أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-03-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 06-03-2014
واشنطن بوست: أمريكا وحلفاؤها يضيقون الخناق تدريجيا على روسيا
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يضيقون الخناق تدريجيا على روسيا بسبب أفعالها ومواقفها من الأحداث الأوكرانية، كما اتفقوا على إرسال مساعدات مالية لأوكرانيا ومراقبين دوليين فضلا عن طائرات أمريكية إلى المنطقة لافتة إلى أنهم أوشكوا على فرض عقوبات مباشرة ضد موسكو. وأضافت الصحيفة أنه بمجرد الإبلاغ عن أي تحرك روسي بسيط على أراضي شبة جزيرة القرم، تنتاب الاجتماعات الدبلوماسية في أوروبا حالة من الفوضى. ونوهت الصحيفة إلى أول اجتماع مباشر بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى ونظيره الروسي سيرغى لافروف منذ تحول الاحتجاجات بشوارع العاصمة الأوكرانية إلى احتجاجات دموية في شهر شباط الماضي والتى بدورها أطاحت بالحكومة الأوكرانية الموالية لروسيا، فأشارت إلى أنه لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاجتماع، ولكن اتفق فيه على استمرار المباحثات. ونسبت الصحيفة إلى كيري قوله "لم نجر محادثات جادة. طرحنا عددا من الأفكار على الطاولة".. مشددا على الرفض الأمريكي للتحركات العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم. وألمحت الصحيفة إلى أن لافروف لم يظهر في اجتماع منفصل مع كيري ووزير الخارجية البريطانى ويليام هيج ووزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشتشيتسا الذي سافر على متن الطائرة التى أقلت كيرى من كييف.
وتابعت الصحيفة سرد الأحداث الجارية.. مشيرة إلى أنه عند سؤال لافروف في مؤتمر صحفي عن الوزير الأوكراني باعتباره جزءا من الحكومة التي وصفتها روسيا بأنها غير شرعية، كان رد لافروف "من هو؟". ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي في حلف الناتو وصفه الجلسة التى عقدها الحلف بهذا الشأن بأنها كانت "متوترة".. مشيرا إلى الاتهام الذي وجهه أعضاء الحلف واحد تلو الآخر لمندوب روسيا لدى الحلف الكسندر جروشكو حول انتهاك موسكو القانون الدولي في شبه جزيرة القرم تحت عنوان إنهم يدافعون عن الأقلية الروسية كتبرير لموقفهم. وفي السياق ذاته، أضاف الدبلوماسي- الذي رفض الكشف عن هويته- "كان الاجتماع غير مريح إلى حد كبير". وذكرت الصحيفة أنه عند انتهاء الاجتماع، أعلن حلف الناتو عن تعليق تعاونه مع القوات المسلحة الروسية في عدة جبهات متضمنة العملية البحرية المشتركة المخططة الأولى بين الناتو وروسيا لمرافقة السفينة /كيب راى/ الأمريكية التي ستدمر الأسلحة الكيميائية السورية. وأشارت الصحيفة إلى موافقة ممثلى الاتحاد الأوروبى المبدئية على إمداد أوكرانيا بحزمة مساعدات من القروض والمنح يصل إجماليها 15 مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى إعلان الولايات المتحدة الثلاثاء الماضى ضمانات قروض حجمها مليار دولار للمساعدة في تقليل أثر خفض الدعم المقترح على الطاقة على المواطنين الأوكرانيين. وتابعت الصحيفة قولها: أنه من المقرر أن تتم الموافقة على حزمة المساعدات الأوروبية، المشروطة جزئيا بالإصلاحات في الاقتصاد الأوكرانى المترنح، اليوم الخميس في قمة الاتحاد الأوروبى. وقالت إن أوكرانيا قدرت الحجم الكلى للمساعدات الدولية التى يحتاجها الاقتصاد الأوكرانى بـ35 مليار دولار كقروض إنقاذ دولية خلال العامين المقبلين. ونوهت الصحيفة إلى إعلان الاتحاد الأوروبى صباح اليوم الخميس فرض عقوبات على 18 مسؤولا أوكرانيا، بينهم مسئولون سابقون، بتهمة اختلاس أموال الدولة.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بارز في واشنطن إشارته إلى المباحثات التي تجرى داخل الإدارة الأمريكية حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة فرض عقوبات من جانب واحد على المتورطين في الفساد وأعمال العنف الأخيرة في أوكرانيا سواء كانوا أوكرانيين أو روس.. قائلا "نسعى للتنسيق مع الدول الأوروبية لنكون أكثر فعالية". ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسي خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قوله إن نظيره الروسي فاليري جيراسيموف أخبره أمس الأربعاء أن القوات المتمركزة في القرم "ليست نظامية، إنما هم قوات مسلحة مدربة جيدا للرد على التهديدات التى يتعرض لها المتحدرون من أصول روسية في شبه جزيرة القرم". وفي السياق ذاته، طرقت الصحيفة إلى إعلان منظمة الأمن والتعاون الأوروبى، في اجتماع منفصل أمس الأربعاء، إرسال 35 مراقبا دوليا إلى أوكرانيا ينتمون إلى 18 دولة أوروبية بهدف "تبديد المخاوف حول الأنشطة العسكرية غير الاعتيادية". واختتمت الصحيفة تعليقها على الأحداث بالإشارة إلى تحذير الولايات المتحدة وحلفائها لروسيا بعدم نشر قواتها في شرق أوكرانيا حيث يتمركز ذوو العرق الروسي، كما طالبوا روسيا بإعادة قواتها إلى قواعدها في القرم حيت يتمركزون وفقا للاتفاقية الروسية-الأوكرانية والموافقة على إرسال مراقبين دوليين للتحقق من الوضع في القرم وبدء مباحثات مع الحكومة الأوكرانية المؤقتة.
نيويورك تايمز: سحب السفراء توبيخ غير عادي لقطر من دول الخليج الأخرى
اهتمت الصحيفة بقيام كل من السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائهم من دولة قطر احتجاجا على سياستها في الآونة الأخيرة، وقالت إن التوترات اندلعت بين الدوحة والدول الثلاث التي قامت بسحب سفرائها بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين والإسلاميين المتحالفين معها في المنطقة. ورأت الصحيفة أن الجهود المتضافرة لعزل قطر، على حد وصفها، تمثل توبيخا غير عادي لإستراتيجيتها في التحالف مع من زعمت الصحيفة أنهم إسلاميين معتدلين على أمل بسط نفوذها في ثورات الربيع العربي. إلا أن المكاسب التى حققها الإسلاميون تراجعت في الأشهر الأخيرة بعد عزل محمد مرسى في مصر، والأزمة التي يتعرض لها الحزب الحاكم في تركيا والفوضى في ليبيا، والمكاسب العسكرية التي حققتها حكومة سوريا. وحاولت الصحيفة الترويج لفكرة أن موقف دول الخليج يأتي في إطار اعتبارها لمطالب الديمقراطية والإسلام السياسي، تهديدا مزدوجا لسلطتهم، وهو ما كان دائما سببا لرفضهم تكتيكات قطر، على حد زعمها. وتحدثت الصحيفة عن انزعاج السعودية من قطر التي بدت في السنوات الأخيرة كقوة ثقيلة، فاستخدمت ثروتها الضخمة وشبكة الجزيرة التى تمتلكها كأدوات للقوة الإقليمية.. وتفاوضت على اتفاق سلام في لبنان ودعمت المسلحين الفلسطينيين في غزة، وقدمت أسلحة للمعارضة في ليبيا وسوريا، وقدمت ملاذا لقادة الإخوان المسلمين، كل ذلك مع حماية أمنها بوجود قاعدة عسكرية أمريكية مهمة على أراضيها.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن البعض في المنطقة يرى أن خطوة سحب سفراء الدول الثلاث هو القصاص العادل لقطر.. ونقلت عن مايكل ستيفينز، الباحث بالمعهد الملكة للخدمات المتحدة في بريطانيا والمقيم في الدوحة، قوله إن دول الخليج الأخرى ترى قطر طفلا شديد الثراء يمتلك كل هذه الأموال وكل هذه الألعاب الكبيرة ويريد أن يلعب بها لكنه لا يعرف ماذا يفعل. وبالنسبة للغرب، فإن هذا التطور الأخير في السياسات الساخنة في المنطقة يقسم حلفاء مقربين في وقت حرج للغاية. فالدول الخليجية الأربعة تدعم بنشاط المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وجميعها يرى إيران الشيعية منافسا إقليميا، إلا أن الانقسام والخلاف مع قطر يجعل من الصعب على الغرب الآن العمل معهم كجماعة واحدة حول الاهتمامات المشتركة مثل إيران وسوريا. ويقول محللون إنه بالإضافة إلى الاختلافات حول الجماعات السنية، مثل الإخوان المسلمين، فإن قطر ترى إيران باعتبارها مصدر قلق يمكن التعامل معه، في حين تعتبرها السعودية خطرا وجوديا. وهذه التوترات الداخلية تجعل من الصعب على واشنطن طمأنة الحكومات الغاضبة في الإمارات والسعودية بأن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي لن تقوض أمن الخليج.. وهذا الانهيار الدبلوماسي المتمثل في سحب السفراء يحول دون أي أمل لتنسيق جهودهم المتنافسة لدعم المعارضة السورية، وهو هدف غربي آخر. ويقول ستيفنز إن الخلاف بين دول الخليج لا يفيد حقا، مشيرا إلى أن إيران هي المستفيد الوحيد من هذا.
وتابعت نيويورك تايمز قائلة إن أكثر ما أزعج السعودية والإمارات هو توفير قناة الجزيرة منبرا للشيخ يوسف القرضاوي، الذى انتقد بشدة الحكومات الخليجية لدعمها عزل مرسي وخارطة الطريق التي تم الإعلان عنها في الثالث من تموز. وقد استدعت الإمارات السفير القطرى لديها الشهر الماضى لتعبر عن استيائها الشديد من تصريحات القرضاوي التي قال فيها إن الإمارات كانت دائما معارضة للحكم الإسلامي، إلا أن حتى استدعاء السفير لم يقنع القطريين بابتعاد القرضاوي عن مزيد من الانتقادات في الأسبوع التالي، حسبما قال مصطفي العاني، الباحث بمركز أبحاث الخليج في جنيف. وأضاف العاني أن السعوديين والإماراتيين اعترضوا على عدم انضمام قطر لمصر في إعلان الإخوان تهديدا إرهابيا.
نيويورك تايمز: واشنطن تنشر إمدادات هائلة من الغاز للحد من نفوذ بوتين
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأزمة في شبه جزيرة القرم ساهمت في إطلاق عهد جديد لدبلوماسية الطاقة الأمريكية حيث تحاول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نشر إمدادات جديدة هائلة من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة كسلاح للحد من نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا وأوروبا. وقالت الصحيفة "إن الأزمة ساعدت على خروج مبادرة لوزارة الخارجية الأمريكية من أجل استغلال حركة مزدهرة جديدة في إمدادات الغاز الطبيعي الأمريكية كمصدر للنفوذ ضد روسيا التى تمد بنسبة 60% من الغاز الطبيعي لأوكرانيا، ولديها تاريخ في خنق الإمداد خلال النزاعات". وأضافت أن شركة الغاز الطبيعي الحكومية الروسية "جازبروم" قالت هذا الأسبوع إنها لن تقدم الغاز بعد الآن بسعر مخفض إلى أوكرانيا، وهي خطوة تعيد للأذهان عمليات قطع خطيرة أخرى لإمدادات الغاز الطبيعى إلى أوكرانيا وأماكن أخرى في أوروبا في أعوام 2006 و2008 و2009. وأوضحت أن إستراتيجية الإدارة الأمريكية تتمثل في التحرك بقوة لنشر مزايا مواردها الجديدة لخفض مبيعات روسيا من الغاز الطبيعى لأوكرانيا وأوروبا وإضعاف مثل تلك التحركات من بوتين في الأعوام القادمة، مشيرة إلى أنه على الرغم من بقاء روسيا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، فإن الولايات المتحدة تخطتها مؤخرا لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم نظرا للاختراقات التى تحققت في تكنولوجيا التفتيت الهيدروليكى.
ونقلت الصحيفة عن جاسون بوردوف المدير السابق للطاقة وتغير المناخ في مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض قوله "نأخذ حاليا موقفا مختلفا لأننا أصبحنا منتجين كبار للطاقة"، لافتة إلى أنه على مدار الأسبوع الماضى، انضم الجمهوريون بالكونجرس إلى منتجين كبار للنفط مثل شركة "إكسون موبيل" في حث الإدارة الأمريكية على تسريع صادرات النفط والغاز الطبيعى. كما لفتت إلى أنه برغم معارضة المدافعين عن البيئة وبعض الديمقراطيين والشركات الصناعية الأمريكية التي تعتمد على الميزة التنافسية للغاز الطبيعى المحلي الرخيص، إلا أنه في خضم الأحداث لم يلتفت إليهم. ونسبت الصحيفة إلى مدير مكتب موارد الطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية كارلوس باسكوال تأكيده على أن جهود فريقه أضعفت بالفعل نفوذ بوتين وساعدت في خفض اعتماد أوكرانيا على روسيا للحصول على إمدادات الغاز الطبيعي إلى نسبة 60% بعد أن كانت نسبته 90%. وأوضح باسكوال أن فريقه يساعد أيضا الدول على تطوير موارد الطاقة الخاصة بما في ذلك الشراكة مع شركات الطاقة الأمريكية العملاقة، موضحا أنه رغم أن الصادرات الأمريكية المحتملة لن تحل بشكل فوري المشاكل في أوروبا فإنها تبعث برسالة واضحة مفادها أن سوق الغاز العالمية تتغير، وأن هناك فرصة لمزيد من إمدادات النفط لتأتي من أجزاء أخرى من العالم.
فورين بوليسي: سحب السفراء الخليجيين زلزال سياسى ضرب قطر
قالت المجلة إن قطر خسرت الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن الإمارة الغنية بالنفط التى كانت تعتبر القوة الصاعدة في العالم العربي، تتعرض لضغوط الآن من جيرانها للقيام بدور ثانوي. وتقول كاتبة التقرير إليزابيث ديكنسون إن أحد الدبلوماسيين المقيم بالدوحة صرح لها الأسبوع الماضي قائلا، إن الأوقات الطيبة قد ولت، كما لو كان يتنبأ بالزلزال السياسي الذي على وشك أن يضرب الدوحة، وهو قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر. وأشارت فورين بوليسى إلى أن تلك الخطوة تأتى بعد ثلاث سنوات من تنامي التوتر بين قطر والدول العربية الأخرى بشأن كيفية التعامل مع نفوذ الإخوان المسلمين. واعتبرت فورين بوليسى، أن المناورة الدبلوماسية لدور الخليج تأتي في مقدمة السقوط المذهل لقطر التي كانت قبل وقت ليس بطويل يشاد بها كقوة رائدة في الشرق الأوسط.. فعلى مدار العام الماضى، خسرت قطر حلفاء مع الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وقيادات الإخوان المسلمين الذين كانوا من الممكن رصدهم في ردهات فنادق الدوحة يحتسون الشاي ويلتقون الدبلوماسيين، وأصبحوا في السجون الآن. وفي الصيف الماضى، تولت السعودية دور القيادة في سوريا، وحلت محل قطر كممول رئيسي وداعم سياسي للمعارضة. ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء المعارضة السورية المقيم بالدوحة قوله إن قطر تراجعت خطوة للوراء معهم، وأضاف أنها من الناحية السياسية أصبحت في المقعد الخلفي، وربما ليس في السيارة من الأساس. ويقول جيرد نونيمان، عميد كلية الخدمة الخارجية التابعة لجامعة جورج تاون الأمريكية في قطر إن الدوحة ظلت تحاول بنشاط كبير إصلاح والحفاظ على العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات، إلا أنها لن تساوم على أرائها حول ما هو صحيح وسليم أو فعال من أجل إرضاء باقي دول الخليج.
ديلي تلغراف: سحب السفراء من قطر قد يؤثر في الأزمة السورية
أعد ريتشارد سبنسر مراسل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة التلغراف تقريرا حول سحب السعودية والإمارات والبحرين لسفرائها من قطر احتجاجا على ما وصفته بتدخل الدوحة في شؤونها الداخلية. ويقول سبنسر إن السبب وراء تلك الخطوة غير المسبوقة في الخليج يكمن في الأغلب في وصول تلك الدول إلى قناعة بأن الدوحة لا ترغب في إنهاء دعمها لجماعات تمثل مشروع "الإسلام السياسي" في المنطقة، حتى المتطرف منها، إذ يُعتقد أن قطر تسلح جبهة النصرة في سوريا، والحوثيين في اليمن، علاوة على الإخوان المسلمين في مصر. ويضيف أن لقناة الجزيرة دورا كبيرا في ذلك القرار إذ ينظر إليها كلاعب رئيسي في الربيع العربي إذ أفسحت منصتها الإعلامية لأصوات المعارضة التي طالما منعت دولها ظهورها على شاشاتها. لكن الأمر تطور مع تطور الأحداث في مصر منذ عزل الجيش للرئيس محمد مرسي الأمر الذي قد يهدد عروش ملوك الخليج على حد وصف الكاتب. ويردف الكاتب قائلا إن الصراع الممتد منذ فترة طويلة يعكس أيضا المنافسة بين قطر، وهي أغنى دول العالم من حيث دخل الفرد من جهة، والسعودية التي تقود الدبلوماسية الخليجية منذ عقود وحتى اندلاع ثورات الربيع العربي من جهة أخرى. ثم ينقل سبنسر عن ديفيد روبرتس صاحب كتاب صدر أخيرا حول سياسة قطر الخارجية أن الخليج ظن خطأ أن سياسة قطر قد تتغير بتولي الأمير تميم إدارة البلاد بدلا من والده، وهو الاعتقاد الذي ثبت خطؤه فيما بعد. وينهي الكاتب مقاله بأن العالم قد لا يشعر بتأثير فوري لتلك الخطوة، إلا أن هذا التأثير قد يمتد خارج نطاق المخاوف حول النفط والغاز الطبيعي لينعكس أيضا على الأزمة السورية في ظل عدم التنسيق بين السعودية وقطر في عمليات دعم المعارضة المسلحة على الأرض.
فاينانشيال تايمز: سحب السفراء من قطر بسبب سياستها الخارجية المنشقة
اهتمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بإعلان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سحب سفرائها من قطر المجاورة.. معتبرة أن هذا القرار جاء نتيجة إحباط هذه الدول من السياسة الخارجية المنشقة لقطر وواصفة ذلك بالأزمة الدبلوماسية الأسوأ في التاريخ الحديث. ورأت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى – أن الأزمة الدبلوماسية، وهي تصعيد نادر لعملية تفاوض تدور وراء الكواليس، لتصبح خلافا علنيا له أضراره، تشكل التحدي الأكثر صعوبة لحكم أمير قطر الشاب، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ تميم اجتمع مع حاكمى السعودية والكويت في شهر تشرين الثاني الماضى ووعد بوجه جديد للسياسة الخارجية القطرية. ونقلت الصحيفة عن عبد الخالق عبد الله، وهو أستاذ علوم سياسية في الإمارات قوله "وعد الأمير الجديد بأن تتغير الأمور لكنه لم يحقق ذلك".. مشيرا إلى أن هناك رغبة في معاقبة قطر سياسيا ودبلوماسيا. ولفتت الصحيفة إلى أن دول الخليج كانت تعتقد بأن الأمير الجديد سيروج لنهج توافقى أكثر بالنسبة للسياسة الخارجية وينسق بشكل أوثق مع جيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي، وليس القيام بمبادرات سياسة كبرى بشكل فردي. ونسبت الصحيفة إلى مايكل ستيفنز، وهو باحث في معهد الخدمات الموحدة في قطر، قوله"تلقت قطر تحذيرات عدة مرات من جانب دول مجلس التعاون الخليجى من أن سياساتها، خاصة المتعلقة بالإخوان المسلمين، تقف ضد مصالح الأمن المهمة بالمنطقة". وأضاف "كنتيجة لذلك، اتخذت دول الخليج خطوة غير مسبوقة لإعادة قطر إلى المسار الصحيح ومن الممكن اتخاذ خطوات تصعيدية أكثر". ونوهت الصحيفة إلى أن الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي كانت أكثر ما أثر على علاقات دول مجلس التعاون الخليجي بقطر.
معهد واشنطن: عرب دول الخليج في أزمة
في الخامس من آذار، استدعت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سفرائها من قطر، باختيارها نهجاً جلياً جداً للتأكيد على التوترات المتأججة منذ فترة طويلة داخل «مجلس التعاون الخليجي». وهذا الصدع الدبلوماسي - الذي يأتي بعد يوم واحد من توجيه عُمان، عضوة «مجلس التعاون الخليجي»، دعوة إلى الرئيس الإيراني لزيارة السلطنة، وقبل بضعة أسابيع من زيارة الرئيس أوباما المخططة للرياض - يزيد من تعقيد جهود الولايات المتحدة لبناء دعم واسع لسياساتها الإقليمية. وكانت واشنطن تأمل أن لا تؤدي فقط رحلة الرئيس الأمريكي القادمة إلى السعودية إلى طمأنة الملك عبد الله حول سياسات الولايات المتحدة بشأن القضية النووية الايرانية وسوريا، بل إلى أن تكون أيضاً فرصة لكسب تأييد أوسع من دول الخليج العربية.
إن السبب الرسمي الذي أُعطي لاستدعاء السفراء هو فشل قطر في الوفاء [بوعودها] وفقاً لاتفاق لم يعلن عنه مسبقاً وتم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر ومفاده أنه يتعين على قطر أن لا "تدعم أي طرف يهدف إلى تهديد أمن واستقرار أي عضو في «مجلس التعاون الخليجي»". ويفترض أن ذلك هو كناية تعكس الدعم المقدم لأنصار «الإخوان المسلمين» - وهي جماعة تعتبرها السعودية والإمارات على وجه الخصوص بأنها تشكل تهديداً لأنظمتهما السياسية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حكمت محكمة في دولة الإمارات على طبيب قطري بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة دعم "منظمة غير قانونية سرية" يعتقد أنها جماعة «الإخوان». وعلى الرغم من أن لقطر نفس البنية السياسية التي تشكل أنظمة دول الخليج العربية الأخرى - أي ممالك كاملة أو شبه كاملة تتزعمها عائلات مالكة أو أُسر حاكمة، وعلى هذا النحو تتعارض مع أيديولوجية «الإخوان» - إلا أنها تتسامح على ما يبدو مع «الجماعة» طالما توجه طاقاتها نحو الخارج (لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع إقرأ المرصد السياسي 2167. "محاكمات ومحن جماعة «الإخوان» في الخليج").
لقد أسفر تأسيس «مجلس التعاون الخليجي» إلى توحيد المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في ائتلاف دبلوماسي غير مترابط منذ الأشهر الأولى من اندلاع الحرب بين إيران والعراق في ثمانينات القرن الماضي، وتكلل أوج نجاحه بالحفاظ على [سلامة] هذه البلدان المصدرة للنفط وإبقائها خارج ذلك الصراع. بيد هناك توترات داخلية دائمة داخل "المجلس"؛ وكان آخرها الخلاف بين قطر وسلطنة عُمان من جهة والأعضاء الآخرين من جهة أخرى بشأن سياساتهم حول إيران والثورات التي تجتاح العالم العربي (لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع إقرأ المرصد السياسي 2180، "قمة «مجلس التعاون الخليجي» سوف تقيس الثقة الإقليمية في السياسة الأمريكية"). ومن جانبها، لم تستدعي الكويت سفيرها من قطر. وربما يعود ذلك إلى أن حاكم الدولة الشيخ صباح الأحمد الصباح البالغ من العمر أربعة وثمانون عاماً - الذي يتعافي في الولايات المتحدة من "عملية جراحية بسيطة ناجحة" أجريت له نهاية الأسبوع الماضي - كان يسعى إلى التوسط من أجل قيام تقارب بين مصر وقطر قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية في بلاده في وقت لاحق من هذا الشهر.
