تواصل مؤسسة الأزهر ممارسة دورها المفضّل في التدخل لمنع مؤلفات أو أفلام ترى أنّها مخالفة للشريعة الإسلامية.
تواصل مؤسسة الأزهر ممارسة دورها المفضّل في التدخل لمنع مؤلفات أو أفلام ترى أنّها مخالفة للشريعة الإسلامية.
محمد الخولي / جريدة الأخبار
مع الإعلان عن موعد طرح فيلم «نوح» للمخرج دارن أرونوفسكي في الصالات المصرية، بدءاً من 26 آذار (مارس)، سارع الأزهر إلى إصدار بيان يرفض فيه عرض الفيلم الأميركي، مطالباً «الجهات المختصّة بمنعه».
بيان الأزهر، الذي حصلت «الأخبار» على نسخة منه، أورد أنّ الأزهر وشيخه وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية «يجددون رفضهم لعرض أيّ أعمال تُجسِّد أنبياءَ الله ورسلَه وصحابة رسول الله محمد»، معتبراً أنّ هذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، و«تمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين».
وأشار إلى أنّ عرض «نوح» في الصالات المصرية «أمر محرم شرعاً، يمثّل انتهاكاً صريحاً لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور». وأضاف إنّه وفقاً للدستور الجديد للبلاد، يعدّ الأزهر المرجعية الوحيدة في الشؤون الإسلامية. ولذلك، فهو «يطالب الجهات المختصة بمنع عرض الفيلم».
الغريب في أمر الأزهر أنّه لم يشاهد أي نسخة من الفيلم قبل التوصية برفض عرضه. عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر محمد الشحات الجندي قال لنا «لم نشاهد الفيلم، لكن ما نشر في الصحف يتحدث عن أنه يجسد شخصية نبي الله نوح». وأضاف إنّ الفيلم الذي يؤدي بطولته راسل كرو، قد يفتح الباب أمام المنتجين المصريين للإقدام على أعمال مشابهة تجسد شخصيات الأنبياء والرسل وصحابة النبي محمد.
بدوره، قال الأمين العام لهيئة كبار العلماء عباس شومان إنّ «تجسيد الأنبياء حرام شرعاً، وكل القائمين على هذا العمل أو المروجين له ومشاهديه جميعهم آثمون»، مؤكداً أنّ الأزهر أعلن اعتراضه الواضح والصريح على عرض الفيلم في مصر.
«الدعوة السلفية» هي الأخرى رفضت عرض «نوح». قال المتحدث باسم مجلس إدارة الدعوة علي حاتم إنّ العمل «تطاول على المقدسات الدينية». وأشار إلى أنّ قصص الأنبياء والصحابة تنقل من خلال حوار تأثيري في الفيلم، وينسب الكلام للنبي أو الصحابي قبل النطق به من دون تجسيد أو تشخيص. وعن سبب اعتراضهم، قال حاتم إنّه لا يجوز لمن يجسد دور نبي أو صحابي العودة إلى ممارسة أدواره السينمائية الأخرى، كتجسيده دور لصّ أو داعر أو سكير. وأضاف إنّ «الغرب، الكافر بوجود الله، لا تخيفه أو تقلقه الإساءة للأنبياء والصحابة».
وأكد حاتم، هو الآخر، أنهم لم يشاهدوا الفيلم. هكذا، قد لا تعرض الصالات المصرية الشريط الذي يطرح هذا الشهر أيضاً في الصالات اللبنانية. الأمر منوط بـ«هيئة الرقابة على المصنّفات الفنية» التي يرجّح أن تذعن للأزهر كما أذعنت قبلاً للكنيسة القبطية ومنعت عرض فيلم «شيفرة دافينشي» في القاهرة قبل سنوات.