26-11-2024 04:50 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله في ذكرى رحيل والده في قم: كان يتطلّع إلى أمّة قويّة لا تخضع للمستكبرين

فضل الله في ذكرى رحيل والده في قم: كان يتطلّع إلى أمّة قويّة لا تخضع للمستكبرين

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ سملحة العلامة السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، كان يتطلّع إلى أمّة قويّة لا تخضع للمستكبرين، وأراد للأديان أن تتعايش فيما بينها، لتستطيع

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ سملحة العلامة السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، كان يتطلّع إلى أمّة قويّة لا تخضع للمستكبرين، وأراد للأديان أن تتعايش فيما بينها، لتستطيع الشّعوب المعتنقة لهذه الأديان أن تتعاون وتتحاور وتتلاقى، مشيراً إلى سعيه لتطوير البنية الحوزويّة، ورفضه للفقه الهندسي، لأنّه أراد للحوزة أن تخرّج علماء يكونون قادرين على مواجهة المعضلات الّتي يطرحها العصر..جاء هذا الكلام في قمّ، حيث أقام مكتب السيد فضل الله احتفالاً حاشداً في الذكرى السنويّة الأولى لرحيل سماحته في مسجد أهل البيت(ع)
وقد حضر الاحتفال كلّ من: ممثّل عن مجمع التّقريب بين المذاهب، وممثل عن مكتب السيّد علي الخامنئي، وممثّل عن المجمع العالمي لأهل البيت، إضافةً إلى ممثّلي بعض المراجع الكرام في قمّ المقدّسة...

بعد كلمة للسيّد الكشميري تحدّث فيها عن خسارة الأمّة بفقد المرجع فضل الله، ألقى العلامة السيّد علي فضل الله، كلمةً جاء فيها: ... كان سماحته في الفقه مجدّداً، وفي الفكر رائداً، وفي السياسة مرجعاً، وفي ساحات التحدّي حاضراً، وفي الشّعور والأدب عنواناً.. وكان رجل الحوار واللّقاء، وجسراً من جسور التّواصل بين الأفكار والأديان والمذاهب والقوميّات...


أضاف: ومع احتضانه لكلّ هذه العناوين، كان الرّجل الذي لا يساوم ولا يُهادن على حساب الإسلام، وعلى حساب الأصالة المنفتحة على التّجديد، ولذلك بقي قويّاً بحضوره، حاضراً أمام التحدّيات، على الرّغم من كلّ ما تعرّض له من محاولات تشويه، ومحاولات اغتيالٍ معنويّ وجسديّ وما إلى ذلك.. ولذلك، فإنّنا نفتقده، وفي هذه المراحل بالذّات، عالماً موسوعيّاً وحدويّاً ربط الإسلام بالواقع، وواءم بين العلم والدّين، وجعلهما شريكين لبناء الحياة.


وأشار إلى دور سماحة السيد فضل الله في تطوير البنية الحوزويّة، لأنّه أراد للحوزة أن تدخل العصر، وأن تعمل على تخريج علماء يكونون قادرين على مواجهة كلّ المعضلات التي يطرحها العصر... وكان يدعو إلى أن تقوم الحوزة بدورها في مواجهة التحدّيات التي تواجه الإسلام على مختلف الصّعد، كما دعا إلى الابتعاد عن المنهج التّجريديّ والفقه الهندسيّ في التّعامل مع النصّ.. مشدّداً على الابتعاد عن طريقة المعالجة الجامدة للدّلالات الحرفيّة للنّصّ.. ولطالما حثّ على تطوير المنهج الكلاميّ، لأنّه كان يرى أنّ هذا المنهج وإن قدّم إسهامات كبيرة في الدّفاع عن عقيدة الإسلام في مراحل سابقة، إلا أنّ المراحل اللاحقة باتت تقتضي تطوير آليّات اشتغال العقل المعاصر، تبعاً للأسئلة الكثيرة الّتي طرحتها الإشكاليّات المعاصرة.

ورأى أنّ السيّد فضل الله كان يتطلّع إلى أمّة قويّة لا تخضع للمنطق الاستكباريّ، وعلى هذا الأساس أكّد دعم المقاومة الإسلاميّة في كلّ مواقعها في لبنان وفلسطين، كما دعا إلى حماية الجمهورية الإسلامية وعدم إضعافها، ووقف إلى جانب الشّعوب وحركات التحرّر في مواجهة قوى الاستكبار العالميّ...


وشدّد سماحته على أنّ العلامة فضل الله أراد للأديان أن تتعايش فيما بينها، لتستطيع الشعوب المعتنقة لهذه الأديان أن تتعارف وتتحاور وتتلاقى، وكان يرى أنّ مشكلة العالم ليست في الأديان، وإنّما في المتاجرين بالدّين، المنغلقين على عصبيّاتهم الضيّقة ومصالحهم المختنقة..