقلق الصهاينة، وتُعتبر مكامن قوة للشعب السوري، كما أنها لا تؤثر لا من قريب ولا بعيد في المجريات الميدانية وموازين القوى بين الاطراف المتحاربة على الأرض السورية، إضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال التدريبات التي يتلقاها أفراد من الجماعات المسلحة على كيفية إدارة المعارك.

والإعتداء الجوي الإسرائيلي الأخير الذي إستهدف الحدود اللبنانية السورية، كان من ضمن أهدافه إشعار المسلحين بالمؤازرة النارية وأنهم ليسوا وحدهم في المعركة. وأغلب الظن أن هذا الإعتداء هو ترجمة عملاتية للتنسيق المطرد بين الطرفين، وهذا الأمر لا يبدو أنه يُحرج قادة المعارضة والقيمين عليها رغم ما تمثل هذه الشائنة من عدم مقبولية بل رفض في ضمير ووجدان الشعوب العربية  والاسلامية، رغم محاولة المعارضة في بداية تحركها الى إستمالة تعاطفها بهذه النقطة تحديداً عبر القول إن الرئيس السوري بشار الأسد باع الجولان، وأنه حارس لحدود الكيان وعدائه لـ"اسرائيل" هو مزيف .

هذه موبقة بل خطيئة أخرى تضاف الى سجل الموبقات التي ارتكبتها هذه "المعارضة" منذ ثلاث سنوات الى الآن والتي جاوزت بأشواطٍ كبيرة ما يذكرونه عن "أخطاء" النظام الذي حكم سوريا أكثر من ثلاثين عاماً..

  موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه