ويقول المدعي العام فرنسوا مولينز إن "المخاوف تتزايد حول ظهور المجتمع الجهادي إفتراضياً وقدرته على استقطاب جمهور شبابي واسع من خلال الدعاية، ودفع بعض الأشخاص "المنعزلين" للإنضمام الى مجموعات جهادية".
دانت محكمة فرنسية مواطناً يشتبه بتورطه في إدارة موقع إلكتروني ينشر فكر تنظيم "القاعدة"، بتهمة التحريض على الإرهاب. وفيما تتزايد ملاحقة المتوجّهين إلى "الجهاد" في سورية، دُعي المواطن رومان لوتيليه الملقّب بـ "أبو سياد النورماندي" (27 عاماً) الى المثول أمام المحكمة في باريس بتهمة "الدفاع والتحريض على الإرهاب"، وفق ما أفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وتشهد فرنسا للمرّة الاولى محاكمة من هذا النوع، إذ يُدان بالإرهاب "ناشط إلكتروني"، منذ أن بات القانون المتعلّق بالأمن ومكافحة الإرهاب نافذاً في كانون الثاني (ديسمبر) 2012.
وقبض على لوتيليه في 17 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي على يد عناصر من المديرية المركزية للإستخبارات الداخلية الفرنسية، التي لاحقت عمله "الديني" لأسابيع، واعترف لدى احتجازه عن إدارته موقع "أنصار الحقّ" الناطق باللغة الفرنسية، وموقع مجلّة "إنسباير" الإنكليزية المدافعة عن تنظيم "القاعدة". ودانت المحكمة دوره في الترجمة الفرنسية، ونشر العددين 10 و11 من المجلة.
وأوضح محامي لوتيليه أن "موكّله ليس جهادياً، بل يشرف على منتدى إلكتروني حواري، وهو نادم على الأخطاء التي ارتكبها"، واصفاً إياه "بأول فرنسي يُحتجز لمخالفة تنتشر في شكل واسع على الإنترنت".
يعد موقع "أنصار الحق" مرجعاً للحركات الإسلامية المتشددة، ويضمّ حوالى 4 آلاف مشترك منذ إطلاقه العام 2007. وحصلت النيابة العامة الفرنسية على أمر قضائي يفيد بـ "ضرورة مكافحة "الجهاد الإعلامي" الهادف إلى إقناع الناس بالإنضمام الى المجموعات الجهادية".
ويقول المدعي العام فرنسوا مولينز إن "المخاوف تتزايد حول ظهور المجتمع الجهادي إفتراضياً وقدرته على استقطاب جمهور شبابي واسع من خلال الدعاية، ودفع بعض الأشخاص "المنعزلين" للإنضمام الى مجموعات جهادية".
واعتنق "أبو سياد النورماندي" الاسلام في العشرين من عمره وزار مكة في العام 2011، وهو متزوّج من فرنسية ذات أصول مغربية. وعُيّن لوتيليه، الحائز شهادة في المحاسبة وبكالوريوس في العلوم وإدارة التكنولوجيا، "أميراً" في منطقة النورماندي الشمالية في فرنسا.
وتمثّل ارتكاباته مخالفات صحافية بسيطة تصل عقوبتها الى الخمس سنوات مع غرامة تبلغ 45 ألف يورو، لكن القرار المتعلّق بالإرهاب االصادر عام 2012 قد يعرّض المتهّم للحكم بالسجن.
وكانت السلطات الفرنسية قبضت على مراهقة في طريقها إلى اسطنبول الإثنين الفائت للالتحاق بـ"الجهاد" في سورية.