عند دخول صحن مقام السيدة الحوراء زينب عليها السلام، تراه كلما عج بالزوار، اتسع أكثر
خليل موسى – موقع المنار – من مقام السيدة زينب (ع)
عند دخول صحن مقام السيدة الحوراء زينب عليها السلام، تراه كلما عج بالزوار، اتسع أكثر، وكلما ارتفع الصوت بنداء التلبية، ترتفع راية حمراء مكتوب عليها اسم "لبيك يا زينب (ع)"، ولم يكن بالإمكان أخذ صورة جماعية لكل الملبين، كما رأتها حفيدة الرسول الأعظم (ص) وهي فخورة بزوارها المحتفلين بميلادها.
أطفال من أبناء المنطقة يدورون بزهور ليوزعوها على كل من يدخل الصحن الشريف للمقام، ويهنؤونه، وعند الالتفات للزوار يتضح انهم من كل بقاع أرض المسلمين بكل مذاهبهم، وكأنها رسالة ان ما يحدث في سورية لن ينال من تماسك المسلمين وتكاتفهم.
يتوسط الصف الأول من الحضور، سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية، الدكتور أحمد بدر الدين حسون،حيث أنهى احتفاليته بقراءة الفاتحة أمام ضريح السيدة الحوراء (ع) والصلاة في محراب المقام، جاء ذلك بعد أن بدأ حديثه بتهنئة الدولة السورية بشعبها وقائدها وجيشها على الصمود الذي أبدوه خلال ثلاثة أعوام من الحرب عليهم، مضيفا على كلام أشار فيه للتكفيرين الذين دخلوا سورية " السيدة زينب التي أرادوا محو ذكرها وأرادوا محو نورها، ها هو يعلو ذكرها، وسوريا اليوم التي يريدون أن يمحى شعبها وأن يتمزق أهلها وأن يضيع ذكرها ها هي اليوم ثابتة بكل أبنائها بكل أطيافها بجيشها بشعبها بقائدها".
المفتي حسون خلال حديثه شبه ما يحدث اليوم في سورية من خلال اجتماع 83 دولة في الحرب عليها بأنه حدث يوما ضد الإمام الحسين والسيدة زينب سلام الله عليهم، ليتابع " فإذا بزينب (ع) تبقى بعد 1400 سنة لأقول لهم ، جميعكم سيذهب كما ذهب الآخرون وستبقى سورية عصية عليكم قائدة للأمة العربية والإسلامية في العودة إلى فلسطين إن شاء الله".
وفي متابعته الحديث عن التكفيريين قال سماحة المفتي " نحن لن نكفرهم كما يكفروننا نحن سندعوهم بالعودة إلى رشدهم لأننا دعاة لا مكفرون، نحن لفلسطين جئنا ".
كما ألقى عدد من السادة والشيوخ كلمات كان فيها تهنئة لكل المسلمين بمولد السيدة زينب (ع) كما أكدوا على الصمود أمام كل ما يواجه سورية من تحديات خلال الحرب هذه التي تخوضها، متمسكين بالانتصار على كل اعداء بلدهم.
لم يغادر احد المقام الشريف بعد انتهاء الاحتفالية إلا وفي قلبه فرحتان: فرحة المناسبة العظيمة، وفرحة الصمود والمشهد الكبير الذي شهدوه اليوم مبشرين السيدة الحوراء زينب بما أكد عليه كل الحضور وقالها سماحة المفتي أحمد بدر الدين حسون مؤكدا عليها "هيهات منا الذلة".