إن إعلان استدعاء السفراء، الذي جاء في ختام اجتماع وزراء خارجية دول «مجلس التعاون الخليجي» عقد في الرياض، يقدم بعض التوضيحات حول ما إذا كانت السياسة القطرية قد تغيرت منذ انتقال السلطة في حزيران الماضي إلى الحاكم الجديد الشيخ تميم آل ثاني، الذي حل محل والده المتنحي الشيخ حمد بن خليفة. وقد تم أيضاً استبدال رئيس الوزراء ذو النشاط الدبلوماسي المفرط الذي شغل منصبه لفترة طويلة، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بالإضافة إلى وزير الخارجية. واعتقد محللون في ذلك الوقت، أن الشيخ تميم سيكون لاعباً جماعياً بدرجة أكبر في تعامله مع دول «مجلس التعاون الخليجي»، ولكن لا يبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
وتواصل قطر أيضاً مواجهة موقف متزعزع في علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وإيران. وتتأثر العلاقة مع الجمهورية الإسلامية إلى حد كبير من واقع مشاطرة قطر وطهران لأكبر حقل بحري للغاز الطبيعي في العالم. وفي الوقت نفسه، تلعب الإمارة دور المضيف لسلاح الجو الأمريكي في قاعدة العُديد الجوية العملاقة خارج الدوحة، حيث يتم التحكم منها على جميع العمليات الجوية الأمريكية في المنطقة. وكانت القاعدة حيوية للقوات الأمريكية في أفغانستان والعراق وما زال الأمر كذلك بالنسبة لأفغانستان، بيد أن قطر قيدت على ما يبدو نشر القوات الأمريكية التي تهدف إلى ردع إيران. وبدلاً من ذلك نشرت الولايات المتحدة طائرات F- 22S في العام الماضي وفي دولة الإمارات، التي هي أقل تمايزاً في وجهات نظرها حول قدرة إيران على تكدير الأمور وإلحاق الأذى [بدول أخرى]. وتواصل قطر أيضاً استخدام شبكتها التلفزيونية الفضائية "الجزيرة" كأداة هامة للدبلوماسية الناعمة - التي قوضت من مواقف الولايات المتحدة في الماضي.
قد تكون واشنطن على علم بالخلاف الدبلوماسي قبل إعلانه. ففي 4 آذار، تحدث الرئيس أوباما هاتفياً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات؛ وقال بيان صادر عن البيت الأبيض بأنهما "تبادلا وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الإقليمية والتحديات الأمنية المشتركة". ومهما كان تفاصيل حديثهما، فإن الخلاف العلني جداً بين دول «مجلس التعاون الخليجي» الذي ظهر على الملأ في 5 آذار يشكل انتكاسة لدبلوماسية الولايات المتحدة مع حلفائها في الخليج وبند آخر يضاف إلى جدول أعمال الرئيس أوباما في لقائه القادم مع الزعيم غير الرسمي لـ "المجلس"، العاهل السعودي الملك عبد الله.
معهد واشنطن: المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية
لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي
السيناتور دانيال راينر، نائب رئيس اللجنة : السيد ديفيد بولوك هو زميل في معهد واشنطن، ويركز في أبحاثه على الديناميكيات السياسية في الشرق الأوسط. وكان قبل ذلك مستشاراً دبلوماسياً لشؤون الشرق الأوسط الأوسع في وزارة الخارجية الأمريكية. وقدم خبرات استراتيجية حول مسائل الديمقراطية وإمكانيات الإصلاح في تلك المنطقة، بتركيزه بشكل خاص على حقوق المرأة. كما شغل عدة مناصب استشارية أخرى في الوزارة شملت في دول في جنوب آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك أربع سنوات كخبير إقليمي في طاقم تخطيط السياسات. كما عمل السيد بولوك في منصب أستاذ في جامعة هارفارد، وأستاذ مساعد في جامعة جورج واشنطن. وقد سافر على نطاق واسع في دول الشرق الأوسط ولديه شبكة واسعة من الاتصالات داخل الحكومات والأوساط الأكاديمية ورجال الأعمال في جميع أنحاء المنطقة. لذلك فهو خبير مختص في هذه القضايا.
أشكرك على المثول أمامنا لتوضيح فهمنا للوضع الحالي في المنطقة، ولا سيما فيما يتعلق بعملية السلام. لقد أنجزَتْ لجنتنا في الماضي الكثير في هذه المسألة، لكن الوضع يتطور كل يوم، لذا من الضروري تقديم تحليل محدَّث بصفة منتظمة. من أجل فتح باب النقاش، اسمحوا لي أن أطرح سؤالاً عاماً جداً:
س: ما هي بنظرك الأسباب الرئيسية لحالة الجمود في عملية السلام، وهل يمكن للمرء أن يأمل في استئناف هذه العملية بطريقة منطقية؟ ديفيد بولوك: شكراً جزيلاً لكم. جئت هنا لأعرض آرائي حول الوضع الراهن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفي المفاوضات التي تجري برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. إن الوضع ليس واضحاً جداً. لكنني أرى إن ذلك مؤشر جيد في الواقع. فللمرة الأولى خلال عشرين عاماً، منذ اتفاقات أوسلو، نجح كلا الطرفين في الحفاظ على سرية تفاصيل المفاوضات. وهذا شيء جيد. إن منع التسريبات يزيد من احتمالات المضي قدماً في اتخاذ قرارات معقولة.
