أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن السلطات الأوكرانية الجديدة "تنوي استخدام ثمار نصرها للقيام بهجوم على حقوق الإنسان والحريات الرئيسية في البلاد"
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن السلطات الأوكرانية الجديدة "تنوي استخدام ثمار نصرها للقيام بهجوم على حقوق الإنسان والحريات الرئيسية في البلاد". وأوضح الوزير أن البرلمان الأوكراني اتخذ قرارا حول الحدّ من حقوق الأقليات اللغوية وأقال قضاة المحكمة الدستورية ويطالب برفع دعاوى جنائية ضدهم، مضيفاً أنه "تُسمع دعوات إلى الحدّ من استخدام اللغة الروسية وحتى فرض عقوبة على استخدامها وكذلك حظر الأحزاب السياسية غير المرغوب فيها وإجراء عملية تطهير".
المعارضة الأوكرانية شكلت "حكومة الفائزين" بدلاً من حكومة الوحدة الوطنية
وأعلن لافروف أن المعارضة الأوكرانية لم تنفذ شيئاً من الاتفاقية التي تمّ التوصل اليها في 21 شباط/فبراير، وقامت بتشكيل ما أسماه "حكومة الفائزين" بدلا من حكومة الوحدة الوطنية. وقال الوزير الروسي إن "بعض شركائنا الغربيين عبّروا عن معارضتهم للأعمال الشرعية للسلطات الشرعية وأيدوا الاحتجاجات على الحكومة وشجعوا المشاركين فيها الذين لجؤوا إلى استخدام القوة". وأشار لافروف الى أن "المحتجين في أوكرانيا قاموا بالاستيلاء على المباني الحكومية وإحراقها وبهجمات على الشرطة وسرقة مستودعات السلاح وتعذيب المسؤولين في المقاطعات الأوكرانية، وكذلك بالتدخل في أمور الكنيسة".
وتابع لافروف قائلاً إن "المتطرفين المسلحين الحاملين للشعارات المعادية للروس واليهود سيطروا على وسط كييف والكثير من المدن غرب أوكرانيا". وأشار الوزير الروسي إلى أن تحقيق تقدم حقيقي في نشاط المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان غير ممكن إلا على أساس التعاون المتساوي والحوار المحترم وتعزيز الثقة بين البلدان.
كما حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا اليوم على "تجنب القيام بأي تحركات يمكن أن تزيد من تدهور الوضع في اوكرانيا". وصرّح بان كي مون في مؤتمر صحافي سبق الاجتماع المقرر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ادعو روسيا الإتحادية الى الامتناع عن القيام بأي اعمال، يمكن أن تزيد من تصعيد الوضع".
تيموشنكو: روسيا أعلنت الحرب على اوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا
ويأتي كلام لافروف في وقت أعلنت فيه رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، في كلمة الى الأمة اليوم، أن روسيا "باحتلالها" القرم، "أعلنت الحرب لا على اوكرانيا فحسب بل كذلك على الولايات المتحدة وبريطانيا الضامنتين لسيادة البلاد". وأكدت تيموشنكو، في شريط فيديو نُشر على موقعها على الانترنت،"لا اعتقد أن روسيا ستخرق هذا الخط الأحمر، وإن فعلت فستخسر".
كما اعتبرت تيموشنكو أن "الاعتداء الروسي" كان ليكون مستحيلاً لو انضمت اوكرانيا الى الحلف الأطلسي سابقاً. كما اعتبرت المسؤولة أن شنّ "الاعتداء الروسي" اتى نتيجة الثورة الأوكرانية الجديدة التي اسقطت نظام يانوكوفيتش "الخاضع لروسيا"، بحسبها. وصرّحت تيموشنكو أن "روسيا لم ترد قبول هذه الثورة، والآن قررت الاستيلاء على اوكرانيا عبر تدخل مسلح".
تصرفات موسكو "سيكون لها ثمن".. و"عواقبها وخيمة"
إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا اليوم من "عواقب وثمن" التدخل في اوكرانيا، بعد أن سيطرت قوات موالية للكرملين على شبه جزيرة القرم الأوكرانية على البحر الأسود. وقال هيغ، في كييف بعد يومين من حصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضوء الأخضر من البرلمان لإرسال قوات الى اوكرانيا، "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين"، مشيراً إلى أن "هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيكون لها عواقب وثمن". ولم يكشف هيغ عن طبيعة العواقب، إلا أنه أكد أن بريطانيا تناقش الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية وليس العسكرية.
من جهته، صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اليوم أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" بعد تدخلها في شبه جزيرة القرم، قائلاً للصحافيين "نعرف أن شهية الجوارح تفتح عند الأكل ورهان العالم الحر الآن هو معارضة هذا المنطق".
وفي ختام اجتماع لمجلس الأمن القومي البولندي، قال الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي إن بلاده ستدعم فكرة فرض عقوبات اوروبية على روسيا. وقال كوموروفسكي "بينما يتعلق الأمر بمنع تصاعد (التوتر) في اوكرانيا، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على تبني موقف أكثر حزماً حول امكانية فرض عقوبات اقتصادية وسياسية"، مؤكداً أن بلاده "ستعرض موقفاً من هذا النوع في المجلس الأوروبي". واقترح الرئيس بدء مشاورات متواصلة بين اعضاء حلف شمال الأطلسي خصوصاً في مجالات التخطيط والاستخبارات، ورصد الوضع شرق حدود الحلف عن كثب. كما اقترح كوموروفسكي عقد دورة مقبلة للجنة المشتركة للحلف واوكرانيا في كييف.
ألمانيا: آن أوان الديبلوماسية
وفي السياق، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم أن الأزمة في اوكرانيا هي "الأكثر خطورة" بين الأزمات التي شهدتها اوروبا "منذ سقوط جدار برلين" عام 1989. وقال شتاينماير لدى وصوله الى اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، إنه "بعد مضي 25 عاماً على نهاية المواجهة بين الكتلتين، أصبح التهديد بتقسيم اوروبا حقيقياً من جديد".
واعتبر شتاينماير أنه آن "اوان الدبلوماسية" لحل الأزمة، مؤكداً أن "الدبلوماسية ليست مؤشر ضعف، لكنها أكثر ضرورة من أي وقت مضى لتفادي الغرق في هاوية تصعيد عسكري". ودعا شتاينماير روسيا مجدداً الى وقف "كل اعمالها العسكرية" في القرم، التي وصفها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق من وجهة نظرنا". وأضاف الوزير الالماني أن على الحكومة الأوكرانية أن تلتزم من جهتها ب"احترام حقوق الأقليات ولا سيما في الشرق"، حيث يقطن العديد من الناطقين بالروسية.