كيلو مترات قليلة فقط تفصل الجيش السوري عن الاقتحام الأكبر، بلدتا فليطة ورأس المعرة تنتظران موعدهما بعد السيطرة الكاملة للجيش على السحل والجزء الاكبر من مزارع ريما
خليل موسى – موقع المنار – دمشق
كيلومترات قليلة فقط تفصل الجيش السوري عن الاقتحام الأكبر، بلدتا فليطة ورأس المعرة تنتظران موعدهما بعد السيطرة الكاملة للجيش على السحل والجزء الاكبر من مزارع ريما، أما عرسال تتوقع في أي لحظة قطع الطريق الواصلة منها إلى يبرود، ليكون الطوق العسكري السوري اكتمل على البلدة المركزية خلال معارك تحرير القلمون.
في لقاء خاص لموقع المنار مع المحلل السياسي والاستراتيجي كامل صقر، طرحنا عدة أسئلة حول سير العملية العسكرية من الناحية الاستراتيجية، ليؤكد أن "الجيش العربي السوري ركز في بداية عمليته العسكرية على استراتيجية السيطرة على التلال المطلة على يبرود"، لافتاً الى الأهمية الاستراتيجية التي نجح فيها الجيش بسيطرته على مختلف التلال الاستراتيجية المشرفة على يبرود بهدف تحقيق إشراف نيراني على عمق وأطراف يبرود، وعلى المغاور التي تشكل المعاقل الأساسية للمسلحين".
التقدم الكبير الذي حققه الجيش العربي وبرغم اهميته الكبيرة، لا يراه صقر كافيا، لتحقيق تغطية نيرانية مرهقة للمسلحين، فالمسألة كما يراها "تحتاج إلى طوق عسكري، يسيطر على كل مداخل يبرود، في جبال القلمون، والآن يقوم الجيش العربي السوري بهذه المهمة".
المحلل كامل صقر درس الأوضاع الميدانية بشكل دقيق ليصل إلى أنه "برغم كل التقدم ما زال أيضا هناك ممرات بين يبرود والحدود اللبنانية وتحديدا عرسال، وذلك من خلال بلدات رأس المعرة، فليطة، وأيضا رنكوس كلها ممرات مفتوحة، بالتالي عملية تجديد المسلحين والأسلحة ما تزال ممكنة بالنسبة لهم، إذاً مهمة الجيش السوري هي قطع هذه الممرات"، يتابع مضيفاً "باعتقادي يمكن ان يكون هناك عملية اقتحام برية مباشرة على اطراف يبرود ونحو عمق هذه البلدة، المسلحون ينتشرون داخل البلدة بالكامل داخل الاقبية والمنازل وداخل المغاور الأساسية التي تشكل عامل قوة لصالح المسلحين، اللذين ما زالوا يستلمون إمدادات من البلدات المجاورة التي لا يمكن اقتحامها إلا بعمليات نوعية محددة تماما".
نعم المعركة ليست سهلة، هذا الواقع الذي يوصّفه كامل صقر، مستطرداً "لكن واضح تماما عدة نقاط، أولا قرار مطلق لا رجعة عنه بأن يبرود لا بد ان تعود تحت سيطرة الجيش السوري، أعتقد ان الهدف لا يبدو قريبا جدا ولكنه غير بعيد، الجيش السوري زج بنخبة من قواته على مستوى القوات المتخصصة بالأسلحة الثقيلة، وأيضا يحضر وحدات نخبوية للقيام بعمليات الاقتحام البري في حال قُررت ساعة الصفر"، حاسما المعركة من خلال قراءته للمعلومات والمعطيات من الميدان لمصلحة الجيش العربي السوري، دون إعطاء جدول زمني محدد.
"استراتيجية الجيش السوري محكومة بالموقف الميداني حيث الخبرة التي حصّلها خلال الفترة الماضية جعلته يغير استراتيجياته على النحو الذي يناسب المعركة"، جاء ذلك في رد على سؤالنا حول إذا ما كان هناك احتمال أن يكون سيناريو معارك القصير سيتكرر في يبرود، تاركاً للقيادة العسكرية السورية هناك حسم أمورها، لتبقى المسألة حسب اعتقاد كامل صقر "محكومة على مدار اليوم مع المستجدات، ولكن من الممكن ان نتوقع أن يستدرج الجيش السوري الجماعات المسلحة إلى مناطق تكون فيها تلك الجماعات في موقف ضعيف وفي مرمى نيران الجيش السوري، على مستويين النيران الثقيلة من جهة والوحدات الاقتحامية من اخرى".
معركة مغلقة كما وصفها صقر كهذه التي تدور اليوم في القلمون، لا يمكن فيها الحديث بلغة الأرقام، لكن التقديرات الاولية حسب متابعته تتحدث عن خسائر هائلة في الأرواح والعتاد لدى المجموعات المسلحة، بمقابل خسائر لا تذكر للجيش الذي يملك من الإمكانيات ما يكفيه من صناعة نصر جديد.
البوابة مفتوحة امام معركة تطلب ممن يخوضها الإسراع بحسمها، وبما ان الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، فإن الوضع كما تشير الاخبار يسير كما يريده الجيش العربي السوري، مستكملا سلسلة من العمليات العسكرية التي تتيح الانتقال القريب إلى جبهة انتصار جديدة.