ألاحظ أن المتشددين من كلا الجانبين يعارضون هذه المفاوضات. على سبيل المثال، انتقد الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت اقتراح السيد بنيامين نتنياهو حول إمكانية بقاء بعض المستوطنات على ما هي في ظل سيادة فلسطينية. ربما يكون هذا مجرد حُلم أن ترى المستوطنين آمنين على ذلك الحال؛ لكن السيد بينيت قال إن ذلك "جنون". لذا إذا أصبح المتشددون أكثر تطرفاً، فيعني ذلك أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، بمعنى آخر أنهم جادون في هذه المفاوضات. لقد بدأ المتشددون يتصورون إمكانية التوصل إلى اتفاق، على الأقل من حيث المبدأ. وبمجرد التوصل إلى اتفاق إطاري من هذا القبيل، يمكن أن تستمر المفاوضات، دون قيام فلسطين بالانضمام إلى الأمم المتحدة من جانب واحد، دون اندلاع انتفاضة....إلخ...
وفيما يتعلق بالجانب الفلسطيني كذلك، أشير إلى أن السيد عباس قال في مراسم تأبين نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا - لقناة التلفزيون "العربية" وباللغة العربية - إنه لا يدعم المقاطعة ضد إسرائيل. وبدلاً من ذلك، يسعى إلى التفاوض مع إسرائيل. وهذا أمر لافت للنظر ومثار تناقض على حد سواء، حتى إن المرء يجد في أوروبا حركات تدعم مقاطعة كهذه. وعندما حاول بعض الفلسطينيين لاحقاً التقليل من أهمية موقف عباس، كان ذلك مؤشراً جيداً أيضاً. عندما يقوم المتشددون من كلا الجانبين بانتقاد سياسة قادتهم، فذلك يعني أن القادة يتجهون نحو التوصل إلى اتفاق. هناك بعض العقبات التي تعترض عملية السلام وهي معروفة جيداً، أي العقبات "التقليدية" : مسألة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأمن إسرائيل بعد التوقيع على اتفاق، والمسائل المتعلقة بالقدس، واللاجئين، والمستوطنات. ولكن في الوقت ذاته، أظهرت الأبحاث التي أجريتها أن هناك عقبات أخرى، غير معروفة بصورة كبيرة، تعترض طريق المفاوضين وهي: خطابات الكراهية والتحريض على العنف من كلا الجانبين. ورغم ذلك، فإن الكفاح ضد هذه المشكلة يوفر فرصة أيضاً - لأن ذلك يمكن أن يساعد في حل مشاكل أخرى. دعونا نميز بين طبيعة خطاب الكراهية هذا والتحريض على العنف من كلا الجانبين.
في إسرائيل، تتعلق المشكلة بالأفراد. فقد يكونوا مستوطنين، من بينهم قليلين ممن يرتكبون العنف ضد الفلسطينيين. لكن هذا ليس مصرحاً به من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تكافح هذه الظاهرة بقوة في الوقت الراهن؛ رغم أن ذلك جاء متأخراً. على سبيل المثال، إن وزير الدفاع، السيد يعلون، المعروف بشدته في الأمور التي تتعلق بأمن إسرائيل، وصف المعتدين على القرى الفلسطينية بأنهم "إرهابيين"، مشيراً إلى أنه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تكافح ضدهم بنفس الطريقة التي تكافح بها ضد الإرهاب الفلسطيني. لكن المؤسف على الجانب الفلسطيني، بدءاً من الرئيس عباس، مروراً بحكومته، وحتى وسائل الإعلام الرسمية، يجب أن يلاحظ المرء أنه في كل يوم، يُعتبر الإرهابيون الفلسطينيون الذين قاموا باعتداءات أبطالاً. وهذا هو الخطاب الرسمي، الذي يعمل ضد السلام ويشجع على القيام بأعمال العنف والإرهاب. إن هذا يعكس ازدواجاً في الخطاب ويبعث رسائل مختلطة، حيث يعلن السلام والتسامح من جهة، ويدعم العنف ومعاداة السامية من جهة أخرى. وأنا لا اتحدث هنا عن حركة «حماس» في غزة.
وكل يوم، يطلق التلفزيون الفلسطيني الرسمي على اليهود أسماء كـ "جرذان" و"حيوانات". وهذا كلام بغيض. كما يرى المرء - على صفحة "الفيسبوك" الرسمية للمدارس الفلسطينية - صوراً لهتلر وكذلك رسوم متحركة أخرى توضح أقوال من "الحديث" بأنه يتعيّن على المسلمين قتل اليهود قبل "يوم القيامة". وتوخياً للعدل والنزاهة، يجب على المرء أن يدرك أيضاً أنه رغم ذلك، شهد الخطاب الفلسطيني بعض التقدم. على سبيل المثال، أصبحت الكتب الدراسية الفلسطينية أفضل مما كانت عليه في السابق. لكن لا تزال هناك العديد من المشاكل منها كثرة التحريض وخطاب الكراهية. لقد توصلتُ إلى نتيجة مفادها أن هذه مشكلة خطيرة، لكنها قابلة للحل. ويستطيع المرء أن يتصور وجود مساعي دولية لمكافحة هذه الكراهية. على سبيل المثال، إذا اعترضت الحكومات الأوروبية ضد بناء المستوطنات الإسرائيلية، فهذا أمر مشروع. لكن لماذا لا تحتج كذلك ضد خطاب الكراهية الفلسطيني الرسمي؟
وإذا استمرت الحكومة الفلسطينية على هذا المسار، فلن يوافق الجمهور الإسرائيلي في أي استفتاء على التسوية التي ستقترح في الاتفاق الإطاري لعملية السلام - بعلمه أن الفلسطينيين يريدون أن تشمل أراضيهم يافا وحيفا، وأكثر من ذلك. لذا يتعيّن على أي طرف يريد السلام أن يكافح خطاب الكراهية. ويمكن للمرء أن يربط تقديم المساعدات المالية الأوروبية والأمريكية إلى السلطة الفلسطينية على وقفها لمثل هذه الكلام. ويستطيع المرء أن يدين مثل هذا الخطاب على أعلى المستويات، بينما يتمكن أيضاً أن يشجع الرسائل الإيجابية. وعندما يقول عباس إنه يعارض المقاطعة لا يعرب نتنياهو عن تقديره لذلك. وهو الأمر عندما يتخلى السيد عباس عن رغبته في استخدام حقه في العودة باعتباره لاجئاً من قرية صفد. ومع ذلك، ففي الوقت نفسه يجب على المرء أن يتذكر أيضاً أن السيد عباس يقول إن الإرهابيين أبطال. لذا يصل المرء إلى الاعتقاد أن الرسائل الفلسطينية ليست صادقة. وبلا شك هذه ليست المشكلة الوحيدة في عملية السلام في الشرق الأوسط. كما أنها ليست شرطاً مسبقاً للمفاوضات. وإنما هي مشكلة خطيرة بما يكفي لرفع أهميتها في تلك المفاوضات. وإذا قام جانب بذلك، فإن هذا يمكن أن يساعد في حل مشاكل أخرى. أنا متفائل بشأن احتمالات تحقيق السلام. بيد،إن إحدى الوسائل لتحقيقه هي تحديداً مكافحة التحريض على الكراهية من قبل الفلسطينيين.
الإجابات على الأسئلة
حول "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" : صحيح أنه في الوقت الذي لا يدعم فيه الفلسطينيون رسمياً المقاطعة ضد إسرائيل، إلا أنهم يدعمون المقاطعة ضد المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية. وفي بعض الحدود المعقولة، هناك ما هو شرعي في ذلك؛ ولكن في معنى آخر، إن هذا لا يشجع السلام. ففي حالة يكون هناك فيها سلام، سيكون من الضروري العيش معاً. وبدلاً من ذلك، يمكن لهذا النهج أن يؤدي إلى قيام حالة من الخوف والقلق، ومقاومة تقديم أي تنازلات. وذلك لا يخدم مصالح الفلسطينيين أنفسهم. وفي أوروبا، هناك حركة تدعم المقاطعة ضد إسرائيل. وهذا غير منطقي وغير معقول. وبدلاً من ذلك ينبغي على المرء أن يشجع الطرفين على التواصل مع بعضهم البعض.
حول سوريا وإيران والسلطة الفلسطينية و «حماس» : فيما يتعلق بسوريا، أود أن أقول إن الوضع الحالي يمثل كارثة إنسانية وسياسية وعسكرية، للسوريين وللمنطقة بأسرها. والنقطة الصغيرة الوحيدة الجيدة في ذلك هو قرار إسرائيل عدم التدخل، وعدم الانجرار إلى هذا الصراع. لقد كان ذلك خياراً إسرائيلياً. وشخصياً لديّ العديد من الانتقادات لسياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا. فقد كان بإمكان واشنطن أن تدعم المعارضة لمساعدة الديمقراطية. ولم يفوت الأوان بعد، لكني لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستغير سياستها. وحتى الآن لم يفضي مؤتمر جنيف إلى أي نتائج. فهو حرفياً لعبة دبلوماسية "محصلتها صفر". منذ وقت ليس ببعيد، كنت شخصياً على الحدود السورية التركية. رأيت اللاجئين، والمقاتلين الجرحى. وأعتقد إننا سننظر في المستقبل إلى الوضع السوري كما ننظر اليوم إلى رواندا، أو يوغوسلافيا السابقة. وحول إيران، لا أعتقد أن هذا الملف مرتبط بشكل مباشر بالقضية بين إسرائيل والفلسطينيين. يجب على صناع القرار الفلسطينيين والإسرائيليين الاتفاق على عدم السماح للقضية الإيرانية بأن تعصف بمناقشاتهم الثنائية وعدم استخدام المشكلة النووية لتجنب الاستمرار في طريق السلام. إن المشكلة المحلية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني تختلف عن القضية الإيرانية الإقليمية. ولكن في الوقت نفسه، تعاني «حماس» من تآكل الدعم من إيران وسوريا، بسبب الأزمة داخل سوريا والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات. كما تعاني الحركة من تغيير النظام في مصر. وهذه الخسارة للقوة الدافعة التي تواجهها «حماس» تشكل فرصة تسمح للسيد عباس تحقيق مكاسب في الحياة السياسية الفلسطينية على حساب الحركة. وبالكاد تحتج «حماس» ضد عملية السلام. لكنها لن تغير مطلقاً إيديولوجيتها المتمثلة برفض وجود إسرائيل.
حول السلام والسياسة الداخلية، على كلا الجانبين : رفضت السلطة الفلسطينية في مناسبتين منفصلتين عروضاً بقبول تسوية مرضية من جانب إسرائيل، وكان آخرهما في عام 2008. ويعطي ذلك أسباباً للإعتقاد بأن القادة الفلسطينيين قد لا يريدون نهاية دائمة لهذا الصراع. ومع ذلك، يوافق الرأي العام الفلسطيني على ضرورة التوصل إلى تسوية تاريخية. وقد تم رفض ذلك مرتين، ولكن ربما تكون المرة الثالثة هي التي تحظى بالقبول.
لدينا تشبيه تاريخي : السلام بين إسرائيل ومصر. فلفترة طويلة كان ذلك يعتبر مجرد حلم وأمراً مستحيلاً ومنافياً للعقل. ولكنه أصبح حقيقة واقعة. وينبغي للمرء أن يلاحظ أنه على الرغم من حكم «الإخوان المسلمين» [في مصر لفترة دامت عام]، استمر هذا السلام. لذلك فعلى المدى الطويل، هناك على الأقل إمكانية للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفيما يتعلق بالمهاجرين الروس في إسرائيل، أراهم يتمتعون بقدر كبير من الواقعية. فهم ليسوا أيديولوجيين - وهذا شيء اكتسبوه على الأرجح من تجربتهم في الاتحاد السوفياتي. والشيء الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو مستوى المعيشة. فقد صوتوا لصالح السلام في الانتخابات التي فاز فيها اسحق رابين عام 1992. وهم ليسوا مناصرين متجانسين من مؤيدي أفيغدور ليبرمان، رغم أن أصوله تعود إلى الاتحاد السوفيتي السابق. وقد أصبحوا في نواح كثيرة أكثر انخراطاً في المجتمع الإسرائيلي ككل.
حول المستوطنات والحقائق على أرض الواقع : فيما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية والجدار أو الحاجز الأمني، سوف أعطيكم جواباً مفاجئاً : هذا الجدار هو مؤشر واضح وملموس على أن إسرائيل لا تريد الحفاظ على الغالبية العظمى من الضفة الغربية. فالجدار يشمل فقط نحو سبعة في المئة من أراضي الضفة الغربية. وهو يخدم مصالح مكافحة الإرهاب. وقبل تشييد ذلك الجدار مباشرة، كان هناك 1000 إسرائيلي من ضحايا الإرهاب، ومنذ ذلك الحين لم تقع أي أحداث تُذكر. كما أن الجدار يدعم السلام: فهو دليل على أن إسرائيل لا ترغب في ضم الضفة الغربية. ويمكنه أن يشكل أساساً لحدود جديدة. فالإسرائيليون والفلسطينيون يتفقون حول تبادل الأراضي بصورة متقابلة. ولا تشكل المستوطنات مشكلة كبيرة حقاً. فمعظم البناء الجديد هو داخل الجدار. ويمكن للمبادلات الإقليمية أن تحل 90 في المئة من هذه القضايا. وعلاوة على ذلك، يدرك الفلسطينيون الطبيعة الرمزية أساساً للأعمال الإنشائية الجديدة في المستوطنات.
حول سياسات الرئيس أوباما : تتركز أولوياته على الشؤون الداخلية. والتدخل العسكري في سوريا هو خارج نطاق البحث. ويقيناً، لقد سمعنا جميعاً أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة "، ولكن هذا غير واقعي. فالرئيس الأمريكي لا يزال يدعم التوصل إلى حل دبلوماسي لهذا الصراع. وربما تعلَّم أيضاً درساً آخر من فترة ولايته الأولى وهو : يجب الضغط على كلا الجانبين، وليس فقط على إسرائيل، لكي يتم تحريك القضايا المتعلقة بعملية السلام. إن إسرائيل هي في الواقع الطرف الأقوى. ولكن لا يتوجب على الطرف الأقوى فقط أن يوفر فرصاً للسلام.
حول عباس ونتنياهو وروحاني : السيد محمود عباس ليس عرفات، والسيد بنيامين نتنياهو ليس رابين. فكلاهما واقعيان. على سبيل المثال، قرر السيد نتنياهو أنه لمصالح إسرائيل نفسها، ومن أجل طبيعتها اليهودية والديمقراطية، هو يحتاج إلى إنهاء الاحتلال. لقد تغيّر نتينياهو. لكنه لم يقرر بعد بشكل كامل فيما إذا كان السيد عباس شريكاً حقيقياً للسلام أم لا. أما بالنسبة للسيد روحاني، فإنه يود أن يرى قيام تعاون ويريد حل القضية النووية وقيام انفتاح على العالم... ولكن ليس لدى روحاني أي كلمات طيبة بشأن إسرائيل. فالمرء لا يسمعه يتفوه بأي كلمة سلام في ذلك الاتجاه. بل على العكس من ذلك، هو يريد أن تلعب إيران دوراً جديداً، بل إنه لا يتطرق حتى إلى التفوه بكلمة "إسرائيل". نعم، انه يختلف عن السيد أحمدي نجاد. لكن هذا ليس كافياً. لقد سعد الإسرائيليون سراً بانتخاب روحاني، لكن إيجابية انتخابه لا تزال غير كافية. لقد قبل السيد نتنياهو فكرة إجراء لقاء مع السيد روحاني في دافوس، من بين أمور أخرى، ولكن الإيرانيون لم يستجيبوا لذلك.
حول الديموقراطية الإسرائيلية : يقيناً، إن المؤسسات الإسرائيلية معقدة، ولكن إسرائيل دولة ديمقراطية. ليس هناك ما هو بسيط في الديمقراطية. وعلى العكس من ذلك، كل شيء هو عملية طويلة. لقد تم الآن قبول مبدأ قيام دولة فلسطينية، حتى بين اليمين، حتى في صفوف الليكود، حتى بين الأحزاب الدينية. وأخيراً، سوف يكون هناك استفتاء إسرائيلي حول أي اتفاق سلام. وإذا فضل الرأي العام التوصل إلى حل وسط، فإن ذلك يمكن أن يحل المشكلة السياسية الداخلية ذات الصلة في البلاد.
عناوين الصحف
سي بي اس الاميركية
• مسؤول أفغاني: غارة جوية للناتو تقتل 5 جنود أفغان.
التايم الاميركية
• الفلسطينيون يقولون أن حركة مقاطعة إسرائيل هي سبيل للوصول إلى السلام.
ديلي تلغراف
• اسرائيل تقول انها صادرت شحنة صواريخ متجهة إلى غزة من إيران.
الاندبندنت البريطانية
• وزير الخارجية الايراني يسخر من 'وهم' أن البلاد ستنتهي تخصيب اليورانيوم تماما.
• محكمة إيرانية تصدر حكما باقتلاع عيني رجل أعمى فتاة في هجوم بالأسيد.
فايننشال تايمز
• اسرائيل تطلق النار على مقاتلي حزب الله في الجولان.
نيويورك تايمز
• جهود الولايات المتحدة لحل دبلوماسي لأزمة روسيا وأوكرانيا تفشل.
• 3 دول خليجية تسحب سفراءها من قطر بسبب دعمها للإسلاميين.
الغارديان البريطانية
• القوات الإسرائيلية تستولي على صواريخ إيرانية متجهة الى غزة.
• الولايات المتحدة وروسيا تفشلان في التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا في يوم من الدبلوماسية المحمومة.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها